التميز والذكاء العاطفي يرفعان قيمة الأداء المهني
يعتبر التميز العاطفي في السنوات الأخيرة مُتغيراً مهماً لنجاح المؤسسات، لأن قادة المؤسسات بحاجة للتحكم في مختلف الضغوطات، من خلال تمكنهم من فهم عواطفهم، وعواطف الآخرين وحسن إدارتها، وذلك يجعل الجوانب الإيجابية في العاطفة استثماراً ناتجه الأداء العالي؛ لاسيما أن التمتع بمهارات الذكاء العاطفي يمتص الطاقة السلبية للعاطفة ويحولها إلى علاقات إيجابية مفعمة بالثقة والانسجام، ويوفر المناخ الإيجابي للعمل.
في هذا السياق؛ تطرقت الدكتورة حياة حسن غانم الحوسني، الخبيرة في التنمية البشرية والإعلام، إلى وجود دراسات أثبتت أن الذين يعانون من اضطرابات عاطفية قد يكونون في مستويات ذكاء عالية، إلا أنهم لا يستطيعون التفاعل مع الآخرين ولا يفهمون مشاعرهم وكيفية التنقل بها وبين إدارة الأزمات التي يمرون بها.
وتحديداً المناصب القيادية التي تتطلب تفاعلاً مع عدد كبير من العلاقات، كما أثبتت الدراسات أن أصحاب المستويات المرتفعة من التميز والذكاء العاطفي في العمل يتسمون بأداء أفضل من نظرائهم من أصحاب الذكاء العاطفي المتدني.
وركزت الدكتورة الحوسني على أهم عنصر من عناصر نجاح الموظف في العمل، وهو إدراكه لكيفية تقدير وفهم الآخرين وذلك من خلال: الثقة، الابتسامة، ضبط الذات، والقدرة على التواصل والتعاون الإيجابي. ولكي يصبح الموظف متميزاً عاطفياً في عمله لابد أن يكون لديه وعي ذاتي والقدرة على توجيه شعوره ودوافعه نحو التفكير قبل التصرف واتخاذ الأحكام وصولاً للنزاهة والقابلية للتغيير.
كما أن للابتسامة الوظيفية والتعاطف دوراً هاماً في فهم السجايا العاطفية للموظفين والمهارة في التعامل معهم، بما يناسب انفعالاتهم العاطفية؛ ليصبح قادراً على بناء شبكات العلاقات الاجتماعية واستمراريتها.
كل ذلك يساعد القائد على تطوير موظفيه والاحتفاظ بمختلف علاقاته ويجعله قادراً على حل المشكلات بطرق إبداعية جديدة ومبتكرة. لذا يتعين على القائد أن يسمع بالأذن الثالثة، وأن يعي مشاعر موظفيه ويعرف كيف يتعامل معها ويقدرها، فالعديد من المديرين يفشلون لأنهم لا يجيدون إقامة العلاقات.
والقائد الذكي عاطفياً دائماً يحيط نفسه بموظفين موهوبين، كما أن إدارته غير المركزية تفتح المجال لموظفيه الموهوبين بالتعبير عن أفكارهم بطريقتهم الخاصة. في المقابل، فإن القائد التحليلي (الذي لا يتمتع بذكاء عاطفي) يميل إلى القيادة المركزية، خاصة في صناعة القرار، بل ويحدد طريقة معينة لأداء العمل.
