فعاليات توعية نوعيّة تشمل تدشين دبلوم ومسحاً نمائياً ومسابقة تصوير

وزارة تنمية المجتمع تعرّف باضطراب التوحـد طوال أبريل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك الإمارات في الثاني من أبريل من كل عام بفعاليات اليوم العالمي للتوعية بطيف التوحد، من خلال العديد من الأنشطة والمبادرات التي تعكس أهمية الالتفات إلى أطفال التوحد وأسرهم، وإلقاء الضوء على الدعم الذي يلقونه من كافة المؤسسات المعنية بهم، وفي مقدمتها وزارة تنمية المجتمع التي ستساهم في إضاءة مجموعة من أكثر من 40 معلماً ومبنى باللون الأزرق، فضلاً عن إطلاق مسابقة لتصوير هذه الفعاليات مخصصة للكبار والأطفال.

دبلوم للتوحد

وأوضحت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم أن هناك عدداً من البرامج والفعاليات الخاصة للتوعية بالتوحد ستطلق في جميع إمارات الدولة طوال شهر أبريل الجاري، حيث تشارك الدولة العالم للتوعية بالتوحد من خلال عدة برامج وفعاليات تنظمها الوزارة تحت شعار «لنتوحد من أجل التوحد».

وذكرت أن الفعاليات تتضمن تدشين دبلوم التوحد بالتعاون مع جامعة أبوظبي، وهو موجه للكادر العامل في هذا المجال من أجل تطوير كفاءة المواطنين العاملين في مجال اضطراب التوحد، فيما ستعد الوزارة مسحاً نمائياً في الحضانات ورياض الأطفال للكشف عن حالات التوحد وتوفير الدعم والتوجيه اللازمين، حيث يباشر فريق المختصين المدربين من قبل الوزارة بالنزول إلى الميدان لتطبيق مسوحات ميدانية تكشف عن السمات والخصائص الأولية التي يتصف بها أطفال التوحد، وتوجيههم إلى مراكز ووحدات التدخل المبكر التابعة للوزارة لإجراء التقييم والتشخيص الشامل في حال وجود أية علامات أولية تؤشر على وجود هذا الاضطراب، ومن ثم تقديم الخدمات التأهيلية المناسبة للأطفال وأسرهم.

40 معلماً

ولفتت إلى أنه سيضاء أكثر من 40 معلماً ومبنى في الدولة باللون الأزرق الذي يرمز عالمياً لاضطراب التوحد، وذلك من أجل التوعية به ولفت الأنظار نحو أهمية تطوير البرامج والخدمات المقدمة لذوي التوحد وأسرهم، إضافة إلى إطلاق مسابقة للتصوير الفوتوغرافي لأفضل صورة يتم التقاطها للمعالم المضاءة بهذه المناسبة، كما تنظم الوزارة ندوة توعوية في مركز الشباب بأم القيوين، موجهة إلى أولياء الأمور وللمهتمين بشكل عام، وتركز على إدارة سلوكيات أطفال التوحد يشارك فيها مجموعة من المختصين والخبراء في المجال.

مجموعة قصصية

وأبانت أنه سيتم الإعلان عن إصدار مجموعة من القصص الاجتماعية المتخصصة بالتوحد، والتي تشمل العديد من السلوكيات الإيجابية التي بإمكان المختصين والوالدين تطويرها لدى الأطفال عن طريق الأسلوب القصصي الهادف.

وأفادت بأن الوزارة تعكف على إنشاء وحدات جديدة للتوحد والتدخل المبكر في مختلف مراكز تأهيل أصحاب الهمم التابعة للوزارة، بحيث تقدم هذه الوحدات خدمات الكشف المبكر عن اضطراب التوحد، والتشخيص والتقييم وفقاً لأحدث الاختبارات والمقاييس العالمية، إضافة إلى اتباع طرق حديثة في التأهيل والتدريب أثبتت فاعليتها عالمياً من حيث تأثيرها على سلوك الأطفال وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والتفاعلية، ويأتي ذلك في إطار توسيع الخدمات المقدمة لأصحاب الهمم وذوي اضطرابات طيف التوحد على وجه الخصوص.

ولفتت إلى أن الوزارة ستنظم مجموعة من البرامج والفعاليات التي تستهدف كافة أفراد المجتمع للتوعية والتثقيف بطبيعة وماهية هذا الاضطراب واحتياجات الأشخاص من ذوي التوحد، والتذكير الدائم بأن بيننا أناس يحتاجون منا لاهتمام خاص ورعاية غير عادية وأن مجتمع الدولة يحتضن جميع فئاته بغض النظر عن احتياجاتهم الخاصة ويوفر لهم الدعم الكامل لمواصلة الحياة والتمتع بحقوقهم الكاملة.

دور ريادي

وتلعب الوزارة دوراً ريادياً في الاهتمام بهذه الشريحة المجتمعية من أصحاب الهمم، تجسدت من خلال مراكزها المنتشرة بكل أنحاء الإمارات، والتي تعنى بتعليم وتأهيل الأشخاص ذوي التوحد، وتقديم مختلف الخدمات التأهيلية والتربوية والعلاجية، فيما جاء افتتاح مركز أم القيوين للتوحد أخيراً، ليمثل نقلة نوعية كبيرة، خاصة أنه يتفرد بتوفير أحدث أساليب التقييم والتشخيص لأطفال التوحد.

وتتجسد احتفالات الدولة من خلال إضاءة أبرز معالمها باللون الأزرق لتعكس رسالة مهمة تسعى الإمارات لإيصالها للعالم في هذا اليوم، خاصة أن مرض التوحد هو اضطراب يصيب الأطفال من مختلف الثقافات والمجتمعات، ويؤثر بشكل عميق على حياة الطفل وأسرته الاجتماعية والحياتية اليومية، كما أن التوعية بهذا الاضطراب من خلال توضيح أعراضه وسماته وآثاره هو جزء من المسؤولية المجتمعية.

برامج متخصصة

وتهتم وزارة تنمية المجتمع بالارتقاء بإمكانات المصابين باضطرابات طيف التوحد، حيث توفر البرامج المتخصصة لتنمية قدراتهم ومن ضمنها تطبيق نمو الذي يستهدف الكشف المبكر عن الأطفال المتأخرين نمائياً استفاد منه حتى الآن 2500 حالة، تم تقييمها بواسطته، وأن التطبيق أصبح يُعتمد عليه كثيراً للاستفادة من إمكاناته المتطورة خاصة من قبل الأمهات والمستشفيات وحضانات رياض الأطفال، حيث إنه يقدم توصيفاً للوضع الصحي للطفل بشكل مثالي والتأكد من أنه ينمو بشكل طبيعي حسب معدلات عمره.

إعاقة نمائية

ويعد اضطراب التوحد من الإعاقات النمائية التي لا تزال تجري حولها الكثير من الدراسات والأبحاث في العالم، للوصول إلى أفضل الحلول التي من شأنها تطوير قدرات هؤلاء الأطفال، وزيادة مستوى تواصلهم وتكيفهم مع المجتمع، خاصة أن الأمم المتحدة تعتبر اضطراب التوحد وأنواع الإعاقات الأخرى جزءاً من التنوع الإنساني في حياة المجتمعات والدول، ولذلك أكدت حاجة إدماج الإعاقة ضمن الأجندة الإنمائية القادمة، وهذا يتطلب اتجاهاً متكاملاً في سياسات الدول وبرامجها في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بدءاً من التخطيط ومروراً بالتطبيق ثم الرصد والتقييم.

ويُعرف اضطراب التوحد بأنه حالة من القصور المزمن في النمو الارتقائي للطفل، يتميز بانحراف وتأخر في نمو الوظائف النفسية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية واللغوية وتشتمل الانتباه، والإدراك الحسي، والنمو الحركي، خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، كما يعتبر التوحد من أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً علماً أنه يستمر مدى الحياة، ويعرف أن التوحد يصيب الذكور أكثر من الإناث بمعدل 4 إلى 1، وهو يصيب الأطفال من جميع الطبقات الاجتماعية ومن جميع الأجناس والأعراق.

صعوبات التواصل

ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل، حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي والتفاعل الاجتماعي، حيث تؤدي الإصابة به إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي، ويمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، أو يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير.

ويعد «مركز أم القيوين للتوحد» الذي افتتح أخيراً، الأول من نوعه على المستوى الحكومي الاتحادي في مجال تأهيل وتدريب وتعليم أصحاب اضطراب التوحد، ويعمل على سد احتياجات إمارة أم القيوين والمناطق المحيطة بها من حيث الخدمات المتكاملة لأطفال التوحد وأسرهم، فيما تصل خدماته إلى خارج الإمارة ليصل إلى المستفيدين في إمارات الشارقة وعجمان ورأس الخيمة.

وتضم مرافق المركز الفصول التعليمية والغرف العلاجية المساندة، وخدمات العلاج بالتكامل الحسي المزودة بأحدث الأجهزة التي تساعد الأطفال على التكيف مع المثيرات الحسية المحيطة في مختلف البيئات، وغرفة العلاج الحسي التي تعتبر أكبر الغرف العلاجية في الدولة التي تعتمد على التكامل الحسي، وتعطي الطفل فرصة اختبار واستكشاف بيئات متغيرة من حوله في محاكاة للبيئات الخارجية التي يمر بها في حياته اليومية من أجل التكيف معها وفق ميوله واهتماماته والمشكلات الحسية التي قد يواجهها.

خدمات متعددة

وتتضمن الخدمات التخصصية التي يقدمها مركز أم القيوين للتوحد الخدمات التأهيلية والتربوية والعلاجية للأطفال المصابين بالتوحد، وخدمات التطوير والتدريب المهني للكوادر العاملة في المجال، إضافة إلى الخدمات الأسرية والمجتمعية باتباع مناهج عالمية معتمدة.

Email