السعادة والإيجابية.. طريق لحياة أفضل وسط النجاح والتميّز

أكد متخصصون وخبراء أن السعادة والإيجابية هي الطريق إلى حياة أفضل، وهي الطريق إلى بناء الثقة في القدرات ومواصلة تحقيق الإنجازات والنجاحات على جميع المستويات.

جاء ذلك في الجلسات الحوارية التي تم تنظيمها ضمن فعاليات اليوم الخامس من الدورة الثانية من رحلة السعادة التي تنظم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وشدد المتحدثون على الدور الكبير للأسرة والتناغم والانسجام بين أفرادها في تحقيق السعادة، وأن السعادة قرار ذاتي ينبع من داخل كل فرد في المجتمع.

طريقك إلى حياة أفضل

وفي جلسة «الذكاء العاطفي طريقك إلى حياة أفضل»، تحدثت حنان السماك المؤلفة الإماراتية عن قدرة الإنسان على فهم المشاعر الداخلية للذات والآخرين، مؤكدة أن هذا يشكل منهجاً ذا تأثير فعال في نفوس الآخرين.

وأوضحت السماك أن الذكاء العاطفي يؤثر بنسبة 80% على نجاح الشخص على المستوى الذاتي والمهني، كما أن الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي يعيشون بسعادة أكثر يمتلكون طاقة إيجابية وتفكيرا فعالا لخدمة مجتمعهم وخدمة الآخرين.

وأجرت السماك تدريباً قارن بين شخصين الأول يبدي ردود أفعال سلبية دون تفكير تجاه الأشخاص والمواقف ودون اعتبار للظروف والأسباب والتداعيات، والآخر يتمتع بمقومات الذكاء العاطفي والتصرف بالإيجابية ويحلل الأمور إلى أسباب ونتائج، وبالتالي تكون تصرفاته ملائمة ويقوم باختيار الأفعال والكلمات والتصرفات المناسبة النابعة من تفهم الآخرين.

واستعرضت السماك أدوات تطوير الذكاء العاطفي بداية بالتعرف إلى الذات وتصنيف الأفعال وردود الأفعال وممارسة اليقظة الذهنية أي استحضار اللحظة، وعدم التفكير بالماضي أو المستقبل ما يخلق حالة من الصفاء الذهني والتركيز.

وبينت أن خطوات ممارسة الذكاء العاطفي والتحكم بالذات تتخلص في خطوات قليلة هي التوقف عما تفعله كالغضب، والتنفس بعمق، والتمعن في الموقف الحالي والأفكار الآنية واستذكار الهدف الأساسي، ثم العودة لمتابعة العمل بطريق أفضل.

وأوضحت السماك أن علم الذكاء العاطفي يتم تداوله واتباع أساسياته من قبل أشهر الأكاديميين، المختصين، وغالبية صناع القرار يتمتعون بمهارات الذكاء الاصطناعي التي تعينهم على بلوغ أهدافهم وتسهل لهم آليات التعامل مع الآخرين والإقناع والتعايش معهم.

التناغم الأسري

وقدم عبدالله الموسى مقدم البرامج الدينية محاضرة تفاعلية حول مقومات التناغم الأسري الذي يؤدي إلى تحقيق الانسجام بين جميع أفراد الأسرة، والذي يسهم في تحقيق السعادة لجميع المجتمع، واستعرض المهارات الحياتية التي ينبغي على الأزواج التمتع بها ابتداء من النية الحسنة، ثم ضرورة فهم نفسية المرأة، إضافة إلى التحلي بطيب الكلام والحوار اللطيف.

وأشار الموسى إلى أهمية إظهار الاهتمام وتعزيز العلاقة من خلال تبادل الهدايا والحفاظ على المودة والرحمة لاستدامة الحياة الزوجية السعيدة، وقدم مجموعة من خلال القصص والعبر واستعراض نماذج لممارسات وعادات سائدة وقام بتحفيز الحضور على التوخي وإبداء الاهتمام بالتفاصيل لما له من أثر إيجابي ليس فقط على الأزواج وإنما الأبناء وحبهم واحترامهم للوالدين.

وناقش الموسى بعض النظريات العلمية المتعلقة بالجينات المؤثرة في طبع الأفراد وسلوكياتهم، ودعا إلى الانتباه لها ومعالجة السلوكيات وتقويمها وبالتالي اكتساب مودة الآخرين واحترامهم داخل وخارج نطاق الأسرة.

أسرار السعادة

وأكد فهد هيكل، الإعلامي والناشط في وسائل التواصل الاجتماعي في جلسة بعنوان «أسرار السعادة»، أن السعادة هي الغاية والمطلب الأول لجميع سكان الأرض منذ قديم الأزل، وعلينا فهم معنى السعادة لكي نتمكن من تحقيقها والشعور بالسعادة والإيجابية، مشيراً إلى الفوارق بين مفهوم السعادة ومشاعر الفرح والسرور والمتعة.

واستعرض هيكل تصنيف الفلاسفة القدماء للسعادة وإجماعهم على أن هناك 3 أنواع من السعادة، وهي إما سعادة الجسد كالأكل والشرب والنوم، أو سعادة العقل أو إشباع العقل وأنصار هذا المفهوم هم الفلاسفة، فسعادة العقل ترتقي عن سعادة البدن وإشباعها يكون بالمعارف، وهناك مفهوم آخر هو سعادة الروح، وأنصار هذا هم المتصوفون والرهبان.

وأشار إلى أن السعادة شيء مركب ومعقد مؤلف من الرضا والأمل، الرضا بالأحوال والأمل بأحوال أفضل، وأنها لا يمكن أن تكون فردية، بل حالة تشاركية، ولا تحس بقيمتها الفعلية إلا عندما تكون شعوراً مشتركاً مع بقية أفراد المجتمع.

الطعام يجمعنا

وفي جلسة بعنوان «الطعام يجمعنا»، تحدث داني كوبين من فريق جيمي أوليفر وداليا دغمش المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن أهمية الطعام ونوعيته ودوره في تحقيق السعادة في حياتنا وتحفيز قدراتنا وتزويدنا بالطاقة والحث على التفكير بإيجابية.

وأشارا إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الطعام وبين حياتنا النفسية والاجتماعية والصحية، مؤكدين ضرورة تناول الأطعمة التي تساعد على الاسترخاء والتي تجنبنا الضغط النفسي، كما تجبنا في الوقت ذاته الاضطرابات العصبية وردات الفعل العقلية والجسدية وتجلب معها السعادة والراحة والطمأنينية النفسية.

الوصول للسعادة

في جلسة بعنوان «تخطي الحدود بلا حدود»، بدأ يوسف القرق جلسته التفاعلية عن الأمل والإصرار بتقديم نفسه دون قيود المسمى الوظيفي أو المكانة منوهاً بأن وضع الأطر الاجتماعية أو المهنية يفرض نوعاً من الحدود ويجعل من الصعب القيام بنقطة تحول في المسيرة المهنية للشخص وتغير مساره والسعي وراء طموحاته وخوض التجارب المختلفة والمتنوعة.

واستعرض القرق سيرته الذاتية كمثال حي على أن التمسك بالأمل والإصرار أدوات فعالة ومباشرة لتحقيق الأهداف والرضا والسعادة مدى الحياة، وأشار إلى أن الفرص والتحديات التي واجهته لم تثنه عن التمرس في لعب كرة القدم في سن الرابعة عشرة، حيث كان لاعباً مشهوراً في نادي الوصل في دبي، لكنه تعرض لإصابة حالت دون استمراره في لعب كرة القدم واعتزاله.

وقال: «لم يحد ذلك من رغبتي في ممارسة الرياضة والإقبال على الحياة بل أصررت على استكمال مسيرة العلاج واستعادة عافيتي، بل اخترت مساراً جديداً ومشوقاً هو تسلق الجبال وشاركت في إحدى البطولات العالمية لتسلق الجبال ونجحت في بلوغ القمة». وبين أنه بعد ذلك قرر الانتقال إلى رياضة جديدة وهي «الجمباز» وأتقنها وقرر افتتاح شركته الخاصة وهو اليوم المدير العام لصالة جرافيتي لألعاب الجمباز.

   المشاعر العامل الأهم في تحديد سعادة الإنسان

أكدت الدكتورة نيفين الصالح، خلال جلسة «قوة المشاعر» أن المشاعر هي العامل الأهم في تحديد سعادة الإنسان، وبأن المشاعر في طبيعة الحال هي طاقة، منها الإيجابية ومنها السلبية، وهناك العديد من الطرق للتركيز على المشاعر الإيجابية التي تحقق السعادة، وتنحية المشاعر السلبية وتحويلها إلى مشاعر وطاقة إيجابية.  

ونوهت إلى أن ما نشعر به يؤثر فينا من الداخل وعلى صحتنا الجسدية والنفسية، حيث إن المرض الجسدي يتألف من مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الصحة وإحداها المشاعر، حيث إنه في حالات المرض الجسدي، تؤثر الحالة العاطفية للمريض على أعراض وشدة المرض الجسدي، فيشعر المرء بانعكاسات المشاعر السلبية على جسده والعكس صحيح، ما يعزز الحاجة إلى التحكم بالمشاعر السلبية، لمنعها من التأثير على الصحة الجسدية. 

وشددت الصالح على أن مجموعة الأحاسيس والمشاعر والحمية الغذائية والأنشطة الرياضية أو النشاطات الجسدية التي يقوم بها الفرد تؤثر بشكل كبير على سعادته، منوهة بأن على الإنسان عدم تثبيط المشاعر السيئة، بل الاستفادة منها كمصدر للإلهام، كما فعل العديد من المبدعين والعظماء على مر التاريخ، الذين شكلت المعاناة مصدراً لإبداعاتهم وإنجازاتهم.

الأكثر مشاركة