تجربة تواكب الأحداث وتستشرف التطورات

«دبي للصحافة» ومنتدى الإعلام تراكم إبداعات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تحافظ فعاليات مثل منتدى الإعلام العربي على انعقادها السنوي، مع الحصة الوافية من التطوير والتحسين، حتى تسجل رصيداً من الدورات يصل إلى 14 دورة، فإننا لا نتحدث عن فعاليات ولا منتديات ولا مؤتمرات، بل عن مؤسسة تراكم الخبرات والابداعات، وتواكب الاحداث والتطورات برؤية استشرافية! .. هكذا شاءت إرادة التميز: نادي دبي للصحافة ومنتدى الإعلام العربي.. مؤسسة تلد أخرى!

مثل هذه التجربة تحصلت لـ«منتدى الإعلام العربي»، الذي ينظمه نادي دبي للصحافة منذ مطلع الألفية الثالثة، مقدماً تجربة جديدة كل دورة، وعنواناً ينقل أهل المهنة الإعلامية إلى التفكير بموضوعات محددة، وتمنحهم أفقاً واسعاً للنظر إلى المستقبل: مستقبل المهنة ومستقبلهم.

لقد حرص «المنتدى» والقائمون عليه، أن يواكبوا دورة بدورة مستجدات الواقع من حولنا، وأحدث ما يطرأ على المهنة من تطورات وقضايا، وبنظرة سريعة على الدورات 13 الماضية وتصفح برنامج الدورة الجديدة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حجم المتابعة الحثيثة لمجريات الواقع ومستجدات المهنة والتحديات التي تواجه أهلها. ولكن في البداية كان يجب أن تكون هناك بداية، وإرادة الخطوة الأولى، والإيمان بقدرة التجربة على الحياة، وبأهميتها، والعزيمة على إعطاء الفكرة الجهد الذي يقودها إلى التحقق. وتوافر هذا كله قاد إلى الدورة الأولى لمنتدى الإعلام العربي.

الدورة الأولى

مثلت هذه الدورة انطلاقة المنتدى بمسيرته التي توالت مثبتة أنها قادرة على الحياة، وسعت بشكل رئيس على تعريف رواد هذه المبادرة الإعلامية بأهدافها في تعزيز الحوار بين صناع القرار الإعلامي وتحليل أبرز التطورات والظواهر الإعلامية ورسم السياسات ومحاولة استشراف المستقبل وإعداد الخطط والاستراتيجيات من أجل دعم مسيرة الإعلام العربي.

لم يكن من السهل حينها إقناع الجمهور المستهدف والقطاعات المعنية بجدية الخطوة وقدرتها على الحياة، وأنها ولدت لتبقى، وليست تظاهرة عارضة كغيرها مما نرى اليوم وكل يوم. وكان التحدي الأول الذي قبله المنتدى، في تلك الدورة الانطلاقة، وكسبه في الحين، بدليل أن عقداً ونصف العقد من الزمان يفصلنا عنها، ولم ينقطع المنتدى عن الإعلان عن دورة جديدة كل عام.

ومع ذلك، اتسعت تلك الدورة لمناقشة التطورات في الواقع المحيط ومستجدات المهنة، وكان من أهم المواضيع التي تناولتها آنذاك : مستقبل الإعلام الحكومي، والبث الإعلامي عبر الانترنت، والانتفاضة الفلسطينية في الإعلام العربي، وبحثت كذلك في دور النقابات العربية في تعميق الحريات والدفاع عن الصحافيين العرب، بالإضافة تحليلها للبرامج الحوارية التلفزيونية، والأهم، أنها نقلتنا إلى دورة تالية.

إشكاليات الخطاب العربي

رفعت الدورة الثانية من المنتدى شعار «إشكاليات الخطاب العربي في الغرب» لتواكب أبرز الأحداث المحيطة في العالم العربي والعالم، وكان هذا ينسجم مع زمن ما بعد 11 من سبتمبر، بل كان هذا موضوعاً محتوماً لكل من يفتح عينيه على محيطه.

وناقشت الدورة في السياق «رؤى الإعلام الغربية للعالم العربي بعد أحداث 11 سبتمبر»، وبحث خبراء عرب وأجانب مفهوم الثوابت والمتغيرات في الوعي الغربي تجاه العرب، وكذلك في الوعي العربي اتجاه الغرب، وقدرة الإعلام العربي على اختراق الجدار الإعلامي الغربي، ودور الإعلام والإعلاميين والعرب في إيجاد حوار وتفاعل إيجابي بين العرب والغرب. وبالسرعة التي تتلاحق فيها الأحداث في العالم ومنطقتنا، كان المنتدى الإعلامي العربي يلتقط الأفكار التي تؤرق أهل الإعلام وتؤثر على مهنتهم.

الإعلام والحرب

انعقدت الدورة الثالثة تحت عنوان «الإعلام والحرب» حيث ناقشت الجلسات وورش العمل المتخصصة دور الإعلام خلال الأزمات والحروب في ظل تداعيات الحرب على العراق في حينها وتأثيرها على العلاقة بين الغرب والعالم العرب، والظروف التي عاشتها منطقة الشرق الأوسط.

وشهدت جلسات الدورة الثالثة مناقشة الدور المتنامي الأهمية للإعلام خلال الحروب، وبحثت في مسؤولية الصحافي في نقل الحقيقة بموضوعية وحياد، دون الاعتماد على أساليب دعائية تستند إلى معلومات مضللة أو أحادية الجانب. وشهد المنتدى ندوة بعنوان «الإعلام كسلاح دمار شامل»، وناقش المتحدثون إمكانية استخدام الإعلام كسلاح دمار شامل، من خلال تنفيذ حملات استراتيجية تؤثر على الرأي العام.

وشهدت الدورة مجموعة من ورش العمل ناقش فيها نحو عشرون إعلامياً موضوعات متخصصة، فيما تناولت استهداف الصحافيين في البيئات المعادية، وتأثير وسائل الإعلام في العالم العربي، وعمل الصحافيين تحت الاحتلال. وتم تخصيص هذه الدورة بالكامل لـ«العراق كدراسة حالة».

وناقش المتحدثون ما إذا كان الغرب لا يزال ينظر إلى العرب نظرة أحادية الجانب. كما ناقشت هذا الدورة موضوعات مثل مدى تأثير قانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة على مصداقية الإعلام الأميركي، البرامج الحوارية العربية والأجنبية: التماثل والاختلاف، التحديات الحالية والمستقبلية أمام المحطات الفضائية العربية ودور القطاع الخاص في الإعلام.

الإعلام العربي والعالمي

عقدت الدورة الرابعة بالشراكة مع مؤتمر الفكر العربي الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي وجاءت تحت عنوان «الإعلام العربي والعالمي .. تغطية الحقيقة». ونادت رسالة المنتدى في الدورة الرابعة لردم الهوة وتعزيز التفاعل بين الإعلام العربي والعالمي، بحيث يكون الولاء للحقيقة دون سواها هو الهدف الرئيسي للطرفين، ولكن يبقى الهاجس دوماً استشراف مستقبل الإعلام والفرص المتاحة أمامه وإمكانياته، لهذا عاد المنتدى لإلقاء الضوء على الإعلام نفسه، في واقعه وتحدياته، من خلال الدورة التالية.

برنامج عمل

شهدت الدورة الخامسة التي انعقدت تحت شعار «حال الإعلام العربي» برنامج عمل مكثف، ركز على قضايا الإعلام العربي وتطوراته، وألقت الضوء على أبرز التطورات الإعلامية في عدد من الدول العربية، ومصداقية الإعلام العربي، وقضية التدريب الإعلامي في الوطن العربي، كما استعرضت هذه الدورة نماذج عن الظواهر الجديدة في الإعلام العربي والتجارب الناجحة للمرأة العربية في الإعلام، إلى جانب العلاقة بين الإعلام الخاص والإعلام الحكومي.

كما ناقشت الجلسة تنامي ظاهرة التدوين في الوطن العربي، وتنامي ظاهرة برامج الواقع المستنسخة من المحطات الأجنبية، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة صحافة التابلويد اليومية وما أضافته إلى المشهد الصحافي العربي.

أبحاث تطبيقية

اعتمد المنتدى في دورته السادسة دراسات وأبحاثاً تطبيقية تحدد مكامن القوة والضعف في مسيرة الإعلام العربي لوضع استراتيجية متكاملة لتطوير الكفاءات والمؤسسات الإعلامية العربية.

وسبق هذه الدورة إعداد أبحاث معمقة وبعض الحالات الدراسية التي ركزت على مجموعة من المؤسسات الإعلامية في عدد من الدول العربية الرائدة في مجال الإعلام، مما ساهم في إيجاد تصور عام لصياغة استراتيجية شاملة لدعم صناعة الإعلام في العالم العربي.

وركزت على استكشاف سبل تحديد وتعزيز الإمكانيات التي يتمتع بها قطاع صناعة الإعلام في العالم العربي لتنمية الموارد البشرية وتطوير المؤسسات الإعلامية في الدول العربية، ومدى التطور الذي أحرزته الصحافة العربية على الصعيد الإقليمي والدولي.

واستعرضت جلسات المنتدى قضية «الموازنة بين جودة ومصداقية المضمون والربحية: تأثير الإعلانات على المضمون» و«تأثير التطور التقني على الإعلام» واستخدام الوسائل التقنية الحديثة.

صناعة الإعلام

ناقشت الدورة السابعة محاور وقضايا تطرح لأول مرة في تاريخ المنتدى، حيث ركزت على كيفية استجابة الإعلام الخليجي لتحديات التكنولوجيا ودور القطاعين الحكومي والخاص في صناعة الإعلام وقدرة تلك المؤسسات على تحقيق نتائج مالية إيجابية، وامتدت الموضوعات من دول الخليج لتلقي نظرة على قدرة التكنولوجيا على إحداث التغيير في دول المغرب العربي والفرص والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام هناك والأنماط المحتملة للتغيير.

وسلط المنتدى الضوء آنذاك على ظاهرة تسرب الكفاءات من وسائل إعلام المشرق العربي، كما ناقش المنتدى تغير القالب التقليدي للإعلام من مهنة تعتمد على الحرفية والموهبة إلى صناعة تشكل التكنولوجيا وتطبيقاتها أبرز العناصر التي تقودها ويقارن بين عالم الصحافة في ذلك الوقت قبل انتشار الإنترنت والهاتف النقال.

وبحثت الدورة السابعة في قدرة شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام على التفاعل من خلال ما ظهر في وقتها من اتفاقيات حول فضاء الهواتف المتحركة وبين محركات البحث، ومصنعي البرمجيات والأجهزة، ومزودي المحتوى والشبكات ومشغلي الاتصالات، بالإضافة إلى البحث في قدرة التكنولوجيا على إيجاد حلول مناسبة لصناعة الإعلام.

الأزمة المالية العالمية

انعقدت الدورة الثامنة في ظل تطورات متسارعة تركزت بشكل أساسي في انعكاسات الأزمة المالية العالمية وآثارها على الوطن العربي، حيث تناولت آخر التطورات على الساحة الإعلامية العربية والعالمية، بشكل أكثر تفصيلاً وضمن منهج علمي عبر توفير مساحة لتبادل الأفكار واتخاذ القرارات لاستشراف مستقبل الإعلام في المنطقة العربية.

وناقش المشاركون خلال سلسلة مكثفة من ورش العمل وجلسات النقاش المفتوحة التحولات الأساسية في المشهد الإعلامي العربي، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية، وأسلوب تعاطي الإعلام الاقتصادي معها، وتأثيراتها على صناعة الإعلام العربي، بالإضافة إلى رصد توجهات وظواهر الإعلام الجديد الذي يعتبر بمثابة الباب المفتوح لتدفق المعلومات مع تطور المنابر التكنولوجية في العالم العربي، ومستقبل الصحف المطبوعة في ظل هذا التطور؛ مع تسليط الضوء على مضمون التغطية الإعلامية والسياسات التحريرية خلال الحروب «غزة نموذجاً»، وتحليل محتوى الفضاء العربي في ظل التزايد الملفت في أعداد القنوات التلفزيونية.

وتناولت الدورة الثامنة ظاهرة تزايد النسخ العربية من الفضائيات الأجنبية، وقدمت تحليلاً حول بيئة عمل مراسلي الوكالات الأجنبية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى ظاهرة تجاوز بعض المحطات الدينية شروط الإفتاء وآدابه، وكذلك خروج بعض فضائيات التراث الشعبي المتزايدة عن رسالتها المفترضة.

صحافة المواطنة

تناولت الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي أبرز التطورات والظواهر الجديدة في المشهد الإعلامي العربي، وناقشت ورش العمل تطور صحافة المواطنة وميادين حضورها وتأثيراتها المختلفة، وأفردت مساحة خاصة للتطورات في المشهد الإعلامي الكويتي، مع نظرة تقويمية لحال إعلام الكوارث في الوطن العربي وقدرته على مواكبة جهود الحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية. وخصص المنتدى جلسات حوارية مع شخصيات بارزة لمناقشة دور الإعلام في جهود تطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية.

وناقش المنتدى أيضاً المشهد الإعلامي في دول آسيا الصاعدة، وأداء وسائل الإعلام العربية التي تخاطب الرأي العام الغربي بلغته، وتواصل إعلام المغرب العربي مع مشرقه والعوائق والإشكاليات التي تحد من ذلك، والأشكال والأنماط الجديدة المتوقعة لمختلف وسائل الإعلام خلال السنوات المقبلة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع؛ ومستقبل المحتوى المحلي باللغة العربية والذي يشكل تحدياً بالغ الأهمية أمام خبراء الإعلام والمستهلكين على حد سواء.

وطرق المنتدى في هذه الدورة أبواباً أكثر تخصصاً من خلال جلسة حول تطورات الإعلام الرياضي وتأثيرات الرياضة المعولمة واقتصاداتها على الإعلام الرياضي بشكل عام.

تحولات

سلطت جلسات الدورة العاشرة الضوء على الجانب الإعلامي المرافق للتحولات السياسية والاجتماعية التاريخية التي شهدها الوطن العربي في تلك الآونة لتقدم صورة دقيقة وشاملة تعكس الواقع الإعلامي العربي وأبرز تحركاته وتغييراته، مع السعي لاستشراف مستقبل الصناعة.

أعادت الدورة العاشرة، التي جاءت بعنوان «الإعلام العربي وعواصف التغيير»، إلى أذهان روادها الذكرى السنوية الأولى لإطلاق منتدى الإعلام العربي أول مرة في العام 2001 وكيف نجح في تكريس مكانته كأبرز مناسبة سنوية في الوطن العربي تجمع تحت مظلتها العاملين في الوسط الإعلامي على اختلاف مكوناته ليتجاوز عدد رواده الألفي شخص في الدورة الماضية.

وناقشت ورشات العمل الافتتاحية مجموعة من القضايا المتخصصة حول التحول في المحتوى الإعلامي وتوجهه نحو ظاهرة إعلام القرب وحول شكل المنافسة بين وسائل الإعلام المختلفة وبخاصة الفضائيات، مع ورشة أخرى حول المشهد الإعلام الأردني، وأخرى حول ظاهرة العيادات الطبية الهوائية والتي طرحت تساؤلات حول فلسفة وجوهر الخدمات الطبية على الهواء، ومكانها في المسؤولية الملقاة على كاهل وسائل الإعلام في توعية المشاهدين.

Email