الكرشنة وعربيزي لغة التواصل بين الشباب

استخدام المفردات الأجنبية في شبكات التواصل يشوه لغة الضاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مشاركون في ندوة اللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي على هامش المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية، أن شبكات التواصل وسواها من وسائل حديثة، تشهد غزواً من المفردات الأجنبية وأساليب كتابة حديثة ومهجنة من شأنها تشويه اللغة العربية، خصوصاً أن نسبة كبيرة من أبناء الوطن العربي يستخدمونها ضمن استخداماتهم الحياتية واليومية.

وتحدث الدكتور أشرف بن سعيد من المملكة العربية السعودية، عن مزج اللغات في تطبيق «واتس اب» لدى السعوديين، وأسباب هذه المشكلة وأشكالها من منظور لغوي اجتماعي.

ولفت سعيد إلى أن مزج اللغات يقصد به وجود واستخدام الكلمات الأجنبية في محادثة عربية، وهذا الأسلوب يبدو منتشراً في الوسط السعودي خصوصاً عند الشباب، وللأسف استخدام اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية أو الفرنسية وإدراجها في اللغة العربية المستخدمة في المحادثات الكتابية هو أمر متعمد وليس تلقائياً.

مشيراً إلى تداول مستخدمي «واتس اب» بكثرة بعض مفردات اللغة الانجليزية المختصرة مثل «النت» و«الكام» و«المايك» ومفردات معربة مثل «ايملاتو» و«سونجة» و«الكمبيوتر» و«السي دي»، إضافة إلى بعض المفردات المختلطة.

«الكرشنة الإلكترونية»

وذكرت الدكتورة سوهام بادي من الجزائر مصطلح «الكرشنة الإلكترونية»، وهي الكتابة العربية بأحرف سريانية والتي اشتهرت في القرن السابع الميلادي في كتابة بعض المخطوطات العربية حين كان الخط العربي غير منتشر على نطاق واسع، وقد كانت أولى بدايات كتابة العربية بأبجدية لغة أخرى، إلا أن امتداد هذه الظاهرة الكتابية بدا أقوى اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ما يعرف به «عربيزي».

لغة تواصل

وأضافت أن الكرشنة الإلكترونية هي لغة تواصل شبابية تعتمد على الدمج بين اللهجة العامية والحروف اللاتينية والأرقام للتعبير عن جمل عربية، مع تعزيز الجملة ببعض الرسوم، وتعتمد على الاختزال كأساس لها، ولقد بدأت لغة الكرشنة الحديثة من خلال المحادثات الالكترونية عبر الانترنت والهاتف المحمول.

وانتقلت إلى الاستعمال التجاري والدعاية الإعلامية عبر وسائل الاتصال الجماهيرية، مشيرة إلى أن الكرشنة الالكترونية تتميز بمجموعة من الخصائص لعل أبرزها السرعة والاختزالية والايجاز والسهولة التقنية في الاستخدام والمرنة، إلى جانب أنها لغة شبابية.

عوامل

وفي السياق ذاته أوضحت سامية بادي من الجزائر، أنه ثمة عوامل لظهور الكرشنة الالكترونية بعضها تعتبر قديمة مثل التعرض للاستعمار والولوج إلى العولمة وهيمنة تكنولوجيا الاتصال على عملية التواصل بين الناس، علاوة على التخلف العام بين المجتمعات العربية .

وتراجع مكانة اللغة العربية، مفيدة أنه ثمة انعكاسات حتماً للكرشنة الالكترونية مثل فقدان لغة التواصل الفعالة بين الشعوب وحكوماتها، والقضاء على القدرات اللغوية للفرد التي تعتمد عليها عملية التربية، كما أن آثارها تمتد إلى المساهمة في قتل الملكات اللغوية والوصول إلى الافتقار اللغوي.

حالة معرفية

قالت سامية بادي: السبب الرئيسي في انتكاسة اللغة العربية هو أننا شعوب لدينا القابلية للاستيلاب، فهي حالة معرفية تحقر الذات ومعارفها وعلومها وتمجد علم الآخر وثقافته، وتسعى بكل إمكاناتها للاندماج والذوبان فيها، حتى لو كان هذا الاندماج والذوبان على حساب الأمة ومصالحها ومستقبلها.

Email