خفضت ديون إندونيسيا للنصف وأوصلت احتياطياتها إلى 50 مليار دولار

محمد بن راشد يكّرم سيري أندراواتي بجائزة أفضل وزير بالعالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سيري مولياني أندراواتي، وزيرة المالية الإندونيسية، بجائزة «أفضل وزير في العالم»، ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات في دورتها السادسة.

واختيرت سيري مولياني أندراواتي من بين 8 مرشحين للجائزة التي تنظمها القمة العالمية للحكومات، بالشراكة مع إيرنست آند يونغ، الاستشارية العالمية التي تم اختيارها للحفاظ على حيادية الجائزة، وتولت مهمة استكشاف التجارب المميزة ومتابعة إنجازات الوزراء والتدقيق فيها، وتقييم مدى الأثر الإيجابي الذي أحدثوه على مستوى العمل الحكومي والمجتمع، فيما تولت لجنة مكونة من رؤساء المنظمات الدولية والقطاع الخاص العالمي عملية تقييم الترشيحات واختيار أفضل المرشحين.

وتتولى أندراواتي حقيبة المالية بإندونيسيا منذ عام 2016، وتعتبر الولاية الثانية في منصبها، حيث كانت الأولى في الفترة من 2005 حتى 2010، كما شغلت منصب رئيس لجنة التنمية بالبنك الدولي للفترة 2016 - 2018.

من جهته، قال جورج عطا الله، مسؤول القطاع الحكومي في شركة «إرنست أند يونغ» الاستشارية العالمية، إن جائزة أفضل وزير في العالم تحتفي بالإنجازات والابتكارات التي أحدثت أثراً إيجابياً في حياة ملايين البشر، وقد تشرفنا بالعمل مع القمة العالمية للحكومات، لإبراز أكثر التجارب الوزارية الملهمة والمؤثرة، وتعريف العالم بإسهاماتهم.

مسيرة متميزة

الجدير بالذكر أن الوزيرة أندراواتي شغلت عام 2010 منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للعمليات في «مجموعة البنك الدولي»، إذ كانت مسؤولة عن العمليات العالمية للبنك، وركزت في المقام الأول على الدول المتوسطة الدخل، مثل إندونيسيا، إلى جانب مجموعة دول البريك (البرازيل وروسيا والصين والهند).

وفي إطار عملها، قدمت الوزيرة مجموعة من المبادرات المتميزة التي كان لها تأثير كبير في المجتمع الإندونيسي، مثل برنامج الائتمان البالغ الصغر، الذي نجحت من خلاله في تخفيف حدة الفقر في بلادها، وتقليل حجم التفاوت بالدخل في المجتمع، إلى جانب تعزيز خلق فرص العمل، وجعل الناس أقل عرضة لخسائر الدخل غير المتوقعة، والإسهام في رفع مستويات المعيشة من خلال الأعمال الحرة.

كما أن برنامج الإعفاء الضريبي الذي تقوده الوزيرة يعتبر أحد أنجح البرامج من نوعه، والذي يمكن تنفيذه في البلدان التي تواجه تحديات مماثلة في تحصيل الضرائب. وعلى صعيد التأثير الاقتصادي، كان للوزيرة دور رئيس في رفع تصنيف إندونيسيا من قبل ستاندرد آند بورز، وهو الأمر الذي أدى إلى تصور أكثر إيجابية في السوق نحو الاستثمار في بلادها، مما أسهم في تعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.

ومن خلال مبادرات مثل برنامج الائتمان بالغ الصغر، عملت على تمكين وتشجيع الشركات الناشئة التي تساعد على النمو الاقتصادي والارتقاء بالمجتمع.

وخلال فترة ولايتها الأولى، نجحت الوزيرة في خفض ديون إندونيسيا إلى النصف، وأسهمت في وصول الاحتياطيات النقدية الأجنبية إلى أعلى مستوى لها بقيمة بلغت 50 مليار دولار.

وفي مجال الابتكار، تشارك الوزيرة في قيادة مبادرة مسارات الرخاء مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وهي شراكة عالمية تهدف إلى تطوير أفكار جديدة للتطورات المستقبلية الشاملة في عصر التكنولوجيا.

كما قادت أيضاً تطوير حلول مبتكرة مثل التطبيق هارجا بانغان، الذي يهدف إلى تحقيق الاستقرار في التضخم من خلال الوسائل الرقمية.

وسبق الإعلان عن الفائزة، دراسة ملفات المرشحين النهائيين من قِبل لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء دوليين وشخصيات بارزة، يمثلون جهات عالمية محايدة، من خلال بحث معمق في إنجازاتهم واختيار أكثرهم تميزاً للفوز بجائزة الوزير الأفضل عالمياً، ولا تختار الجائزة أي مرشح من دولة الإمارات، بهدف منحها الاستقلالية والحيادية.

وتمت عملية البحث والتقييم وفقاً لمعايير دقيقة ترتكز على المشاريع والمبادرات التي أطلقها أو نفذها الوزراء المرشحون، إضافة إلى توظيف الابتكار في تنفيذ المشاريع الحيوية التي عملوا عليها، وما كان لها من أثر إيجابي ومستدام على حياة الشعوب، إلى جانب حجم تمتعهم بسمات القائد المؤثر والناجح.

وركزت الجائزة هذا العام على الاقتصادات التي أظهرت أداءً عالياً على مدى السنوات الخمس الماضية، أو حققت تصنيفات عالية على نطاق عالمي.

ومن المعايير الأخرى التي تمت مراعاتها في مرحلة التقييم النهائية مظاهر ارتفاع النمو الكلي والتحسين في دول المرشحين، وأن يكون المرشح في منصبه بحد أدنى من 15 حتى 18 شهراً قبل الإعلان عن النتيجة، ومستوى السمعة الدولية التي يتمتع بها المرشح، والأثر الاجتماعي والاقتصادي النموذجي للمرشح.

كما تم في مرحلة التصفيات الأخيرة تطوير نموذج «ثلاثي الأبعاد» لضمان أن يخضع جميع الوزراء الذين تم اختيارهم في القائمة النهائية لمراجعة شاملة لنتائج الأداء العام لهم، واشتمل النموذج على ثلاثة محاور، هي الاستفادة من رأي الخبراء من مؤثرين على المستويين الحكومي والإعلامي، وتحليل نبرة منصات التواصل الاجتماعي تجاه المرشحين لدمج الرأي العام في عملية التقييم، وقياس الأثر الاجتماعي والاقتصادي، من خلال تحليل مؤشرات الأداء لعدد من كبرى المنظمات العالمية.

سيري: «القمة» منصة لإيجاد حكومات بمقاس تطلعات الشعوب

عبرت سيري مولياني اندراواتي وزيرة المالية الأندونيسية الحائزة على جائزة أفضل وزير في العالم ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، عن سعادتها وفخرها بفوزها في الجائزة الرفيعة، مؤكدة أن القمة العالمية للحكومات «منصة لالتقاء صناع القرار مع المختصين والمفكرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم»، وإبراز التجارب الحكومية الناجحة، وتبادل المعرفة حول الإنجازات الحكومية الاستثنائية، من أجل استشراف المستقبل، وتعزيز فرص الابتكار والتغيير في إدارة العمل الحكومي وتقديم الخدمات المتميزة.

وقالت في تصريحات لـ«البيان» عقب تكريمها بهذا الفوز: «إنه لشرف عظيم أن يتم اختياري أفضل وزيرة في العالم، واعتراف بإنجازات جمهورية إندونيسيا تحت قيادة رئيس البلاد، ونحن فخورون أيضاً باختيارنا كدولة في هذه الجائزة، التي أعتبرها اعترافاً بإنجازات إندونيسيا وليست فقط بإنجازاتي الشخصية».

رؤية مستقبلية

وأكدت أن القمة العالمية للحكومات تخلق منصة متميزة لحكومات العالم لصياغة رؤية مستقبلية واضحة وناضجة، والتحضير للحكومات التي تتطلع إليها الشعوب، والتركيز على بيئة العمل والتغيرات في التكنولوجيا، والجغرافيا السياسية حول العالم، في وقت أعربت فيه عن أملها أن يسهم فوزها بهذه الجائزة في صنع مستقبل أفضل لحكومة بلدها، وبقية الحكومات في ظل المتغيرات العديدة التي يواجهها العالم.

وشددت على أن إطلاق حكومة الإمارات لهذه الجائزة بمثابة بصمة عالمية لها بامتياز، وتحديداً في قطاع العمل الحكومي، إضافة إلى أن هذه الجائزة تشكل اعترافاً صريحاً بأفضل الممارسات حول العالم، التي تلعب دوراً محورياً في صياغة المستقبل».

واختيرت وزيرة المالية الإندونيسية للتكريم كأفضل وزير، تقديراً لجهودها، والمبادرات المبتكرة التي قادتها وكان لها بالغ الأثر في انخفاض مستوى الفقر في موطنها في السنوات الخمس الماضية، والحد من عدم المساواة في الدخل، وتعزيز فرص العمل، وزيادة الشفافية في السنوات الخمس الماضية بنسبة 3%، وخفض ديون بلدها بنسبة 50 %، إضافة إلى أن الاحتياطات الإندونيسية في أعلى مستوياتها والبالغة 50 مليار دولار.

وأوضحت أن عدد سكان بلادها يصل إلى 270 مليون نسمة أكثرهم من الشباب، «الذين نستثمر في طاقاتهم على وجه الخصوص، وفي بقية السكان على وجه العموم، ودعم هذه الشريحة من خلال التعليم والتمكين ليكونوا جاهزين في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الحكومة الإندونيسية التي تعمل كذلك من أجل الاستثمار في التغييرات الحاصلة في التكنولوجيا والفرص الكثيرة التي جلبتها».

وأضافت المسؤولة نفسها: «كما عملنا في الحكومة الإندونيسية على تطوير البنية التحتية للدولة، وبناء نظام إداري، وحكومة تدعم الاستثمارات، لنتمكن من التقدم في المجالات المختلفة في الدولة، ولتتطور إندونيسيا لتصبح من أفضل الدول حول العالم، وأن تكون حاضنة للشباب، وأن تعطيهم فرصاً أكبر للتطور».

إنجازات

واستعرضت الفائزة بجائزة أفضل وزير على مستوى العالم بعض الممكنات والإنجازات التي قامت بها وأسهمت بتتويجها بهذا المركز، من بينها استخدام المورد المادي على النحو الأفضل في وضع الميزانية العامة للدولة، و«دعم برامج الدولة في بناء بنى تحتية أفضل، وتعليم أفضل، ونظام صحي أفضل لنتمكن من ابتكار أنظمة متكاملة تعمل عليها الدولة مستقبلاً».

تقييم

أطلقت القمة العالمية للحكومات جائزة أفضل وزير في العالم بالشراكة مع مؤسسة تومسون رويترز بهدف تكريم الأداء المتميز للوزراء الذين قادوا أو شاركوا في تنفيذ مشاريع حكومية ناجحة حققت نتائج إيجابية ملموسة على حياة المواطنين والمجتمع. وجاء تحديد الفائز بعد تقييم شامل قامت خلالها القمة بالتعاون مع رويترز بدراسة مشاريع جرى تنفيذها من قبل وزراء حاليين في عشرات الدول.

Email