أكبر مشروع عربي لربط الأجيال بالكتاب

«تحدي القراءة».. نحو جيل مسكون بشغف المعرفة

■ إطلاق مبادرة تحدي القراءة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

انطلقت مبادرة تحدي القراءة العربي في عام 2015م، لتصبح أكبر مشروع عربي يشجع الطلاب على الاطلاع، من خلال التزام مليون طالب بقراءة خمسين مليون كتاب خلال عامهم الدراسي، بواقع خمسين كتاباً لكل طالب.

الفكرة هي إحدى المبادرات المهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهي تهدف إلى جعل القراءة عادة ثابتة طول الحياة لأفراد المجتمع العربي وذلك عبر نظام متكامل حدده المشروع من أجل متابعة الطلاب طيلة العام الأكاديمي بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأسر والمشرفين.

شغف المعرفة

تبلغ القيمة الإجمالية للحوافز 3 ملايين دولار (حوالي 11 مليون درهم)، ويشتمل التحدي أيضاً على تصفيات على مستوى الأقطار العربية وتكريم لأفضل المدارس والمشرفين وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة إطلاق المبادرة «العالم العربي اليوم يمر بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة. نحن من أقل المناطق في العالم من حيث القراءة.. ونتائج ذلك التأخر المعرفي نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا. وهذا التحدي اليوم هو خطوة أولى نتمنى أن يكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل».

وأضاف سموه «القراءة هي مفتاح المعرفة.. والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية، وتعزيز الانفتاح المعرفي والثقافي يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا، حيث إن تحدي الخمسين مليون كتاب هو خطوة أولى ستتبعها خطوات.. ومبادرة ستلحقها مبادرات والهدف صنع جيل جديد وأمل جديد وواقع أفضل للجميع بإذن الله، ونحن اليوم نضع هذا التحدي أمام الميدان التعليمي العربي وأمام الآباء والأمهات العرب وأمام الأطفال والشباب العرب وكلنا ثقة وإيمان بقدرتهم على تحقيق الهدف».

نقطة الانطلاق

مدرسة البحث العلمي بدبي هي المقر الرئيسي للتحدي حيث زارها سموه أول مرة وقرأ على مجموعة من الطلاب كتاباً وضعه بنفسه للأطفال بعنوان «القائدان البطلان» يتحدث من خلاله عن المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ورحلتهما في تحقيق حلمهما المتعلق ببناء دولة ينعم فيها الأطفال والأسر بالحياة السعيدة والكريمة.

حجم الخلل

تتحدث بعض التقارير والدراسات عن خلل كبير في معدلات القراءة في العالم العربي، حيث يبلغ معدل قراءة الطفل العربي 6 دقائق في العام مقارنة بـ 12 ألف دقيقة في الغرب حسب تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، كما يبلغ معدل القراءة للفرد العربي ربع صفحة سنوياً مقارنة مع 11 كتاباً في أميركا و7 كتب في بريطانيا حسب دراسة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.

ورشات عمل

وعن مدى انتشار المبادرة منذ انطلاقتها قالت نجلاء الشامسي أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي «للبيان»: وصل مشروع التحدي عبر الانتشار والتوسع الأفقي جغرافياً إلى جميع الدول العربية التي يتسنى فيها تطبيق المشروع بالآلية المعتمدة، وقد لاقى المشروع قبولاً من قبل وزراء التربية والتعليم في الدول العربية، هذا وقد قمنا بعقد ورشات عمل تدريبية للمنسقين المعينين من قبل وزارات التربية و التعليم في كل دولة. وحقق المشروع توسعاً عبر الجاليات العربية في الدول الأجنبية.

وعن الدول المشاركة بالمشروع قالت: جميع الدول العربية يتسنى لها تطبيق المشروع وتشمل: (الإمارات العربية المتحدة – الكويت – قطر- البحرين – سلطنة عُمان- المملكة العربية السعودية – الأردن – فلسطين – لبنان – مصر- السودان- موريتانيا – جزر القمر – تونس - الجزائر- المغرب)، بالإضافة الى الجاليات العربية في كل من ماليزيا – بريطانيا – الصين –الهند – الدنمارك – أندونيسيا.

10 % من الطلبة

وأوضحت نجلاء الشامسي أن المشروع يستهدف في سنته الأولى 10% من طلبة المدارس في الوطن العربي، وتم تحقيق نسبة كبيرة من هذا الهدف في العديد من الدول العربية المشاركة ونسعى لأكثر من ذلك في الوقت القادم، علما بأن الاشتراك يستمر حتى نهاية العام الدراسي.

وقالت الشامسي في وقت سابق: إن المشروع يستهدف الطلاب في الوطن العربي وأبناء الجاليات العربية في العالم من الصف الأول وحتى الثاني عشر وجعل القراءة عادة متأصلة في حياتهم لتعزيز قيم التنوع الفكري والثقافي لديهم، ويسعى إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير وتعزيز الحس الوطني والعروبي والشعور بالانتماء إلى الأمة العربية الواحدة، وأكدت أن المشروع كفيل بأن يسهم في تحسين الترتيب العالمي للطلبة العرب في مجال القراءة.

الغاية من التحدي

يهدف تحدي القراءة العربي إلى تنمية حب القراءة لدى جيل الأطفال والشباب في العالم العربي، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهم تعزز ملكة الفضول وشغف المعرفة لديهم، وتوسع مداركهم. كما إن القراءة تؤدي إلى تنمية مهارات الطلاب في التفكير التحليلي والنقد والتعبير، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح الفكري والثقافي لديهم من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة في نطاقات ثقافية متعددة.

كما يهدف التحدي إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي للمساهمة في تحقيق هذه الغاية وتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حب القراءة في الأجيال الجديدة.

Email