يتراوح حجم الأورام الليفية من حبة عدس إلى جنين مكتمل

أورام الرحم.. كابوس عتبة الأربعين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الأورام الليفية الرحمية الحميدة واحدة من أكثر الأورام حدوثاً في الرحم والحوض لدى المرأة أثناء فترة النشاط التناسلي، وعادة ما تنمو الأورام في جدار الرحم فقط، ولا تنتشر في باقي أجزاء الجسم، كما تصيب هذه الأورام حوالي 20% من النساء في سنّ الإنجاب، غير أنها قليلة لدى النساء تحت سنّ 30، وكثيراً ما تظهر بعد سن الأربعين.

أحجام مختلفة

وكما قال الدكتور موسى الكردي أستاذ واستشاري جراحة الأورام النسائية والخصوبة، فإنه قد تظهر مجموعة من الأورام الليفية في أماكن مختلفة من جدار الرحم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة ومتنوعة لدى السيدة المصابة وفقاً لمكان وحجم الورم، ويتراوح حجم هذه الأورام من بضع مليمترات (مثل حبة عدس) إلى أحجام كبيرة جداً تصل الى 30-40 سم أو أكثر، وهو ما يقارب حجم جنين مكتمل النمو في بعض الأحيان.

أسباب الإصابة

وأضاف أنه لا يعرف سبب محدد للإصابة بالمرض حتى الآن، أو ما الذي يسبب الأورام، ولكن يبدو أن التغيير في مستويات هرمون الاستروجين يلعب دوراً في نموها، عندما تكون مستويات هرمون الاستروجين مرتفعة بسبب الحمل أو حبوب منع الحمل على سبيل المثال، فيزداد معدل نمو الورم الليفي.

الأعراض

وذكر أن هناك بعض الأعراض التي لوحظت، وتشمل وجود دورة طمث شهرية مؤلمة أو شديدة النزيف ومستمرة لفترة طويلة، كما تظهر أعراض تبول متكرر وشعور بالانزعاج من التبول بسبب الضغط على المثانة، إضافة إلى شعور بالامتلاء أو الضغط في أسفل البطن، وآلام في الحوض والظهر، وإمساك، وعقم أو حدوث إجهاض.

التشخيص

وقال الكردي إن التشخيص يتم عن طريق الفحص الداخلي الروتيني حيث تكتشف معظم أورام الرحم الليفية، ويلاحظ وجود كتل في الرحم أو أن حجم الرحم كبير وغير منتظم.

كما يمكن بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية تمييز الأورام الليفية من تكيسات المبيض والخراجات والأورام وغيرها من الكتل التي تظهر في منطقة الحوض، أو عن طريق تنظير جوف الرحم، بحيث إذا نمت الأورام الليفية على البطانة الداخلية للرحم أو داخل تجويف الرحم، يمكن مشاهدتها أيضاً باستخدام منظار الرحم.

العلاج

وأكد الدكتور موسى الكردي أنه لا تحتاج معظم الأورام الليفية للعلاج إلا إذا كانت الأعراض مزعجة وتسبب المشاكل، وهذا يعتمد على مدى غزارة دم الطمث وحدوث فقر دم، وسرعة نمو الأورام الليفية، وعمر المريضة.

أما إذا لزم العلاج فهناك عدة خيارات مثل إزالة أو استئصال بطانة الرحم، أو بعملية التحلل الكهربائي للورم الليفي (الكيّ الكهربائي)، أو باستئصال جراحي للورم الليفي، واستئصال الورم الليفي بجراحة المنظار، أوباستئصال الرحم، أو عن طريق سدّ الشريان الرحمي المغذي للورم.

أدلة قوية

وأبان أن هناك أدلة قوية تربط بين الأورام الليفية وانخفاض الخصوبة أو العقم، وقد تم ربطها مع زيادة خطر التعرض للإجهاض في المرحلتين الأولى والثانية من الحمل، وزيادة احتمال الولادة المبكرة، كما تم ربط الأورام الليفية أيضاً مع انخفاض معدل نجاح علاجات الخصوبة.

ولفت إلى أنه للأسف، لا توجد طريقة معروفة لمنع الأورام الليفية من النمو أو تكرار الإصابة بها، لكن لا توجد أورام ليفية حميدة غير قابلة للاستئصال بتنظير جوف الرحم أو جوف البطن ودون الحاجة لاستئصال الرحم.

استئصال الرحم

أكد الدكتور الكردي أنه إذا استمر الألم أو النزيف أو ازدادا سوءاً أثناء الدورة الشهرية بسبب الأورام الليفية، فيجب مراجعة الطبيب فوراً، كما يمكن تناول أدوية لتخفيف الآلام، وينصح بالراحة إذا تفاقمت الأعراض، موضحاً أنه لا ينصح باستئصال الرحم إلا عند الشبهة بالخبث أو عدم توفر إمكانية الجراحة التنظيرية، فلا مبرر لاستئصال الرحم في 80 - 90 % من النساء المستأصلة أرحامهن، ولأن استئصال الرحم كجراحة له خطورة مباشرة.

Email