اتحاد في المواقف وانسجام في الرؤى

السعودية والإمارات.. درع الأمن القومي العربي في مواجهة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجاوزت العلاقات السعودية - الإماراتية مفهوم العلاقة بين دول الجوار، إذ يرتبط البلدان بعلاقة تاريخية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، فالعلاقات الثنائية تعد نموذجاً للتعاون والشراكة، من أجل صالح العرب جميعاً. وهناك مقوّم آخر للعلاقة بين الدولتين، وهو الأمن الوطني لكل منهما. وهذا المقوّم صار أكثر أهمية بسبب التحوّلات الإقليمية والعالمية فهما بمثابة درعا الأمن القومي العربي.

والحديث عن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى، يشبه الحديث عن علاقة الأشقاء الحميمية، بما تحتويه هذه العلاقة من ألوان الحياة ودفئها على اختلافها، والتي تنصهر في النهاية في لون واحد هو المحبة والمسؤولية معاً، هذه الحالة الصحية هي في الواقع حال العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

بعد المتغيرات الأخيرة على المستوى العالمي والعربي، وإزاء ما تتعرض لها المنطقة العربية من تجاذبات وتعارضات تفرضها المصالح الإقليمية والدولية، فإن الرهان الحقيقي سيكون مبنياً في المستقبل على التعاون السعودي الإماراتي من أجل حماية المنطقة مما يحاك لها، سيما في ظل وجود أدلة على إرهاب قطر.

مصالح مشتركة

ويرى الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي أن العلاقات السعودية - الإماراتية عميقة في التاريخ متواصلة في الواقع، وهذه اللجنة تعتبر تتويجاً للعمق التاريخي والمصالح المشتركة، والمتابع الدقيق يعرف جيداً أن هذه العلاقة التي تربط البلدين كانت في تصاعد مستمر، وبخاصة بعد أحداث ما كان يُعرف بالربيع العربي.

ويقول العتيبي إنه بعد الانتفاضات والاحتجاجات التي اجتاحت بعض جمهوريات العالم العربي، مطلع 2011، تشكلت رؤية مشتركة لدى قيادات البلدين بأن ما جرى حينذاك هو أبعد ما يكون عن «الربيع»، بل هو بالأحرى عهد جديد من عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة ستحصد ثماره الجماعات الأصولية بشقيها؛ الإسلام السياسي، ممثلاً في جماعة الإخوان والجماعات المتحالفة معها.

ويؤكد الكاتب السعودي أن هذه الرؤية المشتركة بدأت تتعزز مع مرور الأيام، وتجلي الأحداث والتغييرات التي حملتها، والتي أخذت شيئاً فشيئاً في البروز على شكل تهديدات استراتيجية خطيرة على البلدين وشعبيهما وتحالفاتهما الدولية والإقليمية، ومن هنا بدأ التقارب يزداد وتنسيق المواقف يتعاظم.

كانت الحرب في اليمن، مثالاً واضحاً على أهمية الموقفين السعودي والإماراتي، إذ أعادت لليمن ثقته ومنعت اليد الإيرانية من السيطرة على هذا البلد العربي. وقد أثبتت السعودية والإمارات مصداقيتها من خلال حجم التضحيات والشهداء الذين سقطوا على أرض اليمن، ليكون هذا التحالف رأس الحربة في تقويم الأمن القومي العربي.

تحرص السعودية والإمارات على إعادة بناء المنظومة العربية من خلال الانفتاح الإيجابي على العالم العربي، ففي الآونة الأخيرة بدا واضحاً الانفتاح على العراق من أجل إعادته إلى الصف العربي. ويرى الكاتب السعودي محمد الحربي أن العلاقة السعودية الإماراتية اليوم مثال للدول العربية ككل، حيث أثبتت هذه العلاقة والانسجام بين الدولتين أن المنظومة العربية بالكامل ترتكز على قوة هذه العلاقة، فمن خلال دعم السعودية والإمارات باتت مصر قادرة على أن تكون فاعلة أيضاً على الساحة العربية، بعد أن حاول الإخوان اختطاف الدولة المصرية.

ويضيف، أن السعودية والإمارات أيضاً أنقذتا اليمن من الوقوع في القبضة الإيرانية، فتشكيل التحالف العربي الذي تعتبر الإمارات والسعودية عماده الأساسي، بين أن هاتين الدولتين قادرتان على ضبط الأمن العربي ومنع أية انهيارات على مستوى المنطقة.

التوافق السعودي الإماراتي

أما المحلل السياسي إبراهيم ناظر، فأكد أن الدور السعودي الإماراتي في الملفات العربية، أصبح في المقدمة، حيث باتت تشكل مصر والسعودية والإمارات مثلت القوة العربية، لافتاً إلى أن الخليج اليوم أصبح أكثر متانة وصلابة بفضل التنسيق السعودي الإماراتي. وأشار إلى أن التوافق السعودي الإماراتي أوقف العبث القطري في المنطقة، بعد أن وقفت السعودية والإمارات في وجه التمرد القطري والخروج عن السياق الخليجي، مؤكداً أن العالم العربي يمكن أن يلتقط أنفاسه استناداً إلى هاتين القوتين في المنطقة.

مخططات

يؤكد مراقبون أن التنسيق السعودي الإماراتي، أحبط كل المخططات الإرهابية في المنطقة، وكذلك ردعت قوى التطرف التي أساءت للإسلام، الأمر الذي بذلت من أجله الإمارات والسعودية جهوداً جبارة على المستوى العالمي لمنع الخلط بين التطرف والإسلام.

Email