الازدحام المروري.. يلتهم توسعات الطرق.. والنقل الجماعي حل أمثل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الازدحام المروري أبرز هموم الطرقات على الرغم من الجهود المتواصلة في تطوير البنية التحتية وتنفيذ مشاريع عديدة إلا ان ازدياد عدد المركبات يلتهم باستمرار كل التوسعات التطويرية لشبكات الطرق، وفي ظل هذه الحالة طالب عدد من الخبراء بأهمية تطوير خدمات النقل العام وايجاد وسائل نقل مبتكرة تسهم في جعل خيار النقل العام الجماعي، مؤكدين أنه الخيار الأمثل بينما طالب آخرون بأهمية وصول «مترو» دبي إلى الشارقة وعجمان وأم القيوين وذلك لإيقاف شبح الازدحام المروري.

كما أشاروا إلى أهمية التوسع في شبكات النقل العام وعمل خطوط عرضية في جميع المناطق السكنية لاستقطاب المواطنين وعمل حملات ترويجية للتعريف بخدمات مؤسسة المواصلات العامة، وتوفير خدمات على مدار أربع وعشرين ساعة، من أجل تحقيق الراحة والرفاهية للسكان وتوفير خدمة «ترام « داخل المدن لربط المناطق السكنية بالدوائر الخدمية ومراكز التسوق والمناطق الترفيهية من اجل تخفيف الضغط على الطرقات العامة التي تعاني من الازدحام المروري وإيجاد وسيلة نقل عام سريعة.

رفع كفاءة الطرق

معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية أكد أن الوزارة تعمل بشكل حثيث على تطوير كفاءة طرق الدولة، لافتا إلى أنه بحلول 2030 ستكون هناك 4 محاور تربط الدولة، للمساهمة في إيجاد بنية تحتية متميزة وتقليل الازدحامات المرورية .

وأضاف معاليه إن المحاور الأساسية لربط الإمارات اكتملت بشكل كبير من خلال المحاور الثلاثة الموجودة حاليا وتشمل طريق الاتحاد، وشارع محمد بن زايد، والإمارات العابر، مبينا أن هذه الطرق والمحاور التي تربط بين جهات الدولة الأربع، تعمل على إيجاد مدن جديدة بين هذه المحاور، ما ينعكس على زيادة رقعة التنمية الحضارية، وبالتالي ارتفاع معدلاتها بشكل متسارع، لأن هذه المحاور تعد شرايين حياة، توفر مجتمعات جديدة، مثل المشاريع السكنية الحديثة في رأس الخيمة وأم القيوين وعجمان والشارقة.

السلامة المرورية

من جهته، أكد اللواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي، قائد عام شرطة عجمان أهمية النقل الجماعي واستخدام وسائل المواصلات العامة في الحد من الازدحام المروري في كافة الطرقات، مشيرا إلى زيادة عدد المركبات بوتيرة متسارعة نتيجة للكثافة السكانية المتنامية في المدن، لافتا إلى أن استخدام وسائل النقل العام يحد من وقوع الحوادث المرورية، كما أنه حل امثل لتحقيق السلامة المرورية في جميع مدن الدولة.

وحول كيفية جعل وسائل المواصلات العامة الخيار الجاذب لكافة أفراد المجتمع أشار إلى أهمية وجود وسائل نقل جماعي سريعة تحقق الانتشار في جميع أنحاء الدولة وسرعة وصول الركاب للجهة المقصودة، لافتا إلى تجربة مترو دبي ونجاحها في تحقيق الأهداف التي رسمت له، حيث استطاع جذب غالبية سكان إمارة دبي لاستخدامه في عملية التنقل لمواقع متعددة، وأهمية وجود خيارات نقل أخرى تلبي متطلبات كافة شرائح المجتمع في عملية التنقل.

وأشار قائد عام شرطة عجمان إلى أهمية امتداد مترو دبي إلى الشارقة وعجمان وأم القيوين لإحداث نقلة نوعية في حركة الطرقات وخفض الازدحام المروي في أوقات الذروة، مؤكداً بأن الدولة تبذل جهودا مضاعفة في توفير بنية تحتية من طرق وجسور وأنفاق بمواصفات عالمية إلا أن تدفق وزيادة عدد المركبات يبقي الشوارع تعاني من الازدحام المروري، وإن الحل يكون عبر محطات المترو ووصوله إلى المناطق الشمالية من أجل راحة الجميع وتحقيق السلامة المرورية، كما إن وجود «الترام « يسهم في عملية النقل العام داخل المدن.

وحول مبادرات شرطة عجمان في تشجيع النقل الجماعي أفاد القائد العام بأن جميع الفعاليات التي يشارك فيها العاملون في شرطة عجمان يتم نقل المشاركين فيها إلى الإمارات الأخرى عن طريق حافلات وذلك تشجيعا لعملية النقل الجماعي، مؤكدا أن انخفاض عدد المركبات على الطرقات العامة يسهم في انخفاض الحوادث المرورية وتحقيق السلامة المرورية.

تراجع الحوادث

وأكد اللواء علي عبدالله بن علوان النعيمي القائد العام لشرطة رأس الخيمة نجاح إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة بتحقيق استراتيجية وزارة الداخلية في خفض معدلات الحوادث المرورية ومعدلات الوفيات بنسبة 23% خلال العام 2017 مقارنة بالفترة نفسها من 2016، فيما سجلت الحوادث المرورية بإصابات تراجعاً بنسبة 53%، وذلك بعد تطبيق الحلول المبتكرة للتعامل مع معوقات الازدحامات المرورية بشكل مباشر.

وأشار إلى أن السائق يعد الرقم الأصعب في تحقيق السلامة المرورية ومنع الاختناقات، وتأتي استراتيجية شرطة رأس الخيمة المنبثقة من الخطة العامة لوزارة الداخلية التي تهدف إلى تعزيز الثقافة المرورية ورفع درجة الوعي بإطلاق المبادرات والأفكار المبتكرة التي ساهمت في إيصال الرسائل التثقيفية إلى جميع شرائح المجتمع لحث السائقين على الالتزام بقانون السير والمرور والمحافظة على سلامتهم، وكان آخر مبادرة «ابتسم لك الاختيار» والتي تهدف لتصوير رسالة توعوية بالفيديو لمدة دقيقة، مقابل حذف المخالفة.

طرق بديلة

وقال اللواء محمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة إن القيادة العامة منعت دخول الشاحنات للمدينة عن طريق شارع حمد بن عبدالله بسبب التحويلات المرورية، وإلزامها بتغيير مسارها عبر المرور بشارع الشيخ مكتوم والالتفاف خلف جامعة عجمان، بما لا يعرقل حركة السير على الطرق الداخلية للمدينة ولضمان أقصى درجات السلامة المرورية.

وأضاف الكعبي إنه تم إزالة المطبات الممدودة على شارع المدارس بسبب تحويل مسار الحركة على هذا الطريق، وذلك بما يتناسب مع الاشتراطات المرورية، وإجراءات الأمن والسلامة، كما تم وضع لوحات إرشادية لتوجيه مستخدمي الطريق والمتجهين إلى مناطق مربح وقدفع والقرية باستخدام شارع يبسة العابر لخفض الازدحام وانسيابية العبور دون الحاجة إلى المرور داخل المدينة، حيث يعد طريق يبسة العابر البوابة الثانية لإمارة الفجيرة، الذي صمم وفق مقاييس عالمية ، حيث يوفر الوقت والجهد ويُمكّن الناس من التنقل الآمن، موضحا سعي القيادة العامة لشرطة الفجيرة متمثلة بإدارة المرور والدوريات بتوفير بيئة مرورية آمنة خلال أعمال التطوير والتوسعة الجارية، وضمان انسيابية الحركة المرورية.

وأشار اللواء إلى أن مشروع توسعة طريق حمد بن عبدالله يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتنفيذ مشروعات البنية التحتية التي تلبي احتياجات السكان من خدمات ومرافق وفق أعلى معايير الراحة والسلامة والأمان، وتعمل على زيادة الاستيعاب المستقبلي مع التوسع السكاني في الإمارة وضواحيها، كما سيتيح المشروع العديد من المنافع لسكان الإمارة ومستخدمي الطريق، بتعزيز معايير الأمن والسلامة من خلال خفض معدلات الحوادث بدرجة كبيرة، وزيادة الطاقة الاستيعابية للطريق وتوفير الكثير من الجهد.

النقل المستدام

من جانبه، أفاد عبدالرحمن محمد النعيمي مدير عام دائرة البلدية والتخطيط في عجمان إن الدائرة تعمل مع مؤسسة المواصلات في رسم الخطط والبرامج الرامية إلى توفير البنية التحتية للمواصلات العامة من خلال مخطط حضري موحد فيه تم عمل دراسة شاملة لحركة وسائل النقل العام في الإمارة ومراعاة توزيع السكان ، مؤكداً اهتمام وحرص الدائرة في تعزيز استراتيجية النقل المستدام ولتحقيق سهولة الحركة والتنقل باستخدام وسائل النقل العامة الأمر الذي يخفف الازدحام المروري ويخفف الضغط على الطرق والبنية التحتية .

وأكد مدير عام دائرة البلدية والتخطيط على أهمية وجود المواصلات العامة كمتطلب للمدن المتقدمة والحديثة والجاذبة للسكان بمختلف الفئات وللتحقيق سهولة التنقل في المدينة كما يحقق استخدام وسائل النقل العام للمحافظة على البيئة ولتقليل الانبعاثات الكربونية والمحافظة على جودة الهواء، مشيرا إلى أن الدائرة تنفذ العديد من المبادرات التي تشجع الموظفين لاستخدام وسائل النقل العام وذلك بتخصيص يوم بدون مركبات لنشر ثقافة استخدام وسائل المواصلات العامة.

كما أشار إلى أن جميع المشاريع التي تنفذها الدائرة يتم وضع وسائل النقل العام في الحسبان،لافتا إلى أن التطور العمراني الذي تشهده إمارة عجمان بحاجة إلى تعزيز دور وسائل النقل الجماعي، وذلك لتقليل عدد المركبات على الطرقات العامة ومن ثم يقل الازدحام المروري في أوقات الذروة.

تطوير البنية التحتية

بدوره، أكد المهندس عمر بن عمير المهيري، مدير عام مؤسسة المواصلات العامة في عجمان اهتمام حكومة عجمان بتطوير النقل العام في الإمارة وتوفير كل أوجه الدعم لتطوير البنية التحتية للمواصلات العامة، حيث تم توفير 54 حافلة تتسع لمائة راكب وعمل 80 محطة انتظار ركاب في مدينة عجمان، مشيرا إلى وجود إقبال كبير من الجمهور لاستخدام وسائل النقل العام في إمارة عجمان، موضحا بأن عام 2016 كان عدد الركاب الذين يتم نقلهم يوميا لايتجاوز4500 راكب في جميع الخطوط وبينما عام 2017 تجاوز عدد الركاب المستخدمين لوسائل النقل العام في اليوم الواحد 10 آلاف راكب مما يدل على أن هنالك رغبة كبيرة من الجمهور في استخدام وسائل النقل العام.

وذكر بأن المؤسسة تعمل اليوم جاهدة من اجل جعل وسائل النقل العام هي الخيار الأفضل والأول لكافة شرائح المجتمع وتوفير مرافق حديثة تخدم الجمهور، لافتا إلى أنه يجري الآن بناء محطة رئيسية للحافلات على امتداد شارع الشيخ محمد بن زايد لخدمة كافة الخطوط وتتوفر فيها خدمات متكاملة.

وأشار إلى أن المؤسسة جهزت محطات الانتظار بمواصفات عالمية من اجل راحة الركاب وهي محطات مكيفة وبها مقاعد مريحة للجمهور، كما توجد للمؤسسة خارطة طريق للتوسع في شبكة خطوط النقل العام في عجمان وذلك بالتنسيق مع دائرة البلدية والتخطيط ومن المتوقع الانتهاء من هذه التوسعات خلال ثلاث سنوات وذلك بوصول خدمات النقل العام لغالبية الأحياء السكنية في عجمان ، كما تقوم المؤسسة بالتوسع في خدمات النقل العام بتوفير النقل البحري وابتكار وسائل نقل حديثة تتماشي مع تطلعات المجتمع ورفاهيته.

وأفاد المهندس المهيري بأن المؤسسة على يقين بأن توفر خدمات النقل العام وانتشارها في المدن يعد مؤشرا رئيسيا لتنافسية المدينة وعلى هذا الأساس تعمل المؤسسة بالرقي بالخدمات وتعزيز وتطوير شبكة النقل العام وذلك ضمن توجيهات صاحب السمو حاكم عجمان وسمو ولي العهد رئيس المجلس التنفيذي بأهمية توفير وسائل نقل حديثة تسهم في إسعاد المجتمع وبأسعار تكون مناسبة للجميع، مشيرا إلى أن المؤسسة تعمل من اجل استدامة النقل العام وذلك بإطلاق حملات للترويج للخدمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم اجتماعات مع كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية وتوقيع اتفاقيات مع المؤسسات المماثلة في الإمارات الأخرى.

وبخصوص غياب الخطوط العرضية للنقل العام في عجمان في بعض المناطق السكنية أشار إلى أن العمل يجري الآن بدراسة عمل خطوط عرضية جديدة على امتداد شارع الشيخ عمار بن حميد النعيمي وفي منطقة النعيمية وذلك بعد الانتهاء من مشاريع البنية التحتية التي تقوم بتنفيذها دائرة البلدية والتخطيط.

حلول جذرية

وأكد العميد الدكتور محمد سعيد الحميدي مدير عام العمليات المركزية في شرطة رأس الخيمة، عدم وجود أية معوقات في مشكلة الازدحامات المرورية، حيث يتم حلها بشكل مباشر من قبل اللجنة الهندسية المشتركة من إدارة المرور والدوريات ووزارة البنية التحتية ودائرة الخدمات العامة ودائرة البلدية في رأس الخيمة، ودراسة المعوقات بشكل مستمر واتخاذ الحلول الجذرية لمواجهتها والقضاء عليها.

وأشار إلى أن مشكلة الازدحام المروري ستنتهي بعد افتتاح الطريق الدائري المزمع افتتاحه خلال الفترة المقبلة والذي يستوعب عند افتتاحه 6 آلاف مركبة بالساعة في كل اتجاه، كما إن الطريق الجديد ينهي مشكلة الشاحنات على الطرق الداخلية لإمارة رأس الخيمة، ما يساهم في تخفيف الازدحام المروري على الإشارات الضوئية التي تمر بها الشاحنات داخل الإمارة بنسبة تصل إلى 30% عما هي عليه في الوقت الحالي.

وأضاف: سيساهم الطريق الدائري في نقل حركة المركبات القادمة إلى المناطق الجبلية السياحية وخاصة جبل جيس الذي يعد أهم المقاصد السياحية للعائلات والسياح، حيث تعتزم دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة بربط الطريق الدائري مع الطريق المؤدي لقمة جبل جيس، بالإضافة لنقل الحركة على الطريق المؤدي لمطار رأس الخيمة الدولي والمناطق الجنوبية والمناطق الشمالية دون الدخول إلى وسط المدينة وذلك بعد الانتهاء من إنشاء الجسرين الجديدين ضمن الطريق الدائري وضمان نقل المركبات إلى وجهاتها مباشرة وتقليل زمن الرحلة والذي سيؤثر إيجاباً على سيولة الحركة المرورية بجميع الطرق والشوارع الداخلية في الإمارة.

تعاون

نفذت إدارة المرور والدوريات في رأس الخيمة بالتعاون مع دائرة الخدمات العامة العديد من الخطط لتطوير البنية التحتية والمسارات المختلفة بالإمارة والتي تضمنت إضافة مسارات جديدة توسعة على الشوارع والميادين وتخصيص معابر للمشاة بمختلف الطرق الحيوية.

ونجحت هذه البرامج في القضاء على المواقع الخطرة والنقاط الساخنة المسببة للاختناقات المرورية وكذلك الحوادث المرورية، مع تكثيف تواجد الدوريات في مختلف المسارات والشوارع الداخلية والخارجية، كما تم تغطية معظم شوارع الإمارة وجميع التقاطعات المزودة بإشارات ضوئية بكاميرات لتسجيل التجاوزات.

2019

كشفت وزارة تطوير البنية التحتية، في وقت سابق أن مشروع توسعة وتطوير طريق حمد بن عبدالله في إمارة الفجيرة من المشاريع الهامة، الذي يعد شـرياناً رئيساً في الإمارة، والذي تقدر تكلفته التقديرية بـ 250 مليون درهم، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال الربع الثالث من عام 2019، تم خلال المرحلة الأولى من المشروع، واستمرارها لـ 6 أشهر، تضمنت نقل كافة الخدمات التي تتعارض مع تنفيذ المشروع، وبعد انتهاء العمل بنقل الخدمات، مباشرة عمليات الحفر بالمشروع، حيث سيتم خلاله تحويل الدوارات القائمة إلى جسور وأنفاق وإشارات ضوئية، مع طريق خدمي ومواقف وممرات مشاة وتوسعة الطريق إلى 3 حارات في كل اتجاه، وذلك لحاجة الطريق الماسة للتطوير ورفع الكفاءة، والزيادة من قدرته الاستيعابية، لمعالجة الاختناقات المرورية وتحقيق انسيابية السير.

%23

ساهمت البرامج التوعوية لإدارة المرور في رأس الخيمة في خفض عدد الوفيات بالإمارة خلال العام الماضي إلى 46 حالة وفاة بانخفاض 23% عن العام 2016، وتراجع معدلات الحوادث المرورية بالإصابات إلى 53% خلال العام الماضي، ويعود ذلك إلى إغلاق العديد من فتحات الدوران وتوسعة الميادين بناء على توصيات تقدمت بها اللجنة الهندسية المشتركة لإدارة طرق الإمارة، والتي وضعت خططا مستقبلية لتعديل مسارات الطرق وإغلاق فتحات الدوران الخطرة على الطرق المحلية والاتحادية بالتعاون مع وزارة تطوير البنية التحتية، ودائرة الخدمات العامة برأس الخيمة.

مسار

أطلقت مؤسسة المواصلات العامة في عجمان بطاقة «مسار» وهي خاصة بعملية دفع قيمة النقل في وسائل النقل العام والبحري ويتم شحنها من محطات الحافلات وذلك لتسهيل عملية استخدام وسائل النقل العام للركاب، كما هنالك مبادرات لاستقطاب طلاب الجامعات وتوفير خدمات لهم، وتواجد المؤسسة في جميع الفعاليات والأنشطة التي تنظم في الإمارة وذلك بهدف التعريف بالخدمات التي تقدمها المؤسسة للمجتمع.

وأكدت المؤسسة أن هناك خطة لزيادة النمو السنوي في عدد المستخدمين لوسائل النقل العام الجماعية في عجمان، مشيرا إلى ان عدد الذين استخدموا النقل العام خلال عام 2016 بلغ 2.8 مليون راكب وبينما بلغ عددهم في العام الماضي 3.5 ملايين راكب مما يشير بان هنالك ارتفاعا في عدد المستخدمين.

السكك الحديدية تعزز خيارات النقل

أشار معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي إلى مناقشة مجلس الوزراء لمشروع قانون لتنظيم السكك الحديدية، الذي سيعمل على ضمان إنشاء وتشغيل وسلامة السكك الحديدية في الدولة وتعزيز خيارات التنقل للسكان، مما سينعكس على سهولة حركة التنقل بين المدن، مؤكدا أن هذه الخطوة من شأنها استشراف خطط التنمية 2021. وتابع معاليه إن الوزارة تعمل على تصميم وتخطيط وبناء وصيانة شبكة الطرق الاتحادية وفقاً لأفضل الممارسات والظروف الطبيعية، للدولة من خلال العمل لتوفير شبكة طرق عالية الجودة لدعم النمو الاقتصادي والمساهمة في رفع معدلات الازدهار وتقليل الاختناقات المرورية في العديد من المحاور.

رقباء السير يضبطون إيقاع الطرق

أفاد المقدم سيف عبدالله الفلاسي، مدير إدارة المرور والدوريات بشرطة عجمان، أنه يتم نشر الدوريات المرورية على امتداد الطرق المؤدية إلى مداخل الإمارة بهدف تسهيل الحركة المرورية، لا سيما خلال فترتي الصباح والمساء، مشيرا إلى أن الازدحام ينتج عند الصباح الباكر نتيجة لتوجه أعداد كبيرة من السكان إلى أعمالهم في الإمارات المجاورة، مما يؤدي إلى حدوث اختناقات مرورية أو وجود عرقلة في الحركة المرورية نتيجة لمخالفة بعض قائدي المركبات.

وذكر الفلاسي أن وجود الدوريات ورقباء السير يسهم في تنظيم حركة السير وضبط الحركة المرورية، لافتا إلى أن الازدحام الأكثر يوجد على امتداد شارع الشيخ خليفة عند دوار (رونا) المؤدي الى إمارة الشارقة، كما تم تركيب كاميرات عند مداخل إمارة عجمان لمتابعة الحركة المرورية ورصدها لإيجاد الحلول المناسبة في أوقات الازدحام.

وأشار الى إجراء دراسات من واقع الإحصائيات المرورية عن الحركة على جميع الطرقات واطلاعها للجنة المرورية المشتركة لإيجاد الحلول المناسبة لفك الاختناقات المرورية، وأشاد بسرعة استجابة دائرة البلدية والتخطيط في تنفيذ المقترحات الرامية لتسهيل الحركة المرورية.

الخدمات الذكية تقلل الازدحامات

قال الدكتور سيف علي بوخطامين السويدي مدير عام دائرة المحاكم في رأس الخيمة، إن الدائرة نفذت مشروع تحويل الخدمات المقدمة إلى إلكترونية ذكية، وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع إطلاق التطبيق الذكي والذي يشمل 64 خدمة إلكترونية وذكية من مشروع «المحكمة الذكية» بـ182 خدمة إلكترونية وذكية مستقبلاً، بهدف توفير الوقت والجهد على المتعاملين، والذي ساهم في رفع مؤشرات السعادة لدى المتعاملين ونسبة رضاهم.

وأشار إلى أن افتتاح فرع إسعاد المتعاملين في مركز اصفني بالمناطق الجنوبية ساهم في خفض نسبة المركبات التي كانت تصل لمقر الدائرة يومياً، بالإضافة لخدمة الحافلة المتنقلة والمخصصة للمناطق الشمالية من الإمارة.

زيادة المسارات لاستيعاب السيارات

أكد المهندس أحمد محمد الحمادي مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن اللجنة الهندسية المكونة من الدائرة وإدارة المرور والدوريات ووزارة البنية التحتية والبلدية، وضعت الكثير من الحلول، والتي تم إنجازها خلال الفترة الماضية، وشملت توسعة مسارات الطرق الرئيسية والفرعية في المناطق ذات الكثافة السكانية، إضافة لتوسعة الميادين بزيادة مساراتها لاستيعاب الحركة المرورية المتزايدة وخاصة خلال نهاية الأسبوع وموسم الشتاء.

وأشار إلى أن «دراسة وتحليل التدفق المروري لإمارة رأس الخيمة» التي أطلقتها الدائرة بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة وشركة «هالكرو»، بهدف رصد احتياجات الإمارة من شبكات الطرق والنقل الداخلية خلال الـ15 عاماً المقبلة وتطوير حركة النقل والطرق ورفع كفاءة البنية التحتية، لاستيعاب حركة النمو بمختلف القطاعات التي تشهدها الإمارة، والمتوقع لها زيادة أعداد المشاريع الصناعية والسكنية وارتفاع الكثافة المرورية على شوارع الإمارة.

السكري وضغط الدم والقلق أبرز أمراض الازدحام

أفاد الدكتور عبد الغفار الهاوي، رئيس مركز المحاكاة المتقدمة في مجال الرعاية الصحية بجامعة الخليج الطبية في عجمان، بأن الازدحام المروري في الطرقات خلال رحلتي الذهاب والإياب في اليوم يصيب الإنسان بارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر والقلق لدى أصحاب الأمراض المزمنة، كما أنه هدر للوقت، حيث يقضي السائق خلال اليوم أكثر من أربع ساعات من أجل الوصول إلى منزله يوميا، مشيرا إلى أن استخدام وسائل النقل العام الجماعي افضل حل للجمهور وهي وسيلة توفر الكثير من الجهد والوقت وتريح المرضى من تعرضهم لأزمات قلبية نتيجة للإعياء والإرهاق خلال القيادة.

كما أشار إلى أن كثرة المركبات وخروج الغازات السامة من عوادمها يؤثر سلبا على الصحة العامة وعلى سلامة الجهاز التنفسي، إضافة إلى التلوث البيئي الذي يؤدي إلى حدوث أمراض عديدة، مشيرا إلى ضرورة توفير شبكة مواصلات حديثة تربط مواقع العمل بالأحياء السكنية، لافتاً إلى أن غالبية المواصلات العامة تنطلق من محطة عامة في عجمان وتتجه إلى الإمارات الأخرى كذلك تقف في محطة عامة دون الوصول إلى المواقع التي ينشدها الركاب، مما يجعلهم يستغلون وسيلة أخرى.

تكثيف التعريف بخدمات المواصلات العامة

طالب عبدالعزيز الجسمي، رجل أعمال مؤسسات المواصلات العامة بمضاعفة الجهود وتكثيف الحملات الإعلانية عبر وسائل الإعلام للتعريف بخدماتها وتشجيع المجتمع على استخدام وسائل النقل الجماعي، على أن تتواجد هذه الوسائل في كافة الأوقات، مؤكدا أن وجود هذه الوسائل يشجع ويدعم السياحة، كما أشار إلى أن الحل الفعلي للازدحام الراهن يكون عن طريق إيجاد وسائل نقل جماعي سريعة الحركة وفي متناول الجميع وأن المرحلة المقبلة تشير إلى أنه لا بد من هذا الخيار.

وشدد على أهمية وجود خيارات جديدة تبتكرها مؤسسة المواصلات العامة بغرض جذب كافة شرائح المجتمع لاستخدام وسائل النقل العامة، وأهمية توفرها على مدار 24 ساعة، مشيرا إلى وجود رغبة أكيدة لدى المواطنين والمقيمين لاستخدام وسائل النقل العام غير التاكسي، مع إمكانية وجود شركات تقوم بتوفير وسائل النقل الأسري وذلك لتلبية طموحات جميع أفراد المجتمع، وأوضح أن جعل وسائل النقل الجماعي هي الخيار الأمثل ويكون عن طريق الانتشار والسرعة وتوفرها في جميع المناطق السكنية والترفيهية. وأشار إلى أن وسائل النقل العام محدودة في عجمان ويتوجب أن تكون أكثر وفق الطفرة العمرانية والكثافة السكانية.

تقاطعـــات وجســور وتوسعة طرقات على مداخل عجمان لتقلـيل الازدحام

قال المهندس محمد بن عمير المهيري، المدير التنفيذي لقطاع تطوير البنية التحتية في دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، إنه تم تطوير بعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى خارج الإمارة لتسهيل ورفع كفاءة الحركة المرورية إلى الإمارات المجاورة، مشيرا إلى أنه تم توسيع شارع الشيخ زايد من تقاطع الروضة وصولاً إلى شارع الشيخ محمد بن زايد، كما تم تطوير شارع الاتحاد بإنشاء جسر النعيمية وجسر الشيخ حميد لجعل الحركة انسيابية من مدينة عجمان إلى إمارتي الشارقة وأم القيوين وبالعكس.

وأشار إلى وجود مقترح لإنشاء جسر جديد على شارع الاتحاد في منطقة تقاطعه مع شارع الجامعة عند مسجد الشيخ زايد لضمان انسيابية الحركة على هذا الشارع باتجاه أم القيوين دون توقف.

وذكر المهيري بأن السنوات السابقة تم إضافة مخارج ومداخل للإمارة من شارع الشيخ محمد بن زايد حيث تم إنشاء جسر الشيخ عمار الرابط بين شارع محمد بن زايد وشارع الشيخ عمار، وتم إنشاء شارع محمد بن راشد المؤدي الى شارع الشيخ محمد بن زايد، وكذلك تم تطوير شارع عجمان الدائري من تقاطعه مع شارع الاتحاد ولغاية تقاطعه مع شارع الشيخ محمد بن زايد، هذا كله ساهم في خلق حركة مرورية انسيابية من الإمارة الى الإمارات المجاورة وبالعكس.

كما تم تطوير شارع عجمان الدائري الفاصل بين عجمان والشارقة من شارع الاتحاد ولغاية شارع الشيخ محمد بن زايد لتقليل الازدحام المروري على الشارع في هذه المنطقة المجاورة لإمارة الشارقة، وسيتم مستقبلا تنفيذ المرحلة الثانية للتوسعة من شارع الاتحاد ولغاية تقاطع بوابة عجمان. إضافة إلى وجود مقترح لتوسعة تقاطع شارع الاتحاد مع شارع واسط وشارع عجمان الدائري لاستيعاب الازدحام المروري في هذه المنطقة الحدودية مع إمارة الشارقة، ومقترح آخر لإنشاء جسر يربط شارع الاتحاد مع شارع واسط. وأفاد المهيري بأنه يجري التنسيق مع وزارة شؤون الرئاسة لتطوير تقاطع بوابة عجمان، والذي يربط شارع الشيخ خليفة وشارع عجمان الدائري وشارع راشد بن حميد من الإمارة مع شارع هارون الرشيد وشارع الشرق من إمارة الشارقة ليصبح هذا التقاطع الحدودي بعدة مستويات والحركة حرة بجميع الاتجاهات.

أيضا هناك مقترح لتطوير المدخل الجنوبي لمدينة عجمان لخلق مداخل إضافية للإمارة وإضافة محور يربط شارع الإمارات مع شارع محمد بن زايد مع شارع الاتحاد. كما يوجد مقترح لتطوير الشارع الحدودي الشمالي بين عجمان والشارقة في منطقة الحمرية من شارع الاتحاد إلى شارع الإمارات ليصبح الشارع باتجاهين (ثلاثة مسارات لكل اتجاه) مع تحويل ثلاثة تقاطعات رئيسية للشارع إلى تقاطعات بمستويين (ثلاثة جسور) لضمان الانسيابية المرورية على الشارع.

أماكن خاصة للنساء في «المواصلات العامة»

قالت سهيلا حسين، سيدة أعمال: «أفضّل استخدام وسائل المواصلات العامة خاصة الحافلات عند تنقلي بين الإمارات للقيام ببعض أعمالي أو عند زيارة صديقاتي»، مؤكدةً أنها تشعر بالراحة خلال رحلة الحافلة، خاصة من عملية الازدحام المروري، مشيرةً إلى أن مؤسسة المواصلات العامة في عجمان خصّصت أماكن في الحافلات للنساء لخصوصية المجتمع، مشيرةً إلى أن هذا الأمر يشجع السيدات على استخدام وسائل النقل العام.

وقالت إن قيادة المركبة لمسافات طويلة من عجمان إلى أبوظبي تشعرها بالإرهاق والإعياء، ومن الأفضل لها استخدام وسائل النقل العام حيث تصل بارتياح إلى مقصدها، لافتةً إلى أن التطور العمراني الراهن والكثافة السكانية أدّيا إلى ازدحام المركبات على الطرقات، مما جعل سير الحركة بطيئاً، وأهدر ساعات طويلة، وأن وجود مواصلات عامة يقلل الازدحام ويوفر الجهد والوقت للجمهور.

وأشارت إلى أن بعض الأسر تستخدم سائقاً، وهذا الأمر يزيد أعباء الأسرة مالياً، ويزيد كثرة العمالة في الدولة، وأنه يجب تقليل الاعتماد على العمالة والاتجاه نحو إيجاد حلول تسهم في خفض عدد العمالة المنزلية، وعلى المواطنين تشجيع مؤسسات النقل العام باستخدام وسائل النقل الجماعي، مؤكدةً أن تجربتها مع وسائل النقل العام جيدة جداً.

وأضافت أن وسائل النقل العام آمنة ومريحة ونظيفة، وأن هناك تطوراً كبيراً في توفير خدمات بمحطات نقل الركاب، وأشادت بجهود القائمين في مؤسسة المواصلات العامة في عجمان بزيادة عدد الحافلات والرحلات إلى دبي والشارقة، داعيةً إلى بذل مزيد من الجهد لتطوير الخدمات وتوفيرها في جميع الأحياء السكنية الخاصة بالمواطنين، لتنطلق الرحلات إلى جميع المواقع الخدمية والترفيهية، لتعويد المواطنين وأسرهم استخدام وسائل النقل العام، للحد من استخدام المركبات الخاصة.

 

 

Email