تجارب خليجية توثق نمواً متسارعاًَ لمهنة التمريض

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تحظ مهنة التمريض خليجياً بالإقبال الكبير إلا في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب النظرة الاجتماعية السائدة، وقلة التثقيف بأهمية رسالة هذه المهنة النبيلة، وبالأخص عمل المرأة فيها.

وللتعرف إلى مسيرة تطور هذه المهنة يحدثنا بداية الدكتور أحمد أبو شايقة عميد كلية التمريض بجامعة الملك سعود، حول التجربة السعودية في مجال التمريض فيقول: إن التمريض في المملكة العربية السعودية حظي بدعم ملحوظ في ظل مؤسسيها، فقد كان التمريض يمارس في عهد الملك عبدالعزيز على نهج الشريعة الإسلامية من دون أي شهادات علمية أو منهج علمي إلى عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، رحمه الله، حيث افتتح أول معهد صحي يقدم برنامجاً تمريضياً مدته سنة بعد المرحلة الابتدائية للعنصر الرجالي في مدينة الرياض عام 1958م، وكانت مبادرة من وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حيث شملت أول دفعة منه 15 ممرضاً.

دعم نسائي

ولم يحظ العنصر النسائي حينها بأي دعم نظراً لثقافة المجتمع التي تعتقد بأن المرأة يقتصر عملها على بيتها وتربية أولادها فقط.

ويؤكد أبو شايقة أنه وفي عام 1962، تم افتتاح معهدين إضافيين للنساء في مدينتي الرياض وجدة كخطوة تشجيعية للمرأة السعودية لإثبات دورها في المجتمع وتقبل التحديات، امتد البرنامج لمدة ثلاث سنوات بعد المرحلة المتوسطة، ثم فتح في عدة مناطِق بالمملكة العربية السعودية كخطوة تشجيعية للعنصر النسائي للانضمام إلى مهنة التمريض.

وفي عام 1977 انطلق أول برنامج بكالوريوس تمريض للنساء من جامعة الملك سعود كأول خطوة للرقي بالتمريض، وتماشياً مع توصيات جمعية التمريض الأميركية American Nursing Association (ANA)، والتي طالبت بأن تكون درجة البكالوريوس هي المتطلب الرئيسي لدخول المهنة في عام 1965، وانطلق بعدها برنامجان لبكالوريوس التمريض من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ومن جامعة الملك فيصل بالدمام وجميعها كانت للعنصر النسائي لزيادة وعي المجتمع بأهمية دور الممرضة في تقديم الرعاية.

ويوضح أبوشايقة أنه ومع سياسة التحول في النظام الصحي وتحقيق رؤية 2030 أصبح التوجه منصباً على زيادة الكفاءات الوطنية وتشجيعهم على الانخراط بالمهن الصحية وبالأخص التمريض وتشجيع المرأة على تولى المناصب القيادية وإعطائها الفرصة بأن تمثل بلدها في تحقيق الرؤية المستقبلية للمملكة مع الدول المتقدمة، فالممرضة السعودية بمبادئها وعلمها وثقافتها قادرة على أن تمثل التمريض السعودي داخل وخارج بلدها بأفضل صورة.

منح دراسية

وفي السياق ذاته، يؤكد الدكتور ماجد بن راشد المقبالي مدير عام شؤون التمريض بوزارة الصحة بسلطنة عمان، أن مهنة التمريض في سلطنة عمان بدأت تتطور بشكل متتابع في السنوات الأخيرة بفضل النهضة المباركة والدعم الإداري والفني، وتحولت من مجموعة وليدة في السنوات الأولى من عمر النهضة المباركة لسلطنة عمان إلى ما يقرب من 20000 ممرض وممرضة حالياً، كما نما القطاع الصحي بشكل متوازٍ مع التوجه الحكومي لتوفير الخدمات الطبية الحديثة لسكان عمان، ففي سنة 1979 أنشئت دائرة التمريض في وزارة الصحة، وفي سنة 1982 تم تعيين أول عمانية مديرةً للتمريض وخلال نفس الفترة حصل العديد من الممرضين والممرضات العمانيين على منح دراسية للتخصص في مختلف مجالات التمريض في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.

بنية تحتية

ويضيف المقبالي التغير الرئيسي في تعليم التمريض حدث عام 1982، حيث تم افتتاح معهد العلوم الصحية في مسقط وهو مؤسسة تعليمية متعددة التخصصات أوجدت حصرياً للشباب والشابات العمانيين، وتقدم التدريب في تخصصات طبية أخرى مثل علوم المختبرات، والأشعة السينية والعلاج الطبيعي، جنباً إلى جنب نمت البنية التحتية للتعليم والتدريب في الوزارة بدءاً من إنشاء خمسة معاهد للتمريض في كلٍ من صلالة ونزوى وصحار وعبري وصور سنة 1991م. كما تم افتتاح معاهد جديدة تدريجياً في محافظات أخرى، ويجري حالياً تدريب أكثر من 1500 ممرض وممرضة في مختلف هذه المعاهد.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه سلطنة عمان عضواً في اللجنة الفنية لدول مجلس التعاون الخليجي للتمريض والقبالة تم وضع قانون السلوك المهني لممارسي مهنة التمريض والقبالة في عام 2000.

خدمات تمريضية

ويشير المقبالي إلى أنه وفي بداية عام 2017، تم الإعلان رسمياً عن تأسيس جمعية التمريض العمانية التي ستكون رافداً أساسياً للمهنة، ونأمل أن تتمكن الجمعية من تلبية تطلعات المنتسبين إليها، كما أن لديها التزامات كبرى تجاه جميع العمانيين والمقيمين على أرض السلطنة، إذ إن التمريض علم وفن ويهتم بالفرد ككل - جسم وعقل وروح - ويعمل على تقدم وحفظ الفرد روحياً وعقلياً وجسمانياً ومساعدته على الشفاء عندما يكون مريضاً، ويمتد الاهتمام بالفرد المريض إلى أسرته ومجتمعه، ويشمل ذلك العناية بالبيئة وتقديم التثقيف الصحي عن طريق الإرشادات والقدوة الحسنة.

Email