يقلل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80%

تطبيق مشروع الخرسانة الخضراء في دبي بعد غدٍ

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدأ بلدية دبي بعد غد تطبيق مشروع الخرسانة الخضراء «المستدامة»، بعد دراسة أجرتها حول أضرار الأسمنت المعتاد، ومعالجته باستخدام مواد اسمنتية صديقة للبيئة في صناعة الخرسانة المستدامة، انطلاقاً من حرصها على تحويل الإمارة إلى مدينة خضراء، ويقلل المشروع كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80 %.

مؤتمر صحافي

وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مبنى البلدية امس للإعلان عن بدء تطبيق المشروع، «ان أهم عنصر يدخل في بناء مباني دبي هو الخرسانة المسلحة التي من أهم مكوناتها الإسمنت، حيث ان صناعته وتطبيقاته ينتج عنهما انبعاث ثاني أكسيد الكربون، ومواد أخرى سامة بكميات هائلة تضر بالبيئة والصحة العامة والسلامة، وانطلاقا من سياسة إدارة المباني في البحث والاطلاع على كل ما هو جديد في قطاع التشييد والبناء لتطبيق أفضل الممارسات العالمية بما يتوافق مع بيئة الامارة، ولتواكب التنافسية الدولية، لذا اجرت الادارة هذه الدراسة المتخصصة لتوضيح أضرار الاسمنت ومن ثم معالجتها باستخدام مواد اسمنتية صديقة للبيئة في صناعة الخرسانة المستدامة».

أضرار البورتلاندي

واكد أن من أهم نتائج تلك الدراسة هو التعرف على أضرار الاسمنت المعروف بـ«البورتلاندي »، حيث ان إنتاج طن واحد من الاسمنت يصاحبه انبعاث يوازي (1.1 طن تقريبا) من غاز ثاني أكسيد الكربون، وغازات وأبخرة أخرى ضارة، علاوة على ذلك فإن إنتاج طن واحد من الاسمنت يؤدي إلى انبعاث (164 كيلوغراما) من الغبار، مما يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، وزيادة الأضرار البيئية والصحية ونسبة أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، والتحجر الرئوي، وسرطان الرئة، وتسبب الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الخطيرة على الإنسان.

مسبب لوفيات السرطان

وأضاف: «ووفقا لدراسة بيئية عالمية فإن مصانع الإسمنت عالمياً هي ثاني مسبب للوفيات بسرطان الرئة بعد الدخان، وبناءً على أبحاث ودراسات من جمعية NRMCA الأميركية، ومؤسسةECO-SMART الكندية فإن مصانع الاسمنت وحدها تنتج 50 % من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون لكافة المصانع، لذا ارتأت بلدية دبي اتخاذ اجراء تجاه هذا الامر خاصة وانها امارة تشتهر ببنيانها ومشاريعها الحيوية التي لا تتوقف حركتها، ومن واجبنا كبلدية مهمتها الحفاظ على البيئة بشتى الطرق والوسائل فرض مثل هذه البدائل التي لن تؤثر على البناء بأي شكل من الاشكال، الا انها في الوقت ذاته تقلل من امكانية الاصابة بأمراض خطيرة تهدد صحة الانسان، عوضا عن اضرارها العميق بالبيئة».

قوانين مستدامة

كما اكد ان بلدية دبي في اتجاهها نحو «الاستدامة» التي تتبناها الامارة وتسعى لها في كافة نواحي الحياة، فهي ايضا تسعى الى تحقيق هذه الاستدامة بشتى الطرق سواء في فرض قانون المباني الخضراء، او استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن الكهرباء في مختلف ادوات البناء مثل السخانات الشمسية التي فرضتها البلدية على المساكن والمراكز التجارية وايضا المباني السكنية وغيرها، والعمل على مشروع تقليل النقاط الحرارية في الإمارة، من خلال اكتشافها عبر مجسات خاصة، ومحاولة تقليل الحرارة فيها عبر تكثيف الزراعة فيها وغيرها من الطرق، والآن تتبنى مشروع الخرسانة الخضراء.

ممارسات عالمية

وقال عبد الله رفيع مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط في البلدية: «تم الاطلاع على العديد من الممارسات العالمية في استخدام بدائل عن الإسمنت البورتلاندي، وتبين أن العديد من الدول المتقدمة بدأت استخدامها منذ سنوات لما لها أهمية كبرى في الحفاظ على البيئة وفي الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالصحة العامة والسلامة وبالبيئة.

وفي تحسين خصائص الخرسانة وإطالة عمر المباني الخرسانية، وفي تحقيق شروط المباني الخضراء، كما ان العديد من الهيئات والمؤسسات، والمراكز العلمية، والبحثية، والعلماء، والشركات، والجامعات، والمعاهد، والجمعيات، أوصت باستخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة بدلائل علمية نظرية وعملية، ويمكن استخدام المواد الإسمنتية الخضراء في كل من العناصر الإنشائية، وأعمال البلاستر، والطابوق، والإنترلوك، والطرق، وأنابيب الصرف، وتحتوي المواد الإسمنتية الخضراء على حبيبات «خبث أفران صناعة الحديد» والرماد المتطاير، وغبار السيليكا، والألياف الزجاجية.

خصائص مميزة

وأوضح رفيع أن الدراسة أثبتت وجود العديد من الخصائص التي تميز تلك المواد عن الاسمنت البورتلاندي، من أهمها: أنها تزيد من عمر العناصر او المنشآت الخرسانية بما لا يقل عن 20 سنة، وتقلل كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80 %، وبالتالي ينتج عن استخدامها خرسانة خضراء صديقة للبيئة، وتقلل نسبة تشقق الخرسانة أثناء عملية الهدرجة (في الساعات الأولى من الصب).

وتقلل ايضا من نفاذية الرطوبة والمياه في الخرسانة، مما يقلل احتمالية صدأ حديد التسليح، وتحسن درجة العزل الحراري للخرسانة، وتحسن درجة مقاومة الخرسانة للحريق، وتحافظ على قوة تحمل الخرسانة للضغط بنفس فعالية الاسمنت البورتلاندي.

من ناحيته اشار المهندس خالد محمد صالح مدير إدارة المباني في البلدية إلى أن تطبيق استخدام كل من مادتي حبيبات خبث أفران صناعة الحديد والرماد المتطاير في تنفيذ المباني ابتداء من مطلع الشهر المقبل امر ممكن جدا وسهل، خاصة في ظل توفرهما في السوق وتساوي أسعارهما بأسعار الاسمنت البورتلاندي، علاوة على إمكانية استخدامهما بنسبة عالية في خلطة الخرسانة.

مما يساهم بدرجة كبيرة في المحافظة على البيئة والسلامة والصحة العامة، مبينا انه تم وضع جدول يوضح النسب المئوية لتلك المواد بناء على «كودات» عالمية وحسب مواصفات الخرسانة المطلوبة، وبما يتوافق مع بيئة ومناخ الامارة، وسيساهم هذا المشروع في دعم مسيرة البناء المستدام والأخضر، وسيساهم في زيادة عمر المنشآت الخرسانية وفي الحفاظ على البيئة والصحة والسلامة بشكل كبير.

دعوة للمقاولين

دعت بلدية دبي كافة المقاولين والاستشاريين الى الاستعانة بالبلدية في حال احتياجهم للاستفسار حول أي تفصيل يتعلق بهذا الاسمنت، علما ان البلدية سبق وان اخطرت كافة المقاولين وهيأتهم لهذا القرار وشاركتهم الرأي كي لا يكون القرار مفاجئا لهم، كونهم شركاء في بناء المدينة.

دراسات لإعداد مخططات وتصاميم نموذجية للملاحق السكنية

 

كشف المهندس جمعة الفقاعي مدير إدارة الصيانة العامة ببلدية دبي بأن الدراسة جارية لإعداد مخططات وتصاميم « نموذجية » للملاحق السكنية المطلوب ترخيصها بحيث يتيح إعداد هذه التصاميم بشكل مسبق فرصة التسهيل على مقدمي الطلبات من حيث اختيار التصميم الأفضل بما يتلاءم مع متطلباتهم، وتأتي هذه الخطورة كمرحلة تحسينية وتطويرية لهذه الخدمة والتي أطلقتها إدارة الصيانة العامة منذ عام 2011 بهدف تلبية احتياجات المواطنين لترخيص الملاحق السكنية في مساكنهم الأمر الذي يحد بشكل كبير من تنفيذ المخالفات، ويضمن تحقيق كافة الاشتراطات الفنية والصحية والبيئية.

وأضاف المهندس جمعة الفقاعي بأن بلدية دبي تقدم خدمة إعداد الرسوم والتصاميم للملاحق مجاناً ماعدا بعض الرسوم والتأمينات الرمزية والتي تهدف إلى تنظيم العمل حيث يتقدم المالك بطلب ترخيص المطلب وفق شروط فنية تم تحديدها من قبل بلدية دبي من حيث عدم تجاوز مساحة الملحق المطلوب ترخيصه (1500 قدم مربعة) وأن تكون كافة الإضافات القائمة في الموقع مرخصة حسب النظام، وأن يشتمل الترخيص على بناء ملحق جديد فقط دون أي هدم في البناء القائم، وكذلك ضرورة توفير مخططات هذا البناء في حال عدم توفرها في البلدية.

إضافة إلى عدم شمول أية طلبات لترخيص أعمال بناء أو إضافات على الأسطح أو داخل المبنى الأصلي، كما نصت الاشتراطات العامة على أن يكون سقف الملحق إما خرساني أو من صفائح الألمنيوم المحشو بالعازل الحراري.

ولتسهيل الإجراءات على مقدمي الطلبات أعدت إدارة الصيانة العامة نموذجاً خاصاً للطلب يشتمل على البيانات الشخصية للمتقدم بالطلب واسم المقاول الذي سيقوم بالتنفيذ والثبوتات المطلوبة بأدني حد من الطلبات.

وعن إنجازات الإدارة في هذا المجال تحدث المهندس محمد عباس رئيس قسم الخدمات الفنية وهو القسم المسؤول عن إعداد هذه المخططات والتصاميم، فقال يتم إعداد هذه التصاميم في الإدارة من خلال الكوادر الهندسية الذاتية .

وأشار إلى أن الإقبال على هذه الخدمة التي أطلقتها بلدية دبي للأخوة المواطنين في تزايد مستمر نظراً للسرعة والدقة في أدائها، ولبساطة إجراءاتها، فقد بلغ عدد الطلبات المستلمة خلال العام الماضي (147) طلباً تم استبعاد (41) طلباً منها لعدم استيفائه الشروط المحددة، بينما كان عدد الطلبات المستلمة عام 2012 (130) طلباً.

وفي عام 2013 تم استلام 133 طلباً، في حين بلغ عدد الطلبات المستلمة في عام 2011 (142) طلباً، ويمكن القول بأن العدد الإجمالي الذي تم استلامه من قبل مقدمي الطلبات منذ إطلاق الخدمة وحتى تاريخه (625) طلباً أما في العام الجاري 2015 فقد بلغ عدد الطلبات المستلمة 71 طلباً تم إلغاء 18 طلباً منها لعدم استيفائها للشروط وإنجاز 39 طلباً، ويبقى 33 طلباً قيد الإنجاز حالياً.

Email