تقارير «البيان »

قفزات ملحوظة في العلاقات الإماراتية الهندية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد العلاقات الإماراتية الهندية تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتقنية ومجالات الفضاء والصحة والثقافة، وغيرها من المجالات.

وقفزت هذه العلاقات بشكل كبير في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند العام الماضي.

وتولي الهند اهتماماً بالغاً لتطوير علاقاتها مع الإمارات ليس لكونها تستضيف نحو 2.5 مليون هندي فحسب بل لأسباب أخرى كثيرة، فالإمارات هي بوابة الهند الأولى نحو العالم، ذلك أن 55 بالمئة من المسافرين الهنود إلى مختلف دول العالم يسافرون عبر المطارات الإماراتية، ناهيك عن أن غالبية زوار للهند القادمين للعلاج من افريقيا والعالم العربي وغيرها من مناطق العالم .

والذي بلغ حجم إنفاقهم على السياحة العلاجية في الهند 7 مليارات دولار العام الماضي يمرون عبر مطارات الدولة.

والإمارات هي الشريك التجاري الثالث للهند، كما أن الهند هي الشريك التجاري الأول للإمارات، والأهم من هذا وذاك هو أن تجربة الإمارات الوحدوية وبناء دولة الاتحاد هي أنموذج مهم يتعلم منه الهنود كثيراً، كما أكد البرفيسور أ. ك. باشا رئيس برنامج دراسات الخليج في كلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو.

بالإضافة إلى ذلك فإن تجربة الإمارات في توفير المناخات المناسبة والآمنة للاستثمار والأعمال وفِي تنويع مصادر الدخل تشكل منهجاً متكاملاً تحاول السلطات الهندية الاستفادة منه حسبما أكدت شوبنا كاميني رئيسة اتحاد الصناعة الهندية ونائب رئيس مستشفى ابولو.

وتعتقد شوبنا كاميني أن الإمارات يمكن أن تشكل وينبغي أن تشكل بوابة الهند للعبور إلى افريقيا ليس هذا فحسب بل ينبغي البدء بالعمل على مشاريع استثمارية إماراتية هندية مشتركة موجهة نحو أفريقيا وينبغي ان تعطى لها الأولوية في الدراسة والبحث لأن هناك فرصاً كبيرة في أفريقيا مدعومة بترحيب أفريقي بالاستثمارات الهندية والعربية في مقابل توجس ملحوظ في أفريقيا من الاستثمارات القادمة من مناطق أخرى.

وحيثما ذهبت في الهند تدرك كم قيمة الإمارات ومكانتها عظيمة لدى الناس هنا سواء أكانوا مسؤولين أو رجال أعمال أو أناساً عاديين.

ولذلك فإن زيارة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند للإمارات التي تبدأ غداً وتعد الثانية له في أقل من عامين ونصف العام لم تأتِ من فراغ ولها دلالاتها الكبيرة خصوصاً وهو يصطحب معه وفداً كبيراً يمثل مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية وسيتم خلالها التوقيع على 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم.

البرفيسور أ ك باشا أكد في حديثه مع الوفد الإعلامي الإماراتي على ضرورة تعزيز التعاون بين الهند والإمارات في مجالات الدراسات الاستراتيجية والأمنية خصوصاً وأن للبلدين توجهات وأهدافاً مشتركة في هذه المجالات، مشدداً على ضرورة توسيع الشراكة مع الإمارات لتشمل مختلف القطاعات.

من جانبه يرى الدكتور مجيب الرحمن رئيس مركز الدراسات العربية والأفريقية في جامعة جواهر لآل نهرو في نيودلهي أن هناك فرصة كبيرة لتعزيز التعاون الثقافي بين الإمارات والهند ، بالنظر إلى طبيعة العلاقات التي تربط البلدين ثقافيا ودينيا ، معتبرا أن المستوى القائم حالياً لا يرقى إلى المستوى المطلوب بالنظر إلى تاريخ العلاقات بين البلدين والقواسم الثقافية المشتركة التي تربطهما.

Email