خطبة الجمعة تحتفي بالمولد النبوي واليوم الوطني

■ خطبة الجمعة أكدت أن الاتحاد من أعظم النعم | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت خطبة الجمعة أن الاتحاد من أعظم النعم أثراً، وما تمسك مجتمع باتحاده ووحدة صفه إلا قويت شوكته، وظهرت عزته، وبدا سلطانه، وعظمت سيادته، وازدهرت حضارته.

وقالت إننا نعيش في هذه الأيام مناسبتين عظيمتين، مناسبة مولد النبي- صلى الله عليه وسلم- وذكرى قيام اتحاد دولة الإمـــارات العــــربية المتحدة.

وقالت إنه لمن الفأل الحسن أن تأتي المناسبتان الكريمتان معاً، فنستبشر بتتابع الخير وتضافره، ونتأمل الحكمة في اجتماعهما، ونقوم بما يمليه علينا الواجب تجاههما، فنتمسك بهدي النبي، صلى الله عليه وسلم، ونقـــتدي بحرصه على اتحاد الكلمة، فلقد كان مولده- صلى الله عليه وسلم- بداية للخير والهدى، والسعادة والهنا، والتآلف والوحدة، والمحبة والرحمة.

وأضافت: إنه من رحمته صلى الله عليه وسلم بمجتمعه قبل بعثته أنه فض خلافهم، ونشر السلام بينهم، ودعاهم إلى اجتماع كلمتهم، فحين اختلفوا بعد بناء الكعبة أيهم يضع الحجر الأسود، وأرادت كل قبيلة أن تستأثر بالشرف وحدها، جعل صلى الله عليه وسلم كل قبيلة تمسك بطرف ثوبه الذي وضع عليه الحجر الأسود، ليعلمهم ويعلمنا أن جميع أفراد المجتمع شركاء في تحمل المسؤولية، وينبغي عليهم أن يكونوا يداً واحدة في إعمار الحياة.

وأوضحت أنه لما بعث الله تعالى نبينا محمداً- صلى الله عليه وسلم- دعا قومه إلى الطريق القويم، والصراط المستقيم، وعبادة رب العالمين، وصلة الرحم التي تقوي تلاحمهم، وتعزز الاتحاد بينهم، وعندما هاجر إلى مجتمع جديد غرس فيه شجرة المحبة، وسقاها بماء الألفة، ووحد الكلمة بين المهاجرين وأهل المدينة، فأنشأ مجتمعاً مترابطاً، متعاطفاً متماسكاً كالجسد الواحد، تحقق فيهم وصف ربنا سبحانه: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). وقد أحاطهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بما يقوي وحدتهم، ويبعد عنهم أسباب الاختلاف، وكلما بدا مظهر من مظاهر التحزب أو العصبية استأصله رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرهم بما يحقق وحدتهم، ويؤلف بين قلوبهم، ويجمع كلمتهم، ويقول لهم: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم»، وبرأ الله تعالى رسولنا صلى الله عليه وسلم من كل فئة أو طائفة تسعى للتفريق بين الناس باسم الدين.

Email