مؤتمر دبي العالمي يواصل فعالياته وسط حضور كثيف

جلسات حوارية تربط السلام بالإسلام

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تواصلت فعاليات مؤتمر دبي للسلام العالمي صباح أمس الجمعة ولليوم الثاني على التوالي، بعدد من الجلسات الحوارية، والمحاضرات الدينية المرتبطة بقيم السلام والإسلام، أمها نخبة من العلماء المسلمين من الدول العربية والإسلامية.

وشهدت قاعات الشيخ سعيد في مركز دبي التجاري العالمي، حضوراً كثيفاً من الجاليات التي تعيش على أرض دبي، والتي حضرت صلاة وخطبة الجمعة والجلسات والمحاضرات. وألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخ عبد الله الكمالي الذي أمّ المصلين في قاعة الشيخ سعيد، متحدثاً عن معاني السلام السامية، وأهمية التقارب بين الشعوب، داعياً إلى الاقتداء بأخلاق الإسلام السمحة.

وركّز فضيلة الشيخ عبد الله الكمالي في خطبته التي نقلت عبر جميع قنوات مؤسسة دبي للإعلام على الابتعاد عن الفتن والمفاهيم الخاطئة التي تبث الفرقة وتشرذم الأمة، وضرب أمثلة من القرآن الكريم عن التسامح وحسن التعامل بين البشر.

الحوار مع الآخر

ودعا الشيخ مشاري راشد العفاسي، في الجلسة المسائية التي تلت افتتاح مؤتمر دبي العالمي للسلام مساء يوم الخميس، بالتعاون مع مركز المنار لتحفيظ القرآن الكريم، دعا إلى الحوار مع الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة لتعزيز روح التسامح، مشيراً إلى أن الإسلام دين يشجع على التعاون بين مختلف الثقافات والأديان باعتباره عنصراً أساسياً للسلام الدولي.

وحث العفاسي الحضور على التفكير بروح الإسلام والعمل بتعاليمه، وعدم التخاذل في العمل والجهد والانتقال من حالة الاستسلام والاتكال والتكاسل، إلى استنهاض الهمم واستلهام القوة من الإيمان لإحداث تغيير إيجابي في حياتنا.

وأضاف العفاسي أنه لا يكفي أن نتحدث عن السلام من غير أن نبثه في نفوس الآخرين من خلال مساعدتهم على تخطي التحديات، وتعزيز روابطهم بالخالق فمن ينعم بالسلام الداخلي لا بد وأنه طور علاقاته بالله وأصبح تعاطيه مع الآخرين أكثر إيجابية.

وخلال الجلسة الثانية من يوم الخميس قدم الشيخ يوسف إستس، الداعية الأميركي الشهير، عرضاً بعنوان "دعوة الأنبياء واحدة" شرح فيها سيرة الأنبياء استناداً إلى المسلسل التلفزيوني "قصص الأنبياء" الذي يخاطب الأطفال المسلمين الناطقين باللغة الانجليزية.

وخلال العرض أكد الشيخ يوسف إستس على أهمية التمييز بين الشعور بالسعادة والشعور بالسلام، حيث إن العالم المادي يقدم الكثير من المغريات التي يخيل للإنسان أنها مصدر السعادة وسرعان ما يكتشف أنه كلما تحققت له أمنيات زاد نهمه إلى المزيد، واتضح له أن السعادة غاية لا تدرك، وأن المصدر الحقيقي لها هو السلام الداخلي عندما يسعد الإنسان بما لديه وليس بالحصول على ما يريد.

وأكد الشيخ يوسف أن الإسلام هو دين تسامح وطاعة، ودين التسليم بمشيئة الخالق ودين الصدق، مؤكداً أنه لا أحد يمكنه أن يُكره أحداً على الصدق فهو ينبع من القلب وصدق القلب هو منبع الإسلام.

تحقيق العدالة

وشهد اليوم الثاني جلسة بعنوان "عبر من سورة الكهف" أدارها الشيخ عبد الباري يحيى، المدرس في معهد المغرب بمدينة سياتل، وإمام مسجد، جميع المسلمي في سياتل بالولايات المتحدة الأميركية.

وحول العبر المستفادة من هذه السورة، قال الشيخ يحيى إن عالمنا اليوم يقدم الكثير من المغريات المادية من خلال سوق الإعلانات الذي يدعو الناس إلى شراء ما لا يحتاجون بما لا يملكون ليبهروا من لا يعرفون، فنحن نعيش في عالم يسوده الخراب، وسورة الكهف بالذات، تحثنا على الالتزام بتعاليم الإسلام التي تحمينا من الضلال والقمع والظلم".

وأضاف أنه لتحقيق السلام، علينا أن نعمل أولاً على تحقيق العدالة، لأن الإسلام ليس دين المساواة فحسب ولكنه أيضاً دين العدالة، ونحن بحاجة إلى اتباع تعاليم القرآن والسنة في هذه الأوقات للبقاء على الطريق الصحيح. جدول الفعاليات

تضمن جدول الفعاليات إضافة إلى مجموعة من الجلسات الصباحية والمسائية والمحاضرات الدينية والاجتماعية، فعالية قبة السلام الذكية، والمعرض العلمي، وخطبة وصلاة الجمعة، وحملة التعهد بالسلام، وركن الأطفال وكأس بطولة السلام لكرة القدم للمدارس 2014.

ورعى الدورة الثالثة لمؤتمر دبي العالمي للسلام كل من إعمار، الراعي البلاتيني للمؤتمر، والرعاة الذهبيين: مجموعة الرستماني ومجموعة اللولو هايبرماركت، إلى جانب الرعاية الفضية لكل من جمعية دار البر، وشرف للسفريات. أما الشركاء الاستراتيجيون فهم هيئة تنمية المجتمع، ولجنة تأمين الفعاليات، ومركز دبي التجاري العالمي، بالإضافة إلى مؤسسة دبي للإعلام باعتبارها الشريك الإعلامي.

 

الشيباني: تعزيز قيم السلام لدى الشعوب

أكد الدكتور حمد الشيباني رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للسلام العالمي، ورئيس المؤتمر أن عقد هذا المؤتمر يصب في إطار التأكيد على قيم السلام لدى شعوب الأرض، وترسيخ مفهومها وفقاً لما أمر به الخالق عز وجل، حيث بيّن المفهوم السامي والكبير لمعنى السلام.

وقال إن التوجيهات الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تعكس إيمان القيادة العميق بضرورة نشر رسالة السلام في مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن إطلاق مؤتمر دبي للسلام يعد فرصة ذهبية لإشاعة بيئة تعليمية بين الناس تتيح ترسيخ مفهوم السلام ونشره في ضوء تعاليم القرآن الكريم وهدي الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم. وأضاف أن تحقيق السلام على المستويين الشخصي والعالمي هو ضرورة لكل فرد لكي يستطيع من خلالها العيش ضمن بيئة مفعمة بالتعايش السلمي الذي ينعكس بدوره على نجاح وتقدم البشرية جمعاء. ويكرس نشر مفاهيم السلام بين الأفراد في نهاية المطاف إلى اكتساب أفكار مبتكرة.

ولفت الشيباني إلى أن جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي أطلقت بناء على المرسوم رقم (19) لسنة (2011)، بوصفها إضاءة على التعاليم الإسلامية السمحة والتي تتجلى فيها معاني التسامح والاعتدال والوسطية وخلق قنوات التواصل مع كافة شعوب العالم لتعزيز العلاقات الدولية تحقيقاً للسلام المنشود. وتأتي الجائزة تكريماً للشخصيات أو الجهات ذات الإسهامات المتميزة في القضايا المرتبطة بالسلام العالمي بما يكفل تحقيق تنمية مستدامة في مختلف أرجاء المعمورة، والدفع قدماً باتجاه تكريس روح المبادرة والتفاعل مع القضايا المتعلقة بالسلام.

وأكثر ما يميز هذه الجائزة هي تفاديها للترشيحات المسبقة والتي قد تأتي في بعض الأحيان بناءً على اعتبارات معينة خاصة أو عامة، الأمر الذي يلقي بظلاله على مدى مصداقية هذه الجائزة وجدية القائمين عليها في إخراج جائزة للنور تضاهي أرقى الجوائز العالمية في هذا الصدد.

Email