مواطنون: المهنة ليست حكراً على النساء

التثقيف المدرسي المبكر يتجاوز حواجز التمريض

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد العاملون في مهنة التمريض على ضرورة تعميم التثقيف المدرسي بهذه المهنة، وأنها ليست للنساء فقط، مطالبين بتضمين المناهج الدراسية هذا الأمر حتى يترسخ لدى النشء من الصغر، ولا يجدوا حرجاً من العمل به في المستقبل.

وطالب الممرض الإماراتي ماجد الحمادي، وهو الممرض الوحيد من بين العاملين في أطقم التمريض في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، والبالغ عددهم 120 ممرضاً في مستشفيات إمارة أبوظبي، بضرورة تغيير الأفكار السائدة بأن مهنة التمريض مقتصرة على النساء فقط، لافتاً إلى أهمية تثقيف الأطفال والشباب حول أهمية مهنة التمريض ودراسة هذا التخصص، مطالباً بتضمين المناهج الدراسية هذا الأمر حتى يترسخ لدى النشء من الصغر، إضافة إلى ذلك توضيح أن مهنة التمريض بحد ذاتها هي تخصص طبي، تحتاج الدولة فيه إلى سواعد أبنائها.

فرصة أخرى

وأوضح الحمادي أنه يحب مساعدة الأطفال وكبار السن وأي مريض يحتاج للمساعدة من بداية دخوله لباب المستشفى، مشيراً إلى أن مهنة التمريض غيرت مجرى حياته، فهي مهنة إنسانية تحتاج للصبر، وتكسبه المزيد من الخبرة في المجال الطبي.

وفيما يتعلق بالتمريض المجتمعي كثقافة يؤكد ماجد أن يكتسب الوقت قيمة كبيرة في الحياة، قد تزداد هذه القيمة أو تنخفض حسب الإحساس بأهميته، والقدرة على تحقيق الاستفادة القصوى منه، لكن ثمة ظروفاً ولحظات يبلغ فيها مؤشر أهمية الوقت حده الأقصى، خصوصاً عندما يصبح فارقاً بين الحياة والموت، فبضع دقائق «وربما ثوان» إذا ما أحسنت إدارتها واستغلالها قد تنقذ حالات من موت محقق.

طاقة المعرفة

ويقول ماجد: الإصابات كلها أو بعضها قد تفاجئنا في أنفسنا أو في عزيز علينا أو في أي نفس بشرية، لذلك فإن الاستعداد التام للتدخل في مثل هذه المواقف والتسلح بالأدوات والمعرفة اللازمة لإنقاذ النفس البشرية في مثل هذه المواقف يعد من الأهمية بمكان، وفيه استثمار للطاقة والوقت اللذين يساعدان بشكل كبير على إنقاذ حياة الكثيرين وتجنيبهم عاهات مستديمة.

قلة الممارسة

بدورها، أكدت سماح محمد محمود مدير تمريض تنفيذي بالإنابة بمدينة الشيخ خليفة الطبية أن اجتذاب المواطنين لدراسة تخصص التمريض يجب أن يبدأ من المدارس، حيث تتم التوعية للمواطنين بأهمية التمريض في خدمة المجتمع، وإلى دور الأهالي في توعية أبنائهم وتوجيههم لاختيار مجال العمل الذي تحتاج إليه الدولة، فمن واجبنا كمواطنين تلبية احتياجات وطننا الغالي.

وأضافت أن الوعي العام لدينا بأهمية الإلمام بمبادئ التمريض والإسعافات أقل من المطلوب عالمياً، ويحتاج إلى تطوير وعمل مضاعف ومستمر، إن ذلك الضعف يتأكد لنا خلال عملنا بأقسام الطوارئ، حيث تصل كثير من الحالات إلى مرحلة متأخرة لعدم إجراء الإسعافات الأولية في الوقت المناسب.

وأرجعت الأسباب إلى قلة ممارسة التدريبات عليها في المراحل الدراسية وأماكن العمل، على الرغم من أن المبادرات الجادة لتدريب الأفراد كثيرة لكن ما يظهر على الواقع قليل جداً، والتي لا بد أن تكون على عدة مستويات.

إذ يجب على وزارة التعليم الاهتمام بتعليم وتدريب الطلاب والطالبات مبادئ التمريض والإسعاف الأولي، ويكون هناك نوع من تحسين الأداء في التدريس والإنتاج، بحيث يكون هناك تدريس للمنهج ونوع من نظام الجودة معين لمتابعة مدى الممارسة الصحيحة والتدخل المناسب، فمثلاً يكون خريج الثانوية العامة متقناً لكل أساسيات ومبادئ الإسعافات الأولية قبل تخرجه.

شهادات

أبحاث متخصصة

شددت أنيت كينيدي، رئيسة الجمعية الدولية للتمريض التي تمّ تأسيسها من 120 عاماً، على الحاجة الماسّة إلى تطوير منظومة التمريض المجتمعي بصفة مباشرة وأكثر نضوجاً، وذلك لفتح الآفاق أمام الممرضين المعتمدين لطرق أبواب جديدة على النطاق المحلي والعالمي، وأهمها الأبحاث في مجال التمريض.

وأضافت: من الناحية التاريخية بدأ كثير من الممرضين عمله في رسائل الدكتوراه في أواسط وأواخر مشوارهم الوظيفي، وذلك بعد سنوات من احتكاكهم بالمرضى، لكن هذا الاتجاه بدأ يتغير في الوقت الراهن، حيث يقوم القادة في هذا المجال حاليّاً بتشجيع الممرِّضين الشباب على الالتحاق ببرامج الدكتوراه فور حصولهم على درجة علمية في التمريض، وعلى شهادة الممرِّض المسجَّل، لأن أبحاث التمريض تُعتبر من المجالات التي تتميز بكثرة الوظائف المطلوبة بشكل كبير.

تطوير المناهج

أكدت الدكتورة أروى عويس، المستشارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشؤون التمريض والقبالة والمهن المساندة في مكتبها الإقليمي للشرق الأوسط في القاهرة أن الأساس في تحسين المنظومة الصحية مرتبط بتطوير المناهج الخاصة بالتمريض؛ ويعد هذا جزءاً من أولويات المنظمة على المستوى الإقليمي، وهو الاهتمام بالتمريض، مضيفة أن منظمة الصحة العالمية، تعمل على مجموعة من البنود ومن أهم هذه البنود هو محور التعليم لتحسين المناهج الدراسية والاهتمام بمعايير الجودة والاعتماد بمجال التمريض المبنية على أسس المعايير العالمية في تحديث وتطوير المنهج التمريضي المعتمد على الكفاءات.

مهنة عالمية

تعتقد الدكتورة فدوى عفارا خبيرة المجلس الدولي للتمريض أن العالم يشهد تقدماً في المجال العلمي والتكنولوجي في مختلف قطاعات الحياة خصوصاً في المجال الصحي الذي شهد تقدماً وتطوراً في مهنة التمريض كعلم وفن وتكنولوجيا. حيث أصبح للتمريض نظريات ومفاهيم خاصة منفصلة عن النظريات والمفاهيم الأخرى التي أبرزت دور التمريض المتألق وفتحت الأبواب لمن يرغب الدراسة والاختصاص به.

وقالت: تبرز أهمية التمريض كمهنة عالمية ذات لغة واحدة يستخدمها جميع الممرضين في مختلف أنحاء العالم وهي العناية التمريضية الكاملة والشاملة لكل النواحي التي تتعلق بالفرد والمجتمع، ولكي نرتقي بهذه المهنة على الممرض أن يتحمل مسؤولياته كاملة.

Email