المشاركون أكدوا أن المواطنة الحقة ثمرة العمل الجاد والمسؤولية المجتمعية

مجالس «الداخلية» توصي بتضمين المناهج القيم الإيجابية

عدد من المشاركين في مجلس الداخلية للشباب الذي عُقد بمتحف الاتحاد في دبي | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت مجالس وزارة الداخلية التي أقُيمت أول من أمس موضوع «التفاؤل والإيجابية» كمحور للنقاشات، من بين الموضوعات الثمانية المقررة هذا العام، حيث أكد المتحدثون على قيمة التفكير الإيجابي كدافع للمضي قدماً، والنظر بتفاؤل كمفهوم يعزز تحقيق المشاريع الاستراتيجية ويدعم خطط الحكومة في تحقيق رؤية الإمارات 2021.

وأوصى المشاركون بعدة توصيات منها أن تكون الإيجابية والسعادة من أساسيات الحياة اليومية، إلى جانب عمل «قافلة الإيجابية» لنشر ماهيتها والتخطيط المستقبلي، وتضمين الإيجابية والعادات والتقاليد في المناهج بأسلوب مختلف وطرق إبداعية تناسب الجيل الجديد، إضافة إلى الاستفادة القصوى من الأفكار المطروحة في كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «تأملات في السعادة والإيجابية»، مؤكدين أن المواطنة الحقة تتحقق بالعمل الجاد والمسؤولية المجتمعية.

4 محاور

وتقسم الموضوع الرئيس في المجالس على أربعة محاور فرعية تصب في إثراء النقاش حول مفهوم «التفاؤل والإيجابية»، فُخصص القسم الأول من النقاشات حول التمييز بين الأحلام والأهداف، بينما دارت نقاشات القسم الثاني تحت عنوان «أكسجين السعادة» واستعرض المشاركون تجارب واقعية من الإمارات والعالم، تبنت التفاؤل والإيجابية كمنهج حياة في القسم الثالث، فيما خُصص آخر أقسام المجلس للخروج بتوصيات واقعية تقدم لمجلس «محمد بن راشد الذكي» لاتخاذ اللازم.

وأجمع المتحدثون في المجالس على أن التفكير الإيجابي والنظر بتفاؤل بداية طريق النجاح، مع الأخذ بالأسباب والعمل على تجميع كل الطاقات لتعزيز مسيرة الدولة الحضارية، مؤكدين أن الشباب الإماراتي مؤمن بوطنه ومستعد لبذل الغالي في سبيل رفعته، وقادر على فتح آفاق تسهم في تحقيق الأهداف المنشودة، مشيرين إلى أن الإمارات زاخرة بالكوادر والطاقات الوطنية القادرة على الإبداع والابتكار.

إنجازات

وأكد المتحدثون أن الإمارات بنت مجدها من خلال إنجازات ماثلة أمام العيون تنطق بلسان قادة تجاوزوا مرحلة التمني ودخلوا مرحلة العمل والإنجاز، وتناولوا كيفية أسس الآباء المنهج الإيجابي في التفكير ليكون نهجاً لأبنائهم في المساهمة في رفعة وطنهم، وكيف طوعنا الأحلام إلى واقع ملموس بالعمل الجاد والمدروس، راسمين مستقبل الدولة بناء على أهداف مدعمة باستراتيجيات وخطط لا تعرف للمستحيل طريقاً.

وأوصت المشاركات في مجلس الداخلية النسائي في دبي واستضافته مهرة فلكناز، بقراءة الفكر الإيجابي ومفهومه لدى القيادة الحكيمة للإمارات، التي تجاوزت ما يفترض بحكومات العالم فعلاً وفكراً بسعادة الأجيال بعد عشرات العقود، مؤكدين بأنها قيادة ملهمة تسعى وتعتني بسعادة شعبها.

كما أوصت المشاركات بعمل «قافلة الإيجابية» لنشر ماهيتها والتخطيط المستقبلي وتضمين الإيجابية والعادات والتقاليد في المناهج بأسلوب مختلف وطرق إبداعية تناسب الجيل الجديد مع تخصيص دعوة يومياً لأولياء الأمور في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية.

وأكدت عدد من المتحدثين في المجلس والذي أدارته الإعلامية شيماء الشمري، أن الإمارات دولة هيأت لشبابها سبل التفكير الواقعي الإيجابي وشجعته في مبادرات تعنى بهم، ورسخت مفهوم التفاؤل في تفكير الشباب بدلاً من الإحباط والتفكير السلبي، فاستنهضت طاقات شبابها لترسم مستقبلاً أفضل قائماً على النمو والازدهار ومزيداً من النجاحات لشعبها.

وتطرقت المتحدثات إلى أن الإيجابية مهارة مثل باقي المهارات التي تكتسب بالتعلم والتطور المستمر، وتعتمد على طريقة التفكير وطريقة التصرف وكليهما قابل للتغيير والتطوير، أي أن الإيجابية ما هي إلا مزيج من طريقة تفكير الشخص وطريقة تصرفاته التي يسلكها.

إيجابية وسعادة

ونظمت وزارة الداخلية بالتعاون مع «مجلس الإمارات للشباب»، مجلساً خاصاً بالشباب وأقيم في دبي في متحف الاتحاد، المكان الذي يشهد على انطلاق دولة حققت المستحيل بحكمة قيادتها التي وفرت وسخرت الإمكانات المادية خدمة للبناء والتنمية وتحقيق السعادة لشعبها.

وأوصى المشاركون في المجلس الذي تولى إدارته الإعلامي عيسى الكعبي، الاستفادة القصوى من الأفكار المطروحة في كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «تأملات في السعادة والإيجابية» الذي يحدد بأن علاقة الإيجابية بالسعادة هي علاقة المقدمة بالنتيجة، الإيجابية هي طريقة تفكير والسعادة هي أسلوب حياة، ليس كل ما تملكه أو ما تفعله هو ما يجعلك سعيداً بل كيفية تفكيرك بذلك«، وكيف مكنت النظرة الإيجابية للأمور الإمارات من تجاوز تحديات صعبة ونوعية في مسيرة بنائها.

كما أوصوا بضرورة إعداد منهج للإيجابية واعتماده كمنهج دراسي في وزارة التربية والتعليم وإعداد منهج للتوجهات السلوكية للأفراد واستخدام التكنولوجيا في تصميم برامج إلكترونية (ألعاب) تتضمن الإيجابية محور رئيس فيه تستهدف فئة الشباب وإنتاج برامج اجتماعية للأطفال تتحدث عن الإيجابية بطريقة حوارية سهلة يستطيع الطفل تقبلها ومن ثم التطبع بها.

وتحدث العميد دكتور عادل السويدي من القيادة العامة لشرطة دبي، عن دور التفاؤل والإيجابية في تحويل الإمارات من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء، ودور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في هذا الموضوع حيث لم ييأس عندما أخبره الخبراء بصعوبة الزراعة في دولة الإمارات وذلك لطبيعتها الصحراوية، حيث أصر على الزراعة وذلك لفكره الاستشرافي الذي كان يتحلى به ونظرته المستقبلية الإيجابية بإمكانية قهر المستحيل.

أما العقيد علي خلفان المنصوري من شرطة دبي، فبين كيفية غرس الآباء المنهج الإيجابي في التفكير ليكون نهجاً لأبنائهم في إدارة وطنهم، فيما أشار المقدم عبد الرحمن شرف من برنامج خليفة لتمكين الطلاب»أقدر«إلى كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأملات في السعادة والإيجابية وتأثيرها في حياة شباب دولة الإمارات، وأهمية تدريس هذا الكتاب كمنهج معتمد في وزارة التربية والتعليم لما له من أثر في النفوس ويسهم في شحذ الهمم والتحفيز الإيجابي للشباب الذين يعتبرون طاقة التغيير في كل الشعوب.

فيما أشارت موزة علي الهاملي إلى دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان في ترسيخ السعادة كأولوية، ومساعي الحكومة المستمرة في إسعاد شعب الإمارات وذلك عن طريق استحداث أول وزيرة للسعادة والخطة الوطنية للسعادة مما يسهم في إسعاد شعب الإمارات.

وقال عدد من المتحدثين إن الإمارات دولة رسخت مفهوم التفكير الواقعي بقراءة معطيات الواقع للبناء على ذلك في صورة خطط واستراتيجيات بعيدة عن الغلو والتطرف في التفكير، وعملت مبادرات ريادية قابلة للتطبيق تتناسب مع حجم التحديات ولم تلهث وراء أي سراب.

وأكدوا أن تحقيق الأمنيات والأحلام لا يأتي إلا عبر رسم ملامح خطط استشرافية لواقعنا واقعية وأصيلة ذات أهداف سامية تفهم قواعد وتطورات العالم الحالي فتستفيد من الحداثة والتقنيات الحديثة خدمة لتطلعاتها وترسيخاً لموقعها المتقدم عالمياً.

وجرت مناقشات بناءة في المجلس الشبابي، وتناول المجتمعون عدداً من الأفكار المنتجة والمفيدة أثناء مناقشاتهم حول»التفاؤل والإيجابية" محور الحديث في مجالس وزارة الداخلية، حيث أشاروا إلى دعم القيادة الحكيمة للشباب الإماراتي والاستماع لآرائهم والأخذ بوضع أفكارهم قيد التطبيق، وشارك عدد من شباب الإمارات الذين يشغلون مناصب ومراكز قيادية مقدمين تجاربهم المتميزة في التفكير الإيجابي، وكيفية الإيمان بالذات وتعزيز القدرات الذاتية للتغلب على أية صعوبات.

فعاليات

انطلقت فعاليات المجالس الرمضانية لوزارة الداخلية في دورتها السادسة الأربعاء الماضي برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تحت عنوان «أجيال تستأنف الحضارة» وينظمها مكتب ثقافة احترام القانون بوزارة الداخلية بالتعاون مع مجلس شباب الإمارات على مستوى الدولة، ويتولى إداراتها إعلاميون محليون بالتنسيق مع إدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة للإسناد الأمني بوزارة الداخلية.

Email