تفاعلاً مع دعوة محمد بن راشد

إعلاميون: مسؤولية الإعلام ترسيخ القيم مجتمعياً ودفع عجلة التنمية وطنياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاعل إعلاميون مع دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس بأهمية تسخير الإعلام لخدمة الوطن والمواطنين، وتأدية رسالته في ترسيخ الاستقرار والحياة الكريمة للجميع في دولة الإمارات، مؤكدين أن الإعلام الوطني يضطلع بدور مهم في تحمل المسؤولية تجاه المجتمع ويعمل على ترسيخ وتعزيز قيم المجتمع والمحافظة على استقراره ويساهم في التنمية المستدامة في إطار المفهوم الواضح للمسؤولية المجتمعية.


وقالوا إن الدولة تقدم دعماً كبيراً لقطاع الإعلام والعاملين فيه حتى يكونوا لسان حال المواطنين ينقلون بكل شفافية ومصداقية متطلباتهم وتطلعاتهم باعتبارهم حلقة وصل بين الجمهور والجهات الرسمية.
وجاءت دعوة سموه عقب اتصال المواطن علي محمد المزروعي على إذاعة «راديو الرابعة» في عجمان وعرض قضية الغلاء وارتفاع الأسعار في الأسواق وأثره على مستوى معيشة المواطنين، الأمر الذي جوبه برد غير مبرر من المذيع، ليأمر عقبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتوفير كافة احتياجات المواطن له ولأسرته خلال الـ 24 ساعة المقبلة، ورفع تقرير عاجل لمكتب سموه بذلك.


رسالة سامية
وأكد المجلس الوطني للإعلام عبر حساباته الرسمية في وسائل الإعلام الاجتماعي على تويتر وإنستغرام أن الرسالة الأسمى للإعلام هي خدمة الوطن والمجتمع في كافة الجوانب، وأن الإعلام الوطني مسؤول عن نقل صورة شفافة وصادقة ليسهمَ بذلك في الارتقاء بجودة الحياة وترسيخ الاستقرار، وأن المسؤولية والاتزان والتعامل باحترام هي شروط أساسية للتواصل بين وسائل الإعلام والجمهور.
وأكد إعلاميون مشاركون في منتدى الإعلام العربي أن الإعلام الوطني يعتبر وسيلة للتعريف بطموحات وآمال أفراد المجتمع ونقلها إلى أصحاب القرار، فضلاً عن دوره في تحقيق التدفق المعرفي والمعلوماتي بين الجمهور والجهات الرسمية حول القضايا التي تهم المجتمع.


وأشاروا إلى أن الإعلام الوطني يواكب مرتكزات التنمية والنهوض بالمجتمع لأحداث نهضة تنموية مستدامة في شتى المجالات، لافتين إلى أهمية تركيز الإعلام على دور وتوجهات الدولة الحالية والمستقبلية بما يساهم في خلق جيل قادر على تحقيق هذه الأهداف والتوجهات التي سترفع من شأنه وترتقي به.


اتزان
بداية أكد منصور المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، أهمية أن يكون الإعلام متزناً ومسؤولاً في الطرح، كما ينبغي أن يعكس الصورة الحضارية المشرقة للدولة، وإبراز إنجازاتها في شتى المجالات والقطاعات.


وأشاد المنصوري بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الإماراتي، وبما يتمتع به من مهنية ومسؤولية وطنية، حيث يقوم بالتعامل مع العديد من القضايا المحلية والخارجية ضمن أعلى مستويات الاحترافية الإعلامية.
وأشار إلى أن الإعلام لم يعد يقتصر دوره على نقل الأحداث والأخبار بل تعدى هذا الدور ليكون إحدى أبرز الأدوات التي تقف أمام الأفكار الدخيلة والمتطرفة التي باتت تنتشر في المنطقة والعالم.


ولفت المنصوري إلى أن المجلس الوطني للإعلام أصدر قراراً خاصاً بالمحتوى الإعلامي بكافة أشكاله. دعم.


من جانبه أوضح سعيد الرميثي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن حكومة دول الإمارات العربية المتحدة تقدم دعماً كبيراً لقطاع الإعلام والعاملين فيه حتى يكونوا لسان حال المواطنين ينقلون بكل شفافية ومصداقية متطلباتهم وتطلعاتهم باعتبارهم حلقة وصل بين الجمهور والجهات الرسمية. وأوضح أن تفاعل قيادة حكومة الإمارات في الوقوف على احتياجات المواطن، دائماً حاضر وبقوة، مبيناً أن الإعلام الوطني يلعب دوراً كبيراً في دعم مسيرة التنمية والاستقرار وتوفير الحياة الكريمة لأبناء الإمارات.


وقال إبراهيم العابد مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام إن الإعلام يعد مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل إعلامي ومسؤول بالمهنة، إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح في خطر بسبب تداخل الإعلام الإلكتروني معه خاصة وأن كل مالك لحساب على وسائل التواصل الاجتماعي مرشح لأن يتقلد المهنة.


وأضاف: إن الجميع مسؤول عن تدقيق الكلمة والتحقق من مدى صحتها قبل إرسالها أو نشرها كونها مجرد أن تخرج أصبحت في متناول يد الجميع، لافتاً إلى أنه يجب ألا يكتفي المرء بأن يكون عنصراً ناقلاً للكلمة وإنما تقع على عاتقه مسؤولية التأكد من تأثيرها.ولفت إلى المسؤولية الكبيرة التي يجب أن تتبناها أطراف العلاقة التربوية وخاصة الأسرة والمؤسسات التربوية لتوجيه النشء والجيل الجديد في كيفية عدم إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن الإعلام أصبح يلعب دوراً بارزاً ورئيساً في ترسيخ القيم والمبادئ والمفاهيم لذا يجب التوجيه الأمثل لخدمة الوطن وإبراز دوره في المساهمة في تنمية المجتمع والتركيز على ذلك خاصة مع دخول الإعلام الرقمي بطريقة عشوائية غير مقننة وتشعبه في منافذ عدة أهمها وسائل التواصل الاجتماعي فضلاً عن التركيبة السكانية.


تطور كبير
من ناحيته أشاد راشد الخرجي الإعلامي بقناة نور دبي بالتطوّر الكبير الذي شهده الإعلام أخيراً في الدولة، نظراً للانفتاح الكبير على مختلف التجارب العالمية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال المتطورة، واستثمارها في مختلف القطاعات.


وقال إن المتتبع للمشهد الإعلامي على مدار العقد الماضي، يلاحظ التغير الهائل في المفاهيم التي تعلمناها عن الممارسات الإعلامية، وأن علينا أن نستعد لرحلة جديدة، قد تكون وسائل النقل (الإعلام) فيها لم توجد بعد، ما يقودنا إلى الحديث عن الثورة الرقمية، والانتشار الكبير للإنترنت، الذي غير المشهد برمته، وغير طريقة الوصول للمحتوى، ثم جاءت الهواتف الذكية لترسم مستقبل الإعلام وظهور مفهوم الإعلام الجديد.
وأضاف أن التحولات التي تبعت ظهور الهواتف الذكية، انصبت على أمرين أولهما المحتوى وسهولة الوصول إليه، وثانيهما مخاطبة المنصات الحديثة لجمهور عريض لم تستطع أدوات التواصل التقليدية الوصول إليه بالفاعلية نفسها وهذا يدعو إلى ضرورة تسخير هذه الوسائل لخدمة المجتمع والوطن.


وقال الإعلامي والمذيع الإماراتي، سعود الكعبي إن مهنة الإعلام تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة لأن الكلمة التي تخرج من أي إعلامي محسوبة على جميع المستويات، وقد ترفعه أو قد تسيء إليه، موضحاً «لا يمكننا أن نقول إن الإعلام أصبح اليوم غير مهني، بل على العكس لدينا إعلاميون محنكون في الإمارات لديهم رصيد كبير من الخبرة والمعرفة التي تؤهلهم ليقودوا القطاع الإعلامي».


وأضاف أنه في المقابل يوجد إعلاميون اشتهروا لأسباب بسيطة ومحددة، سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي هي بالأساس فقاعة إعلامية قد تشهر أي شخص يستخدمها في يوم وليلة، ولهذا لا بد على الإعلامي أن يكون أشد حرصاً من أي شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكون متنبهاً لأي كلمة تصدر منه، أو تصدر من غيره، وكيفية تعاطيه معها، مضيفاً: في الإمارات لدينا مقولة قديمة، قال الأجداد «حاسب على الكلمة قبل أن توقع».


طاقات شبابية
من جهتها قالت رشا رمضان إعلامية في قناة الظفرة إنه يجب تسخير كافة إمكانات وسائل الإعلام لخدمة قضايا الوطن وبكل شفافية وحتى تبقى الإمارات منارة للعمل الإعلامي المتميز، موضحة أن وجود طاقات شبابية في وسائل الإعلام المحلية سينعكس إيجاباً على إبراز جهود الوطن وإنجازاته المشهودة، لكن ومع الانفتاح الإعلامي وثورة التكنولوجيا والمعلومات وتمدد العولمة باتجاه المجتمعات الشرقية ذات الخصوصية المحافظة، بات البحث ضرورياً عن إحداث ثورة إعلامية ترتقي إلى مستوى التطورات المتسارعة والهائلة وتحمي مكونات الإنسان العربي المرتكزة إلى قيم وجدانية ومفاهيم أخلاقية مرتبطة بحضارة تمتد لقرون.


لا عذر
من جهته قال محمد سالم مذيع أخبار ومدير برامج إذاعة الخليجية، إنه لا عذر أبداً لمن يتجاهل قضايا الوطن ومنجزاته تحت ذريعة قلة معرفتهم بتفاصيلها، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الرسمية قدمت مضموناً إعلامياً مدعماً بأدلة وحقائق كان يجدر بالمؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي تناولها ونشرها فقط كما هي لمتابعيه دون تقديم تحليلات واجتهادات شخصية.


وأضاف أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في تمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقدم في مجالات الأعمال، والمجالات الأدبية والثقافية، والعلوم الاجتماعية والتكنولوجيا، عبر خلق منصة شبابية ثقافية، تُعنى بإبراز المقدرة الوطنية في هذا المجال، وتسعى إلى رفع وعي الشباب، وتسخير أدوات الإعلام الرسمي والرقمي لخدمة الوطن.


واعتبر الإعلامي سالم محمد نائب مدير أخبار شبكة الإذاعة العربية، أن القطاع الإعلامي يترجم توجهات وأفكار القيادة الرشيدة وأصبح شريكاً أساسياً في منظومة التطور بالإضافة إلى أن اهتمام الإعلام الوطني بتعزيز المواطنة وتثقيف الشباب يعد أحد أدوارهم في بناء التنمية ودعمها.


وأضاف: إن الإعلام الإماراتي يقدم تجربة مثالية للمجتمع العالمي بأنه قدوة في أحداث التطورات الحديثة والمستجدات العالمية.


تعزيز الانتماء
من جانبه أوضح الإعلامي رائد الشايب أن للإعلام الوطني دوراً بالغ الأهمية في بناء الإنسان عبر تعزيز انتمائه الوطني وتثقيفه وتعريفه بحقوقه وواجباته وحقوق وطنه عليه، وكذلك له رسالة مهمة في بناء المجتمع من خلال الارتقاء بالرؤى والتصورات التي تساعد الناس على أن يصبحوا قيمة مضافة في عملية التنمية، حيث يمثل الإعلام المنبر الجماهيري الأضخم للتعبير عن آراء المواطن وهمومه وعرض قضاياه وشكواه. ولفت إلى أن الخطاب الإعلامي الإماراتي خلال الفترة الماضية اتسم بالوعي والاتزان.


تكريس الولاء والانتماء وتعزيز الهوية

يقع على الإعلام مسؤولية وطنية في تقديم محتوى يكرس الولاء والانتماء ويعزز الهوية الوطنية عبر رسائل تتسم بالشفافية والموضوعية تكرس ثقة المواطن، وعليه أن يفند أكاذيب الإعلام الآخر مشروطاً بعنصر السرعة وينقل الحدث سواء كان سلبياً أو إيجابيا، هذا ما أكده الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور فهد الشليمي.


وقال: إن الإعلام الوطني لديه حقيبة رسائل إذا نجح في إرسالها ونشرها فإنه حقق أهدافه نحو تعزيز خدمة الوطن والمواطنة، ومنها الرسائل الوطنية التي تواكب الانفتاح القيادي للدولة، وبحث الرسائل التوعوية والتحذيرية من الأخطاء والتصدي للشائعات المغرضة من خلال طرح مواد إعلامية توضح الحقائق.


وأوضح الشليمي أن دور الإعلام الوطني يأتي أيضاً في إبراز ملامح التطور والتحديث على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية.


تغيير دائم
من جانبه تحدث الإعلامي محمد الوهيبي عن العلاقة بين الإعلام والمجتمع قائلاً: إن المجتمعات تتسم بالتغير الدائم والسريع وهو ما يتطلب من القائمين على المنظومة الإعلامية ضرورة طرح أفكار مبتكرة تتماشى مع التطورات والتغيرات المجتمعية وتتبنى محتوى إعلامياً متميزاً يفند التصورات الأحادية للأمور ويقدم صورة متكاملة للواقع دون تزييف أو تحريف.


وأكد أن الإعلام لا ينبغي أن ينعزل عن المجتمع بل عليه دوماً البحث عن التفاصيل الدقيقة المكونة للواقع الذي يعيشه الناس، ومن ثم التعبير عن أفكار الجمهور وتطلعاته ومخاوفه، موضحاً أن ذلك هو ما دفع وسائل الإعلام الإماراتية إلى محاربة موجات المد الإرهابي رغبة منها في الاضطلاع بدورها في حماية المجتمع والدفاع عن مكتسباته ضد كل من تسوّل له نفسه العبث بمقدرات الوطن.


استراتيجية
ويرى أن وسائل الإعلام المحلية خلال الفترة الماضية تبنّت استراتيجية وطنية قامت من خلالها بالدفاع عن مصالح الوطن وكشف الهجمات الإعلامية الممنهجة التي تعرضت لها الإمارات من قبل بعض الأطراف المعروفة، مؤكداً أن دور الإعلام الوطني لم يقتصر على هذا الحد بل عمل على تعزيز الهوية الإماراتية، وإبراز كافة أبعادها.


ولفت إلى أن الإعلام الإماراتي نجح صحافياً وتلفزيونياً وإلكترونياً.


وذكر أن الإعلام الوطني لسان حال التقدم والتطور والتحديث، مفيداً بأن الإعلام إذا كان مبنياً على قاعدة سليمة ورؤية مستقبلية واعية فإنه يستطيع أن يفتح مجالات كثيرة لعملية التنمية ويساعد على تنشيطها.

Email