النخلة.. منبع الصناعات ومظلة الحرف القديمة

■ النخيل دعامة الحياة قديماً | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ قديم الزمان؛ ظلت شجرة النخيل من أهم مقومات الحياة لدى الشعوب العربية خاصة في الخليج العربي، إذ اعتمد عليها سكان المناطق الصحراوية في كل تفاصيل حياتهم، فاستخدم السكان معطيات هذه الشجرة السخية لتلبية مختلف احتياجات معيشتهم.

ومما يلخص أهمية النخلة في حياة العرب، ما ذكرته كتب التاريخ أن أحد التجار سأل أعرابياً عن أهم الثمار فقال له التمر ثم التمر، فقال له كيف هذا؟ فأجابه: لأن النخيل نستظل بسعفه ونصنع من جذوعه أسقف وأعمدة بيوتنا، ونتخذ منه ومن جريده وقوداً، ونصنع منه الأسرّة والحبال وسائر الأواني والأثاث، ونتخذ التمر طعاماً، ونعلف بنواه ماشيتنا ونصنع منه عسلاً وحلوى.

وقال حمد المرزوقي الباحث في التراث إن سكان المنطقة منذ آلاف السنين، استعانوا بشجرة النخيل في مختلف مرافق حياتهم، إذ تعددت الاستخدامات لتشمل كافة أجزاء النخلة، فالجذوع استخدمت في صناعة العوارض وهي أعمدة تستخدم لبناء المنازل القديمة التي عاش فيها الأهالي، كما استخدمت كأعمدة للخيام، وأحياناً كانت تُفلق إلى نصفين وتستخدم كحماية فوق أفلاج المياه أو الوديان الصغيرة، وقد تقطع إلى قطع صغيرة وتستعمل وقوداً أو لأسقف المساجد والمنازل، أما السعف فقد استخدمه سكان مناطق النخيل في أمور كثيرة أهمها الجريد وهو عامل أساسي لبناء العرش أو العرشان والخيام وصنعت منه أيضاً السفن الصغيرة المسماة بالشاشة والتي كانت تستخدم في صيد الأسماك.

وأضاف: كان الأثاث من بين الصناعات اليدوية التي قامت في الإمارات قديماً واعتمدت كلياً على جريد النخل، فصُنعت منها أسرّة النوم ومقاعد الجلوس والأطفال وأقفاص الطيور، ومن السعف أو الخوص صنعوا «الخصافة» وهي أكياس توضع فيها التمور والحصر السجاد والمخاريف والسراريد والمكانس والمكاب والمهاف والمزاماه التي استخدمت في حفظ اللؤلؤ والجفران وكل أثاث المنزل وأدواته. وقد صنع أهل المنطقة من الليف والخوص الحبال التي لا غنى للإنسان عنها كختم للبوش والماشية والأبقار، وكذلك للسفن.

Email