استجابة «الجليلة» تجدد الأمل لدى أسرة عبد الرحمن

نهاية السنة المالية، كلمة تكررت كثيراً على مسامع أبناء المريض عبد الرحمن، عندما كانوا يبحثون عن مساعدة لعلاجه من الجمعيات الخيرية، ما جعلهم يشعرون باليأس، وقرروا تعليق مهمة البحث عن سبيل ينقذ والداهم السبعيني من مرض الكلى الذي أصابه حتى بداية العام الجديد، وانتهاء عمليات الجرد التي تقوم بها أغلب المؤسسات.

أمام نوبة التفكير التي أصابتهم والحزن الذي خيم على حياتهم، لاحت لهم خيوط الأمل، بعد ما شاهدوا في وسائل الإعلام إسهامات مؤسسة الجليلة، ودورها في تقديم العلاج للمقيمين على أرض الدولة، فبدؤوا في جمع معلومات عن المؤسسة وآلية الحصول على الدعم، ولم تتوقع الأسرة أن الحصول على الموافقات والدعم الطبي لعلاج مريضها سيكون بهذه السرعة التي لم تتعدَ 3 أيام.

تقول ابنة المريض: بدأت معاناة والدي من خلل في وظائف الكلى منذ عام 2006، وكان يحتاج للعلاج بشكل أسبوعي بمبلغ مكلف جداً، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً علينا، ومما زاد الوضع تعقيداً، أن المرض فرض على والدي التخلي عن وظيفته.

حيث كان يعمل طبيباً في الإمارات لمدة 25 عاماً، ولكن بسبب ظروفه الصحية توقف عن العمل منذ عام 2009، وأصبح أسير المقعد المتحرك، وبدأ يعتمد في جزء كبير من توفير احتياجات العائلة، على ما ادخره طوال سنوات عمله، ومن ثم من الدعم المقدم الذي يصله من الجمعيات الخيرية.

وأضافت: مع تزايد نفقاته العلاجية، بدأنا البحث عن جهة تساعده مادياً، خاصة أن كثيراً من الجهات توقفت عن تقديم الدعم المادي لبعض الوقت، بسبب انتهاء السنة المالية، وبدء المراجعات الحسابية، في حين أنه لا يستطيع التوقف عن توفير أموال العلاج الأسبوعي.

وتابعت: بعد أن ضاقت بنا السبل، سخر الله لنا مؤسسة الجليلة، التي تعرفنا إلى إسهاماتها من وسائل الإعلام، لم نتردد في التواصل معهم مباشرة، على أمل رد سريع منهم، وهو ما حدث بالفعل، حيث استجاب المسؤولون عن برنامج «عاون» مع حالة والدي بشكل فوري، وتم توفير الأموال اللازمة لعلاجه لمدة ثلاثة أشهر كاملة، لافتاً إلى أن ذلك جعله وأسرته في سعادة بالغة، حيث أزاح هذا الدعم هماً كبيراً طالما أرّقهم ليل نهار.

وأشارت إلى أن ما تقوم به مؤسسة الجليلة وما شاهدته من دعم لكثير من الحالات الإنسانية، يؤكد أن هناك خططاً كبيرة لتقديم العون للمحتاجين، لكل الجنسيات المقيمة في الإمارات، وأن ذلك يعكس أن الدولة لا تتوانى عن مساعدة وإغاثة الملهوفين، وهو ما يبين القيم والأخلاق الكريمة التي تميز الشعب الإماراتي وقادته الذين يقدمون العون للمحتاجين.

مؤسسة الجليلة هي مؤسسة عالمية غير ربحية، تكرس جهودها للارتقاء بحياة الأفراد من خلال التعليم والأبحاث الطبية، ويعتبر برنامج «عاون» أحد برامج المؤسسة، والتي تعنى بتقديم الدعم الطبي للمرضى المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعاجزين عن تحمل تكاليف علاجهم، والتي تتطلب علاجات تخصصية من شأنها إحداث تحول جذري في حياتهم، وتمكينهم من استعادة صحتهم، حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.