دروس في الحياة والقيادة تعلمتها من قائد الإنسانية الشيخ زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في 28 أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية، تقديراً لدورها المحوري في النهوض بالمجتمع، وتكريماً لما حققته من إنجازات في مختلف الصعد والمجالات، وإسهاماتها في مسيرة التنمية والتطور لإرساء أسس مستقبل مشرق لدولة الإمارات. وبصفتي امرأة إماراتية، فإنني فخورة بتصدر الإمارات إقليمياً في تمكين المرأة وتفعيل دورها باعتبارها شريكاً أساسياً في بناء الوطن، والفضل في ذلك يرجع إلى قيادتنا الحكيمة التي لطالما حرصت على تطوير وإطلاق طاقات الكوادر الوطنية، رجالاً ونساءً.

ومن واقع تجربتي الشخصية في القطاع الإعلامي، فأنا أرى نتيجة هذا التمكين بصورة يومية، فالمرأة الإماراتية تألقت في مختلف مجالات الإعلام، من إبداع المحتوى وحتى قيادة المناصب الإدارية.

وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية، المُقام هذا العام تحت شعار «المرأة على نهج زايد»، أوّد أن أسلط الضوء على بعض القواعد التي تعلمتها عن مؤسس الدولة وباني نهضتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتي أدعو جميع أفراد المجتمع إلى العمل بها اليوم وكل يوم.

ابدأ بنفسك ومكّن للآخرين

حث الشيخ زايد الكوادر الوطنية على العمل الجاد لإطلاق العنان لطاقاتهم وإمكانياتهم، مؤكداً «أن أولى واجبات المواطن أن يعمل ليل نهار على رفع مستواه وبالتالي رفع مستوى أمته». ومع هذا التشجيع أصبح شعب الإمارات معروفاً بهمة أبنائه واجتهادهم للتحسن المستمر وبكرمهم الإيثاري.

ويزخر قطاعنا الإعلامي بالعديد من الإماراتيات اللواتي أفتخر بهن لتمثيلهن هذه القيم، إذ يدفعن بحدود الإبداع والابتكار بعزيمة وإصرار ليكن حاضرات على الساحة الإعلامية ولتكون الإمارات حاضرة وبقوة على الساحة الدولية، مثل الفنانة المبدعة نجوم الغانم التي تمتلك العديد من المواهب فهي فنانة وشاعرة وكاتبة سيناريو ومخرجة سينمائية حائزة جوائز عدة، والمخرجة الإماراتية الصاعدة عائشة الزعابي التي حازت أفلامها القصيرة مجموعة من الجوائز الإقليمية والدولية.

الإماراتية أسماء الشامسي مثال رائع، فقد نجحت أسماء في الجمع بين خبرتها كمعلمة للأطفال من أصحاب الهمم وحبها للأداء لتجعل شخصية «شمس» في برنامج الأطفال الشهير «افتح يا سمسم» إحدى أحب شخصيات البرنامج، ومن خلال هذه الشخصية استطاعت استعراض دروس رائعة وقيم عظيمة في الحياة بهدف تعزيز وعي شباب المنطقة وتوجيههم إلى المسار الصحيح.

استثمر في المواهب

منطقتنا من أكثر الشعوب شباباً في العالم، إذ يشكل الشباب ممن لا تزيد أعمارهم على 25 عاماً أكثر من نصف عدد السكان، ولهذا مستقبل وطننا بيد الشباب، فهم الطاقة وبسواعدهم تنهض دولتنا، وهو ما كان يدعو إليه دائماً الشيخ زايد حين قال: «الشباب هو الثروة الحقيقية».

وانطلاقاً من هذه القناعة، فإننا نخصص وقتاً ومجهوداً كبيرين في إعداد الكوادر الشابة.

رد الجميل للمجتمع

علمنا الوالد المؤسس أن نكون مجتمعا متعايشا متماسكا، يسارع في المشاركة والتبرع والدعم بكافة الطرق، إذ قال: «إن الثروة الحقيقية هي العمل الجاد المخلص الذي يفيد الإنسان ومجتمعه، وأن العمل هو الخالد والباقي، وهو الأساس في قيمة الإنسان والدول».

إن العطاء غير مقتصر على العطاء المالي، فهو يقوم بالأساس على ترك أثر إيجابي في حياة من حولنا سواء كانوا من أفراد عائلتنا أو أصدقائنا أو زملائنا أو من أفراد المجتمع الذي نعيش فيه.

وإضافة إلى ذلك، لا بد من العمل بشغف وعزيمة، فذلك يكمل المبادئ التي أتبعها والتي تضم العمل الجاد، والحرص على تطوير الذات، وتمكين الآخرين، والمساهمة في تطوير المجتمع، وأستلهم يومياً من الكثيرين الذين يشكلون مجتمعنا النابض في أبوظبي والإمارات بوجه عام.

إن إرث الشيخ زايد واضح فيما تركه من قواعد وقيم في أجيال عاشت زمنه وأخرى تعيش ذكراه.

الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي وtwofour54

 

Email