اشتهر السكان بالغزل والنسيج وصناعة الجلود

البيئة الجبلية.. قساوة الطبيعة وبساطة الحياة

استراحة أمام المنزل الجبلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظهر مكونات البيئة الجبلية الإماراتية بحلتها العريقة والغنية ضمن مكونات «فعاليات أيام الشارقة التراثية» لتسرد تاريخاً يعكس أصالة شعبها وتجذره بالأرض، حيث يستطيع الزائر الاطلاع عن كثب على مكونات هذه البيئة العريقة ومعرفة نمط سكانها وعاداتهم بالإضافة إلى معرفة المهن التي اشتهروا بها ونمط الحياة بها بشكل عام.

ويقول راشد سعيد الظهوري المسؤول عن قسم البيئة الجبلية في «الأيام» ان الجناح يشارك للمرة الثامنة على التوالي، وذلك لاستعراض الحياة التي كان يعيشها سكان الجبال والحرف التي كانت تتقنها البيئة الجبلية كصناعة الطبل والأسلحة القديمة وكذلك الغزل والنسيج وصناعة الجلود.

ويؤكد الظهوري أن سكان الجبال اشتهروا بصناعة الطبول واستطاعوا أن يجعلوها الأكثر تميزا عن مثيلاتها في باقي البيئات الموجودة بالدولة، أما صناعة الجلود المستخرجة من الأغنام فقط فيدخل فيها عدة صناعات ومنها (المشرب والمطراش والمحازم التي توضع فيها ذخيرة الأسلحة).

مصيدة النمر

وأكثر ما يمكن أن يلفت انتباه الزائرين إلى قسم البيئة الجبلية هو ما يسمى (اللف) أو مصيدة النمر حيث طبقها سكان الجبال قبل أن توجد الأسلحة، وهي عبارة عن غرفة من الحجارة مغلقة بالكامل ماعدا فتحة صغيرة للدخول إلى المصيدة، وتعتمد (اللف) على خداع النمر من خلال وضع شاه في داخل المصيدة بحيث لا يستطيع الوصول إليها وكذلك لا يستطيع الخروج من المصيدة فيتم محاصرته داخل المكيدة..

ومن ثم القضاء عليه. وعن الزي الجبلي واختلافاته عن باقي الأزياء الشعبية في الدولة، أوضح الظهوري أن هناك لباساً دائماً يرتديه سكان هذه البيئة مثل (الكدرة والغندورة والسكين أو الخنجر الذي يوضع على الحزام واليرز)..

مشيراً إلى أن هذا الزي كان يرتديه سكان الجبال منذ الفجر وحتى آخر اليوم، أما زي الأعراس والمناسبات فهو المحزم الذي يوضع فيه الذخيرة، والبندقية، والقتارة وهي عبارة عن سيخ مقوس، بالإضافة إلى الخنجر.

ثلاثة فنون

أما الأغاني والفنون التي كانت تستخدم في الجبال فأوضح مسؤول البيئة الجبلية أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع من الفنون، أولها هو «فن الرواح» ويسمع من صلاة الفجر وحتى آخر الليل، وهو من الفنون المتداولة في الأعراس والمناسبات الرسمية والوطنية..

وينقسم إلى أربعة أقسام هي: السارح والصادر والرواح والسادر، أما النوع الثاني فهو فن الرزيف الذي يقف فيه الأشخاص متقابلين، والنوع الثالث من فن الرواح هو الندبة التي تكون عزوة القبيلة وهي نشيد يمثل القبيلة في الحروب أو في استقبال الضيوف، ويعد من التقاليد النادرة، ويكون في اجتماع عدد كبير من الرجال حول شخص «الهتاف»..

والترديد خلفه بنداء عالي الصوت، ويكثر استخدام الندبة في المناسبات وحفلات الأعراس، أو عند الانتهاء من تناول الولائم الكبيرة، لاسيما بعد كسر رأس الذبيحة، ويمكن أن تقام الندبة في جماعات قريبة من بعضها، بحيث تقف كل قبيلة مع أفرادها بانتظام.

وعن المأكولات الشعبية التي يتناولها سكان البيئة الجبلية فهي خبز سفاع، والسخون واللكيش، فضلاً عن الكريش وهو نوع من الأطعمة يشبه إلى حد كبير الهريس، أما أشهر العشائر التي سكنت الجبال فهم الظهوريون والحبوس وبني شمير، والنقبية، وأغلب سكان البيئة الجبلية يتواجدون في إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة.

Email