ثروة معرفية ووطنية تعزز فاعلية صنع القرار

«دبي بالس» حاضنة لبيانات الإمارة وركيزة التحول الذكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر البيانات مستقبل المجتمعات الذكية، وعصب العمل الحكومي الفعال، وهو ما جعل أحد أهم عناصر إطلاق المرحلة الجديدة لدبي الذكية 2021 إطلاق منصة «دبي بالس Dubai Pulse»، التي تعتبر حاضنة بيانات إمارة دبي، والعمود الفقري للتحول الذكي، وتهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق التكامل في البيانات المتاحة لمختلف الجهات الحكومية والخاصة وغيرها.

وتم إطلاقها بهدف تحويل بيانات المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة إلى ثروة معرفية، اختارت دبي الذكية تسميتها ثروة البيانات تعزز فعالية صنع القرار وتحد من هدر الجهود، وتتيح إمكانيات غير محدودة في مجال التخطيط للمستقبل وغيرها من الفرص للبناء على ما تحقق من إنجازات وطنية.

وتعزز «دبي بالس» الكفاءة التشغيلية من خلال خفض تكاليف الوصول إلى البيانات بجانب العمل على تسهيل تبادل البيانات المفتوحة والمشتركة بين القطاعين العام والخاص والأفراد، ما من شأنه توفير فرص جديدة للمشاركة في العمل والمساهمة الفاعلة في التحول الرقمي لإمارة دبي بالكامل.

وسيستفيد من المرحلة الأولى من منصة البيانات «دبي بالس» مختلف شرائح المجتمع، حيث ستوفر البيانات المفتوحة عن المدينة في مجالات عدة منها تشمل حركة المرور والنقل والاقتصاد والرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم.

إنترنت الأشياء

وتعتبر تطبيقات إنترنت الأشياء مثل المجسات وأجهزة الاستشعار التي يتم تطبيقها في أجزاء مختلفة من المدينة مصدراً من مصادر البيانات التي ستغذي دبي بالس. وستعزز إتاحة البيانات عبر دبي بالس من القدرات على الابتكار إضافة إلى ضمان الاستفادة القصوى من البيانات بإيجاد التكامل بينها في منصة واحدة وتحليلها وتحويلها إلى مصادر لدعم صناعة القرار وسرعته.

وستكون البيانات عبر المنصة متاحة عبر ثلاثة مستويات من إمكانيات الوصول الأول متاحة للجمهور بشكل عام، ويمكن الوصول إليها في كل وقت، والثاني متاحة مقابل تعرفة معينة للجمهور المتخصص مثل مؤسسات القطاع الخاص، والمستوى الثالث هو البيانات الحكومية المصنفة ويقتصر الدخول إليها على الجهات الحكومية ذات العلاقة. وستسهم البيانات في تعزيز عملية صناعة القرار وتوظيفها للارتقاء بحياة الناس في دبي بشكل عام.

دور محوري

وتمارس مؤسسة بيانات دبي دوراً محورياً في تحقيق مئوية الإمارات 2071، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خاصة أن البيانات بشكل عام تعتبر ثروة قومية في حال تم حفظها ومعالجتها وفق استراتيجية متطورة، فكيف إذا كانت هذه البيانات في دولة لا تقبل بأقل من المركز الأول في كل شيء، وتطمح إلى أن تكون الدولة الأفضل بحلول العام 2071، وسيكون للبيانات على مستوى الدولة أكبر الأثر في تحقيق أهداف المئوية.

وفي الوقت ذاته ستكون البيانات الطريق الأسرع والأكثر فعالية لتطوير مختلف القطاعات، لذلك أدركت الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص مبكراً أهمية البيانات ولم تكتفِ بإجراء التجارب على تطبيقاتها، بل تمت مأسستها وبناء منصة لحفظها وتحليلها وإدارتها تتولى إدارتها مؤسسة بيانات دبي باستراتيجية واضحة وتشريعات ناظمة، وذلك في الوقت الذي ما زالت الكثير من دول العالم تتلمس أوجه الاستفادة من البيانات.

وقد أثمرت هذه الجهود بتكريم دولي للدور المحوري لإمارة دبي وهو إنجاز وطني سبقت فيه دبي أكثر المدن تقدماً حول العالم باختيارها مركزاً إقليمياً لبيانات المدن مؤخراً لكونها إحدى المدن الرائدة التي تقود الجهود نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (أجندة 2030 للمدن والمجتمعات المحلية)، وهو ما تم إعلانه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال 2017.

إبطال البيانات

وأطلقت مؤسسة بيانات دبي في سبتمبر 2016 مبادرة إبطال البيانات لتمكين التعاون المشترك بين المؤسسات الحكومية بدبي ومؤسسة بيانات دبي، وبدأت في ذلك الوقت في 150 بطل بيانات وفي مطلع 2017 وصل العدد إلى 200، وبعدها ارتفع العدد إلى 305 أبطال بيانات في 47 مؤسسة حكومية وتتطلع المؤسسة إلى انضمام جميع الدوائر الحكومية في الإمارة إلى المبادرة.

ويعتبر أبطال البيانات ذراعاً ممكنة لدبي الذكية في تطبيق مبادرة بيانات دبي في الجهات الحكومية، حيث يلعب هؤلاء الأبطال أدواراً مختلفة، فمنهم قادة البيانات وهم مُمَكنون من قبل مؤسساتهم لإدارة البيانات والتأكد من توافقها مع قانون تنظيم نشر وتبادل البيانات في دبي ونشر واعتماد تصنيف البيانات مع الإدارة العليا.

وهناك إداريو البيانات ويعملون على تقنية الربط ما بين مؤسساتهم والمؤسسات الأخرى لنشر وتبادل البيانات وإدارتها تكنولوجيا، ومتعهدو البيانات وهم يمثلون الإدارات والقطاعات المختلفة في المؤسسات الحكومية لمعالجة احتياجات الأقسام من ناحية البيانات، وتوفير البيانات الموجودة القطاع.

وتعمل مؤسسة بيانات دبي، بالتعاون المشترك مع الدوائر الحكومية على تسهيل تناقل البيانات لتحقيق الاستفادة القصوى في مختلف القطاعات والربط في ما بينها وإنتاج الرؤى التي تساعد على استشراف المستقبل، حيث إن البيانات تمكن صناع القرار في مؤسساتهم للتخطيط الأفضل والتحول إلى اقتصاد معرفي ثري بالبيانات.

10.4

خلصت نتائج «تقرير الأثر الاقتصادي لبيانات دبي» الذي أصدرته دبي الذكية مؤخراً، إلى أن عملية نشر وتبادل البيانات في القطاع العام والخاص ستسهم في زيادة إجمالي القيمة المضافة بواقع 10 مليارات و400 مليون درهم سنوياً بحلول عام 2021، كما سيثمر نشر بيانات الحكومة في حد ذاته إلى ارتفاع 6 مليارات و600 مليون درهم في إجمالي القيمة المضافة سنوياً وهو ما يعادل 0.8 % إلى 1.2% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لإمارة دبي في 2021».

وسلط التقرير الضوء على الآثار الاقتصادية المتوقعة لعملية نشر وتبادل البيانات وتطرق إلى منهجية دقيقة لقياس الآثار الاقتصادية للبيانات المفتوحة والمشتركة في إمارة دبي.

2015

تتولى مؤسسة بيانات دبي إدارة «مبادرة بيانات دبي» بموجب قانون البيانات الصادر في دبي في عام 2015، وهي المبادرة الوحيدة التي تغطي كل بيانات مدينة دبي وتوجه وتنظم عملية نشر وإتاحة وتبادل هذه البيانات بين القطاعين الحكومي والخاص.

وتهدف المبادرة إلى تحسين آفاق الاقتصاد في دبي، وتمكين أفراد المجتمع من خلال إتاحة البيانات وتوفير فرص العمل، ما يسهم في الارتقاء بمستوى الحياة لكل المعنيين بما في ذلك الهيئات الحكومية والخاصة وقطاع الأعمال والمواطنين والمقيمين والزوار، وعقب الإعلان عن قانون بيانات دبي، باشرت مجموعة من الهيئات الحكومية العمل بشكل وثيق مع مؤسسة بيانات دبي، لتصنيف مجموعات بيانات بهدف نشرها على منصّة بيانات دبي.

47

انسجاماً مع أهداف خطة دبي الذكية 2021، وفي إطار حرص مؤسسة بيانات دبي على تعزيز أواصر التعاون المشترك بين الدوائر الحكومية في مجال تبادل ونشر المعلومات، أطلقت المؤسسة برنامج «قادة البيانات» لتعزيز قدرات الإمارة في نشر وتبادل البيانات، وإنشاء قاعدة بيانات معرفية تستفيد منها الجهات الحكومية والخاصة، ويضم البرنامج في عضويته 305 من ممثلي 47 جهة حكومية في دبي.

ويتم من خلال البرنامج دمج «قادة البيانات» في جميع الجهات الحكومية للمساهمة في عملية اتخاذ القرار، وتنفيذ أحدث التقنيات بمجال البيانات المتطورة لكل المبادرات والمشاريع، ومختلف العمليات الداخلية، بشكل يدعم جهود تحويل دبي إلى مدينة ذكية تعتمد على البيانات بشكل كلي.

27.8%

توقع تقرير «التأثير الاقتصادي لبيانات دبي» أن تستحوذ قطاعات النقل والتخزين والاتصالات على حصة الأسد من إجمالي القيمة المضافة، في حال مشاركة البيانات الحكومية؛ أي ما يعادل 27.8% أو 1.85 مليار درهم، تليها الإدارة الحكومية بنسبة 23.6% وبما يعادل 1.57 مليار درهم، ثم تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق بواقع 13.7% أو 908 ملايين درهم.

يليها القطاع العقاري بنسبة 9.6% أو 639 مليون درهم، ثم الخدمات المهنية بنسبة 8.9% أو 588 مليون درهم. وسيشكل قطاع التمويل والتأمين 6,5% أي ما يعادل 433 مليون درهم من إجمالي القيمة المضافة.

منصة «القرار الذكي» تعزز الابتكار

حققت مؤسسة بيانات دبي سبقاً في مجال البيانات، مع نهاية العام 2017، بإطلاقها «منصة صناعة القرار الذكي»، ضمن مشاركتها في أسبوع جيتكس للتقنية، وهي المرة الأولى على مستوى العالم التي يتاح خلالها للجمهور اختبار تجربة تحليل البيانات بشكل حي من مختلف الجهات الحكومية والخاصة في المدينة.

وحظي الجمهور بتجربة فريدة من نوعها، حيث تمكنوا من الاطلاع على كم هائل من البيانات التي تم جمعها وتخزينها طوال السنوات الماضية، تلك البيانات التي لا تكشف عن التقدم الملحوظ الذي حققته دبي فقط، والذي يؤكد نجاح جهودها، بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة، ولكنها تقدم أيضاً لمحة عن المستقبل، حيث تمكنوا من الاطلاع على مدينة المستقبل، والتي تعمل دبي الذكية على بنائها، بالتعاون مع الجهات الحكومية والشركات الخاصة والمؤسسات الأكاديمية.

وصممت دبي الذكية المنصة بالتعاون مع فريق من علماء البيانات والمصممين والمبرمجين العالميين، فضلاً عن مختلف الجهات الحكومية، من خلال بناء بنية تحتية رقمية مبتكرة باستخدام مئات الآلاف من بيانات المدينة، حيث تزود هذه المنصة الفريدة من نوعها الزوار برؤى لم يسبق لها مثيل في مسيرة تحول مدينة دبي الذكية، المدينة الأولى في العالم التي تشارك الناس البيانات بشكل مباشر، وتتيح لهم التخطيط لسنوات قادمة، إضافة إلى العديد من التقنيات والمشاريع والمبادرات التي طرحتها دبي الذكية والمؤسسات التابعة لها والشركاء لبناء مدينة المستقبل.

بث حي

واختارت دبي الذكية تسمية تجربة منصة صناعة القرار الذكي بـالبث الحي للمستقبل حيث تتيح بشكل حي وتفاعلي البيانات التي تم تغذية منصة «دبي بالس» بها ومن خلال عيون واحتياجات 3 شخصيات حقيقية تعيش في دبي اليوم ليتمكن من يستخدم المنصة الحصول على نظرة للمستقبل.

وتخطط دبي الذكية لتعميم تجربة منصة صناعة القرار الذكي على المدينة، فمثلاً تتيح المنصة الاطلاع على البيانات من وجهة نظر مخطط المدينة، حيث يتم إصدار خريطة لحظية لما يلزمه لاتخاذ قرارات تتعلق بالتخطيط للمدينة.

وأتاحت المنصة للجمهور بيانات تعكس التطورات الجديدة في جميع أنحاء المدينة. وعرضت شاشات المنصة المناطق التجارية والمرافق والأراضي المستخدمة، فضلاً عن بيانات النقل مثل استخدام المترو على مدار فترة محددة.

كما تتيح المنصة رؤية البيانات من وجهة نظر «المقيم بالمدينة» التي تهدف إلى جعل حياة السكان أسهل. وفي هذه الحالة، يتم دعوة الزوار إلى استكشاف الكيفية التي يمكنهم بها استخدام بيانات المدينة لاتخاذ قرار افتراضي لتحديد أفضل موقع للاستقرار، ومن أجل اختيار أفضل موقع ممكن، يتم عرض خريطة المناطق السكنية في جميع أنحاء المدينة، وكذلك المدارس والمستشفيات.

Email