مكتبته المنزلية تضم 5000 كتاب

عبدالله النعيمي.. رحّالة في بحور المعرفة

■ عبدالله النعيمي خلال توقيع روايته «قمر الرياض» في معرض أبوظبي للكتاب | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يستغني الكاتب والروائي الإماراتي عبدالله النعيمي عن مكتبته المنزلية التي تحتوي على أكثر من 5000 كتاب في شتى المجالات، أبرزها الروايات الأجنبية، والفلسفة، وعلم النفس، والتاريخ، إلى جانب كتب التنمية البشرية وتطوير الذات.

يطمح النعيمي إلى أن يوطد القارئ علاقته بشكل أكبر مع الكتاب، بحيث يصل لمرحلة السفر المعرفي، بمعنى أن يكون للقارئ شغف للتعرف إلى الدول وشعوبها وحضاراتها من خلال قراءة إنتاجاتها الأدبية، وهو ما يجعل الحضارات تتلاقى، والشعوب تتواصل.

وفي هذا السياق قال عبدالله النعيمي: «للقراءة سحر خاص لا يكتمل إلا بالاطلاع على إنتاج الشعوب الثقافي والمعرفي وحتى الفكري، وهذا ما يسمى بالتواصل الحضاري والتلاقي الشعبي».

قمر الرياض

يحرص النعيمي على استغلال معارض الكتاب في الدولة لاقتناء العديد من الكتب التي يقرأها ضمن طقس خاص يعزل نفسه عن الآخرين ليبحر بين بطون الكتب، وقد ينسى نفسه وهو يقرأ لساعات طويلة.

وتعد «قمر الرياض» تتمة لأحداث رواية عبدالله النعيمي الأولى «اسبريسو»، وفيها التقاء البطل بالبطلة، وتسليط الضوء على العلاقة بين الرجل والمرأة عموماً، وبيان أنها علاقة قائمة أساساً على عدم الفهم بين الطرفين، فهي محكومة بتقاليد المجتمع ومستوى وعيه، لذلك تمر علاقة البطل والبطلة بمشكلات تنتهي بخاتمة مأساوية.

وتأتي رواية «قمر الرياض» لاستكمال سلسلة الأحداث القائمة بين طرفي العلاقة، وكشف الغموض الكائن في شخصية كل من الرجل والمرأة.

ولم يشأ النعيمي أن يسترسل في ذكر تفاصيل روايته الجديدة «قمر الرياض» حتى لا يحرق على القارئ عنصر التشويق في معرفة الأحداث فيها، ويرى عموما أن نجاح أي رواية يتمثل في فكرتها ولغتها السردية، وقدرتها على الوصول إلى المتلقي، وتفاعله معها مرهون بمدى تذوقه لها وانسجامه مع مضمونها، فالكاتب بحاجة إلى أفكار جديدة ولغة ممتعة وأسلوب رصين.

الطبعة الرابعة لرواية «قمر الرياض» قائمة على قدم وساق، ويستعد النعيمي أيضاً لإطلاق مؤلفه الجديد، وهو عبارة عن كتاب في التنوير الفكري، يعرض فيه أكثر من 60 درساً في جوانب الحياة.

التأثير والمتعة

وقال النعيمي: أحرص جدا على عدم الكتابة وفق أنماط وتقنيات الرواية الكلاسيكية، وإنما أحدد موضوع عملي الروائي وأسير عليه ضمن خطة تشمل حجم النص، ومقدار السرد، والحوار في الرواية، وأجد تماما بأنه من أبرز معايير نجاح الرواية هي أن تصل، وتؤثر، وتمتع.

وفيما يتعلق بنسب الإقبال الأكبر على روايتيه «اسبريسو» و«البانسيون»، أكد النعيمي «أنه من الصعب أن أجزم أي الروايتين لاقت إقبالاً أكثر من الجمهور القارئ، فالإقبال يكاد يكون متساوياً، فمن الناحية النسبية البانسيون تتفوق، ومن الناحية المطلقة اسبريسو تتفوق».

نشر المعرفة

وأشاد عبدالله النعيمي بمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله- بأن يكون عام 2016 عاماً للقراءة، موضحاً أن هذا من شأنه أن يسهم بشكل كبير في نشر الثقافة والمعرفة وحب الكلمة المقروءة، وصنع أجيال قارئة ومثقفة.

وبين أن القراءة تعد بمثابة مفتاح لأبواب العلوم والمعارف المتنوعة، وتعتبر من أهم المهارات المكتسبة، والتي تحقق النجاح والمتعة لجميع أفراد المجتمع، فالشخص الذي يسعى إلى الإبداع في مجال معين يجب عليه أن يقرأ، لزيادة خبراته، وتقوية شخصيته.

يمر كل كاتب وروائي وشاعر بحالات مزاجية عدة تدفعه للكتابة، وما يدفع النعيمي للكتابة هي حاجته إلى البوح، فمتى ما شعر بالرغبة في الكلام جلس خلف لوحة المفاتيح وشرع في الكتابة، فالكتابة بالنسبة له شعور أكثر منها مهنة أو وظيفة، فحتى الكاتب المتمرس إن لم تكن لديه رغبة في البوح فلن يتمكن من كتابة سطر واحد، ولو أرغم نفسه على الكتابة سيخرج بنص رديء خال من الإبداع، وذلك وفقاً للنعيمي.

ويرى عبدالله النعيمي أن الحراك الثقافي في الدولة يعيش أفضل فتراته، وذلك بفضل الدعم السخي من القيادة الرشيدة، وظهور مؤسسات ثقافية جديدة تمتلك عناصر التطوير والابتكار، إذ نجحت في جذب الأجيال الشابة من الكُتاب والقراء، ورفدت السوق بإصدارات جديدة حققت حضورا في الساحتين الخليجية والعربية.

ولأن للمثقفين دورا هاما في إثراء هذا الحراك الثقافي يؤكد النعيمي أنه من الجميل جدا أن يناقشوا قراءهم حول ما يطرحونه، وأن يتقبلوا فكرة التبادل المعرفي معهم، فالقارئ اليوم يمتلك ذائقة أدبية رفيعة جدا، ومخزوناً معرفياً هائلاً.

Email