«التعليم باللعب» فكرة مألوفة في مدارس دبي

للتكبير إضغط على الصورة

طوال السنوات الماضية؛ واكبت مدارس خاصة في دبي تطورات العالم في المجال التعليمي، بتنفيذها حزمة برامج تحفيزية، منها نموذج «التعليم باللعب»، بما يضفي على الطلبة مزيداً من الإيجابية والسعادة خلال يومهم الدراسي، إذ تشير الدراسات إلى أن التفاعل اليومي مع الطلبة وتأمين الرعاية لهم علاوة على توفير بيئة آمنة، فإن ذلك ينعكس على جودة التعليم الذي يتلقاه الطلبة.

وقال الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، على هامش القمة العالمية للحكومات بعد جلسة تطرقت إلى «مستقبل التعليم باللعب»، إن الدراسات والتقارير الدولية تؤكد أن الأطفال الذين يتفاعلون اجتماعياً في محيطهم يكتسبون ثقةً أكثر في حياتهم، ويتعلمون على الدوام.

وتؤكد الدراسات والتقارير أن التعليم عن طريق اللعب له أثر إيجابي في زيادة التحصيل العلمي وإلهام الطلاب وتشجيعهم على المزيد من التعلم واكتساب المعارف بشغف، ما ينبئ بآثار إيجابية على مسيرة التعليم ربما تصل إلى تغيير مستقبل التعليم كلياً.

وفي هذا السياق؛ يقع على المعلم دور كبير للارتقاء بأسلوب التعلم باللعب، مثل إجراء دراسة للألعاب والدمى المحفزة للطالب، وخطط للاستغلال الأمثل للألعاب لخدمة أهداف تربوية تتناسب وقدرات واحتياجات الطفل، بالإضافة إلى توضيح قواعد اللعبة، ومساعدة الطالب على التمرس عليها.

علاقة جيدة

وأضاف الكرم أن العلاقة الجيدة بين الطالب ومعلمه وبين أفراد أسرته تنعكس إيجاباً على تطوير تحصيله الأكاديمي وتطوره المعرفي والنفسي، كما تعزز انتماءه للمجتمع والبيئة المحيطة به، معتبراً أن دبي تشهد نقلة نوعية في أساليب التعليم والتعلم داخل الفصول الدراسية سواء من خلال ممارسة الألعاب أو استخدام الفنون في عمليات التدريس كجزء لا يتجزأ من رؤية مفادها أن سعادة الطلبة نقطة انطلاق نحو التعلم الإيجابي واكتساب المهارات أثناء رحلتهم التعليمية.

وشهدت ملتقيات «معاً نرتقي»- الحدث التعليمي الممتد للعام الرابع على التوالي، والذي تنظمه المدارس الخاصة بواقع 6 ملتقيات سنوياً بدعم من هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، تجارب إيجابية لمدارس خاصة في هذا الحقل، إذ عرضت مدرسة الاتحاد الخاصة فرع جميرا تجربتها أمام معلمي مدارس خاصة أخرى مطلع العام الدراسي الجاري عن أهمية الربط بين العلاقات الاجتماعية والتعليمية التي تبنيها المدرسة مع الطلبة، ومن بينها «التعليم باللعب».

نتائج أفضل

وقالت فاطمة غانم المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في الهيئة، تؤكد الدراسات والتقارير الدولية أن المدارس التي حققت نتائج أفضل في ما يخص العلاقة بين الطلبة وبعضهم والبعض من جهة ومع عائلاتهم والمعلمين من جهة أخرى.

حصلت على نسب حضور أعلى من غيرها كما التزم الطلبة فيها بمواعيد الحضور والانصراف أكثر من غيرهم، ونحن نحفز مدارسنا على مواصلة جهودها في تنفيذ برامج متميزة تدمج بين التعليم واللعب بما يسهم في تحسين جودة حياة طلبتنا داخل مدارسهم ويتماشى مع الجهود المستمرة بدبي في تبني مفهوم «التعليم الإيجابي».

تجربة فعلية

وأكدت نهاد سعيد الشامسي مدير عام مدرسة الاتحاد الخاصة جميرا، أن التعلّم من خلال اللعب بالنسبة للأطفال هو أكبر تحدٍ نواجهه كمعلمين ومربيين، وعليه فإن إيجاد السبل والاستراتيجيات التي تحاكي عمر الطفل وعالمه وقدراته، هي دوماً الشغل الشاغل لكل العاملين في مدرسة الاتحاد الخاصة جميرا.

لذلك أنجزت المدرسة مشروعاً يدمج كل مفهوم ومهارة يتعلمها الطفل مع لعبة (تقليدية كانت أو عصريّة)، تجعل من التعلّم متعة لا وجود فيها للملل أو التكرار، هو التحدي الأكبر الذي عملنا جميعاً جاهدين على تحقيقه عبر السنوات الماضية وسنستمر في تطويره.

حتى التكنولوجيا سخّرناها لتكون أداة إضافية تفاعليّة تخدم الهدف الأساسي وهو «التعلّم من خلال اللعب»، وذلك بقيام معلماتنا بتنفيذ وتطوير ألعاب تفاعلية يقوم بها الطلاب مستخدمين الألواح الذكية المتوفرة في جميع الصفوف.

نمو لغوي

ومن جهته قال الخبير التربوي يوسف شراب، إن مرحلتي الروضة والحلقة الأولى أسرع نمو لغوي يمر بها الطالب تحصيلاً وتعبيراً وفهماً واستيعاباً وباستخدام التعلم عن طريق اللعب فإن الأطفال يستطيعون التعبير عن مواهبهم وأفكارهم بأساليب مختلفة منها الرسم والمعالجة اليدوية للمواد والخامات بطريقة إبداعية.

وكذلك أنشطة الفك والتركيب واستخدام المكعبات للتعبير عن خيالاته ومشاريعه فهي تزيد من فهمه بنسبه 70%، وتوسع آفاقه وتحقق المتعة والتسلية، معتبراً أن أسلوب التعلم باللعب هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية.

وعي

من جهته قال موفق القرعان نائب مدير مدرسة العالم الجديد الخاصة، إن المدارس أصبح لديها وعي كاف حول ما يمكن للطالب تقبله في ظل وجود التكنولوجيا وتأثيرها عليهم من حيث تبسيط المعلومة والأعمال من خلال تفاعلهم معها، لذلك أصبح توجه المدارس الخاصة للتعلم باللعب أكثر من السابق لاسيما أنه يساعد في ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب بشكل كبير، خاصة في الحلقة الأولى.

تحديث

وذكر أن مدرسته تدخل التعلم باللعب في عدة مواد منها الرياضيات واللغتين العربية والانجليزية والتربية الإسلامية، حيث تم تنفيذ العديد من الحصص في صفوف الأول حتى الخامس شملت إدخال الدمى والسيارات والقطارات وأشكال الحيوانات وألعاب الذكاء مثل الفوازير والكلمات المتقاطعة، واستخدام الألوان والحواس وأحجار النرد، ولعبة صيد الأسماك ولعبة الدومينو.

وقال عبد العزيز السبهان صاحب مدارس خاصة بدبي، إن التعلم باللعب أداة فعالة في تفريد التعلم وتنظيمه لمواجهة الفروق الفردية وتعليم الأطفال وفقاً لإمكاناتهم وقدراتهم، بالإضافة إلى أن اللعب يعتبر طريقة علاجية يلجأ إليها المربون لمساعدتهم في حل بعض المشكلات التي يعاني منها بعض الأطفال، كما تعمل الألعاب على تنشيط القدرات العقلية وتحسن الموهبة الإبداعية لدى الأطفال.

نموذج

نفذّت مدرسة جيمس ولينتغتون الخاصة فرع واحة دبي للسيليكون، نماذج عملية تتضمن طرقاً مبتكرة لتحسين منهاج الطفولة المبكرة في بيئات تعليمية مختلفة ومتنوعة، ومن المقرر عرض تجربتها أمام المدارس الخاصة الأخرى خلال فعاليات «معاً نرتقي بالطفولة المبكرة» نهاية الجاري.