الإعداد لإتاحة أكثر من 2000 بحث إلكترونياً

مؤتمر اللغة العربية يوصي بجعلها لغة جميع المؤسسات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصى مؤتمر اللغة العربية في اختتام دورته الرابعة أمس، بإعادة النظر في القوانين والأنظمة والسياسات التي تتبعها المؤسسات الحكومية والأهلية في جميع الدول العربية، والتي تسمح بإحلال اللغة الأجنبية بدلا من اللغة الوطنية في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية، ودعا الدول إلى الاستثمار في اللغة العربية والعمل على جعلها مصدرا من مصادر الدخل للأفراد والمجتمع والدولة أسوة باللغات الأجنبية، التي تتميز عنها اللغة العربية بوجود الطلب العالي من الدول الإسلامية على تعلمها.

كما أوصى بالاهتمام بالتعريب والترجمة العلمية والثقافية والتقنية والصناعية لسد الفجوة التي تتسع يوما بعد يوم بين اللغة العربية والعلوم والمعارف والتقنية والصناعات الحديثة، والتي إذا استمرت فإنها ستؤدي إلى كارثة عربية تدفع ثمنها الأجيال القادمة، ويدعو إلى سن قانون على المستوى الوطني والعربي تجرم من يتعمد محاربة اللغة العربية أو إقصاءها وتهميشها وإبعادها من مواقعها الطبيعية، وتعمل على انزال العقوبات اللازمة لذلك.

ودعا المؤتمر الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية والعربية والدولية إلى الاستفادة من قانون اللغة العربية الذي أعده المجلس الدولي للغة العربية وتم اعتماده من اتحاد المحامين العرب.

وقال الدكتور علي موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية، في تصريحات خاصة لـ«البيان»: إن المجلس يعتزم تحويل أكثر من 2000 بحث عن اللغة العربية قدمت على مدار اربع سنوات في مؤتمر اللغة العربية، لإتاحة الفرصة للمهتمين باللغة للاستفادة منها، حيث يتم العمل حاليا على انشاء موقع خاص لجعل الابحاث في متناول باحثي اللغة على مستوى العالم، ودعما للمحتوى الالكتروني، بالاضافة إلى تعزيز التواصل بين الباحثين ودعم المكتبات العالمية بالمراجعة البحثية وربط الابحاث بالواقع المعايش للغة العربية.

وأوضح أن كثيرا من الابحاث التى قدمت خلال المنتدى تحوي تجارب و خبرات ورؤى مستقبلية، وكثيرا منها يتعرض للنقد البناء، لذلك حرصنا على تخصيص باب للنقد على الموقع سواء لنقد المعاجم أو الابحاث، إذ اصبح مؤتمر اللغة العربية نافذة للغة على العالم.

وقدم خلال هذا العام 12 مجلدا تضمن 621 بحثا ومن هذا المنطلق وجدنا أن الباحثين يواجهون عبئا من كثرة المجلدات لذلك سيتم عرض الابحاث الدورة المقبلة الكترونيا للباحثين تماشيا مع السياسة المتبعة في الامارات و توجهاتها نحو التحول الذكي و سيتم الاكتفاء بطابعة ملخصات الابحاث لتكون في متناول الباحثين.

علم اللغات

وذكر موسى أن المجلس الدولي للغة العربية الذي جاء بمبادرة قدمت إلى منظمة اليونسكو عام 2008م عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008م عاماً دولياً للغات، أصبح محط أنظار الباحثين و المهتمين باللغة العربية حيث يقدم ابحاثا حققت تغيرا ملحوظا في واقع اللغة العربية خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أن المجلس يتشكل من عدة هيئات من الاتحاد الدولي للغة العربية.

ومن الأفراد وهو متاح لكل مهتم باللغة، وكل المؤسسات المعنية بقضايا اللغة العربية، وكان المجلس أول من دعا إلى أن تسن الجهات الرسمية في العالم العربي القوانين والمراسيم والتشريعات التي تفرض على جميع الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية التعامل باللغة العربية السليمة، ووضعت تصوراً متكاملاً للقوانين التشريعية والأنظمة التنفيذية لذلك.

كما تطرقت الوثيقة التى خرج بها المجلس اخيرا لضرورة النهوض بالبحث العلمي الذي يخدم اللغة العربية، بما في ذلك إقامة مراكز أبحاث متخصصة في دراسة اللغة العربية، ودعت إلى وضع اختبار الكفاية اللغوية في اللغة العربية، والاهتمام بحقل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإلى إحداث نقلة عصرية في التعريب والترجمة في كل التخصصات، وتعريب لغة الإدارة في العالم العربي، وربط الكفاية اللغوية العربية بسوق العمل بدل ربطه بالكفاية اللغوية الإنجليزية أو الأجنبية عموماً.

استثمار في الانسان

وأكد أن الاستثمار في اللغةِ الوطنية يعني الاستثمار في الإنسانِ والأجيالِ القادمةِ، وضمانَ وحدتها وتمسكها بقيمِها وثوابتها ومكتسباتها ومرجعياتها وتاريخها، ومنحِها الفرصةَ للمنافسة في كافةِ الميادينِ مع محافظتها على هُويتِها، والاستثمار في الجودةِ والإتقانِ والإبداعِ والابتكارِ في كل ما يتعلق باللغةِ العربيةِ من وظائف وأعمالٍ تعتمدُ على المهارات والقدراتِ والتفكير .

وقال موسى، في البيان الختامي، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي المؤتمر ، اقترن اسمه باللغة العربية نتيجة المبادرات العديدة التي قدمها لخدمة اللغة العربية، ورعايته الغالية لأكبر مؤتمر علمي فكري ثقافي يعقد لخدمة اللغة العربية، ومنحه جائزة محمد بن راشد للغة العربية التي تعد أكبر جائزة تقدم في تاريخها.

ويؤكد المجلس بأن هذه الجائزة الغالية التي تمنح سنويا في مجالاتها المختلفة سوف تقود الأعمال الناجحة والمبادرات الخلاقة والتجارب الإبداعية في مختلف المجالات التي تتعلق باللغة العربية، وتعد هذه الجائزة حافزا لجميع المشغولين والمحبين والمهمومين باللغة العربية وقضاياها وموضوعاتها المختلفة، وستكون اللغة العربية وفية لسموه مقابل بره واهتمامه بها ومبادراته التي تعزز مكانها ومكانتها .

وذلك بتوثق جهوده المختلفة من قبل الباحثين والعلماء الذين استجابوا لدعوة صاحبة الجلالة اللغة العربية من دول العالم المختلفة، بالرغم من عناء السفر، وضعف الإمكانات، والمشقة، التي لم تمنعهم من التضامن مع اللغة العربية ومناصرتها في هذه اللحظة الملحة من تاريخها.

تقديم الابحاث

وأوضح أن المجلس الدولي للغة العربية يدعو الجميع للمشاركة في المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية المقرر عقده في دبي خلال شهر مايو 2016، وأن يبادر الجميع في تقديم ملخصات الأبحاث في جميع المجالات التي تتعلق باللغة العربية، وفق التواريخ والمواعيد التي سوف يعلن عنها المجلس الذي يدعو الجميع إلى أن يكونوا شركاء في مؤتمر صاحبة الجلالة للغة العربية ودعاة له لا مدعوين.

لأن المؤتمر باحة تتسع للجميع، والكل مسؤول تجاه اللغة العربية بغض النظر عن التخصصات والوظائف والمهن والجنسيات، وذلك لما تمثله اللغة العربية من مكانة حيث إنها رمز السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية وفق ما تنص عليه الأنظمة والدساتير الوطنية في الدول العربية.

وبها يتم إعداد المواطن الصالح وإعادة إنتاج المجتمع، وتتحقق بها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، كما أنها عبر تاريخها الطويل كانت وما زالت لغة العلم والمعرفة والإدارة والتجارة والصناعة وسوق العمل والتعليم والإعلام والثقافة.

Email