سلطان القاسمي خلال إعلان الشارقة أول مدينة صديقة للطفل بحضور أحمد القاسمي وبدور القاسمي ومريم الرومي وعبدالرحمن العويس | وام

سلطان القاسمي يعلن الشارقة أول مدينة صديقة للطفل

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس أن الشارقة إمارة صديقة للطفل، وبذلك تكون الشارقة أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم بعد اعتمادها 4 مبادرات تطبق للمرة الأولى عالمياً.

وجاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم للإعلان عن نتائج حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل في قاعة الجواهر للمؤتمرات والمناسبات بالشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ومعالي مريم بنت محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة ورؤساء ومدراء الدوائر والهيئات الحكومية بالشارقة، والأستاذ عصام علي أخصائي سياسات اجتماعية في مكتب اليونيسف لدول الخليج.

الطريق الصحيح

وبهذه المناسبة ألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة جاء فيها «أبناءنا وبناتنا وأطفالنا نحن اليوم سعداء، وهذه السعادة تتمثل بأننا وضعنا أرجلنا على الطريق الصحيح، ومن هنا يكون الانطلاق إلى تكوين مجتمع صالح صحي طموح يعمل بالعقل والفكر والإيمان، وإن دعمنا للأطفال لن يتوقف وسيستمر ليشمل الأم الوالد وللأب المولود له، سنعمل في كل النواحي لنحقق ذلك».

وأضاف سموه «عندما نفقد فرداً من هذا المجتمع حيث يتوفاه الله سبحانه وتعالى نسارع إلى الصلاة عليه ومن ثم نتبعه إلى حيث نواريه التراب ونتقبل العزاء ونعزي أهله، كل تلك الخطوات فيها ثواب من رب العالمين، فما بالكم بدلاً من أن قد فقدنا عنصراً أو فرداً من هذا المجتمع قد حبانا الله بفرد قادم خلقه الله لنا ووصل إلى هذا المجتمع هذا الطفل القادم ماذا عملنا له، فبقدر ما كان هناك حزننا يجب أن يكون هنا فرحنا، وبمقدار ما كان هناك سؤال عن أهل المتوفى ومن ترك خلفه يكون سؤالنا نحن هنا كذلك عن الأم التي أنجبت وعن الأب الذي سيرعى».

اعتزاز

وتابع سموه «سيكون هناك برنامج خاص تعتز الشارقة به وهو الاحتفال بكل مولود في إمارة الشارقة احتفالاً وكأننا نستقبل يوم عيد لنا ويكون ذلك بالرعاية ليست فقط للطفل المولود وإنما للأم الوالد والأب المولود له ستكون لهم عناية من كل النواحي الاجتماعية والصحية وبذلك نكون قد حققنا خطوة جديدة نمشي بها على مدى الأزمان لكل مولود، وسيعمل هذا البرنامج على رعاية كل مولود جديد يقدم إلينا في إمارة الشارقة فشكراً لكل أم ستنجب لنا طفلاً صالحاً ولكل أب يرعى ويربي لنخلق معاً مجتمعاً صالحاً عاقلاً يهدف إلى إعمار الأرض وليس لفسادها، ونتمنى من كل أم أن ترعى هذه الكلمات وأن تعي في فترة حملها أن هناك أمانة لديها في أحشائها لا تؤذيها حتى تسلمها إلينا سالمة ونحن هنا نرعاها، ونحيي كل أم تلد لنا طفلاً صحيحاً نافعاً، تحية من القلب لكي يا ابنتي ويا أختي يا من سترعين الجيل القادم».

فعاليات

وتم خلال الحفل عرض فيلم قصير تضمن مسيرة حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل منذ انطلاقها في عام 2011، والإنجازات التي حققتها على مدار الأعوام الأربعة الماضية، بالإضافة إلى المبادرات والفعاليات التي نظمتها للوصول إلى هدفها المنشود، بأن تكون الشارقة مدينة صديقة للطفل، ونموذجاً يحتذى به في المنطقة، من أجل مستقبل صحي للأجيال القادمة.

كما تم الإعلان رسمياً أن الشارقة تضم الآن 140 جهة ومؤسسة ومرفقاً صديقاً للطفل، حيث ارتفع عدد المؤسسات الصديقة للأم من صفر قبل الحملة لتصل إلى 82 مؤسسة مع نهايتها، واستطاعت الحملة توفير 18 مكاناً عاماً صديقاً للأم والطفل، كما ارتفع عدد الحضانات الصديقة للطفل من صفر قبل الحملة إلى 28 حضانة بعد الحملة، وازدادت المرافق الصحية الصديقة للطفل من اثنين قبل الحملة إلى 12 مرفقاً بعد انتهاء الحملة.

نسب

واستعرض الفيلم النتائج التي حققتها الحملة فيما يتعلق بنسب الرضاعة الطبيعية في الإمارة، حيث ارتفعت نسبة الرضاعة الطبيعية من 18% قبل بدء الحملة لتصبح 40% في الوقت الحالي، لتقترب الشارقة من الهدف العالمي المتمثل بالوصول إلى 60% بحلول 2021، كما انخفضت نسبة الرضاعة الصناعية من 67% قبل الحملة لتصل إلى 36% في نهاية العام الحالي.

وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة خلال الحفل بالتقاط صورة تذكارية تكريماً للجهات والهيئات والمؤسسات التي تم اعتمادها من قبل الحملة كجهات صديقة للطفل في إمارة الشارقة، التي انطلقت تحت شعار «بداية صحيحة لمستقبل أفضل» وذلك بهدف تأسيس حياة صحية من خلال توفير بيئة داعمة ومساندة للأمهات للبدء والاستمرار بالرضاعة الطبيعية في مختلف المرافق العامة بالإمارة، وشمل التكريم 140 جهة حكومية وخاصة.

فخر

وأعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، خلال كلمتها عن سعادتها وفخرها بانتمائها لدولة وإمارة تهتم ببناء الإنسان وقالت «سعيدة وفخورة وأنا أقف اليوم أمام هذا الحشد الكريم، كامرأة إماراتية وكأم لثلاثة أطفال مهتمة كأي أم في هذا العالم بصحة ونجاح ومستقبل أبنائها، وأيضاً كامرأة عربية طموحة للمشاركة والمساهمة في تطور وتقدم مجتمعي، فسعادتي وفخري اليوم أنني أنتمي لإمارة ودولة تهتم ببناء الإنسان، وتعمل لأجل ذلك، وننجح معاً في وطننا للوصول إلى ما نهتم ونسعى لأجله».

وأضافت «الاستثمار في بناء الإنسان يتطلب منا الاستثمار في البناء الصحي له، كما هو الحال بالبناء العقلي والفكري، ولا يخفى على أحد أن مستقبل أي أمة يبدأ من أطفالها، ولا يمكن لأحد أن يعتني ويهتم بالأطفال ويرعاهم كأمهاتهم، حيث إن مستقبلنا لدى أطفالنا، وأطفالنا في رعاية أمهاتهم». وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن حكومة الشارقة سنت بعض التشريعات لتحقيق مبدأ التوازن، فأصبحت المرأة تحصل على 3 أشهر إجازة أمومة، إضافة إلى شهر واحد وهو إجازتها السنوية، وقد شجع هذا التغيير الكثير من النساء على الالتحاق بالعمل الحكومي والنجاح في عملهن.

تحديات

وتحدثت رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل في كلمتها عن التحديات التي تواجه الأم العاملة وقالت «أتفهم التحديات التي يمكن أن تواجهها المرأة التي تريد تحقيق التوازن بين دورها الطبيعي كأم وبين طموحها المهني، إن هذا التوازن لا يخلو من التحديات النفسية والاجتماعية ويتطلب تضحيات وقرارات صعبة لأن بيئة العمل أحياناً لا تكون مهيأة لكي تقوم المرأة العاملة بالدورين في نفس الوقت، لذا فإننا نضع المرأة أمام خيارات مستحيلة، وإن التوفيق بين دور المرأة الطبيعي كأم وبين عملها وطموحها في المجتمع يبدأ من التمكين الفعلي للمرأة بتوفير بيئة عمل ملائمة لدورها الطبيعي في الإنجاب والرعاية تحقيقاً لمبدأ التوازن بين عمل المرأة وواجباتها الأسرية».

مبادرة

وشكرت في نهاية كلمتها فريق عمل الحملة، وكل من ساهم في دعم الحملة خلال تنفيذها، كما تقدمت بالشكر إلى معالي مريم خلفان الرومي، وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الصحة، على تعاونهم الوثيق، وتشجيعهم المتواصلِ للحملة، وأكدت أن اختتام الحملةِ لا يعني التوقف عن تطبيق معايير صديقة للطفل والأم في كافة المؤسسات العامة والخاصة، بل يشجع على إكمال المشوارِ في تحقيق أهداف الحملة، داعية ممثلي القطاع العام والخاص، إلى المبادرة في تطبيق معايير الحملة للمساهمة في إنجاح تجربة الشارقة التي تعد الأولى من نوعها في العالم.

تتويج

وقالت معالي مريم محمد خلفان الرومي، وزيرة الشؤون الاجتماعية خلال كلمتها «يسعدني أن أشارك معكم الاحتفال بهذا الإنجاز العظيم لإمارة الشارقة التي أصبحت بفضل من الله وبجهود قيادتها الرشيدة، إمارة صديقة للطفل، مضيفة بذلك إلى إنجازاتها الكبيرة نقطة مضيئة جديدة، لتصبح المدينة الأولى في الشرق الأوسط التي تتوج بهذا اللقب المشرف وتحظى بهذه المكانة المميزة».

وأضافت «اعتمدت إمارة الشارقة استراتيجية تنموية شاملة، آخذة بعين الاعتبار كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والترفيهية، ولكل الفئات، حيث لم تستثن أحداً من فئات المجتمع، ويأتي الأطفال على رأس قائمة الأولويات في هذه الاستراتيجية، وإن الشارقة تستكمل مسيرتها التنموية بهذا الإنجاز الرامي لتجسيد مفهوم إمارة صديقة للطفل إلى واقع ملموس من خلال بناء منظومة متكاملة من البرامج والخدمات المتوافقة مع المعايير العالمية، لضمان توفير بيئة آمنة وصديقة للطفل».

عبدالرحمن العويس: البداية السليمة بطفولة سليمة

شكر معالي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة، خلال كلمته بالحفل صاحب السمو حاكم الشارقة والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وجميع من شارك وتعاون في إنجاح الحملة للوصول إلى هذه النتائج التي حققتها الشارقة، وقال إنه من الصعوبة أن يقف اليوم للتحدث عن الطفولة والشارقة، فكلاهما يسكن قلبه ووجدانه، فالشارقة عرفت بالإمارة الباسمة، شأنها شأن الطفولة فيها، محبة للطفل وللأم أيضاً.

وأضاف العويس «لطالما كانت الشارقة مدينة محبة للطفولة بفضل قائد نهضتها، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وخير مثال على الإمارة الباسمة، كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة «سرد الذات» الذي روى قصة شاب تربى تربية سليمة على المبادئ الوطنية والقومية الوحدوية، ومن هنا فإن الأساس هو البداية الصحية والتربية السليمة، ولا بداية سليمة بلا طفولة سليمة.

فريق

وأكد أن جميع العاملين في الحملة التي انطلقت تحت شعار بداية صحيحة لمستقبل أفضل، كانوا يعملون مع بعضهم البعض كفريق واحد، حيث كان لدور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الكبير سبباً رئيسياً لإنجاح هذه الحملة، لنقف اليوم جميعاً مهنئين الشارقة على هذا الإنجاز العظيم الذي حصدته، لتزداد الإمارة تألقاً ومحبة.

وتطرق في نهاية كلمته إلى الهدية المميزة التي قدمها صاحب السمو حاكم الشارقة للأطفال والطلبة بالمدارس في عام 1976، لتأمين الرعاية الصحية لهم، وقال أنتهز الفرصة في هذا اليوم لشكر سموكم على هذه الهدية التي مر عليها قرابة 38 عاماً.

الأكثر مشاركة