أصحاب الهمم

فاطمة عوض.. نور الكلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاطمة عوض ذات الـ18 ربيعاً، حرمت نعمة البصر، فعوضها الله بمواهب وقدرات إبداعية ومهارات أدبية وفنية، أنارت لها طريقاً وسط الظلام الذي فرض نفسه عليها مذ جاءت للحياة فلم تبصر النور ولا تعرفه، لكنها قهرت الظلام بالأمل، وشقت لنفسها طريقاً معبدة بالإيمان بقدر الله وقدره.

حلمها أن يسمع الناس صوتها ويقرؤون شعرها وكتبها، حُرمت نعمة البصر لكنها ترى الأشياء أجمل بأحاسيسها، اختارت الدراسة في كلية العلوم الإنسانية في جامعة الإمارات، وبالتحديد تخصص الترجمة، هذا التخصص الذي يهرب منه المبصرون، فالكلمة عندها تشع نوراً، فمنذ الولادة حرمت نعمة البصر.

منذ كانت طالبة في مدرسة أم الإمارات بمدينة العين، اكتشفت معلمتها «زينب» أنها تمتلك موهبة الكتابة الأدبية شعراً ونثراً، وكتابة المقالات وحبها للموسيقى، فشجعتها على ذلك وأقدمت على محاولة إصدار كتاب حول الصحة النفسية، وضعت له عنواناً «ابق مرتاحاً» لكنه لم يلقَ الدعم الكافي من الجهات الرسمية لأسباب لم تقنعها، كونها طالبة في المرحلة الثانوية ولا تحمل مؤهلات علمية كافية وتخصصية تؤهلها لتأليف مثل تلك الكتب، فاحتفظت بمسودته لعل وعسى أن يأتي اليوم ويأخذ طريقه للنشر.

وما يشجعها على ذلك أنها تمتلك موهبة أدبية في كتابة القصة القصيرة، وفازت بالمركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة، حيث كتبت قصة بعنوان «فوق الكرسي» تحكي معاناة فتاة سورية تعرفت عليها عبر الإنترنت الذي تبحر به كثيراً، روت قصة مأساة تلك الفتاة في وطنها الجريح، حيث فقدت وأسرتها في الحرب، فكانت مأساتها كبيرة وسط غابة من الذئاب البشرية.

ترى أنها تمتلك مشروع شاعرة وكاتبة كلمات أغانٍ، وملحنة وربما غنت أشعارها بنفسها - رغم معارضة الأهل للغناء ـ تأمل أن يقيّض الله لها من يقتنع بموهبتها ويغني كلماتها.

Email