رجال أعمال إماراتيون يجسّدون رؤية القيادة في الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط

صندوق الوطن يطلق «مستقبلنا» لتأسيس شركات عالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن صندوق الوطن، المبادرة المجتمعية لمجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين، الهادفة لدعم التنمية المستدامة وتجسيد رؤية القيادة الرشيدة في الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط أمس عن إطلاق مبادرة «مستقبلنا» لتكون أول المبادرات الهادفة لدعم بناء اقتصاد معرفي مستدام للأجيال القادمة.

وتكمن أهمية هذه المبادرة الفريدة من نوعها في التركيز على تطوير تقنيات مبتكرة وغير مسبوقة تسهم في دفع جهود بناء اقتصاد معرفي مستدام، وذلك من خلال تبني الأفكار المبتكرة وغير المسبوقة، وتحويلها إلى مشاريع واقعية، من ثم مساعدتها للوصول إلى مستويات متقدمة من التنافسية العالمية في جذب الاستثمارات. كما ستركز المبادرة على إيجاد شركات إماراتية عالمية على غرار شركة جوجل، شركة تيسلا، وغيرها من الشركات.

وأكد مجلس إدارة صندوق الوطن أن المبادرة تجسد رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وتوجهات حكومتها لتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الرخاء للمجتمع، فهي تسهم في إيجاد البيئة المثالية التي يمكن من خلالها للكفاءات الوطنية تحويل أفكارهم لمشاريع تحقق عوائد إيجابية على المجتمع، وتدعم تنويع مصادر الدخل القومي وبناء اقتصاد معرفي، ونتطلع من خلال «مستقبلنا» لإيجاد شركات إماراتية عالمية كبرى، كما نسعى لتنمية القدرات المعرفية والمهارات البحثية، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمنصة عالمية لأبرز المشاريع الناشئة في العالم.

وقال محمد تاج الدين القاضي، مدير عام صندوق الوطن: مبادرة «مستقبلنا» ركيزة أساسية لتأسيس شركات عالمية من أفكار ومشاريع ناشئة مبتكرة وغير مسبوقة تشكل حلولاً للتحديات التي تواجه المجتمع في المستقبل، هذه المبادرة ستغطي جميع مراحل تأسيس الشركات وتطورها بدءاً من مرحلة توليد الأفكار مروراً بمرحلة تحويل الأفكار إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع وصولاً إلى تعزيز مكانتها الريادية والمتميزة على المستوى المحلي والإقليمي، وإرساء أسس متينة تضمن استدامة نموها وتوسعها وزيادة تنافسيتها على المستوى العالمي.

3 مراحل رئيسية

وتستهدف مبادرة «مستقبلنا» تحفيز قطاع الأبحاث التطبيقية لتوليد الأفكار، والمساهمة في زيادة براءات الاختراع في القطاعات الحيوية، بما فيها قطاع الطيران والفضاء، وقطاع المياه، وقطاع الجينوم بالشراكة مع القطاع الخاص، وضمن إطار للتمويل المشترك، كما تستهدف المساهمة في تسويق الاختراعات، وإنشاء شركات ناشئة، ونشر ثقافة الأبحاث وتفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية. وسيقوم الصندوق بنهاية العام 2017 الجاري بتوفير تمويل بقيمة 4 ملايين دولار لكل قطاع على مدى 3 سنوات.

وستركز المبادرة على استقطاب الأفكار وجذبها من خلال تنفيذ حملات إعلامية تستهدف جميع أفراد المجتمع عبر وسائل متعددة، بما فيها توصيات مقدمة من شركاء مماثلين، والمسابقات، ومن ثم سيتم اختيار الفكرة بناء على قوتها وابتكارها وتأثيرها الاجتماعي ومهارة الفريق في تنفيذها من ثم سيعمل الصندوق على تبنيها وتطويرها، وتقديم الإرشاد والتوجيه لها.

تدريب وتمكين

وتتضمن المبادرة القيام باحتضان المشاريع المتميزة، حيث سيعمل صندوق الوطن بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين على تقديم برامج مبتكرة لتسويق هذه الأفكار والمشاريع، وكمرحلة أولى سيقوم الصندوق بإطلاق برامج تسهم في تعزيز المهارات من خلال 3 مراكز ابتكار، سيتم إطلاق أولها في العام 2018. وستغطي مراكز الابتكار مختلف إمارات الدولة، كما ستوفر مساحات عمل ودعم مالي وإداري لهذه المشاريع، كما سيتم تدريب القائمين على هذه المشاريع وريادة الأعمال والتخطيط والتسويق والتصميم ومساعدتهم في طرح منتجاتهم.

كما تشتمل المبادرة على تسريع الأعمال، حيث سيقوم الصندوق بتوفير الخبرات اللازمة للمشاريع، كما سيعمل على ترويجها بالتعاون مع صندوق خليفة ضمن مبادرة «رواد القصر» التي تستهدف عرض أبرز المشاريع خلال فعالية خاصة تقام خلال شهر أكتوبر من العام الجاري. كما سيقوم الصندوق بصقل مهارات القائمين على هذه المشاريع للتغلب على التحديات الأساسية، وذلك عبر برنامج يتضمن وضع خطط لتجاوزها وتحويلها لفرص تدعم نموها. كما سيعمل الصندوق على ترويج الفرص الاستثمارية من خلال إتاحة الفرصة أمام رواد الأعمال لعرض أفكارهم على رجال أعمال ومستثمرين وموجهين وأخصائيين للحصول على آرائهم ودعمهم المادي لتسريع نمو مشاريعهم.

ومن جانبهم أكد وزراء ومسؤولون أن مبادرة «مستقبلنا» التي أعلن عنها صندوق الوطن أمس تسهم في ترسيخ ثقافة الابتكار وتدعم مسيرة الدولة لبناء اقتصاد معرفي مستدام.

وقال معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي إن أهمية مبادرة «مستقبلنا» والمبادرات الوطنية الشبيهة لها تكمن في كونها حلقة وصل تحقق هدفين هامين يتمثل الأول في أنها ترسخ ثقافة الابتكار التي تبنتها دولة الإمارات من خلال تقديم التسهيلات والمناخ الاستثماري المناسب لاحتضان الأفكار المبدعة والمتميزة مشيرا إلى أنه من خلال هذه العملية يتم تحقيق بعد إضافي يتمثل في تفعيل دور القطاع الخاص ورجال الأعمال المحليين لدعم مسيرة التطور في دولة الإمارات نحو اقتصاد مبني على المعرفة.

استقطاب

وأشار معاليه إلى أن ثاني الأهداف يتمثل في أن هذه المبادرة ونظيراتها تمثل بيئات تستقطب الكفاءات الإماراتية التي تعكف وزارة التربية والتعليم على بنائها ودعمها بما يعزز فرص تأسيس شركات إماراتية رائدة تضعنا في مقدمة خارطة المنافسة العالمية.

من جانبها قالت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب إن مساهمة القطاع الخاص ورجال الأعمال في دعم التنمية الاقتصادية في الدولة هي ركيزة أساسية من ركائز السير نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على تنويع مصادر الدخل واستثمار المواهب والكفاءات الشابة في الدولة بهدف بناء شركات تنافس في قوتها وتأثيرها كبرى شركات العالم.

من جهته، أشاد عبدالله سعيد الدرمكي الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع بهذه المبادرة النوعية التي أعلن عنها «صندوق الوطن»، مؤكداً أن مبادرة «مستقبلنا» منسجمة ومتكاملة مع أهداف ومساعي صندوق خليفة لتطوير المشاريع بشأن دعم وتعزيز الاقتصاد المعرفي وخلق كيانات اقتصادية قادرة على تحقيق قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني.

تشجيع

بدوره قال الدكتور عارف سلطان الحمادي مدير جامعة خليفة ونائب الرئيس التنفيذي بالوكالة إن الجامعة تفخر بأن تكون أحد الشركاء في مبادرة وطنية رائدة وواعدة مثل مبادرة «مستقبلنا» كجزء من مشروع «صندوق الوطن» وأكد أن تمكين الشباب المبتكرين والطموحين لتحقيق التميز في ريادة الأعمال وتحويل أفكارهم الخلاقة إلى واقع ملموس وشركات إماراتية رابحة، خطوة كبيرة نحو تشجيع شباب الوطن على المزيد من الابتكار وزيادة عدد براءات الاختراع وتحقيق ما يسعون إليه من نجاح على المستويين المهني والأكاديمي.

2020

سيقوم صندوق الوطن من خلال المبادرة بالعمل على توفير البيئة المناسبة التي تحفز الابتكار وتسهم في إطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة لإيجاد مشاريع ذات مردود إيجابي على المجتمع ومسيرة تقدم الدولة ونموها وازدهارها، وذلك من خلال دعم 20 مشروعا ابتكاريا ناشئا في القطاعات الحيوية حتى عام 2020 من خلال مراكز الابتكار التي ستتبع الصندوق، وذلك لتعزيز فرص نمو مساهمة اقتصاد المعرفة في الناتج الإجمالي.

وستركز مبادرة «مستقبلنا» على المشاريع والتقنيات غير المسبوقة في عدة قطاعات، بما فيها قطاع التعليم، وقطاع البيئة والطاقة، وقطاع الصحة، وقطاع النقل والمواصلات، بالإضافة إلى قطاع الفضاء، وقطاع التكنولوجيا.

رؤية

تجسد المبادرة المبتكرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالاستعداد لمرحلة ما بعد النفط، وسيتم تنفيذها على مراحل متكاملة وتدريجية مدروسة بدقة تؤدي في نهاية المطاف لإيجاد جيل جديد من الشركات الإماراتية ذات التنافسية العالمية التي تدعم بناء اقتصاد المستقبل واستدامة النمو على جميع المستويات، وفي مختلف القطاعات الحيوية ذات الأهمية الاستراتيجية.

Email