كثيرون يبحثون عنه في البر للظفر بوجبة نادرة

«العريون».. نبات المطر والرعد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بمجرد دخول الشتاء وهطول الأمطار، تلفظ الأرض نباتات موسمية مثل «العرايين» و«الفقع»، التي تعد من ألذ الفطريات طعماً، وأكثرها ارتفاعاً في الأسعار، ما يدفع المواطنين نحو البر للبحث عنها، والظفر بأكبر عدد منها لإعداد وجبات طعام نادرة وشهية، عبر غليها بالماء أو طبخها مع الأرز أو قليها، حسب ذوق الشخص..

وفي مناطق كثيرة يبدو واضحاً شغف انتظار الكثير من الأهالي والأسر المواطنة، لمتابعة نمو «العرايين» و«الفقع»، وخلافها من النباتات الموسمية، التي تجود بها أمطار الشتاء.

فوائد كثيرة

هذه النباتات المرغوبة، تحتوي على العديد من الفوائد الصحية، فهي غذاء جيد فيه نسبة عالية من البروتين، فضلاً عن الفوائد الصحية الأخرى مثل تقوية البصر وعلاج بعض أمراض العيون، كما ورد في السنة النبوية، وعلاوة على أنها شهية الطعم، فهي مفيدة ومغذية وصحية أيضاً.

خليفة بن حمود الطنيجي، باحث في التراث، قال إن العرجون هو عذق النخلة كما ذكر في القرآن الكريم، وباللهجة المحلية متعارف عليه «عريون»، وهو نبات موسمي مرتبط ظهوره بالمطر والرعد. أما الفقع «الفقاعة»، هو كذلك نبات موسمي ومرتبط بالمطر، مشيراً إلى أن «الفقاعة والعرايين» هي الفطر...

ويطلق عليها بالعربية الفصحى «الكمأة». وأضاف ان قطر «العريون» يتراوح من 5 إلى 15 سم، أما الكمأة فلا يزيد على 10 سم، وموعد ظهورها مرتبط بأيام الشتاء الممطرة، وإن برزت في ظل المطر والرعد والضباب..

فهذه العوامل تساعد على بقائها جيدة وصالحة للاستخدام والأكل لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام من وقت ظهورها، لافتاً إلى أنه في مطلع فصل الصيف، في شهر مارس تحديداً، يزداد ظهورها نتيجة اعتدال المناخ وميوله إلى الدفء.

فقاع  " لرجه"

هذه الأصناف النباتية، تتواجد وتنمو في التلال الرملية الصغيرة «النكد» و«المدامن» أي في معاطن الأبل والحيوانات في البر، ولا تنمو في السهول «السيوح»، لكن يكثر وجودها في ساحل الباطنة في سلطنة عمان. ويوجد كذلك فقع «لرجه» أو «لريه» وما يسمى بـ«الزبيدي»، ولونه شبه محمر وحجمه كبير نسبياً قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة، ويكثر في منطقة جبل علي في دبي ومنطقة ند الأبرق في أم القيوين.

التعمق في البر

تباع نباتات «الفقع» و«العرايين» في بعض الدول الخليجية بأسعار مرتفعة، بسبب ندرتها مؤخراً، ويحرص بعض المواطنين على إعداد رحلات مخصصة من أجل جمع الكمأة، أو ما يطلق عليه محلياً «الفقع» و«العرايين»..

لأن عملية جمعه تحتاج إلى التعمق في البر للوصول إلى أماكن غير مأهولة بالسكان والعزب، إذ ان البعض لا يستغني عن الكمأة مهما ارتفع سعرها، بصفتها غذاءً وعلاجاً في الوقت نفسه، وللأسف فإن فرصة الحصول عليها تبدو أصعب كل عام، بسبب الجفاف وقلة مياه الأمطار.

Email