معين كنعان: نقص الإمكانيات العربية دافع إرسال العيّنات إلى الخارج

يؤكد الدكتور معين كنعان، من جامعة بيت لحم، فلسطين، أن العديد من العينّات التي يتم إرسالها إلى الخارج يجري إرسالها لعدم وجود إمكانيات للفحوص الجينية والوراثية، ولكن بالتأكيد هناك قصص نجاح عديدة في المنطقة، ومن الممكن الاستفادة منها والبناء عليها.

وبيّن الدكتور معين أن الفحوص الوراثية اتخذت منحى جديداً بالاعتماد على دراسة جينات كان يصعب التعامل معها في السابق، توفّر فحوصاً أكثر دقةً لأمراض لم يكن الفحص الوراثي متاحاً لها منذ وقت قريب، مثل أمراض سرطان الثدي والرحم، وسرطان القولون، وأنواع السكّري، ومرض باركنسون، ومرض ألزهايمر، وتخثر الدم، واضطرابات المناعة تجاه فيروس الإيدز، فهذه الحالات محور اهتمام العديد من الأفراد والعائلات بسبب شيوعها وتأثيرها في عديد كبير من الأفراد في أي مجتمع، مما يعزز دور الطب الوراثي في تأمين الرعاية الصحية المطلوبة.

واستطرد قائلاً إن تأثير الفحص الجيني والوراثي للأمراض في الرعاية الصحية أصبح واضحاً في مجالات عدّة، منها توضيح فهم أفضل لأسس الاضطرابات الوراثية المرتبطة بالأمراض الوراثية أو غير الوراثية، وإتاحة الفرصة لمعرفة مدى الاستعداد الوراثي للفرد، والتنبؤ بالمخاطر المحتملة، وقراءة مؤشرات الإنذار المرتبطة بالحالات المرضية المختلفة، وتأمين الأرضية لتطور علوم الصيدلة الجينية المبنية على فكرة تصنيع الدواء الملائم لكل فرد تبعاً لخلفيته الوراثية.

وقال إن تطوير علوم البرمجة البيوطبية دفع بكل ما تحمله من مضامين تشمل تطوير قواعد البيانات، وتحليل البيانات الوراثية، ومحاكات التغيرات الوراثية، والتنبؤ بالسيرورات البيولوجية والطبية والعلاجية ذات الصلة بالأمراض الوراثية، إضافة إلى بروز علوم الاستنساخ المبنية على أساس نقل الاكتشافات البحثية إلى تطبيقات سريرية ملائمة.

ومما لا شك فيه أن تطور هذا العلم سيعود بالفائدة على الجميع، إذ إن تمويل البحوث سيصبح أكثر يسراً، وسيدفع بالمراكز الأكاديمية وشركات الأدوية والهيئات المنظّمة إلى استعمال الأدوية وقطاعات الصحة العامة للعمل معاً لتحقيق النتائج المثلى لمثل هذه التطبيقات.

وقال: «للوصول إلى هذا المستوى، لا بد من تثقيف الأطباء واختصاصيي الرعاية الصحّية على ميزات علوم الجينوم الإكلينيكية، وبالأخصّ تطبيقاتها العلاجية، وعلى المرضى أن يدركوا أبعاد الفحوص الوراثية، ومترتّبات هذه الفحوص على حياتهم الأسرية».