بفعل مسيرتها المظفّرة ومشاريعها العملاقة واستقرارها

سيف بن زايد: الإمارات برؤية قيادتها الحكيمة «أرض الإلهام» بامتياز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال كلمته أمام القمة العالمية للحكومات، أن الإمارات باتت اليوم أرض الإلهام والفرص الفريدة وذلك بفضل جهود ورؤية قيادتها الحكيمة التي جعلت التحديات مصدراً للنجاح، ونموذجاً حديثاً يحتذى لينير درب الملايين من البشر حول العالم فضلاً عن المؤسسات والدول.

موضحاً سموه أنه كما عُرفت دول عالمية بأنها «أرض الأحلام»، و«أرض الأفكار النيرة»، و«أرض العجائب»، و«مدينة النور» وغيرها من الصفات، فإن الإمارات جديرة بمسيرتها المظفرة، ومشاريعها الاستراتيجية العملاقة وواقعها الآمن المستقر، أن توصف بـ«أرض الإلهام» بامتياز.

حضر الجلسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.

وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات.

رؤية ثاقبة

وأشار سموه إلى أن ما يميز الإمارات بصيرة ورؤية القيادة الثاقبة، وحسها القادر على استشراف المستقبل وتحدياته، فاعتلت سلم التنافسية العالمية وتصدرت أهم المؤشرات الدولية خلال فترة تعد بالقصيرة في عمر الدول، مشيراً سموه إلى أن قصة الإمارات هي قصة إلهام، ورؤية قيادة استطاعت بعملها الجاد ونظرتها المستقبلية من تحويل التحديات إلى فرص.

وقال سموه، خلال الجلسة الرئيسية للقمة العالمية للحكومات، وفي المحور الأول من كلمته الذي كان بعنوان «الإلهام في فكر زايد»، إن سيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأعماله وإنجازاته، وملاحم النجاح الذي نسجها مع القادة المؤسسين، ألهمت الطامحين من قاطني الدولة ليتأثروا بالحلم الإماراتي، وليستنيروا بهذا النهج الذي يستند لوجود تحديات وفرص، سلبيات وإيجابيات، وليبنوا قصص نجاحات تجاوزوا فيها الصعوبات والتحديات وليشقوا طريقهم بنجاح مبهر يسهم في تعزيز التنمية الحضارية للدولة.

وبيّن سموه أن اهتمام دولة الإمارات بعلوم الفضاء والكون وإنشاء الوكالة الإماراتية لعلوم الفضاء، لم يكن وليد اللحظة، فالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حمل على عاتقه مسؤولية بناء الإنسان والوطن، كان يحمل في فكره وقلبه أحلاماً وأمنيات كثيرة وكبيرة، وطموحات لا حدود لها، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في إيمانه بالعلم والمعرفة لتصل الإمارات إلى أعلى المستويات من التقدم والرقي.

وأوضح سموه أن القائد المؤسس تجاوز بحكمته ونظرته المستقبلية عقود زمانه، فبادر باستقبال فريق المكوك أبولو قبل قيامهم برحلتهم إلى القمر عام 1974 وبعد الرحلة 1976 في سابقة لزعيم في المنطقة تأكيداً على فكر المغفور له النير وإيمانه بالعلم كوسيلة لتحقيق النجاحات والتفوق، وقطع يومها، طيب الله ثراه، على نفسه عهداً بأن الإمارات ستصل يوماً للقمر وما بعده.

وتابع سموه الحديث، بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استلهم من فكر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الرؤى العميقة ذات التطلعات المستقبلية، فانطلقت مشاريع الفضاء ومسبار الأمل واستكشاف المريخ، ودشن سموه القمر الصناعي «خليفة سات»، أول قمر صناعي إماراتي لتجسد هذه المشاريع التقنية ترجمة حقيقية لرؤية القائد المؤسس حين قابل فريق ابولو في 1976.

كما أشار سموه إلى جهود ومشاريع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في التطوير، حيث عُرف عن سموه أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي أسهمت في تدعيم وتعزيز المنجزات الحضارية، ومنها تبني مشاريع الطاقة البديلة المتجددة، كمدينة «مصدر» الخالية من النفايات والانبعاثات الكربونية، والتي تأتي استمراراً للنهج الذي زرعه فينا «زايد» وتعد استلهاماً من سيرته العطرة، لافتاً إلى قصة المغفور له الشيخ زايد أثناء إحدى زياراته للمنطقة الغربية.

حيت تضايق من رائحة تزكم الأنوف أخبره المسؤولون أنها نتيجة لمعالجة واستخراج الغاز، فوجه، طيب الله ثراه، على الفور بدراسة الوضع والتعاقد مع أفضل الشركات العالمية واستخدام التقنيات المتطورة ذات البعد البيئي الصحي، ليعطي بذلك مثالاً اسُتلهمت منه مشاريع بيئية للطاقة النظيفة والمتجددة تفتخر بها الإمارات حالياً.

مشاريع ومبادرات

وتابع سمو وزير الداخلية كلمته قائلاً: أن الإمارات ما زالت تقدم المشاريع والمبادرات التي شكلت قصص نجاحات عالمية ومصدر لإلهام الملايين في اقتناص الفرص من التحديات، مشيراً إلى حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين وصف الأزمة المالية العالمية والتي وصل تأثيرها للمنطقة عام 2008، بأنها فرصة.

وكذلك في درس حريق فندق العنوان، الأمر الذي يؤكد أهمية الإيمان بما تقوم به والإصرار على النجاح، وبالفعل ها هي الإمارات ودرتها دبي «دانة الدنيا» سباقة إلى استيعاب الأزمات الإقليمية والدولية والتغلب عليها بل والخروج منها أكثر قوة وأسرع نمواً.

وعاد سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للتأكيد على أن الإمارات مصدر إلهام النجاحات باحتضانها الآن مشاريع عملاقة في المنطقة منها محطة «براكة النووية»، وتتبنى استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة الكبرى، وتقدم للعالم مشاريع وإنجازات ومبادرات تستشرف المستقبل وتتبنى مفاهيم وعلوم الذكاء الاصطناعي.

وسوف تستضيف العالم في إكسبو 2020، مشيراً سموه إلى أن كل هذه المنجزات بفضل حكمة قيادة الإمارات وإيمانها الراسخ بالتنمية المستدامة القائمة على الفكر العلمي السليم وتحدي المستحيلات لتصبح بذلك نموذجاً ومنارة العالم بأسره، ومصدراً لإلهام الملايين حول الأرض ومنارة للجميع.

وفي المحور الثاني من حديث سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قدم سموه عدداً من القصص المجتمعية الملهمة من قاطني الدولة من أكثر من 200 جنسية تجمعهم بتسامحها، مستلهمين من قيادتها ومنجزاتها الحضارية طريقاً للنجاح والإبداع، فكانت الإمارات مهداً لانطلاق مسيرتهم، ذاكراً سموه قصة تعبر عن أهمية المبادرة واستثمار الفرص.

ثم عرض سموه تسجيلات بلسان أصحابها لخمس قصص لأشخاص من جنسيات مختلفة سجلوا نجاحات اقتصادية عالمية وبنوا مشروعات اقتصادية عملاقة انطلاقاً من الإمارات، قال سموه إنه اختار هذه القصص بالقرعة لكثرة وتعدد قصص النجاح على أرض الإمارات الخيرة، داعياً سموه إلى الاستفادة من الفرص للتحسين دون تأخير أو إبطاء.

وفي المحور الثالث، تناول سموه عدداً من الأحداث والمنجزات الوطنية التي تحققت في شهر فبراير، موعد انعقاد هذه القمة والذي لم يأتِ من فراغ، فقال عنه سموه بأنه شهر مفصلي في تاريخ الإلهام الإماراتي، حيث شهد شهر فبراير وفي 18 منه عام 1968 اجتماع «عرقوب السديرة» الشهير بين المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، الذي يعد شعلة انطلاق اتحاد الدولة ومحطة بارزة من محطات تكوينها، وفي 10 فبراير 1972 انضمت رأس الخيمة لتكمل عقد الاتحاد، وفي 12 فبراير 1972 عقدت أول جلسة للمجلس الوطني الاتحادي، وفي 12 فبراير 1976 لقاء، طيب الله ثراه، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع وفد وكالة ناسا العالمية لعلوم الفضاء.

«البيت متوحد»

وأكد سموه أن معادلة النجاح الإماراتية، تتلخص بما قاله سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن «البيت متوحد» سر نجاح الدولة، فالرعاية التي تنتهجها الدولة بدورها كأسرة كبيرة، إلى جهود الأسر الصغيرة من مؤسسات ومكونات الدولة التي تتيح الفرص وتمكن الشباب وتؤهل العنصر البشري، إلى أهمية التفاؤل ونشر الطاقة الإيجابية، مروراً بطاقات المجتمع الفردية التي استلهمت من القيادة الصبر والإرادة فالنجاح مزيج من الإلهام والجهد والعمل الجاد، على حد وصف سموه.

واعتبر سموه في حديثه ضمن المحور الرابع والأخير بأن الاستقامة الشاملة التي نهجتها الإمارات منذ تأسيسها أسهمت في تحويل الدولة بقيادتها الفذة، لمصدر إلهام.

قصة الشيخ زايد مع المنصوري

وأثناء تقديم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان المحور الثاني الذي كان بعنوان «القصص المجتمعية الملهمة» ذكر سموه قصة مع صور وتسجيل فيديو يظهران المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثناء تفقده أحد المشاريع الإنشائية قيد العمل، علماً بأنه، طيب الله ثراه، أيضاً يتابع ما يقول في جولاته لمعرفة مدى الإنجاز ومكافأة المبدعين.

فكان أن وجّه، رحمه الله، سائق إحدى المركبات الإنشائية الكبيرة إلى تمهيد الأرض بطريقة سليمة والقيام بتحسينات أخرى، ولاحظ، طيب الله ثراه، عدم الدقة في ذلك، فلم يفهم السائق كلامه بصورة كاملة، فتردد في إنجاز المطلوب، فما كان من مراقب الموقع، المواطن محمد سيف المنصوري إلى أن تولى زمام الأمور والمبادرة في سياقة المركبة بنفسه وعمل المطلوب حرفياً بحسب توجيهات «القائد المؤسس»، طيب الله ثراه، لتكون القصة معبرة عن أهمية أخذ المبادرات.

منصة عالمية للإلهام تحمل اسم الشيخ زايد

دشن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في ختام كلمته في القمة، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، المنصة العالمية للإلهام والتي تحمل اسم الغالي الكبير، المغفور له بإذن الله تعالى «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، طيب الله ثراه، والتي تتزامن إطلاقها مع «عام زايد» لتظل سيرته العطرة ومسيرته في البناء وتجاوز التحديات مصدر إلهام العالم لتقديم الخير للإنسانية ولتبقى الإمارات أرض الإلهام والفرص وموسوعة عالمية لكل القصص الملهمة تقدم للإنسانية رسالة تسامح وسلام.

وانطلقت المنصة التي عُنونت صفحتها الأولى بكلمة تقول فيها: «إن مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قائدٌ مُلهِمٌ للقادة والمسؤولين والمجتمع، ونموذجٌ فريدٌ في التغلّب على الصعاب، كان ومازال نموذجاً يَحتذي به كل من أراد أن يترجم طموحاته وأحلامه إلى واقعٍ حقيقي».

الغزال والأسد

وعند حديث الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، في بداية كلمته عن سر تفوق الإمارات وتصدرها المؤشرات الدولية، عرض سموه صورة لغزال وأسد، ليسترجع سموه الحكمة والدلالات في هذه القصة التي ابتدأ فيها الفصل الأول من كتاب «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رؤيتي» والتي تتلخص أن عليك أن تسرع مع إشراقة كل صباح أكثر من غيرك حتى تحقق النجاح.

ملاحم من النجاحات على أرض الإمارات

قدّم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تسجيلات مصورة لخمس قصص نجاح تحققت على أرض الإمارات، استلهم أبطالها من الإمارات قيادة وشعباً ومسيرة منارتهم ليسيروا في درب النجاحات متوازين في ذلك مع مسيرة الدولة الحضارية وسعيها في تحقيق مستقبل مشرق.

وتحدث رجل الأعمال الإماراتي عبدالله ناصر المنصوري المدير التنفيذي لشركة النصر القابضة والتي تضم تحتها 16 شركة تعمل في نطاق واسع في القارتين الآسيوية والأفريقية، والذي قال انطلقت من الإمارات أرض الخير، مستلهماً من نجاحاتها ومن سيرة قيادتها معادلة النجاح، على جانب الاستفادة من البيئة الاستثمارية المتميزة المتوفرة.

واصفاً سر النجاح بالإيمان العميق بالفكرة التي تبني عليها طموحك مستلهمين ذلك من سيرة «القائد المؤسس» الذي آمن بفكرة الاتحاد منذ البداية، داعياً الشباب إلى السير على الاستلهام من هذه النجاحات وتغيير نمط حياتهم للأفضل ليسهموا في تقدم الإمارات.

أما الدكتورة نوف حسن المعيني الشابة الإماراتية والتي تحدت ظروفها الصحية، وهزمت الإعاقة بثبات، وهي الآن أول طبيبة إماراتية وتتخصص لتكون استشارية في تخصص الأشعة، فقالت إنها خرجت من معركتها مع «مرض نادر» استغرق علاجها 3 سنوات.

وقد بترت قدماها وبعض أصابع يدها، لكن شيئاً لم يغير نظرتها للحياة ولم يثنِ عزيمتها في مواصلة التقدم نحو أحلام وأهداف حددتها منذ الصغر، وهي الآن أقوى مستلهمة في عزيمتها مسيرة قيادة الدولة المظفرة، مشيرة إلى الدعم الكبير التي تلقته من الدولة أثناء صراعها مع المرض.

Email