منال بنت محمد: تعليم الفتيات ركيزة أساسية للتنمية المستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم؛ حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، أن التعليم الجيد للفتيات ركيزة أساسية تستند عليها التنمية المستدامة اجتماعيا واقتصاديا في كافة الدول، فهو يسهم في الحد من عوامل الزواج المبكر ويتيح للمرأة وأبنائها فرصاً أفضل لحياة صحية وينمي وعيها بحقوقها وواجباتها ويوفر لها القدرة على المشاركة في العمل وكسب الدخل، ما يؤثر إيجاباً في الوضع المالي والاقتصادي لها ولعائلتها والاقتصاد الوطني بصفة عامة، كما تصبح لديها فرصة أكبر للمشاركة السياسية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال إعلان سموها عن تنظيم النسخة الخامسة والأكبر من نوعها لمعرض "التصميم للأمل" تحت شعار "لكل عروس" خلال الفترة من 2 إلى 7 مايو المقبل بمقر نادي دبي للسيدات بالتعاون مع "برايدس دو جود "Brides do Good"؛ وهي مؤسسة دولية تعنى بالعمل الاجتماعي ويخصص ريع المعرض لدعم حملة "لتعليمها".

وقالت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد إن حملة "لتعليمها" التي تم إطلاقها العام الماضي ضمن مبادرة "المنال الإنسانية" لدعم تعليم الأطفال وبالأخص الفتيات تأتي في إطار الجهود الإنسانية لدولة الإمارات الرامية لتعزيز البيئة التعليمية في المناطق التي تواجه فيها الفتيات تحديات تعليمية بعدد من الدول النامية.

وأكدت سموها على تبني الإمارات والتزامها بأهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة، وفي مقدمتها الهدف الرابع المتعلق بضمان التعليم السليم والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع، بما في ذلك تمكين الأطفال ذكوراً وإناثا من الالتحاق بجميع مراحل التعليم على قدم المساواة، مشددةً على أهمية التعليم في إعداد المرأة وإكسابها المهارات والمعارف اللازمة للقيام بمهامها العظيمة في تنشئة الفرد والأسرة وبناء المجتمع والقيام بدورها كشريك رئيسي لا غنى عنه في التنمية الشاملة.

وأضافت سمو رئيسة مؤسسة دبي للمرأة: "إننا نواصل مسيرة هذه المبادرة ذات الأثر المستدام على المستويات الصحية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات المستهدفة انطلاقا من القيم الإنسانية النبيلة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان "طيب الله ثراه"، الذي امتدت أياديه البيضاء بالعمل الخيري والإنساني إلى كل مكان حول العالم".

وأوضحت أن التفاعل مع القضايا الإنسانية والتعليمية ومد يد العون لكافة دول العالم هو توجه ثابت ومبدأ أصيل ضمن المبادئ الرئيسية التي ترتكز عليها العلاقات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبفضل هذا النهج أصبح العطاء ثقافة أصيلة في الشعب الإماراتي بكافة فئاته وصارت الإمارات منارة عالمية للعمل الإنساني وعاصمةً للعطاء بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وشددت سمو الشيخة منال على أن تعليم الفتاة ليس اختياراً بل هو حق أصيل لها وضرورة لمجتمع صحي متقدم، ومن هذا المنطلق التزم قادة العالم بضمان توافره للإنسان أيا كان نوعه حينما صاغوا في العام 2015 أجندة وأهداف التنمية المستدامة 2030 لما للتعليم من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع ونهضة الأمم وتقدمها، معربةً عن أملها في أن تُحدِث حملة "لتعليمها" فارقا جوهريا في حياة الفتيات المستفيدات منها وتمكينهن من المساهمة الفاعلة في جهود التنمية ببلدانهن وتأمين مستقبل أفضل لهن.

وأشارت سموها إلى أن المردود الإيجابي للتعليم، فالعلم يعزز وعي الفتاة ويعمل على تنمية قدراتها في التعامل مع أطفالها مستقبلا وتربيتهم وتنشئتهم التنشئة السليمة القائمة على الأسس العلمية والتربوية يتخرج على يدها أجيال مثقفة واعية قادرة على النهوض بالمجتمع ويعزز من مكانتها ودورها، بالإضافة إلى أن توفير الحقوق والمساواة وتكافؤ فرص الحصول على التعليم للنساء يسهم في مشاركتهن الاقتصادية ويُمكنهن من المساهمة في زيادة القدرة على كسب الدخل ومكافحة الفقر الحالي والمستقبلي من خلال تأمين الحاجات الأساسية لأنفسهن وأفراد الأسرة مما يحقق لهم العيش الكريم.

وسينظم نادي دبي للسيدات النسخة الخامسة والأكبر من نوعها من معرضه الخيري السنوي "التصميم للأمل" تحت شعار "لكل عروس"، ويشتمل على فساتين زفاف فاخرة من ماركات عالمية مصممة من قبل مشاهير المصممين تعرض للبيع بخصومات تتراوح بين 50 إلى 75 بالمائة من قيمتها الأصلية.

وسيخصص ريع المعرض لصالح حملة "لتعليمها" التي تسهم هذا العام في إنجاز مشروع تعليمي متكامل للأطفال وخاصة الفتيات في إثيوبيا، وذلك بالتعاون مع "بلان انترناشيونال - Plan international " وهي منظمة إنسانية تعمل في 71 دولة حول العالم للنهوض بحقوق الطفل بشكل عام ودعم ومساندة الفتيات بشكل خاص.

ويتضمن المشروع التعليمي تأهيل 6 مدارس من خلال بناء 18 فصلا دراسيا جديدا مع مرافق وخدمات، وذلك ضمن مشروع شامل يهدف إلى تعليم 39 ألفا و550 طفلا وفتاة من اللاجئين وأبناء المجتمعات المحلية في المناطق التي تقام بها هذه المدارس بإثيوبيا تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و14 عاما وتنفيذ برامج لإعادة إلحاق الأطفال الذين تسربوا من التعليم، بالإضافة إلى إعداد وتدريب المدرسين وإقامة مراكز محو أمية وتنمية المهارات الحياتية للكبار.

كما يعمل المشروع على تأهيل وتدريب الأمهات على القيام بدور إرشادي ومحفز للفتيات لاستكمال دراستهن مع توفير برامج وأنشطة اجتماعية للفتيات من شأنها إيجاد بيئة مشجعة لهن على البقاء في التعليم وداعمة لمواجهة التحديات ما يجعل من المشروع منظومة تعليمية واجتماعية متكاملة تحدث فارقاً نوعياً في حياة المستفيدين منه.

وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 774 مليون شخص أمي من كافة الفئات العمرية حول العالم ثلثاهم من النساء ويوجد أكثر من 100 مليون فتاة تعيش في البلدان منخفضة الدخل لا تستطعن القراءة ولو بجملة واحدة.

كما تبين الدراسات أن تقديم وتوفير التعليم للفتيات من شأنه أن يرفع معدلات القراءة والكتابة ما يعمل على دفع التنمية والتطور في الأماكن التي تعاني من الصعوبات، بالإضافة إلى الحد من عوامل الزواج المبكر الذي يتسبب في آثار سلبية عديدة على الفتاة وأسرتها المستقبلية ومجتمعها بصفة عامة، فوفقاً لتقديرات منظمة اليونسكو قد تقل حالات الزواج المبكر حول العالم بنسبة 14 بالمائة إذا ما التحقت كل الفتيات بمرحلة التعليم الأساسي، وإذا ما التحقن بالتعليم الثانوي قد تقل هذه الحالات بمقدار الثلثين، وفي حال تلقت كل النساء في العالم التعليم الأساسي، فإن ذلك يسهم في تقليل عدد وفيات الأطفال بنسبة 15 بالمائة عن معدلاتها الحالية كما تنخفض نسبة الوفيات بين الأطفال بمقدار النصف إذا كانت كل النساء قد التحقن بمرحلة التعليم الثانوي، وهو ما يعني إنقاذ 3 ملايين طفل حول العالم.

وأطلقت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم في يونيو 2017 حملة "لتعليمها" دعما لتعليم الأطفال وبالأخص الفتيات في عددٍ من الدول النامية ضمن مبادرة "المنال الإنسانية".

ونجحت الحملة في جمع تبرعات بقيمة 800 ألف درهم ساهمت في دعم برنامج لتعليم الفتيات في صعيد مصر وبناء مدرستين للتعليم الابتدائي في السنغال ونيبال من شأنهما توفير بيئة تعليمية آمنة للفتيان والفتيات بشكل متساو ومحو أمية الكبار من خلال فصول تعليمية بالمدرستين، بالإضافة إلى تأهيل عدد من المدرسين لتعليم الأطفال ومحو أمية الكبار، وتم تنفيذها بالشراكة مع "دبي العطاء" جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

وكانت سموها قد أطلقت في العام 2013 مبادرة "المنال الإنسانية" بهدف تفعيل العمل الإنساني على المستويين المحلي والإقليمي ترسيخاً للقيم الإماراتية التي تعزز أهمية العمل الإنساني، ومنذ ذلك الحين أطلقت المبادرة ونفذت العديد من المشروعات والمبادرات والبرامج التي مست فئات وقضايا إنسانية عديدة وأحدثت فارقاً ملموساً في حياة المستفيدين منها.

كلمات دالة:
  • #منال_بنت_محمد،
  • التصميم للأمل،
  • لتعليمها
Email