المرأة في عهد المؤسس ارتقت مكانة وفكراً

■ الشيخ زايد طيب الله ثراه وضع تنمية المرأة في سلم الأولويات | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان للمرأة في عهد زايد، رحمه الله، خصوصية تجلت في نظرته للمرأة، واعتبارها أماً وزوجة وأختاً وإنسانة لها تطلعاتها وحقوقها وواجباتها، وبذلك فإن مسيرة النهضة النسائية بالدولة تمثل فعلاً استثنائياً ليس في دولة الإمارات فحسب بل في الوطن العربي، لأن المرأة استطاعت في عهد زايد أن ترتقي فكراً وعلماً وعملاً ومكانة.

وركز الشيخ زايد، رحمه الله، على تعلم المرأة معتبراً أن ذلك من أهم المحاور التي تسهم في ارتفاع مستوى التنمية ورفع معدلات التعليم بين الإناث في المدارس والخريجات في الجامعات والكليات لأنه كان يرى أن التعليم من الأساسيات الهامة للمرأة التي تطمح في مساندة أخيها الرجل في مسيرة التنمية.

وبفضل هذا التشجيع والإصرار من الشيخ زايد، رحمه الله، على تعليم المرأة حققت ابنة الإمارات ما كانت تطمح إليه من العلم الذي فتح أمامها آفاق المستقبل حيث التحقت بالعمل الذي يؤكد كيانها ووجودها، ويحفظ لها كرامتها عملاً بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

واستطاعت دولة الإمارات بفضل السياسات التنموية التي انتهجتها والتي أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من تحقيق قفزات وتحولات هامة بشأن التعليم والصحة والحماية والمشاركة للمرأة، علاوة على تحقيق أعلى معدلات نمو في الاقتصاد بشكل عام والرفاه الاجتماعي بشكل خاص، حيث وجهت القيادة السياسية في الدولة العوائد التي تحققت من نواتج النفط إلى الاستثمار في التنمية، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تسابق الدول المتقدمة في مؤشرات التنمية البشرية.

وظهرت نتائج هذه السياسة التي انتهجها زايد في تعليم المرأة في تحقيق العديد من الإنجازات، حيث صنفت الإمارات في العام الماضي 2016 الأولى عالمياً في مؤشر معدل التحاق المرأة بالتعليم العالي.

حقوق

وترجمة لالتزام الدولة بحقوق المرأة والطفل فقد أنشأت الآليات الوطنية العديدة على المستويين الاتحادي والمحلي وانضمت الدولة إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «السيداو» وغيرها من العهود الدولية لترسي بذلك نهجاً جديداً مبنياً على منظور الحقوق ووعياً أكبر بالالتزام نحو ضمان تلك الحقوق مقارنة بالمنظور الذي كان مبني على الاحتياجات، ووضعت استراتيجية وطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات واستراتيجية وطنية للأمومة والطفولة.

كما حققت ما كانت تطمح إليه من المعرفة من أجل مزيد من الوعي بالماضي التليد والحاضر ومشكلاته والمستقبل وآفاقه.

وحظي قطاع تنمية المرأة في دولة الإمارات باهتمام كبير وبدعم ملحوظ وكبير من قبل زايد الذي قال: الإسلام كرم المرأة وأعطاها مكانتها اللائقة، وعلى المرأة أن تتخذ من أمهات المؤمنين أسوة لها في كل ما تأتيه من أعمال وتصرفات.

1973

وبدأت مسيرة العمل النسائي في الإمارات في الثامن من فبراير عام 1973 بمولد جمعية نهضة المرأة الظبيانية، لتكون أول تجمع نسائي على أرض الدولة، ونظراً لوحدة الأهداف التي تنشدها الحركة النسائية في الدولة، وحرصاً على تحقيق التعاون والتنسيق الكامل بين مراكزها تأسس الاتحاد النسائي العام كونه أول تنظيم شامل للمرأة في دولة الإمارات في 28 أغسطس عام 1975، وانتخبت صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة للاتحاد النسائي.

وتحددت أهداف الاتحاد في النهوض بالمرأة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً وإشراكها في عمليات التنمية وتوعية المرأة بأهمية دورها في المجتمع إضافة إلى إتاحة كل الفرص والإمكانات لتأهيلها وتحمل مسؤولياتها كونها أماً وعاملة ومدرسة وطبيبة وممرضة وموظفة وأختاً وزوجة ومثقفة.

لقد أكد الشيخ زايد قيمة المرأة من منطلق تكريمها من قبل الشريعة الإسلامية فهي لبنة أساسية في جسم المجتمع تعزز المسيرة الخيرة التي يرسم مستقبلها، كما أكد الدور المهم الذي تضطلع به المرأة في بناء المجتمع ورفعته وتقدمه فدورها لا يقل عن دور الرجل.

لقد حققت المرأة الإماراتية الكثير من الطموحات والآمال في مجالات العمل العام، لأن الدولة فتحت أمامها كل الأبواب سواء في التعليم أم البعثات الدراسية الخارجية أم فرص العمل أم المناصب العليا.

وللمرأة دور مميز في الإمارات للحفاظ على التقاليد من خلال إحياء الصناعات البيئية والتقليدية القديمة من خلال مركز الصناعات البيئية ودوره في حفظ التراث واستمرار التواصل بين الماضي والحاضر.

لقد أحدث الشيخ زايد، رحمه الله، ثورة علمية اجتماعية اقتصادية في ما يخص المرأة في الإمارات، فهو صاحب فكرة صندوق الزواج وراعيها خلال سنوات عمله وإنجازاته ودعا إلى عمل المرأة، وإلى اعتبارها مشاركة للرجل في كل مجالات الحياة، ووقف ضد غلاء المهور، ودعا إلى تعليمها، وتوفير العناية الصحية لها وصون حقوقها، والحرص على تأهيلها فكرياً وعلمياً وثقافياً وتربوياً واجتماعياً.

إن توجه الشيخ زايد نحو المرأة وتأكيده على نيل حقوقها كاملة ينطلق من وعي إيماني إسلامي كبير، ذلك لأن الإسلام كفل لها حقوقها وكرمها، لهذا عمل على تذليل كل العقبات التي تواجه المرأة لتحتل مكانتها اللائقة، وقد دعا لكي تجسد الدولة متمثلة بمؤسساتها هذا المفهوم الإسلامي العميق.

وتشير إحصاءات التعليم إلى مستقبل دور المرأة الإماراتية في العمل حيث تحتل فتاة الإمارات أكثر من 50% من مقاعد الدراسة بكل مراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية لترتفع إلى أكثر من 60% من مقاعد الدراسة الجامعية، ومن الطبيعي أن يتم استثمار هذه الطاقات في كل مجالات العمل.

الصحة والبقاء والحياة الآمنة

وبسبب السياسات الصحية الوقائية الإيجابية وتوسيع مدى الخدمات الصحية ومتابعة الحامل أثناء الحمل وبعده، وبسبب انتشار المستشفيات والعيادات بالإمارات، لم تسجل أي حالة وفاة منذ عام 2004 في وفيات الأمهات إضافة إلى أن 99.9% من الولادات تمت بإشراف عاملين صحيين مؤهلين، وتعتبر هذه من أعلى المعدلات في العالم. وبذلك تكون دولة الإمارات قد حققت الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية والمتعلق بتحسين صحة الأم. وتعد الإمارات من الدول التي تتجه نحو تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي في التعليم الأساسي والثانوي.

 

عقيلات السلك الدبلوماسي:  عام زايد مليء بالمعاني العميقة

أشادت عقيلات السلك الدبلوماسي بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2018 «عام زايد» بمناسبة الذكرى المئوية لولادة مؤسس دولة الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وباركت الدكتورة أمينة جاد حرم سفير جمهورية مصر العربية ورئيسة المجموعة الدبلوماسية الدولية لعقيلات السفراء المعتمدين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بالأصالة عن نفسها ونيابة عن عقيلات السفراء لدى الدولة هذه المناسبة، التي تستذكر ارتباط دولة الإمارات مع كل شعوب العالم بعلاقات وثيقة نابعة يقيناً من مخزون القناعة بالمصير المشترك للعالم أجمع.

وأضافت أن هذه المناسبة تجعلنا نتوقف طويلاً ونتأمل في المعاني العميقة لهذه المبادرة المتعلق بشخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان لسماته الشخصية النبيلة المستمدة من إيمان وتدين عميق وإرث ثقافي وحضاري أصيل أبرز الأثر في ظهور أجيال من الشباب الإماراتي بشكل خاص والشباب العربي بشكل عام الذي غرست في وجدانه هذه القيم.قيم

وقالت إن هذه المبادرة السامية هي مناسبة للتذكير بقيم الراحل الكبير ومشاركة العالم أجمع بالإرث الحضاري لهذا القائد العظيم ومشاركتهم تجربته القيادية الاستثنائية التي تحفل بالإنجازات المشرفة على الصعيد المحلي والعالمي.

وقالت أمينة جاد إن مواقف سموه واضحة في إدارة العلاقات العربية العربية ومواقفه الواضحة والحازمة تجاه كل ما يتعلق بالحقوق العربية، مشيرة إلى أن الحديث عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حديث لا ينقطع، ففي كل موقف لسموه نستلهم حكمة ومعنى وقيمة صالحة لعصرنا ولشعوبنا، ولعل نهجه وإرثه الطيب الذي يحمله أبناؤه بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم هو خير ما ترك الشيخ زايد لهذه الأرض الطيبة، ولهذا الشعب الكريم.

Email