أبناء الإمارات يحملون لواء «سفراء ملائكة الرحمـة».. والتمريض يفتـح الأبـواب لمشاركة المجتمع

400 ممرض وممرضة مواطنين ينافسون 30 ألفاً في ميدان الصحة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«على الرغم من التحدي الكبير الذي صادفته الممرضة المواطنة صفية فايز مع انطلاقة مشوارها المهني إلا أنها ترى في تجربتها موقفاً لا بد أن يسطر لأنه ينم عن تنامي وعي المجتمع الإماراتي بدخول النساء إلى مهنة التمريض بل، والدعوة إليها وتعميمها بين فتيات المجتمع.

وتقول الممرضة صفية فايز، التي تعمل حالياً مديرة قسم حالات المرضى بمستشفى مدينة خليفة الطبية والحاصلة على درجة الماجستير من الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا، إن تجربتها مع مهنة التمريض مرت بالعديد من المراحل والتي تعتبر في مجملها مثمرة ولم تتوقف بدواعي رفض والدها لذكرها اسم عائلتها أو التعريف عنها خلال دراستها للتمريض في معهد الشارقة للتمريض وحصولها على الدبلوم ومن ثم شهادة البكالوريوس من جامعة الشارقة.

بقيت هذه حال صفية حتى ألمّ بأبيها مرض أقعده الفراش لفترة من الزمن، فلم يجد أقرب إليه من صفية، ورأى أنها باتت ممرضته المعتمدة التي تسهر على رعايته وتناقش الأطباء حول وضعه الصحي، وتسهر على رعايته كأحسن ما يلزم، مما جعل والدها ينظر لها بعين الفخر والامتنان، كونها أصرت على دراسة التمريض واجتهادها، لدرجة أنه تمنى لو أن جميع أخواتي قمن بهذه الخطوة الجريئة، ودرسن التمريض.

من جانب آخر، تقول صفية: لم أواجه أي صعوبات تذكر مع زوجي في تقبل مهنتي وتبعاتها المتعلقة بنظام المناوبات ورعاية المرضى الذكور، ولكن على العكس تماماً كان من أكثر الأشخاص الداعمين لمسيرتي المهنية والعلمية».

هذه القصة وأمثالها كثير في مجتمعنا تختزل التحول المجتمعي الناجح في الدولة نحو العمل في مهنة التمريض لاسيما بين الفتيات، وذلك أنها المهنة لم تعد مهنة داخل أسوار المستشفيات، بل أصبحت اليوم ضرورة مجتمعية، تحظى بالقرب والقبول من جميع أفراد المجتمع، وتنشر خبرتها وفوائدها، بما يتجاوز العمل المهني الجاف، إلى الرسالة المجتمعية التوعوية، بحيث تنتقل المهنة إلى ثقافة مجتمع.

ولا شك أن الأمر لن يتغير بين عشية وضحاها، بل هو نتاج عمل دؤوب متواصل للترغيب بمهنة التمريض، والعمل على زيادة إقبال المواطنين عليها، والذي يجد اليوم التربة المجتمعية المناسبة له، والعمل الحكومي الداعم بشتى السبل.

رؤية جيل

وتوضح عائشة المهري رئيس مجلس الإدارة لجمعية التمريض الإماراتية مدير التمريض والخدمات الصحية المساندة في شركة «صحة» أن توجه المواطنين (ذكوراً وإناثاً) إلى مهنة التمريض، بات يأخذ منحنى تصاعديا إيجابيا، وهناك زيادة سنوية ملحوظة في هذا المجال على مستوى الدولة، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 400 ممرض وممرضة يعملون في مختلف مستشفيات الدولة الحكومية والخاصة، من أصل 30 ألف ممرض وممرضة.

ويعدّ ذلك من الأعداد المبشرة لتوسع هذه المهنة مستقبلاً، كما أن رؤية الجيل الناشئ من الشباب الإماراتي إلى مهنة التمريض - بفضل الدور الكبير الذي تقوم به القيادة الحكيمة - باتت مختلفة عن ذي قبل، وتم تجاوز كل العقبات والتحديات التي كانت تواجه هذه المهنة، مشيرة إلى أن نظام الورديات الليلية أو (المبيت)، يعدّ التحدي الوحيد الذي مازال يواجه كل المقبلين على المهنة، وتحديدا عند بعض النساء.

خارطة طريق

وأشارت عائشة إلى أن كافة الخطط والمبادرات الحكومية الخاصة تسير باتجاه تطوير قطاع التمريض في الدولة كما تعتزم إدارة التمريض والخدمات الصحية المساندة في شركة أبوظبي للخدمات الصحية إطلاق خارطة طريق جديدة لتطوير الرعاية التمريضية والاستخدام الأمثل للموارد الإلكترونية، خصوصاً في القطاع الإكلينيكي، حيث ستعمل على توفير قاعدة تدعم مجال الذكاء الاصطناعي وتخدم القرارات الإكلينيكية في التمريض.

إلى جانب تعزيز تخصص تمريض المعلوماتية (استخدام التكنولوجيا في التمريض)، وتعزيز الممارسات التمريضية، واستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا بما يعزز سلامة المرضى وأمنهم، بالإضافة إلى أن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا من قبل الطواقم التمريضية كافة بنسبة 100%.

وبينت أن الإدارة تعمل على عدد من المحاور التي ترتكز على استخدام المعلومات المدخلة في صنع التقارير المرتبطة بالأداء والرعاية المقدمة من قبل التمريض، وتحديد التحديات القائمة في حال تطبيق المستجدات مع التحديث القادم، بالإضافة إلى متابعة بعض المبادرات، واستعراض النموذج التجريبي للمدخل الإلكتروني للمريض.

وتشير عائشة إلى أن عدم المعرفة بأهم خطوات تلك الإسعافات والتأخر في تقديمها قد يؤدي إلى حدوث الوفيات التامة أو الوفاة الدماغية أو تعطل جميع منافع المصاب العضوية والفسيولوجية، وفي المقابل أيضاً نجد أن معرفة تلك الإسعافات تثمر غالباً في إنقاذ حياة الإنسان، فعدم المعرفة بأهم خطوات تلك الإسعافات والتأخر في تقديمها قد يؤدي إلى حدوث الوفيات التامة أو الوفاة الدماغية أو تعطل جميع منافع المصاب العضوية والفسيولوجية، وفي المقابل أيضاً نجد أن معرفة تلك الإسعافات تثمر غالبا في إنقاذ حياة الإنسان.

عكس التيار

وفي السياق تقول أسماء المسماري ممرض مسؤول في قسم الطوارئ بمستشفى خليفة الطبية التي تمتلك خبرة 5 سنوات في مجال التمريض خريجة جامعة الشارقة وتحمل درجة الماجستير في قطاع الإدارة الطبية: في البداية اخترت دراسة الطب وانتابتني الدهشة أثناء أيام دراستي الأولى؛ نظراً لوجود أعداد كبيرة من المواطنات المقبلات على هذا التخصص، وضعف الإقبال على تخصص التمريض الذي لم يكن يرافقها فيه سوى 3 طالبات مواطنات فقط.

رغم الحاجة الماسة لهذه لتخصص، لذلك قررت دراسة التمريض الذي يبشر بمستقبل واعد، ومقاومة جميع الأفكار السلبية التي طوقتني في ذلك الوقت، والتي تصل للحديث والجدل حول ارتدائي «اليونيفورم» الزي الرسمي المكون من قميص وبنطال وكأنها تغرد خارج السرب، والذي يعده البعض منافياً لتقاليد المجتمع الإماراتي.

ولكني أعتقد أن خطواتي الجادة في هذا المجال هو تصحيح للمسار ودعوة لإعادة النظر في احتياجاتنا الأساسية كمواطنين لتحسين مستويات الرعاية الصحية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية، حيث تتمثل صحة الإنســان أولى الضروريات المهمة لكونها تُــعد مــن أهم الأســــس والمقومــات الداعمة لســلامة المجتمعات ومتانتها، فالإنسان هو أغــنى ثــروة على وجــه الأرض ولابد من الاهتــمام بصــــحته ورعــايتها، وهنــاك أمــور مرتبطـة بصحــة الإنــسان وعلى رأسها الثقافة الصحية.

ولا شك أن الثقافة الصحية ضرورة، كما أن الدواء ضرورة، حيث تشكل الثقافة خط الوقاية الأول لسلامة المجتمع، وإذا تشكلت ثقافة صحية عالية فسوف تكون نتائج مواجــهة العديد من الأمراض والحوادث الطارئة إيجابية جداً ومختلفة تماماً عــن النــتائج ذاتها في المجتمعات التي تفتقر للثقافة الصحية.

تنمية مجتمعية

وتضيف أسماء: أقوم بدوري المجتمعي كخبيرة دولية معتمدة في توعية الشباب والشابات بأهميته هذه المهنة في رفع مستويات الرعاية الصحية وزيادة الجاذبية لوظيفة الممرض ليشقوا بذلك مساراً واضحاً للتقدم الوظيفي.

فهذه الأدوار المتقدمة تسمح للممرضين بتولي مسؤوليات أكبر في المستشفيات مقارنة بتلك التي كانوا يتولونها سابقاً، ليصبحوا بذلك أكثر انخراطاً في عملية رعاية المرضى للأمراض المعقدة والإدارة الطبية وإدارة المستشفى، من خلال ضمان توفير العدد الكافي من المتخصصين في التمريض، إلى جانب ضرورة حث المجتمع على الانخراط في برامج التمريض والتطوع، باعتباره محور التنمية في المجتمع، ويأتي منسجماً مع الاستراتيجيات العالمية، خاصة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.

واعتبرت أسماء أن وجهة النظر غير المشجعة تجاه مهنة التمريض في صفوف الإماراتيين، إلى جانب التحولات الطويلة الأمد، حالت دون اختيار الكثير منهم التمريض مهنة لهم، ولكن هذه الأدوار الجديدة وفرص التطور الوظيفي المقدّمة ساهمت في التغيير الذي بدأ.

خبرات

بدورها، تؤكد علياء أحمد، والتي تعمل حاليا كممرضة مسؤولة عن قسم تنسق حالات المرضي وتمتلك في رصيدها خبرة مهنية تصل إلى 10 سنوات في مجال الطب النفسي وحصلت على شهادة البكالوريوس في التمريض من كلية فاطمة للعلوم الصحية، وأخرى من جامعة غريفيث الأسترالية إلى جانب حصولها على درجة الماجستير في الجودة من جامعة ولونغونغ بدبي، إنها أكملت الدبلوم العالي في التمريض برفقة زميلة مواطنة واحدة فقط.

دعم حكومي

وتضيف علياء: واجهت العديد من التحديات المجتمعية والعائلية أثناء فترة الدراسة وخلال السنوات الأولى من عملي مع رفض زوجي لعملي في أقسام الرجال واقتصرت مناوباتي على أقسام النساء، وبمرور الوقت أثبت جدارة وتفوقاً في مجالي الذي يعد من التخصصات النادرة في التعامل مع حالات الأمراض النفسية، وتقدمت وظيفيا وأكاديميا، فحصدت النجاح وتقدير عائلتي التي ثمنت على مثابرتي واهتمامي في القيام بدوري كمواطنة إماراتية تحاول بعث الأمل وتغيير النظرة المجتمعية حول مهنة التمريض غير المرغوب فيها.

واليوم هناك دعم حكومي بالغ الأهمية للارتقاء بمهنة التمريض وسد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وهناك جهود تبذل لإعداد خطة وطنية، إذ تشارك الجهات المعنية في الدولة في إعداد العديد من الاستراتيجيات التي ركزت على إقرار معايير دولية لمنح تراخيص مزاولة المهنة، ورفع مستوى التعليم المهني والأكاديمي، وتحديد احتياجات سوق العمل بشكل دقيق من مختلف التخصصات.

وقالت علياء: يشكل الحلقة الأولى من حلقات العناية الطبية، حيث تعتبر خطوة أولية وأساسية لسلسلة من الخطوات اللاحقة التي من شأنها أن تقلل من حدة الإصابات الخطرة وترفع احتمالات البقاء على قيد الحياة للمصابين، لذلك فإن زيادة الوعي المجتمعي بهذه المهارات وتشجيع الأفراد على تعلمها يشكل خطوة أساسية من أجل تحقيق هذا الغرض.

نموذج إماراتي

وتقول الممرضة رباب عبد الله إنها بانضمامها إلى حقل التمريض منذ ما يزيد على 20 عاما أرادت أن تكون نموذجا للعديد من المواطنات في دخول هذا المجال من خلال امتلاك دور قيادي لتحفيز الآخرين وتغيير نظرة المجتمع بخطوات عملية تضع نصب عينها خدمة الوطن، والعمل على رفع مهارة وكفاءة العناصر المواطنة للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، فقد حصلت على شهادة الماجستير بعد حصولها على درجة البكالوريوس عبر نظام التجسير، وتشغل حالياً منصب مسؤولة أقسام الجراحة بمستشفى خليفة بأبوظبي.

وتضيف: مهنة التمريض من الأعمال الإنسانية المهمة التي يحتاج لها المجتمع مثل عمل المدرسة والطبيبة والتي تواجه نفس ما تواجهه الممرضة، فما هو الفرق بينهما في العمل الذي تقوم به، إن الفرق الوحيد أن الأولى مؤهلة للعمل كطبيبة بينما الأخرى مؤهلة لتقوم بالعمل كممرضة وكذلك المدرسة.

150

تؤكد العديد من الممرضات أن ثمة افتقاراً للوعي بأساسيات التمريض وبالإسعافات الأولية في العديد من المجتمعات وليس فقط على مستوى دولة الإمارات، حيث يمكن لفكرة بسيطة جداً عن كيفية معالجة إصابة، أو الإبقاء على حياة شخص في أسوأ الأحوال، أن تحدث أثراً عظيماً، لاسيما وأن الإصابات والمشكلات التي يمكن للقائم بالإسعافات الأولية أن يقابلها لم تتغير كثيراً في 150 عاماً، ولكن الطرق والوسائل التي يمكن استخدامها لإنقاذ الحياة قد تغيرت بالفعل، ما يجعل التدريب المنتظم لاستيفاء المعلومات ضرورة حيوية.

نظام التجسير

يخضع بعض الممرضين والممرضات لنظام التجسير المعتمد من وزارة التعليم العالي التي وافقت وصدقت على شهادات وبرامج التجسير لحاملي دبلوم التمريض، حيث أصبح بالإمكان قبول الطلبة خريجي معاهد التمريض في كلية التمريض ليحصلوا على شهادات بكالوريوس، والتي كانت حصيلتها 3 سنوات دراسية إضافية إلى جانب سنتين للدبلوم الذي كان مزعجاً بعض الشيء لخرجي معاهد التمريض في ذلك الوقت، فالمنتسبون الجدد يكملون 4 سنوات فقط للحصول على بكالوريوس علوم التمريض.

80%

تشير الدراسات العالمية إلى أن العاملين في حقل التمريض،‏ يؤلفون تقريباً 80 % من القوى العاملة المؤهلة في مجال الصحة في معظم الأنظمة الصحية القومية على مستوى الدول حول العالم،‏ فهم يمثلون قوى تملك قدرات كبيرة تتيح لها القيام بالتغييرات الضرورية لبلوغ هدف «الصحة للجميع» في القرن الحادي والعشرين.‏

وفي الواقع،‏ تغطي مساهمتهم في الخدمات الصحية كامل نطاق العناية الصحية، فالتمريض مهنة الرحمة، لكن الشعور بأهمية هذه المهنة وإنسانيتها يتضاعف مراراً حين تعمل ضمن كادر المستشفى.

هنا تحديداً يشعر الممرض أنه فعلاً يقدم عملاً إنسانياً بحتاً، وهذا ما يجعله يفخر بكونه عاملاً في مهنة التمريض سواء كان رجلاً أو امرأة بحيث يضحي بوقته ويبذل كل ما لديه لهذه المهنة العظيمة.

استعداد

يبرز الدور الكبير للعاملين في مهنة التمريض أو الملمّين بمبادئ الإسعافات الأولية على أقل تقدير في أعقاب الطوارئ والكوارث، بحيث يكون في العادة المتطوعون المدربون على الإسعافات الأولية من صفوف المجتمع المحلي من بين أول القائمين بعملية المواجهة، ويكونون في الميدان، مستعدين لمساعدة المحتاجين.

هذا الاستعداد بين صفوف المجتمع يخلق مجتمعات أقوى تستطيع أن تتصرف على الفور، وهنا تتخطى الإسعافات الأولية كونها مجرد مهارة تكتسب، فهي ترتبط ببناء قدرة المجتمع المحلي على الصمود في مواجهة الكوارث على المدى الطويل مع احتضان القيم الإنسانية.

الإمارات الأولى عربياً بعضوية مجلس التمريض الدولي

في سلسلة الفوز والنجاح التي تحظى بها الإمارات عالمياً، فازت الدولة بعضوية مجلس الإدارة لدى مجلس التمريض الدولي للمرة الأولى للأعوام الأربعة المقبلة (2017- 2021)، وذلك من خلال انتخاب جمعية التمريض الإماراتية لتصبح عضواً في مجلس إدارة مجلس التمريض الدولي خلال فعاليات مؤتمر مجلس التمريض الدولي في مدينة برشلونة في إسبانيا.

وبهذا الفوز تصبح الإمارات أول دولة عربية تم ترشيحها بالتصويت لتنضم إلى عضوية مجلس الإدارة لدى مجلس التمريض الدولي، كما أن الإمارات ستمثل بانضمامها إلى عضوية مجلس الإدارة الجديد الدول العربية والخليجية. كما تم اختيار العاصمة أبوظبي لتكون المدينة المستضيفة لكونغرس مجلس التمريض الدولي لعام 2021 وتفوقها على العديد من المدن العالمية لاستضافة هذا الحدث الدولي.

مدرسة التمريض..بدايات مشرقة

تأسست الخدمات الطبية تحت مسمى «مدرسة التمريض» في عام 1970، حيث كانت تعقد فيها دورات قصيرة في التمريض وأساسياته، ثم تطورت تلك الدورات وأصبحت المدرسة مركزاً لتدريب الخدمات الطبية، وأعيدت تسميتها (بمدرسة الخدمات الطبية) في عام 1985

. والهدف من إنشاء هذه المدرسة هو إعداد الكادر البشري العسكري في مجال المهن الطبية لتشمل دورة ممرض قانوني بإشراف كلية التقنية العليا لمدة أربع سنوات، دورات تمهيدية للغة الإنجليزية والمصطلحات الطبية والعلوم، ودورات ترفيع في مهنة من ممرض عملي ومساعد ممرض، فني مختبر وغيرها الكثير إلى جانب دورات في الصحة العامة والإسعافات الأولية. وفي عام 1979، كانت هدية المغفور له الشيخ زايد لأبنائه ضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة وأسرهم، هي افتتاح مستشفى زايد العسكري.

واعتبر هذا الافتتاح البداية الحقيقية للخدمات الطبية، وفي نفس العام تم تشكيل أول سرية ميدان طبية لتعمل مع الوحدات المقاتلة، وتلاها فيما بعد تشكيل العديد من السرايا الطبية، بلغت أربع سرايا بحلول عام 1980 ملحقة مع التشكيلات العسكرية المختلفة، وفي عام 1983 تم تشكيل فريق جراحة الميدان المتحرك، وفي عام 1986 تم تسلم مدرسة الخدمات الطبية، لتسهم في تأهيل الكوادر الطبية المساعدة من فنيين وممرضين.

سلمى الشرهان..تلميذة الكبار

لم تدرس أول ممرضة إماراتية سلمى الشرهان التمريض في معهد أو كلية للتمريض بل تتلمذت على يد أطباء كبار ساعدوها على فهم أصول المهنة والحصول على التدريب اللازم. قرارها في اتخاذ التمريض كمهنة كان قراراً ذا أهمية كبرى نظراً لقلة الأيدي العاملة النسائية الإماراتية في مجال التمريض في دولة الإمارات في الوقت الحالي. وحالياً، تمثل الأيدي العاملة الإماراتية حوالي 3% من الأيدي العاملة في قطاع التمريض.

لقد بدأت حياتها العملية في عام 1955م عندما اختارها دكتور صيدلاني في إمارة رأس الخيمة لمساعدته على العمل بالصيدلية الوحيدة الموجودة بالإمارة في ذلك الوقت حيث قام بتدريبها على الأدوات المستخدمة في العلاج بالصيدلية. عملت سلمى الشرهان في ما بعد في عيادة تابعة للمجلس البريطاني كمساعدة لطبيبة بريطانية تدعى فيوز، وتوفيت في فبراير 2014 عن عمر يناهز الثمانين عاماً.

%10 المستهدف لزيادة التوطين خلال العامين المقبلين

كشفت وزارة الصحة عن أنها تستهدف زيادة نسبة التوطين في أكثر من 100 مرفق طبي تابع لها من دبي حتى الفجيرة، لتبلغ أكثر من 10% خلال العامين المقبلين بدلاً من نحو 8% في الوقت الحالي.

وخصصت الوزارة 100 مليون درهم لتعزيز جاذبية مهنة التمريض، وزيادة التوطين خلال 5 سنوات، وذلك حتى عام 2020، مشيرة إلى أنها قدمت العام الجاري 67 منحة لدراسة التمريض في مختلف المراحل التعليمية للعام الدراسي الحالي 2015 - 2016، منهم 40 مواطناً ومواطنة التحقوا ببرنامج البكالوريوس وابتعاث 19 ممرضة لاستكمال دراستهن من خلال برنامج التجسير من الدبلوم إلى البكالوريوس، إضافة إلى ابتعاث 5 ممرضات لاستكمال دراستهن في برنامج الماجستير في التمريض، علاوة على 3 ممرضات أخريات حصلن على منح دراسية لدراسة الماجستير في التمريض.

البرامج الحكومية الإرشادية تعزز صورة المهنة في المجتمع

أكد العاملون في مهنة التمريض من المواطنين والمواطنات، أن البرامج الحكومية الإرشادية والتثقيفية ساعدتهم على تعزيز صورة المهنة في نظر الإماراتيين، وعلى جذب الشباب الإماراتي الراغب في دخول هذا المجال، وذلك عبر تقديم فرص ومجالات للتطور المهني تتجاوز النظرة التقليدية للتمريض.

وقالوا: نعم، نعاني من نقص في أعداد الكوادر الإماراتية في المهنة، ولكن نعتقد أن الوضع سيتغير خلال السنوات الـ10 أو الـ20 المقبلة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه لا تزال النظرة نحو مهنة التمريض تشوبها الكثير من الهواجس وضبابية الأفكار حول الأدوار الحقيقية المرتبطة برعاية المرضى والقاصرة بمساعدة الطبيب ومراقبة المرضى في العنابر.

وأضافوا: إن أجمل موقف هو عندما يدعو لهم مريض، بينما أصعب المواقف التي تحتاج قوة هي حالات الإنعاش وتذكير المريض بالشهادة، بينما تتركز الصعوبات خارج نطاق العمل في الالتزام مع الأهل بالمناسبات والإجازات وتعارضها مع الالتزام بالعمل والمهام المطلوبة، وتظل الصعوبات داخل العمل دائماً بمثابة تحديات، وتكمن المتعة في تخطيها وإنجازها.

وذكروا أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت في أميركا والدول المتقدمة خلصت إلى أن مباشرة المواطنين العاديين الإسعافات الأولية، كان له كثير من الآثار الإيجابية بعكس الدول التي يجهل أفرادها تلك الإسعافات، مطالبين بأن تكون هناك مبادرات على جميع المستويات وأن يكون الشباب من فئات المجتمع المستهدفة بشكل مباشر.

تأهيل

خطط للوصول إلى ممرض لكل 1000 من السكان

دعا عاملون في المهنة إلى المسارعة في استيفاء مؤشرات الأداء الرئيسية للمهنة التي تنص على وجود ممرض واحد لكل 1000 شخص من السكان، إلى جانب التوعية بأهمية وجود بيئة محفزة للممارسات الإيجابية لكادر التمريض والقبالة والمهن الصحية المساندة.

إضافة إلى تفعيل مشاركة قيادات التمريض والقبالة وتشجيع التمريض على الانضمام إلى القيادة المشتركة للسير بالتوازي مع حاجة القطاع إلى مؤسسات تعليمية ترتقي إلى توقعات المجتمع في تقديم رعاية تمريضية متخصصة وذات جودة عالية، من خلال تقديم برامج دراسات عليا، ومؤسسات تشريعية لدعم الممارسات التمريضية المتطورة في الدولة، من خلال تعاون القطاعين العام والخاص ويدعم توقعات الحكومة في توفير خدمات صحية بمستويات عالمية، والتوجه نحو العناية التمريضية التخصصية والمتطورة.

خطط

زيادة المنح وتأمين الوظائف والترقيات تشجع الإقبال على المهنة

حدد متابعون بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في زيادة الإقبال على مهنة التمريض بين صفوف المواطنين والمواطنات، وكان من أبرز عوامل التحفيز المقدمة: فتح المجال للمنح الدراسية للدراسات العليا والتخصصات المختلفة، مع ضمان الوظيفة عند التخرج مباشرة إلى جانب إعطاء الأولوية في الترقيات للمواطن، فالممرض ممكن أن يصبح أستاذاً يدرس المهنة أو باحثاً في الرعاية الصحية أو مديراً، فله أن يختار ما شاء وليس فقط ممرضاً سريرياً.

ومن جانب آخر، فإن عزوف المواطنين عن دراسة التمريض يكمن في عدم وجود درجة وعي كافية لديهم بأهمية هذه المهنة التي تبدأ من تقدير المجتمع الذي لم يشارك من قبل في عمل تطوعي خاص بالرعاية الصحية وعدم اطلاعهم على التغيرات التي طرأت عليها من ناحية زيادة الرواتب للممرضين المواطنين، وإمكانية استكمال الدراسات العليا.

Email