الاستدامة البيئية سياسة ينتهجها

يعقوب اليوسف.. يجسد مبادرة دبي الذكية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد التكنولوجيا الخضراء نمواً ملحوظاً مؤخراً كردة فعل على الأسعار المرتفعة للنفط، والإدراك الواسع النطاق بأن الوقود الأحفوري قد ينفد قريباً، بالإضافة إلى الغاية من تقليل التلوث البيئي، فأصبحت حركة الاستدامة البيئية والتكنولوجيا الخضراء سريعاً أمرين مترابطتين، يشكلان طريقة لا تضمن فقط الحصول على عالم أكثر نظافة، بل أيضاً الحصول على حضارة تتميز بالاستدامة الذاتية ولا تستنزف نفسها بيئياً.

حماية البيئة

مفهوم التكنولوجيا الخضراء هو تطبيق تقني لحماية البيئة، كما أوضح لـ«البيان» يعقوب يوسف رئيس مجموعة اليوسف ، مشيرا إلى مدى مساهمة الحلول التقنية في الحد من انبعاثات الكربون والاحتباس الحراري..

ومراعاة البعد البيئي من خلال خفض التكاليف وتقليل موارد الطاقة وطريقة الاستخدام الأمثل لها، كخطوة لتفعيل مفهوم التكنولوجيا الخضراء، وتحقيقاً لأهداف مدينة «دبي الذكية» والمستدامة في مواردها.

وأضاف يعقوب أن التكنولوجيا الخضراء تعني المصدر البديل الذي يقلل من استخدام الوقود وتوقع أقل الأضرار التي تلحق بالحيوانات والإنسان والنبات، فضلاً عن الفوائد الاقتصادية والبيئية من جراء تطبيقها..

وتقليل الأضرار التي تلحق بالعالم، لذا فإنها تعتبر المستقبل لهذا المجتمع، ويكمن الهدف الرئيسي منها في إيجاد طرق لإنتاج تكنولوجيا تسير وسائل المواصلات بحيث لا تضر أو تستنزف الموارد الطبيعية للأرض، بالإضافة إلى عدم استنزاف الموارد الطبيعة.

الطاقة الخضراء

أشار يعقوب إلى أنه لم يتوان في إيجاد طاقة بديلة تستخدم في قطاع المواصلات منذ عام 2003، حيث استثمر ما يفوق الـ 700 مليون درهم في هذا المجال، حتى استطاع إيجاد البدائل الخضراء في عدة مجالات، حيث صنع سيارات وحافلات كهربائية ذات التأثير الأقل سلبية على البيئة عوضا عن مصادر الطاقة المعروفة مثل الوقود الاحفوري الذي يؤثر سلبا على البيئة..

وتم تسليم أول حافلة تعمل بالكهرباء في نوفمبر من العام الماضي 2014، مشيرا إلى أنه تلقى العديد من طلبات التصنيع ويصنع الماكينة الكهربائية التي تسير الحافلات من نوع (كوستر) التي تزن 7 آلاف كيلو وتتسع لـ 30 راكباً، بالإضافة إلى تهيئة المركبات للعمل بالكهرباء وكذلك الدراجات.

وأضاف أن هناك نوعين من الشاحن الكهربائي أحدهما سريع يستغرق نصف ساعة فقط، بينما يتطلب الآخر الانتظار من 5 إلى 6 ساعات وهذا لا يشكل ضغطا على شبكة الكهرباء كما يقلل من نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة والغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن احتراق الوقود والتي تساهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وتعمل المركبة بالسرعة القانونية 120 كم في الساعة وتمشي مسافة 80 كلم في حال امتلأت بالشحن.

تقنية LED

وقال اليوسف إن هذا الحراك أصبح في شكله يبعث الأمل بأن القادم أفضل وغداً سيكون أكثر إشراقاً وهو ما زاد شغفه بالتكنولوجيا الصديقة للبيئة ودفعه باتجاه اعتماد تقنية الأنظمة الذكية (LED) في إضاءة وتشغيل التكييف في شركاته بالكامل ..

وهي تقنية تحد من استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 40 بالمائة من نسبة استهلاك الطاقة، وبالتالي الحد من تأثيرها في البيئة بتقليص حدة الانبعاثات الحرارية وخفض الحاجة إلى الصيانة بشكل مستمر، الأمر الذي يوضح أهمية هذا النوع من التقنية على حياة الفرد والمجتمع.

هذه التقنية تعني الصّمام الثنائي الباعث للضوء، وهو مصدر ضوئي يبعث الضوء عند مرور تيار كهربائي من خلاله، والمصابيح التي تعمل بهذه التقنية تقريبا معدومة والعمر الافتراضي يكاد يصل لسنين طويلة، وهذا ما لا يروق لكثير من التجار الذين يودون المكاسب المستديمة، ...

ومن ناحية أخرى قد يكون الموضوع في أجندة الجهات المعنية في قطاع الطاقة، إلا أنه لم يصل لدرجة الأولوية القصوى في جعله موضوعا جديا، ولا بد أن نسعى جميعا لتبنيه من المنزل وحتى المنشأة الخدمية أو التجارية أياً كانت.

وأشار إلى أن النظام يقلل من الطاقة المهدرة أيضا في تشغيل المكيفات من خلال تزويدها بمشعرات ذكية تعتمد على قياس حرارة الأجسام أو حركتها، ويتعامل اليوسف مع أكبر الشركات العالمية المنتجة لهذه الأنظمة في ألمانيا.

42 ٪

وأوضح أنه طبق نظام الإضاءة الذكية في وزارة التربية والتعليم في دبي في طابق واحد كتجربة اتضح من خلالها أنها وفرت 42% من نسبة الأموال المهدورة على الطاقة الكهربائية، ...

وبالتالي غطت الوزارة تكلفة النظام في غضون 8 أشهر فقط، كما تم تطبيقها في نادي الضباط بشرطة دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وأخيرا عدة فنادق في دبي منها سلسلة فنادق غلوريا التي غطت تكلفة المشروع البالغة ما يفوق المليون درهم في 9 أشهر فقط، مضيفا أن العمل جار مع بلدية دبي لإضاءة حديقة الطوار بالكامل بالطاقة الشمسية.

وأكد أنه تعلم من والده ضرورة النظر لأبعد من ثلاثة عقود قادمة في مجال التجارة، وهذا ما دفعه للخوض في مجال التكنولوجيا الخضراء لتأمين مستقبل أبنائه وأحفاده والأجيال القادمة، وانطلاقا من حرصه على مستقبل بلاده.

ورغم أن المثل يؤكد أن ابن الوز عوام إلا أنه لا ينطبق على أي من أبناء اليوسف الذي أنجب إيمان وحمد اللذين اتجها لدراسة الهندسة، وفاطمة استهوتها الدراسة التقنية، أما أصغرهما حسين فمازال يدرس الثانوية العامة.

120 قطعة

تتكون ماكينة الكهرباء التي تسير المركبات الخضراء من 120 قطعة، وهذا ما يميزها عن ماكينات الاحتراق الحراري التي تتكون من 3 آلاف قطعة، مما يقلل أعطال المركبات الكهربائية، إلى جانب توفير تكلفة الصيانات الدورية، فهي لا تحتاج إلى فلتر أو زيت وغيره، وبالتالي فإن عمرها الافتراضي يكون أطول من عمر المركبة العادية، فضلاً عن عدم هدر الوقت فهي لا تحتاج إلى زيارة محطات البترول، وخفض البصمة الكربونية في البيئة.

Email