اللغة والقانون

معوِّقات ومعيقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتكرر السؤال: هل نكتبها معيقات أم معوقات؟ والإجابة هي: «معوِّقات»، ويصح أن نقول: عوائق، فأصل الفعل عاق يعوق، وليس أعاق، ويقال عاقه عن الأمر أي: أخَّره، وثبَّطه، ومنَعَه.

وقد وردت مفردة «معوِّقات» في القرآن الكريم في الآية 18 من سورة الأحزاب: «قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا»، ويقول الطبري في تفسير هذه الآية: «قد يعلم الله الذين يعوّقون الناس منكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصدّونهم عنه، وعن شهود الحرب معه، نفاقاً منهم، وتخذيلاً عن الإسلام وأهله».

وبالعودة إلى المعاجم اللغوية الرصينة لا نجد ذكراً للفعل «أعاق»، فالفعل الصحيح هو المجرد الثلاثي «عاق»، والفعل الثلاثي المزيد بحرف «عوّق»، والفعلان الثلاثيان المزيدان بحرفين «اعتاق» و«تعوّق»، ويأتي منها المضارع «يعوّق، ويعتاق، ويتعوّق»، واسم الفاعل «مُعوِّق ومُعْتَاق، ومُتَعوِّق»، واسم المفعول «مُعَوَّق، ومُعْتَاق، ومُتعوَّق»، والمصدر «عوْق، وتعويق، واعتياق، وتعوُّق».

وعن الخطأ في استخدام مفردة معيقات أورد محمد العدناني في كتابه «معجم الأخطاء الشائعة»، أنهم: «يقولون: أعاقه عن السفر عائق، والصواب: عاقه وعوقه وتعوقه، أي: حبسه وصرفه وثبطه».

ويقال: (عاقني عائق) أي منعني مانع، ويقال: «أخرتني عائقة من عوائق الدهر» أي أخرتني شواغل الدهر، وعلى هذا نقول: عائق اقتصادي، وعوائق اقتصادية؛ لأن الذي يعوق هو (عائق) كما أن الذي يقول هو (قائل) والذي يروح (رائح) والذي يسوق (سائق)، ويمكن القول: (معوّق اقتصادي) و(معوّقات اقتصادية) وأيضاً يصح القول: طفل معوّق، فالمعاجم لا تورد صيغة أعاق يعيق لأنها صيغة لم تستعملها العرب.‏

وخلاصة القول: إن علينا استخدام المفردات الصحيحة مثل: معوقات، وعوائق، ومعوِّق، وتصريفاتها، والابتعاد عن استخدام كلمات مثل معيق ومعيقات؛ ليس فقط لأن الفصيح أولى بالاستخدام، بل لأن هذا الفصيح أيضاً ورد في القرآن الكريم وفي كلام العرب الأوائل، ونبه لصحته الباحثون المعجميون.

 

 

Email