أعدّ لزملاء الجامعة دجاجة غير مطبوخة وقدّم لزوجته وجبة لذيذة

سنجل دكتور بشهادة من ضاحي خلفان

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل المرحلة الجامعية نقطة تحول مهمة وأساسية في حياة الطلبة؛ حيث ينتقلون فيها من سن الصبا والمراهقة إلى مرحلة البلوغ والرشد من حيث التركيب الفسيولوجي الذي ينبغي أن يكون متزامناً ومتوازياً مع التركيب النفسي؛ وبالتالي لابد أن تكون تصرفات الطلبة ونوعية السلوكيات التي يقومون بها متوافقة مع الدور الجديد الذي يؤدونه في سلم الحياة.

حين يدخل الطلبة أبواب الجامعة للمرة الأولى قد ينتابهم شعور غريب مفعم بالأمل والتفاؤل والتساؤل وحب الاستطلاع؛ وهم يتنقلون بن أروقة هذه المؤسسة التي لطالما حلموا بها وانتظروها طويلاً، وبذلوا الجهود الكبيرة والمضنية أثناء المدرسة وفي المرحلة الثانوية؛ لكي يحصلوا على الشهادة التي تؤهلهم للقبول فيها.

الكلية الملكية

الشعور نفسه راود العميد الدكتور علي حسن سنجل مدير مركز شرطة دبي الصحي، حين التحق بالكلية الملكية للجراحين والباطنية في إيرلندا، عام 1989، قبل أن يتوجه للتخصص في جامعة ويلز، حيث ابتعث للدراسة بالخارج في ثلاثة بلدان؛ اختار منها إيرلندا التي كانت تشتهر بمجال الطب آنذاك.

«سأصبح مديركم يوماً ما»، عبارة رددها العميد علي سنجل منذ أن كان في الصف الخامس الابتدائي على مسامع من حوله أثناء تدريبه في عيادة شرطة دبي؛ التي ألحقه بها والده الذي كان يعمل في القيادة العامة لشرطة دبي آنذاك.

حيث كان يلقبه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي؛ بـ«الدكتور علي حسن سنجل»، على سبيل التشجيع، متنبئاً له مستقبلاً باهراً؛ وما كان من سنجل إلا أن اتخذ هذا النهج هدفاً، وأصر على تحقيقه، فكان أول موظف في شرطة دبي يُبتعث لدراسة الطب في الخارج، قبل أن يحصل على شهادة الإعلام الطبي.

قرار الابتعاث

وقال الدكتور علي: بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة، قدمت طلباً للالتحاق بشرطة دبي، وبالفعل تم قبولي، لكن أحلامي لم تتوقف عند هذا الحد، فكنت أطمح إلى الابتعاث إلى الخارج لدراسة الطب، ولكنّ أنظمة وقوانين الشرطة لم تسمح بذلك، أما أنا فلم أفقد الأمل وذهبت إلى معالي الفريق ضاحي خلفان طالباً مساعدته، فوجّه بابتعاثي على نفقة الشرطة، لأكون أول موظف في شرطة دبي يبتعث لدراسة الطب.

دراسات عليا

لم تقف طموحاته عند هذا الحد في النهل من العلم؛ بل طمح للمزيد، وعزم على استكمال مشواره الأكاديمي.

أضاف: بعد حصولي على شهادة البكالوريوس عدت للعمل في شرطة دبي، ووجدت في نفسي أنني لا أزال أرغب في استكمال الدراسة، فتوجهت مرة أخرى إلى الجهة المسؤولة عن الابتعاث للخارج طالباً استكمال الدراسات العليا، ومرة أخرى وجه معالي الفريق ضاحي بابتعاثي لنيل الماجستير والدكتوراه من المملكة المتحدة، فحصلن على دبلوم وماجستير ودكتوراه في علوم الأمراض الجلدية والليزر، مشيراً إلى أن الفريق ضاحي خلفان هو من صنع مستقبله المهني، فضلاً عن دعم والده وجدته الكبير.

مقالب وطرائف

رغم الجمود الذي يحيط بدراسة تخصص الطب؛ إلا أن الدكتور سنجل كان يخفف من محيطه الصلب بروح المرح التي عرف بها وسط أصدقائه بعد أن كان يتعمد افتعال العديد من المقالب المضحكة معهم، مثل الاتصال لطلب سيارة أجرة أو طلب «بيتزا» بأسماء أصدقائه الذين يفاجأون بهذه الطلبيات وينكرون أنهم قاموا بطلبها وهو يجلس بعيداً محاولا كتم ضحكاته.

وفي إحدى المرات قرر أن يعزم زملاءه في الجامعة إلى غداء أعدّه لهم بنفسه لتناوله في الخارج، وكانت تلك أولى تجربته مع الطبخ، فبعد إخراج الدجاجة من «الفريزر» وضعها كما هي في المقلاية، دون إزالة الثلج أو حتى غسلها على الأقل، فكانت الصدمة مؤلمة ومنفرة من الذين عشّموا أنفسهم بأكلة شهية إماراتية في بلاد الغربة، حين وجدوا الدجاجة من الخارج مقلية ومن الداخل مجمدة.

ومن ضمن المواقف الطريفة التي عاشها الدكتور علي سنجل أثناء فترة الدراسة في الخارج؛ حين غرس ذووه في نفسه، وزرعوا في ذهنه، كمّ الخوف من مرض «الإيدز» لدرجة أنه كان يخشى حتى مجرد لمس الأشخاص هناك ظناً منه أن المرض ينتقل بالملامسة.

15 عاماً

وأشار العميد علي إلى أن الاغتراب عن الوطن في بداية الابتعاث كان مؤلماً، إذ إن اختلاف العادات والتقاليد واللغة جعله يشعر بالغربة طوال فترة الدراسة التي استغرقت قرابة 15 عاماً، لم يخفف من حدتها سوى تصميمه على الزواج في السنة الثانية من الدراسة الجامعية، ليستقل في مسكن آخر بعد أن كانت تستضيفه إحدى الأسر الإيرلندية.

وجبة للزوجة

وأوضح أنه أصطحب زوجته معه إلى الخارج بعد أن هيأها نفسياً لتحمل مشاق الغربة، ويذكر أنه بعد قدوم ابنه الأول، حيث كان قد تعلم الطبخ وأجاده فصنع لزوجته طعاماً شهياً، لدرجة أن صديقات زوجته طلبن منها الحصول على الوصفة لأنها كانت وجبة لذيذة جداً على حد تعبيرهن.

 حياة الدكتور علي في الغربة لم تكن كلها دراسة، إذ إنه حرص على الاستمتاع بكافة جوانب الحياة، وممارسة بعض الهوايات مثل كرة القدم والبولينغ والقيام بالرحلات، فضلاً عن القراءة والاطلاع، ووسط كل ذلك لم يتوقف عن الحلم ورسم مسيرة حياته التي لا يزال يخطط ويطمح إلى المزيد من النجاحات والتقدم فيها.

Email