معدّلات منخفضة تقود السير الذاتية إلى سلة المهملات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بأمل كبير، تعود شيماء الوالي إلى طفلتها الصغيرة في منزلها بخورفكان، التابعة لإمارة الشارقة، من معارض التوظيف التي تزورها للمرة السابعة خلال عامين، لتتفاجأ بعدم ورود أي رد من جهات كثيرة تقدمت لها بطلبات التوظيف، لاسيما وأنها خريجة في تخصص الهندسة الإلكترونية، التي لها صيت كبير واهتمام واسع من قبل الجهات الحكومية والخاصة على حد سواء.

وتأمل شيماء في الحصول على وظيفة عادية، حتى وإن كانت في مجالات أخرى، تناسب احتياجاتها الحالية، بعد أن كانت قبل عام واحد فقط تطمح في الحصول على وظيفة مرموقة براتب عالٍ يعادل بذلك الرواتب التي سمعت بتوفرها للطلبة الذين لديهم مؤهلاتها.

الشروط التعجيزية التي طُلبت منها فاجأتها وجعلتها عاجزة عن اختيار وظيفة مناسبة لها، إذ إن الكثير من الشركات الخاصة طلبت منها أن تتوظف بشهادة الثانوية العامة، وبراتب لا يتجاوز 7000 درهم، وفي أحيان كثيرة يطلبون منها أن تعمل في الفروع البعيدة عن منزلها، وعن مقر الشركة متجاهلين بذلك ظروفها الشخصية.

وفي المقابل، تحصل فقط على فرص تدريبية من الجهات الحكومية، التي تطلب منها العمل كمتدربة بمكافأة مالية لا تتجاوز 1000 درهم لمدد تصل إلى ستة أشهر. عند زيارتها لمعرض الوظائف، تصطدم شيماء بحاجز الكفاءة والدرجات العالية، لاسيما وأن عدداً من الجهات تطلب من الخريجين الحصول على معدل تراكمي من الجامعة يفوق الـ3.0 ولا يلتفتون إلى الطالبات اللاتي تخرجن بمهارات عالية لكن بمعدلات أقل، كما أنهم لا يفكرون بإعطائهن فرصاً تليق بهن.

في أجنحة المؤسسات تفاجأت بمقولة صريحة من أحد الموظفين وهي أنها إذا أعطتهم نسخة من سيرتها الذاتية المطبوعة أو الإلكترونية فإنها ستواجه مصيراً واحداً بإلقائها في سلة المهملات، لأنهم لا يفكرون بلقاء أي خريجة لا تملك مؤهلات أعلى من العادة، والبعض الآخر يعتذر عن قبول سيرتها الذاتية لأنهم يريدون توظيف حملة الثانوية العامة ذوي المؤهلات الضعيفة.

Email