في إطار حرص رئيس الدولة وبتوجيهات محمد بن زايد

إطلاق حملة «وصية زايد بأهل اليمن» لدعم أسر الشهداء والجرحى

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الشعب اليمني الشقيق، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتنفيذ حملة في مختلف محافظات اليمن لدعم أسر الشهداء والجرحى حيث تبدأ عملية التوزيع في 20 أغسطس الجاري وتستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، في مختلف المحافظات اليمنية بهدف إسعاد هذه الأسر والوقوف إلى جانبها.

وتم إطلاق الحملة أمس خلال مؤتمر صحافي بأبوظبي تحت شعار «وصية زايد بأهل اليمن»، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تدعوا دائماً إلى إيلاء كل الرعاية والتقدير لكافة فئات الشعب اليمني، وخاصة أسر الشهداء والجرحى لما قدموه من تضحيات في ميادين الدفاع عن أرضهم.

وتتضمن الحملة توفير احتياجات أسر الشهداء والجرحى من الأضاحي وكسوة العيد وهدايا الأطفال وتوزيع أموال نقدية وأضاحي وقسائم شرائية.

وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي كشفت فيه أحدث الإحصائيات الخاصة بالمساعدات الخارجية لدولة الإمارات، أن الإمارات قدمت نحو 7.53 مليارات درهم مساعدات خارجية إلى اليمن منذ أبريل 2015 وحتى يونيو الماضي 2017 تنوعت ما بين دعم للبرامج العامة والمساعدات التموينية و توليد الطاقة وإمداداها والصحة والخدمات الاجتماعية والنقل والتخرين، فيما أفادت هيئة الهلال الأحمر أنها قدمت نحو مليار و477 مليون درهم مساعدات للأشقاء اليمن على شكل مساعدات دعمت مشاريع إعادة الإعمار ودعم قطاع التعليم وغيرها.

وأشار إلى أن الدولة ومنظماتها الإنسانية وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، قدمت مختلف أشكال الدعم والمساندة للمتأثرين حتى أصبحت الإمارات من أكثر الدول عطاء وسخاء على الساحة اليمنية وتصدت لمسؤولياتها الإنسانية تجاه الأشقاء لتخفيف معاناتهم وتحسين سبل حياتهم وواكبت جميع مراحل الأزمة بالمزيد من المبادرات في مختلف المجالات.

وأضاف الفلاحي أن هذه الحملة تأتي استمراراً لنهج الإمارات الإنساني والإغاثي والتنموي في اليمن وتعبيراً عما تكنه الإمارات وقيادتها من فخر واعتزاز باليمن الشقيق وشعبه وتستهدف إسعاد أبناء وأسر الشهداء والجرحى خلال أيام العيد المباركة وإدخال الفرحة على قلوبهم كما تأتي تكريماً وعرفاناً من دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لما قدمه آباؤهم من تضحيات في سبيل اليمن.

وأوضح أن الهيئة وضعت خطة متكاملة لتوسيع مظلة المستفيدين من الحملة في مختلف المحافظات اليمنية وتنفيذها بالصورة التي تلبي احتياجات الأشقاء هناك وتحقق تطلعات القيادة الرشيدة وذلك بالتعاون والتنسيق مع شركاء الحملة في الإمارات واليمن.

وأوضح إن تداعيات الأزمة في اليمن خلفت واقعاً إنسانياً صعباً في جميع مجالات الحياة الضرورية وفاقمت من حجم المعاناة على الساحة اليمنية، لذلك كان لا بد من تنوع مبادرات الإمارات لتغطي الاحتياجات الإنسانية وتوفر ظروف ملائمة للأشقاء هناك، وهو ما سعت له الإمارات ونجحت في تحقيقه على أرض الواقع الذي تحسن كثيرا في المناطق المحررة التي بدأ سكانها يستعيدون حيويتهم ونشاطهم من جديد.. مؤكداً عزم الإمارات على مواصلة مساعيها الخيرة وبرامجها الإنسانية ومشاريعها التنموية لجعل الحياة هناك أفضل مما كانت عليه في السابق.

رقم شعبي

أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي المشرف العام على الحملة في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الهيئة في أبوظبي، أن الرقم مليار و477 مليون درهم وهي مساعدات الهلال الأحمر الإماراتية لليمن حتى نهاية يونيو الماضي يعتبر «رقم شعبي» بمعنى أن هذه المساعدات بالإضافة إلى دعم القيادة جاءت أيضاً من شعب الإمارات من مواطنين ومقيمين وهذا ما يشعرنا بالفخر والاعتزاز. وقال إن اهتمام الإمارات قيادة وشعبا بالظروف الإنسانية السائدة حالياً في اليمن يجسد متانة العلاقات الأخوية والروابط الأزلية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الإماراتي واليمني. وشدد على أن الحملة تأتي بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تدعوا دائماً إلى إيلاء كل الرعاية والتقدير لكافة فئات الشعب اليمني وخاصة أسر الشهداء والجرحى لما قدموه من تضحيات في ميادين الدفاع عن أرضهم. وقال إن الحملة تتضمن توفير احتياجات أسر الشهداء والجرحى من الأضاحي وكسوة العيد وهدايا الأطفال وتوزيع أموال نقدية وأضاحي وقسائم شرائية في مختلف المحافظات اليمنية بهدف إسعاد هذه الأسر والوقوف إلى جانبها.

 

أضحية كاملة لكل أسرة شهيد وجريح

قال فهد عبد الرحمن نائب الأمين العام لقطاع المساعدات الدولية في هيئة الهلال الأحمر في تصريحات صحفية أمس، إن فرق الهلال الأحمر الإماراتي متواجدة في ثلاث مناطق أو محافظات رئيسة باليمن هي مأرب وحضرموت وعدن، تقدم الدعم والمساعدات إلى 11 محافظة تغطي أكثر من 80% من مساحة اليمن، لافتاً إلى أن حملة «وصية زايد لأهل اليمن» ستبدأ في الأول من ذي الحجة وستنتهي مع نهاية عيد الأضحى المبارك.

عيدية

وأكد أنه بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تقرر توسيع نطاق حملات مساعدة الأخوة في اليمن هذا العام، ولا سيما بالنسبة لأسر الشهداء والجرحى من اليمنيين، كعيدية من الإمارات للشعب اليمني، إذ سنقوم هذا العام بتخصيص أضحية كاملة لكل أسرة وكسوة عيد من ملبوسات متنوعة يمكن شرائها بنظام الكوبونات من محال مختلفة سيتم التعاقد معها، بالإضافة إلى مبالغ نقدية هدية ولعب للأطفال.

واستطرد: «نظراً لضيق وقت عمل الحملة، قد نستعين بأعداد إضافية من المتطوعين وأعضاء فرق الهلال الأحمر لنتمكن من تنفيذ أهداف الحملة على الوجه الأكمل».

وعلى صعيد جهود الهلال الأحمر الإماراتي في مكافحة انتشار وباء الكوليرا في المحافظات والمدن اليمنية، أكد عبد الرحمن أن الإمارات كانت من الدول السباقة في تقديم العون للشعب اليمني لمكافحة انتشار هذا المرض في المناطق المتأثرة عن طريق فرق الهلال الأحمر الإماراتي الطبية المتخصصة، وبالتنسيق مع الجهات الرسمية داخل اليمن.

 

40 مليون مشاهدة لوسم وصية زايد بأهل اليمن

تفاعل ملايين مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» مع وسم «وصية زايد بأهل اليمن» الحملة التي تم الإعلان عنها لإسعاد أسر وعائلات الشهداء والجرحى اليمنيين، والتي تأتي تنفيذاً لتوجيهات قيادة الدولة الرشيدة. 

ووفق «ترند الإمارات» حقق الوسم مشاهدات زادت على 40 مليوناً حول العالم حتى ظهر أمس، فيما تفاعل العديد من المستخدمين وشاركوا بتعليقاتهم وتغريداتهم التي أكدت أهمية الحملة للتخفيف عن أسر الشهداء ومساعدة الجرحى والمصابين في اليمن. وغرد محمد جلال الريايسة بأن «وصية زايد بأهل اليمن كانت ولاتزال نبراساً لبناء زايد في الوقوف مع أشقائهم في اليمن هم منا ونحن منهم دمنا واحد، نسأل الله أن يسعد اليمن». وشارك خليفة البلوشي بالقول: «وصية زايد بأهل اليمن الوقوف مع أهل اليمن ودعمه فالشعب اليمني شعب أصيل ويستحق العيش بكرامة ورخاء».

وغرد محمد الخياري: «هذا طبع الشيخ زايد، رحمة الله عليه، عفوي ومحب الخير رحمك الله يا حكيم العرب وحفظ الله حكامنا»، فيما قالت شما: «ومن مثلك يا وطني في العطاء».

وترحم ثاني بن عليان على رجل ألهم من بعده وكلنا على خطى زايد وعلى نهجه نسير، وغرد «إماراتي تويت شعراً «زايد موصينا على أصل العروبة واحنا على نهجه نصون الأمانة نبني اليمن طوبه بطوبه، وإن غاب سد عيال زايد مكانه».

وتابع الحشيم: «تسعى الإمارات لوقف النزيف اليمني وشعبها يأتي الدور الإنساني في اليمن انطلاقا وصية زايد بأهل اليمن قولاً وفعلاً بشأن ضرورة الاهتمام باليمن». وغرد محمد سعيد بقوله: إن الشيخ عبدالله بن زايد قالها: «اليمن أصل العرب وعلينا حماية أصولنا، لذلك الأبناء على خطا الوالد طيب الله ثراه».

وسطر جمال الجابري: الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للنداء الإنساني للشعب اليمني ليتجاوز محنته اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وغرد الدكتور علي بن تميم بقوله: إن أزمة اليمن فاقمت المأساة الإنسانية، وتأتي حملة وصية زايد بأهل اليمن لتكون تجليا من عام الخير، الأشقاء اليمنيون يستحقون بشائر الخير كله، وقال سام: «علاقة الإمارات باليمن علاقة استثنائية والتاريخ يشهد فـلا عزاء للحاقدين ومثيري الفتنة، وأضاف: الإمارات قدمت أبناءها من أجل اليمن وقدمت ما لم يقدمه البعض من أبناء اليمن لليمن، اللهم أدم نعمة الإمارات». 

 

 فعاليات يمنية لـ«البيان»:امتداد لأدوار الإمارات الإنسانية 

  أكد مسؤولون وسياسيون يمنيون أن الحملة التي أطلقها الهلال الأحمر الإماراتي تحت شعار «وصية زايد بأهل اليمن»، لتوفير احتياجات أسر الشهداء والجرحى من الأضاحي وكسوة العيد في المحافظات اليمنية، بصمة إضافية من بصمات الوفاء الإماراتي تجاه فئات الشعب اليمني، وتأكيد لصدارة الدور الإماراتي في عملية التحرير وإنهاء الانقلاب. 

وقال مساعد مدير مكتب رئيس الوزراء اليمني، علي النعيمي، لـ«البيان»، أن هذه الخطوة هي امتداد للدور الإنساني الذي أدته وتؤديه دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، إلى جانب الدور البارز لها في الميدان وإسناد الشرعية وإنهاء الانقلاب.  وأضاف: «من شأن هذه اللفتة الإنسانية أن تساعد على تخفيف آلام ومعاناة أسر الشهداء والجرحى في هذه الظروف الصعوبة التي يمر بها اليمن بسبب الحرب التي أشعلها الانقلابيون». 

امتداد للخير

بدوره، شدد الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والبناء بليغ المخلافي، لـ«البيان»، على أن حملة «وصية زايد بأهل اليمن» هي انعكاس لتوجيهات القيادة في دولة الإمارات التي تدعو دائماً إلى إيلاء كل الرعاية والتقدير لكل فئات الشعب اليمني، وخاصة أسر الشهداء والجرحى، لما قدموه من تضحيات في المعركة من أجل هزيمة الانقلاب وانتصار الشرعية.  وأشار إلى أن هذه الخطوة امتداد للأدوار الإنسانية الفاعلة للإمارات في اليمن قبل الحرب أو خلالها.

من جهته، قال أنيس الشرفي، وهو مسؤول محلي في محافظة لحج، إن هذه المكرمة التي تأتي قُبيل عيد الأضحى المبارك وخصصت للشهداء والجرحى، هي لفتة كريمة من قبل الأشقاء في دولة الإمارات، لهذه الفئة المهمة في المجتمع التي قدمت تضحيات كبرى في الحرب.

بدوره، شكر قائد اللواء الأول (دعم وإسناد) منير اليافعي، دولة الإمارات على دعمها المستمر والسخي للشعب اليمني في القطاعات كافة، وقال إن الحملة تعبير صادق عن عمق العلاقات المتينة مع الأشقاء في دولة الإمارات. وأكد أن هذه الأعمال سيسجلها التاريخ لدولة الإمارات، وسيحتفظ بها الأجيال جيلاً بعد جيل. 

شكراً إمارات الخير

في السياق، قال رئيس حملة «شكراً مملكة الحزم» و«شكراً إمارات الخير»، الإعلامي فراس اليافعي، رئيس مؤسسة «الحقيقة» للإعلام، إن ذلك يأتي استمراراً للدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات، ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ويضاف إلى رصيد مساعداتها التي قدمتها لليمن منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم، موضحاً أنه «كان لإمارات الخير اليد الطولى في مساعدة أهل اليمن، ولم تقف الإمارات الحبيبة لدعم اليمن عسكرياً فقط، بل أسهمت بفاعلية في دعم إعادة البنية التحتية التي دمرها الحوثيون وقوات المخلوع صالح في مدينة عدن».

وأشاد ناشطون يمنيون، على صفحات التواصل الاجتماعي، بالحملة، واعتبروها تعبيراً حقيقياً عن متانة العلاقات بين الشعب اليمني والإماراتي، وقالوا إنها تأتي في ظل ظروف صعبة يعيشها اليمن بسبب الحرب التي شنتها ميليشيا الانقلاب ضد الشعبي اليمني، وهو ما تسبب في استشهاد وجرح الآلاف، وبالتالي تضرر العديد من الأسر اليمنية التي باتت بحاجة إلى الرعاية والاهتمام. 

حكيم العرب  وتعليقاً على الحملة، توجه المدير العام للعلاقات العامة بوزارة الإعلام، أحمد ربيع، بالشكر لدولة الإمارات حكومةً وشعباً، على ما يبذلونه مع إخوانهم في التحالف العربي من جهود مضنية في التخفيف من معاناة الشعب اليمني. وقال الخبير الإعلامي اليمني، فيصل بن سعيد الحذيفي: «كان للأشقاء سواء في الإمارات أو غيرها من إخواننا في التحالف، الدور الكبير في التخفيف من معاناة شعبنا».

أردف: «ليس بمستغرب على أبناء زايد تنفيذ وصية حكيم العرب زايد الخير-رحمه الله- تجاه بيت العرب الأول اليمن، وما ألم به من وضع إنساني واجتماعي سيئ نتيجة الانقلاب على الدولة من قبل تحالف الحوثي صالح».

وأضاف: «ما زالت صورة الراحل الشيخ زايد وهو يتمنطق الجنبية على ضفاف سد مأرب في عام 1986 والهواء يعبث بشماغه وعصاه في يده، حاضرة في مخيلتي برغم أني حينها كنت طفلاً، وكأنه يقول أعدنا بناء سد مأرب لتنمية اليمن، ولنمزج الماضي بالحاضر، فحافظوا على إرثكم وانطلقوا نحن مستقبلكم». بدوره، قال رئيس مؤسسة فجر الأمل الخيرية للتنمية الاجتماعية وشبكة إنقاذ للإغاثة بمحافظة تعز، بليغ التميمي: «لفتة كريمة وبصمة طيبة تضاف إلى سجل عطاءات إخواننا في دولة الإمارات العربية المتحدة في ميادين العمل الخيري والإنساني».

 

تنفيذ للوصية

قال الكاتب الصحافي محمد الشرعبي: «لم نفاجأ بإطلاق قيادة دولة الإمارات مبادرة إنسانية بهذا المستوى، سيكون لها أثر إيجابي للتخفيف من معاناة أسر الشهداء والجرحى الذين يعانون الإهمال الشديد منذ بداية الحرب، ودولة الإمارات تعرف هذه المأساة عن قرب».

وأضاف: «الأجمل في المبادرة أنها تأتي تنفيذاً للوصية التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بأهل اليمن». 

Email