Ⅶنهيان بن مبارك متحدثاً خلال الجلسة الرئيسية الختامية | من المصدر

نهيان بن مبارك: الشباب هم مستقبل الإمارات

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أننا في دولة الإمارات نعتز بنظرة قيادتنا بقدرة أبناء الإمارات على القيام والوفاء بمسؤولياتهم في الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في كافة المجالات باعتبار أن الشباب هم مستقبل الدولة.

وأضاف: إن التسامح واحترام الآخر والقبول به وبمعتقداته، والتسامح يتطلب التمسك بالقيم الأخلاقية وتنمية التعامل والتبادل مع الآخرين بمختلف ثقافتهم وأديانهم وتأصيل ثقافة السلام والابتعاد عن الصراعات وبناء علاقات على أسس إنسانية من الرحمة والمساواة وترسيخ مبادئ العدل والمساواة وحقوق الإنسان وتصحيح المعلومات والمفاهيم عن الأديان.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الرئيسية الختامية لفعاليات القمة والتي تحدث فيها عن موضوع التربية الأخلاقية، وتعزيز ثقافة التسامح في المجتمع الإماراتي والعالمي.

وأكد معاليه أن التسامح في الإمارات جزء رئيسي في القوة الناعمة للإمارات، حيث توجد مفاهيم واضحة للتسامح بالدولة من خلال التربية الأخلاقية والتعليم وتنمية الوعي بالتسامح والتعليم والتي تقي الشباب من الانجرار في براثن الإرهاب، لافتاً إلى أن التوعية بمبادئ الإسلام وترسيخ العادات والثقافات الحميدة في نفوس الشباب تعد هي السياج الواقي من الانحراف والتطرف.

مبادئ

وذكر معالي وزير التسامح أن التربية الأخلاقية والتعليم تنمي مبادئ النزاهة والكرم وتحمل المسؤولية، والقدرة على التمييز بين هو صواب وخطأ، حيث توجد علاقة قوية بين التربية الأخلاقية والتسامح، مؤكداً اعتزازه بمبادرة إدخال التربية الأخلاقية في المدارس لإعداد أبناء المستقبل لتحمل المسؤولية، وأن التطبيق لا يقتصر على طرحها نظرياً بل يشمل واقعاً مجتمعياً عملياً وتنمية الصفات الحميدة لدى شباب الدولة.

وأشار إلى أن التربية الأخلاقية ترتبط بخصائص وصفات أبناء الإمارات مستدلاً بصفات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعامله وحبه الشديد لأبناء الإمارات واحترامه لكل شخص مقيم في دولة الإمارات.

وأكد أن التربية الأخلاقية مجال طيب للعمل المشترك ونقل رسالة المجتمع للجيل الجديد وأن الجميع مدرك أهميتها، ونحن بالإمارات نعتز بالتعاون والتنسيق المشترك بين الجميع من أجل جعل برامج التعليم قادرة على تنشئة أجيال قادرة على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين.

وتوجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك بالشكر والتقدير إلى راعي المؤتمر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى جميع المشاركين في هذا المؤتمر لاهتمامهم وسعيهم لأن تكون التربية الأخلاقية منهجاً دراسياً عالمياً وأن يخرج المؤتمر بالتوصيات التي تؤصل القيم الأخلاقية في نفوس شبابنا وأن تحقق الآمال والتطلعات المنشودة.

   المدرسة والبيت ووسائل الإعلام مرتكزات التربية الأخلاقية

تناول الدكتور علي بن تميم المدير العام لشركة أبوظبي للإعلام، في محور المسؤوليات الوطنية والمجتمعية دور ومسؤوليات المؤسسات الإعلامية في تعزيز التربية الأخلاقية «منطلقات ومسؤوليات»، حيث قال: إن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إطلاق مادة التربية الأخلاقية يعد حدثاً استثنائياً في تاريخ التعليم في الإمارات، مؤكداً أن تعزيز التربية الأخلاقية يقوم على ثلاثة ركائز هي المدرسة والبيت ووسائل الإعلام ومن الضروري أن تتضافر هذه الوسائل على نحو تكاملي لترسيخ منطلقات التربية الأخلاقية وتعزيز قيمها.

وقال ابن تميم: إن دور المؤسسات الإعلامية ومسؤوليتها في تعزيز القيم الوطنية والتربية الأخلاقية ضرورة وحاجة ملحة فرضتها التطورات المتلاحقة في العالم المعاصر، مشيراً إلى أن الخطاب الإعلامي المتوازن الباعث على الأمل هو الجسر الهام لعبور التحديات التي تواجه المنطقة فالإعلام يصل إلى كل بيت ويقدم محتواه للكبير والصغير ويملك قدرة موازية على تحويل المحن إلى منح والتحديات إلى فرص والمصاعب إلى اختيارات، مستعرضاً أهمية إبراز التراث الثقافي الإماراتي والتعريف به وما ينطوي عليه من قيم إنسانية نبيلة وما فيه من عادات وتقاليد وتنوع خلاق استطاع أن يمنح دولة الإمارات هويتها القائمة على التفاعل بين ثوابت الماضي ومتغيرات العصر.

الإمارات رائدة في مكافحة التطرّف ونشر التسامح والسلام

أشاد المشاركون في قمة أقدر العالمية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في العمل على نشر التسامح والسلام والأمن في العالم، وحرصها على العمل الدولي المشترك الداعم لتعزيز الترابط والتماسك بين مختلف الثقافات والشعوب والأديان.

كما أشادوا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تفعيل منهج التربية الأخلاقية في مدارس الإمارات، ودوره اللافت في تعزيز ونشر ثقافة التسامح ومبادئ الحق والعدالة والفكر الذي يصب في مصلحة الإنسان والإنسانية.

ووجه المجتمعون في ختام أعمال القمة الشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على رعايته ودعمه ومتابعته الدائمة التي كان لها الدور البارز في إنجاح القمة لتحقيق أهدافها السامية.

وأثنوا على جهود دولة الإمارات وعملها الدؤوب في تجميع الطاقات وتعزيز التعاون العابر للدول في مواجهة الفكر المتطرف، كما دعت توصيات القمة إلى الاستفادة من تجربتها وتجارب الدول الأخرى في تعزيز القيم الأخلاقية والمواطنة الإيجابية لدى النشء.

دعوة

وأصدر المشاركون البيان العالمي للتربية الأخلاقية الذي يشمل الدعوة إلى ضرورة توفير مرجعيات علمية وفكرية للتربية الأخلاقية من منظور عالمي يرتكز على الهويات الوطنية بما يضمن تماسكها وتكاملها على أن تكون معتمدة من الحكومات والمؤسسات ذات العلاقة، مؤكدين المسؤولية المشتركة بين الحكومات والمؤسسات الثقافية والدينية والمجتمعية وتلك في القطاعات الخاص للعمل على تحصين الشباب والتصدي للفكر المتطرف والانحرافات الفكرية.

ودعا المشاركون في البيان الختامي للقمة الذي ألقاه العقيد الدكتور إبراهيم الدبل المنسق العام للقمة دول العالم إلى إنشاء معاهد ومؤسسات وطنية متخصصة تعالج قضايا التطرف والانحراف السلوكي وفق منهج علمي تربوي قائم على علم استشراف المستقبل للتعرف على العوامل الأخلاقية والقيمية التي تساعد في مواجهة التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي، والعمل متحدين لحماية النشء وشباب المستقبل من خلال الالتزام بالعمل معاً وإقامة شراكات بين الحكومات العالمية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع ككل من أجل مواجهة التحديات التي يواجهها العالم إلى جانب الدور الهام لمؤسسات الأمم المتحدة واليونسكو عبر مكاتبها الإقليمية في دول العالم.

منصة

وأكدوا أهمية إطلاق منصة إلكترونية على شبكة الإنترنت تجمع الخبراء والمختصين والمعنيين بشأن التربية الأخلاقية لتقديم توصياتهم ونصائحهم ودراساتهم وآرائهم حول الاستراتيجيات والبرامج الداعمة لتعزيز التربية الأخلاقية كمنطلق لمكافحة المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية، وإطلاق مسابقة دولية تحت عنوان «التربية الأخلاقية العالمية» تتضمن أهم المحاور والقضايا والمتطلبات اللازمة لنشر نهج التربية الأخلاقية بين مختلف المؤسسات ذات العلاقة على المستوى التربوي والاجتماعي.

كما دعوا إلى ضرورة إطلاق مبادرات الحوار الحضاري حول العالم، واستثمار المشتركات الإنسانية في تعزيز السلم العالمي، والتعاون في مواجهة التحديات التي أضرت بالقيم الإنسانية والأخلاق الكريمة، وأسهمت في تفكك الأسرة وانحلال القيم الأخلاقية، وأكدوا أهمية ترسيخ القيم الإنسانية السامية، والاهتمام بتعزيز التربية الأخلاقية.

وأوصى المشاركون بوضع أدلة عمل ومنهجيات واضحة لتعزيز مفاهيم التربية الأخلاقية في المؤسسات التعليمية ونشرها بين الجهات ذات العلاقة على المستوى الدولي والوطني وكذلك إلى وضع منهجيات علمية لتعزيز «التربية الأخلاقية» في المناهج التربوية غير الرسمية والأنشطة الصيفية ودراسة مدى انعكاساتها على اتجاهات الطلاب.

كما دعوا للاستفادة من منشورات المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة واليونسكو واليونسيف والمؤسسات الإقليمية والوطنية وغيرها في إعداد وتطوير مناهج التربية الأخلاقية، وتشجيع دول العالم للاستفادة من التجارب المميزة لبعض الدول في مجال التربية الأخلاقية وإيجاد منصة دولية لاحتواء هذه التجارب الدولية وتشجيع دول العالم على تضمين تجاربها الوطنية في هذه المنصة الدولية.

تحديات

واختتمت قمة أقدر العالمية أعمالها أمس، واستمرت 3 أيام في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، تحت شعار «دور التربية الأخلاقية في المؤسسات التعليمية إقليمياً ودولياً لمواجهة التحديات العالمية، التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي نموذجاً»، وتم تنفيذها بمشاركة عربية وإقليمية ودولية واسعة، وبالتعاون مع شركاء دوليين، هي الأمم المتحدة - المكتب المعني بالجريمة والمخدرات، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، واليونسيف، والعديد من الجامعات والمراكز البحثية الدولية، والمؤسسات ذات العلاقة إقليمياً ودولياً وشملت جميع الطوائف والثقافات والأجناس والأعراق والديانات.

وكانت أروقة القمة قد شهدت حوارات بناءة في منصة عالمية لاجتماع القادة، ومتخذي القرار، والخبراء والمختصين، والشركات المتخصصة، والشباب والطلاب، وأولياء الأمور، بلغة عالمية موحدة وتنوع ثقافي مبدع لتشكيل رؤية تبحث عن تمكين الطلاب لبناء عالمٍ يسوده الأمن والتسامح والسلام والتعايش.

وتضمنت فعاليات القمة أكثر من 57 ورقة علمية وشهدت خمس جلسات رئيسية 30 ورقة نقاشية و24 ورشة متنوعة و12 ورشة عمل للخبراء والمختصين، و12 ورشة عمل لأولياء الأمور وأفراد المجتمع تم تنفيذها بالتعاون والشراكة مع المؤسسات المختصة بالدولة والمؤسسات العالمية، إلى جانب 5 جلسات شبابية وكل ذلك يدور في محاور التربية الأخلاقية، والتطرف الفكري، والانحراف الأخلاقي، كما تم تشكيل لجنة متابعة تضم عدد من المشاركين وممثلين عن شركاء القمة لمتابعة تنفيذ ما صدر عن القمة في «البيان العالمي لقمة العالمية»، ووضع الخطط والبرامج التنفيذية التي تتطلب ذلك.

الأكثر مشاركة