«نهيان للدراسات وحوار الحضارات» يسلّط الضوء على التاريخ الإسلامي

جانب من الحضور في قاعة المحاضرات لمركز الشيخ نهيان | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظّم مركز الشيخ نهيان بن مبارك للدراسات العربية وحوار الحضارات في جامعة البلمند سلسلة من النشاطات، ضمن البعد الأكاديمي والدور الفاعل الذي يلعبه في بلورة معطى حضاري عربي جديد في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وألقى الدكتور طريف خالدي محاضرة حول «تأملات في بعض النظريات الحديثة للتاريخ الإسلامي المبكر».

ورحّب الدكتور محمد ريحان بالدكتور خالدي واستعرض تاريخه الأكاديمي الطويل وأشار إلى مقولة هنتيغتون الشهيرة حول صراع الحضارات، مشيرًا إلى أن خالدي يرى أن الحضارات لا تتصارع بل تتناغم وتتلاقى فيما بينها.

وأضاف: «نحن هنا في مركز الشيخ نهيان، نحاول رغم كل زلازل المنطقة أن نترجم هذه المقولة إلى فعل أكاديمي فاعل، وشرف لنا أن نستضيفك هنا لنستفيد من فكرك وعلمك النيرين».

بدوره، أشاد خالدي بجامعة البلمند وبمركز الشيخ نهيان بن مبارك اللذين يشجّعان على البحث والتفكير النقدي. ومن ثم، تطرّق إلى بعض النظريات الحديثة في التاريخ الاسلامي المبكر لمفكرين غربيين محدثين شككوا بالرواية التاريخية الإسلامية.

وأشار خالدي إلى عدة حجج استعملها المشككون في التاريخ الإسلامي المبكر أولها هي أنهم اعتبروه تاريخ خلاصي وبالتالي اعتبروا أن المؤرخ الإسلامي لا يتعامل مع تاريخه كوقائع بل ببعده الديني الخلاصي. فيرّد خالدي بأن هذه المقولة لم تلق رواجًا لدى الأكاديميين المهتمين.

والحجة الثانية التي استعملها المشككون، حسب خالدي، متعلقة بالتاريخ الشفهي للرواية الإسلامية التي تزعم بأن التدوين التاريخي بدأ بعد 100-150 عامًا من الحدث. ويجيب بأن الأبحاث الحديثة تنفي هذه النظرية لأن سوء الفهم يتأتى من عدم فهم تقنيات النقل والتدوين لدى هؤلاء المشككين.

أمّا الحجة الثالثة التي طرحها أنه ليس في الإسلام من مؤرخين معاصرين للحدث. فيرّد خالدي بمثل بسيط عن ذكريات الإنسان التي يمكن أن تنتقل من جيل إلى آخر على مدى أكثر من قرنين.

وتتمثل الحجة الرابعة التي استعملها المشككون هي نقد النصوص والتي تقول بأن النصوص التاريخية الأولى تعتمد على الكثير من الروايات الأسطورية الرائجة (Topos)، فيرّد خالدي قائلًا: على الرغم من أن الرواية في بعض الأحيان قد تكون وهمية أو أسطورية ولكنها قد تحمل بذورًا من الحقيقة وقد تكون مبنية على أسس واقعية، ومن الممكن أن تحمل دلالات معينة. بالإضافة إلى أنه لا يمكن أن نخلط روايات المؤرخين بسلة واحدة، لأن كل واحد منهم يتمتع بأسلوب خاص .

Email