"الخبر اليقين" تجابه 36 شائعة و"الإخطارات" بالمرصاد

تضم منظومة الغذاء في دبي فرقاً متكاملة وأجهزة رقابية تعمل على مدار الساعة منها «فريق الإخطارات» الذي لديه تواصل مباشر مع كافة الجهات ذات العلاقة بمواضيع الغذاء، منها الاتحادي، والخليجي، والأوروبي، والدولي، ومبادرات تعنى بالرد على استفسارات المستهلكين والتواصل مع الجماهير حول ما يثار من شائعات غذائية منها مبادرة «الخبر اليقين» التي ردت على 36 شائعة متعلقة بالأغذية خلال الشهور الستة الماضية.

«البيان» التقت خالد شريف العوضي، المدير التنفيذي لإدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، وخالد علي بن زايد، مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمجتمع في بلدية دبي، لتقف على جهود دبي في الحفاظ على صحة وسلامة الغذاء داخل الدولة وآليات التصدي للشائعات الغذائية:

حرب الشائعات

أشار خالد شريف العوضي، المدير التنفيذي لإدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، إلى أن الشائعات الغذائية تنقسم إلى نوعين، الأول يتعلق بالشركات نفسها والتنافس بينها، حيث تطلق إحدى الشركات شائعة معينة على شركة من الشركات المعروفة وذات السمعة العالية، لتضرب ربحيتها في السوق وتنافسها هي بشكل غير شريف، وهي أقل درجة في التكرار والحدوث من النوع الثاني من الشائعات الذي يقوم على الأشخاص أنفسهم.

وأوضح أن النوع الثاني من الشائعات الذي يتبناه أشخاص وأفراد يرغبون في الشهرة وزيادة عدد متابعيهم في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر نشرهم خبراً أو فيديو، محاولين وضع معلومات مغلوطة وغير مقنعة لكل متعلم وواع، بهدف جذب الانتباه لا أكثر، ودون أي مصدر حقيقي أو مرجع للمعلومة.

نظام صارم

كما أكد العوضي أن الجهات الرقابية في كل أنحاء العالم وخاصة ما يتعلق بالغذاء والمواد الاستهلاكية، لديها نظام صارم وإجراءات ولجان لضمان سلامة الغذاء والمنتجات، كونها ليست على استعداد لتخسر مصداقيتها وسمعتها أمام الجماهير حول العالم لأي سبب كان، بل هي تسعى إلى زيادة المصداقية والثقة.

منظومة متكاملة

وأضاف: دائماً ما أكرر وأقول في أغلب ردودي على شائعات الأغذية إن المنظومة الغذائية في الإمارات مرتبطة بالمنظومة الغذائية الخليجية للإنذار السريع، وكذلك مع المنظومة الأوروبية للإنذار المبكر ومع العالم أجمع، فهي منظمة عامة ومتكاملة، فنحن مرتبطون مع مجموعة متكاملة وقوية وتعي تماماً المنتجات الصادرة والواردة، وتعرف أولاً بأول ما يحدث في أي مؤسسة غذائية أو مصنع في أي مكان من أصغر مؤسسة كانت إلى الأكبر والأضخم، فكيف يمكن أن تمر عليها ما يدعيه البعض من شائعات، وخاصة كلمة «مسرطنة» التي باتت أسهل كلمة يتداولها الراغبون في انتشار شائعتهم وشعبيتهم الزائفة.

غياب الوعي

وناشد العوضي الجمهور كافة لتحري الدقة والموضوعية وأخذ الأخبار والمعلومات من مصادرها الحقيقية وعدم الانجراف خلف الأوهام، مؤكداً أنه لاحظ أن 90% من شائعات الأغذية مصدرها أشخاص وبلدان في العالم العربي وبكل أسف، ولم يجد شائعة من الغرب نظراً إلى الوعي لديهم، ولتواصلهم مع المصادر الرئيسية للمعلومة، وعدم الاعتماد على نشر شائعة ويكتفي برد فعل الجمهور وإثارة مخاوفهم.

فريق الإخطارات

كما أكد أن إدارة الأغذية في بلدية دبي خصصت فريقاً فقط للرد على تلك الشائعات لضمان عدم نشر الذعر بين الناس، يسمى فريق الإخطارات، وهذا جهد إضافي على الإدارة، إلا أنها آثرت تخصيص هذا الفريق لمتابعة كل ما يرد عن الغذاء من معلومات خاطئة لرفع الوعي لدى الجمهور، والتأكيد على أن كل ما يوجد في الإمارة هو ضمن المعايير المعتمدة عالمياً وصالح للاستخدام دون أدنى شك.

وقال: فريق الإخطارات لديه تواصل مباشر مع كافة الجهات ذات العلاقة بمواضيع الغذاء، منها الاتحادي، والخليجي، والأوروبي، والدولي، حيث يعمل الفريق على التواصل مباشرة مع تلك الجهات فور صدور أية معلومة أو شائعة عن أي نوع من أنواع الأغذية.

المؤسسات الكبرى

كما ذكر العوضي أن أكثر من يواجه الشائعات وتصدر ضده التهم غير الصحيحة هي الشركات الكبرى ذات السمعة المعروفة عالمياً، مؤكداً أنه لاحظ من خلال متابعته في هذا المجال لسنوات طويلة أن الشركات الصغرى أو غير المعروفة لا تواجه هذا السيل من التهم، فالشركات الكبرى محاربة من بعض الشركات الأقل شهرة في محاولة منها لتعريضها للخسائر وجعل الناس يبحثون عن البدائل التي توفرها الشركات الأصغر أو غير ذات الصيت المعروف بشكل جيد.

وأكد أن الفحوصات اليومية التي تصل للإدارة تزيد على 200 عينة متنوعة من المنافذ، وكل واحدة منها تحتاج على الأقل من 15 إلى 30 فحصاً مختلفاً للتأكد من سلامتها، وهو عمل ليس بالسهل أو البسيط، ويتوجب على الجمهور عدم الاستهانة بعمل هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بكل تلك الخطوات لأجل إيصال الغذاء لهم وهم متأكدون من سلامته، مشيراً إلى أن تلك الفحوصات تشمل الأغذية والمياه والعصائر والألبان وكل ما يتم تناوله.

جهة موحدة

وحول إيجاد جهة رقابية موحدة على مستوى الدولة تعنى بشؤون رقابة الأغذية أوضح خالد شريف العوضي، المدير التنفيذي لإدارة رقابة الأغذية في بلدية دبي، أن كل إمارة لديها أجهزتها الرقابية وتصب إجراءاتها تحت تشريعات جهتين اتحاديتين أساسيتين، الأولى: وزارة البيئة والتغيير المناخي، وهي المعنية بالتنسيق مع كافة الجهات الرقابية حول سلامة الأغذية، وحول سحب العينات، والتفتيش والرقابة، أما الجهة الثانية: والمختصة بالمواصفات وهي هيئة الإمارات للمواصفات، ولديها فرق عمل أعضاؤها من الأجهزة الرقابية المختلفة، والجامعات، ومختبرات الدولة، مؤكداً أن الجميع يعمل تحت مظلة واحدة لأجل سلامة وضمان الغذاء السليم.

الخبر اليقين

من جهتها قامت بلدية دبي بمبادرة «الخبر اليقين» التي ترد على كافة استفسارات الجمهور، ومن أبرزها شائعات الأغذية التي باتت تنتشر بشكل شبه يومي على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن لأي شخص كان، من الجمهور أو أصحاب المؤسسات الاستفسار ومعرفة الحقيقة كاملة من مصدرها الأساسي عبر هذه المبادرة، حيث تمكنت هذه المبادرة من الرد على 36 شائعة متعلقة بالأغذية خلال الشهور الستة الماضية.

وقال خالد علي بن زايد، مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمجتمع في بلدية دبي، إن المبادرة حققت ما هو متوقع منها من نتائج جيدة للحد من انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، خاصة مع انتشار قنوات متعددة في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضع الجمهور في شك، خاصة ما يتعلق بالأغذية والصحة.وأشار إلى أن هذه الخدمة الحيوية والمتكاملة أسهمت في تحريك المعلومات التي تصل إلى البلدية عبر عدة قنوات وخاصة قناة «وتس اب» من خلال مركز الاتصال التابع للبلدية، والذي يعمل على مدار الساعة.