مثقفون:محمد بن راشد أعطى كل مسؤول المساحة الواسعة للإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مثقفون وأدباء وكتّاب أن ما تحدّث به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريداته على حساب سموه في «تويتر»، أمس، عبر وسم «علّمتني الحياة»، إنما يعكس خبرة القائد الناجح الذي يملك الرؤية الواضحة والقرار الصائب، ويرى مصلحة شعبه ووطنه هي الأهم، وبالتالي وضع السلطة في خدمة الشعب، وأعطى المساحة الواسعة لكل مسؤول للعمل والإبداع، وتلك هي القيادة الملهمة والحيوية الحريصة على التميز والتقدم والنهوض بكل الطاقات الابداعية.

تجربة

وقال سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، لـ«البيان»: «ما تحدّث به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، جاء بعد صولات وجولات طويلة في هذه الحياة، كما أنه يتحدث عن تجربة الإمارات حكومةً وشعباً، متمثلةً في الإنجازات الموجودة على أرض الواقع». وأضاف: «كما هو معروف، إن سموه سياسي محنك وإداري ناجح، يعرف متى وكيف يفصل بين السياسة والإدارة، وبلا شك إن حديث سموه عن السلطة في خدمة الشعب إنما ينبع من مفاهيم الإدارة الحقيقية، ويجعل ذلك من الشعب مسؤولاً، وبالتأكيد عندما نرى حكومة مستقرة وواضحة في تعاملها، فذلك يعطي كل مسؤول مجالاً واسعاً للإبداع في العمل، ويمكّنه من الاستغلال الأمثل للموارد البشرية الموجودة».

وأشار النابودة إلى أن توافر العامل الذهني المستقر بالدرجة الأولى إنما يسهم في خلق القرار الصحيح، وبيّن أن سموه يختزل في كلماته معاني كثيرة في السياسة والإدارة. وأكد النابودة أن الإمارات تشكّل نموذجاً ناجحاً، وتُثبت كيف يمكن تحقيق النجاح بالتفريق بين السياسة والإدارة.

نبراس

أما أحمد المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع التلفزيون والإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام، فقال: «بلا شك، إن ما أدلى به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إنما يكشف لنا عن عمق الحس الإداري الذي يتمتع به سموه، وما يتمتع به من شخصية قيادية فذه، استطاعت أن تنقل دبي وكذلك الإمارات إلى مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان، ليثبت لنا أن أي حضارة لا يمكن لها أن تقوم من دون توافر عناصر القيادة المتكاملة.

وأضاف: «ما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ويقوله إنما يشكّل لنا نبراساً قوياً، يضيء لنا الطريق نحو المستقبل، ويضعنا دائماً في تحدٍّ مع أنفسنا، ويعمل على تحفيزنا من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة القادرة على تقوية أسس الدولة».

إشراك الشباب

وقال الدكتور راشد المزروعي، باحث في الأدب والتراث الشعبي: « في تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نرى فكر سموه الإداري الصادق في فكر الإدارة الحازمة والصادقة في تطوّر الدول النامية، فهذا التطوّر لا يقوم على أكتاف السياسيين فحسب، وإنما على أكتاف العلماء والمفكرين، ودور هؤلاء مهم جداً في بناء الدول، ولكن برغبة صادقة ممزوجة بحب الوطن، بهدف الإسهام في نهضته ورقيّه». وأضاف: «يجب أن يفسح السياسيون لهؤلاء المتخصّصين المجال للعمل في البناء والإدارة، بينما يظل السياسي هو المسؤول الأول والأخير عن توفير التسهيلات لهذا الفرد المتخصص، وتهيئة المكان والجو الملائم له للإنجاز، لا أن يقف ضدّه، بل يستبعده، وقد حدثت هذه الأمور كثيراً، وتحدث في كثير من الدول».

وتابع المزروعي قائلاً: «السياسي فعلاً هو أداة لتسهيل وتهيئة عمل الإداريين، وفسح المجال لهم، ومنحهم التسهيلات اللازمة لإبداعهم في شتى المجالات».

أفكار

وأشار الروائي علي أبو الريش إلى أهمية وعمق ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وقال: «ليت كل السياسيين يستمعون إلى هذه التغريدة، ويفهمون معناها، فالإنسانية ليست بحاجة إلى السياسة كمنظومة بقدر ما هي بحاجة إلى حاكم وفي». وأوضح: «مثالنا في الإمارات أن من بنى هذه الدولة العظيمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو شاعر ومفكر، بنى الإمارات بلا أجندات سياسية». وتابع أبو الريش: «على أثره ومنواله تسير قيادتنا الرشيدة، بخطى هذا القائد الذي بنى الإمارات على أسس أخلاقية، بعيداً من الأجندات السياسية التي خربت ودمرت وما زالت تخرب العالم».

التنمية المستدامة

وقال الباحث والشاعر محمد عبد الله نور الدين: «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يتكلم من عمق تجربته، ويقول حقائق عن السياسيين، وأسس إن لم يتحلوا بها من الصعب أن يقودوا بلدانهم إلى التقدم والتطور».

وأضاف: «لأن السياسيين إن نظروا إلى المصالح ولم يؤدّوا دورهم الحقيقي وركنوا على السياسة وحدها بلا تنسيق يجمع جميع الاختصاصات، ونظروا كما يحدث عند البعض الآن إلى المصالح في علاقاتهم الدولية، فإن هذا يؤثر في التنمية». وذكر: «هناك دول تضحي بالتنمية بمقابل مصلحة السياسيين الذين يحكمونها، وهو ما يؤدي إلى المشكلات المتزايدة». وقال نور الدين: «لمست من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن دور السياسة هو الإدارة أي (الإدارة السياسية) التي تجمع وتنسق ما بين كل المجالات، فالسياسة وحدها لا تؤدي إلى شيء».

Email