ضمن احتفالاتها بأسبوع التشجير وبهدف الحفاظ على الرقعة الخضراء

بلدية دبي تشرع في ترقيم 10 آلاف شجرة غاف مُعمّرة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دشّن المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي مشروع ترقيم الأشجار المعمرة بدءاً بأشجار الغاف المحلية،تشمل 10 آلاف شجرة، ضمن الاحتفالات التي تُنظّمها الدائرة بمناسبة فعاليات أسبوع التشجير الرابع والثلاثين، التي بدأت أمس في منطقة زعبيل، بحضور حشد من المسؤولين وذوي العلاقة، وعدد من طلاب وطالبات المدارس الابتدائية الذين قدموا عروضاً مختلفة بهذه المناسبة.

وقال لوتاه: إن هذا المشروع يأتي استكمالاً لجهود البلدية في المحافظة على الأشجار المحلية المعمرة، والمحافظة على الرقعة الخضراء الموجودة والعمل على استكثارها وزيادتها بمختلف الأساليب، مشيراً الى ان البلدية دأبت على الاحتفال بهذه المناسبة التي تعكس الجهود المتميزة التي بذلتها الدولة في مجال نشر الزراعة، اذ حققت إمارة دبي العديد من الإنجازات في مجال التشجير لمواكبة التوسع والتطور العمراني.

تطور مستمر

وأكد ان مسيرة التشجير ونشر الرقعة الخضراء في الامارة في تطور مستمر خصوصاً بعد أن باتت مدينة دبي من المدن العالمية والمتميزة بعد ما وصلت إليه المدينة بحصولها على شرف استضافة معرض اكسبو العالمي، مؤكداً في الوقت ذاته حرص البلدية على الحفاظ على الأشجار المحلية المعمرة التي ارتبطت بإنسان دولة الإمارات منذ القدم، إذ أولت هذه الأشجار كل اهتماماتها من حيث الاستنبات في المشاتل، والاستخدام في مشاريع التشجير، ونقل المتأثر منها بمشاريع تطوير البنية التحتية وإعادة زراعتها في مواقع جديدة.

وأضاف: "وفقاً لأفضل الممارسات العالمية تقوم بلدية دبي بتنفيذ مشروع حصر وترقيم أشجار البيئة المحلية الطبيعية المعمرة بالتنسيق مع فئات المجتمع، كون المحافظة على هذه الأشجار وضمان استمرارية زراعتها للأجيال القادمة من أهم مسؤولياتها الاجتماعية والبيئية، وبدأ هذا المشروع بترقيم أشجار الغاف الطبيعية، كونها أهم شجرة محلية، والمحافظة عليها تعني المحافظة على الهوية الوطنية كون هذه الأشجار موجودة منذ القدم وارتبط بها إنسان الإمارات وأصبحت من تراث هذا الوطن، كما أنها تعتبر الشجرة المحلية الأكثر انتشاراً في الدولة من رأس الخيمة وحتى ليوا والسلع، تتميز بنموها في بيئات عديدة وتغطي مساحات شاسعة من أرض الدولة.

بما في ذلك الكثبان الرملية وبعض البيئات ذات الأرض التي تميل إلى الملوحة، وتوجد على المسطحات الرسوبية ذات الأرض الخشنة، ولها الكثير من الفوائد والاستخدامات، حيث تأكل أوراقها وثمارها الحيوانات، وتتميز بارتفاع نسبة البروتين فيها ولها استخدامات في الطب الشعبي علاوة على الاستخدامات المختلفة لأخشابها وجودة زيت بذرة الغاف التي تؤهله للاستخدام الآدمي، وتعتبر هذه الأشجار بمثابة الرئات التي تتنفس منها الشعوب ولهذا فهي ثروة طبيعية ينبغي المحافظة عليها".

أهداف الترقيم

وأوضح أن هذا النظام يتيح المحافظة على أشجار البيئة المحلية المعمرة من عبث البعض، كون كافة الأشجار المرقمة محمية بالقانون، ولها قاعدة بيانات الكترونية عنها، حيث يساعد نظام الترقيم في توفير إحصاءات حقيقية بأعداد الأشجار المعمرة، وأطوالها وقطر ساقها، وعمرها يسهل تحديثها دورياً، والتي تعكس الجهود المبذولة في مجال المحافظة على البيئة ومكافحة التصحر، ويمكن توفير إحصاءات بالأشجار وفقاً لعمرها أو وفقاً لسمك ساقها للباحثين أو الدارسين أو غيرهم، مؤكداً انه تم الربط مع مركز دبي للإحصاء لتكون الإحصاءات الخاصة بأشجار البيئة المحلية المعمرة في متناول المركز، كما يمكن لإدارة التراث العمراني الاستفادة من تلك الإحصاءات والمعلومات في مجال الحفاظ على تراث الدولة.

حالة الأشجار المعمرة

كما سيُبسّط هذا النظام عملية متابعة حالة الأشجار المعمرة التي تتعرض للنقل والزراعة بموقع آخر بسبب مشاريع البنية التحتية بدلالة الرقم، وتسهيل عمليات الجرد السنوي، أو كل خمس سنوات لمعرفة حالة النباتات وتقييم الوضع القائم لها على ضوء الحالة العامة والأعداد المفقودة وإضافة أشجار جديدة وصلت إلى العمر المناسب لتكون معمرة وتحديث الإحصاءات، مبيناً ان الأشجار المعمرة عبارة عن نباتات وعائية تحتوي على أنسجة توصيل (خشب ولحاء) يحدث لها تغليظ سنوي عن طريق طبقة الكامبيوم وبذلك يزداد القطر في السمك.

وتتميز بأن لها ساق قائم لا يقل عن 20 قدماً يخلو من الفروع لعدة أقدام فوق سطح التربة ويحمل تاجاً مميزاً ومجموعاً جذرياً قوياً يعمل على تثبيتها بالتربة ويمدها باحتياجاتها من الماء والغذاء، ومن أمثلتها أشجار الغاف والقرض، والاتل والسدر والسمر، اللثب، الرولا، وغيرها.

وأوضح أن الأشجار المعمرة تقع ضمن مجموعة النباتات الزهرية سواء كانت معراة البذور أو مغطاة البذور (ذوات فلقة واحدة أو فلقتين)، وعادة يتكون النبات من خلايا متخصصة يتجمع كل نوع منها معاً مكوناً عضواً، ويتكون العضو النباتي من مجموعة من الأنسجة ويتكون النسيج من عديد من الخلايا ويعرف النسيج النباتي بأنه مجموعة من الخلايا لها نفس الأصل وتشترك في وظيفة أساسية واحدة ويكون النسيج بسيطاً إذا تكون من نوع واحد من الخلايا كالأنسجة البرنشيمية.

أو قد يكون مركباً إذا احتوى على أكثر من نوع من الخلايا كنسيج الخشب الذي يتكون من أوعية خشبية وقصيبات وبرنشيمة خشب وألياف خشب، والأنسجة قد تكون ميرستيمية خلاياها لها القدرة على الانقسام أو تكون مستديمة خلاياها بالغة فقدت القدرة على الانقسام، ويعتبر الكامبيوم الوعائي هو المسؤول عن النمو في السمك، ويعرف بأنه النسيج المرستيمي الوعائي ويكون الكامبيوم الوعائي نسيجاً ابتدائياً" إذا نشأ عن استمرار انقسام بعض خلايا المرستيم القمي.

ويكون نسيجاً ثانوياً" إذا نشأ عن تجدد النشاط الانقسامي لبعض الخلايا البالغة وعادة يكون خليطاً من الاثنين كما هو في حالة التغليظ الثانوي للسيقان والجذور، وتنقسم خلايا الكامبيوم الوعائي بجدر موازية لمحيط العضو النباتي مكونة لحاء ثانوياً للخارج وخشباً ثانوياً للداخل ويتسبب عن نشاط الكامبيوم الوعائي زيادة النمو في السمك.

ويرجع النمو القطري إلى نشاط الكامبيوم الوعائي وهو عبارة عن الطبقة الموجودة بين اللحاء والخشب ويتمثل في نمو ربيعي وصيفي والاثنين معاً يكونان حلقة نمو، وهكذا تتكون حلقات النمو السنوية التي من خلالها يمكن معرفة عمر الشجرة.

تقدير الأشجار المعمرة

ويُعتبر علم قياسات الغابات والأشجار من فروع علم الغابات التي تهتم بتقدير وتكعيب وقياس المجامع الشجرية والثروة الخشبية فهو يختص بدراسة وتقدير أحجام الأشجار وأطوالها وأقطارها وأعمارها، ويقدر عمر الأشجار عادة بعدة طرق ابرزها: عن طريق الشكل الظاهري، أو عدد المحيطات الفرعية، أو عدد حلقات النمو السنوية، أو الكربون المشع، أو المسبر لقياس Increment borer ، ويتم حصر الأشجار المعمرة عبر آلية محددة ومن خلال فرق عمل داخلية بالتنسيق مع بعض الجهات ذات العلاقة داخل وخارج الدائرة بهدف حصر الأشجار المعمرة بالمناطق التي تقع ضمن اختصاص هذه الجهات.

حيث سيتم الحصر بالمناطق المختلفة وهي المناطق: العامة الحضرية، والمناطق الخاصة، ومناطق المطورين، والمناطق الطبيعية، وسيتم العمل ببعض المناطق العامة الحضرية خاصة تلك الأشجار الطبيعية التي تنمو بحرم الطريق، وتمت عملية الترقيم عن طريق جهاز الـ GPS يتم من خلاله تحديد مواقع الأشجار.

أشجار الغاف المعمرة

وذكر أن الإدارة عملت على تشكيل فرق عمل داخلية من العاملين بقسم الزراعة لحصر أشجار الغاف المعمرة بالمنطقة الحضرية، وكمرحلة أولى تم حصر أشجار الغاف المعمرة الطبيعية في ثلاث وعشرين منطقة في بر دبي، وديرة، والطرق الخارجية، ومناطق: زعبيل الأولى، وعود ميثاء، والمنخول، والحضيبة، والكفاف، والسطوة، وأم الشيف، والجميرا، والقوز، والصفوح، والبرشاء، وند الشبا، وأم هرير، والكورنيش، وأبوهيل، وهور العنز، وبورسعيد، والممزر، والقصيص، والطوار، والمحيصنة، والقرهود، ومردف، وأم الرمول، والراشدية، ودبي العين، والعوير، شارع الشيخ محمد بن زايد، وبلغ إجمالي عدد الأشجار بها حوالي عشرة آلاف شجرة معمرة ( 10000 شجرة غاف) سيتم العمل على ترقيمها كمرحلة أولى.

 

نظام حماية فعال ينفذه مراقبو المزروعات

أكد حسين لوتاه أن حماية الأشجار المعمرة تتم من خلال وجود نظام رقابة فعال يتم تنفيذه من قبل مراقبي حماية المزروعات، والتقليم بهدف التجديد وتنشيط نمو هذه الأشجار، والذي يتم من خلال فريق عمل مدرب خصيصاً لتنفيذ هذه العملية بكفاءة في الأوقات المحددة، وسيتم تأهيل وتدريب مجموعة من الشركات لتكون قادرة على نقل وإعادة زراعة الأشجار المعمرة التي تعترض مشاريع خدمات البنية التحتية بما يضمن نجاح زراعة هذه الأشجار.

وسيتم العمل على ضمان استمرار قسم الزراعة بنقل الأشجار الطبيعية المعمرة التي تعترض مشاريع خدمات البنية التحتية وإعادة زراعتها بمواقع الغابات والمحميات بكفاءة بما يضمن نجاح زراعتها واستمرار نموها، حيث قام هذا القسم منذ عام 1993 وحتى الآن بنقل 10219 شجرة غاف وإعادة زراعتها بمواقع جديدة.

وحول المعايير والاشتراطات اللازمة لنقل أشجار الغاف أو الأشجار الأخرى المعمرة المتأثرة بمشاريع الخدمات والبنية التحتية وإعادة زراعتها بمواقع أخرى أشار إلى أن البلدية وضعت مجموعة من المعايير لنقل هذه الأشجار ومن ضمنها ضرورة الالتزام بإجراء المعاينة الميدانية لأشجار الغاف أو الأشجار المعمرة المتأثرة بمشاريع الخدمات والتي سيتم نقلها لموقع آخر بهدف التعرف على الحالة العامة لهذه الأشجار، أعدادها، والعمر التقديري لها، وملكيتها، والمكان الذي ستنقل إليه.

حيث إن لهذه المعلومات دوراً كبيراً في تحديد طريقة تجهيزها للنقل وتحديد الاحتياجات من المعدات والآليات والشاحنات والعدد والأدوات والقوى العاملة اللازمة لتنفيذ نقل هذه الأشجار، وكذلك يمكن حمايتها من خلال إزالة الرمال المتحركة المتجمعة حول ساق شجرة الغاف أو أي شجرة معمرة باستخدام جهاز ميكانيكي خفيف (بوبكات) أو ثقيل (شيول) أو يدوياً بواسطة العمال حسب طبيعة الموقع للوصول إلى سطح التربة الحقيقية التي ينمو داخلها المجموع الجذري للشجرة المطلوب نقلها.

وعمل حفرة دائرية نصف قطرها حوالي 1.5 متر حول ساق الشجرة تمهيداً لري أشجار الغاف المطلوب نقلها لفترة زمنية تتوقف على حالة الشجرة وطبيعة الموقع، وري الأشجار بالمياه لفترة زمنية مناسبة تتوقف على حالة الشجرة وطبيعة الموقع بما يضمن امتلاء خلايا المجموع الجذري وأوعية الشجرة والمجموع الخضري لهذه الأشجار بالماء لما لذلك من دور هام في نجاح الأشجار المنقولة ومساعدتها على استعادة نموها بعد النقل بالمواقع الجديدة، والحفر الدائري حول الأشجار الكبيرة في دائرة نصف قطرها 1.5 2 متر وبعمق 2 متر بواسطة جهاز ميكانيكي أو يدوياً طبقاً لطبيعة الموقع وبما يضمن نقل الشجرة بصلية كبيرة (الصلية هي عبارة عن كتلة التربة التي تحتوي بداخلها على المجموع الجذري للشجرة) بما يضمن سلامة الشعيرات الجذرية المسؤولة عن امتصاص الماء من محلول التربة وتوصيله لأجزاء الشجرة.

تقليم

وأكد أن إجراء تقليم ملائم للشجرة يتناسب مع عمرها وحالتها والموسم الذي ستنقل فيه (صيف / شتاء) والمسافة التي ستنقل إليها مع المحافظة على الأفرع الرئيسية التي تمثل الهيكل الرئيسي للشجرة ( 3-4 أفرع رئيسية ) والتخلص من الأغصان والأوراق الخضراء بهدف تقليل كميات الماء التي تفقد من خلال الثغور الموجودة علي سطح الأوراق من خلال عملية النتح للمحافظة على امتلاء الخلايا النباتية للجذور والساق والأفرع بالماء، واقتلاع الأشجار بواسطة جهاز ميكانيكي مناسب ورافعة هيدوليكية مع ضرورة تغليف الصلية (التربة التي تحتوي المجموع الجذري) بقطعة من الخيش وربطها لضمان الاحتفاظ بالتربة التي تحتوي على الشعيرات الجذرية.

ثم ترفع الأشجار التي تم اقتلاعها بواسطة رافعة ميكانيكية (كرين) لتزرع في جورة جديدة بقياس لا يقل عن 2م 2م 2م ويمكن زيادتها طبقاً لحجم صلايا الأشجار (التربة التي تحتوي على المجموع الجذري) إذا كانت الزراعة تتم في نفس الموقع أو ترفع على «تريلا» لتنقل لموقع آخر أو يمكن زراعتها في أكياس كبيرة وتنقل إلى المشاتل للعناية بها لتكون براعم خضرية جديدة تنمو لتجدد النمو الخضري للشجرة تنقل بعدها لتزرع في مشاريع أو مناطق جديدة، ويراعى عند الزراعة أن يدفن كامل المجموع الجذري للأشجار المنقولة تحت مستوى سطح التربة بجوره الزراعة وأن يكون الساق في وضع قائم ويمكن الاستعانة بدعامات خشبية وأربطة وأوتاد لتثبيت ساق الشجرة في وضع قائم، ثم تدك التربة بجورة الزراعة.

 

كيفية الترقيم

سيتم ترقيم الأشجار المعمرة المشمولة بالحصر الأول برقم مسلسل من 1 إلى 10000 وسيبدأ الترقيم من منطقة زعبيل تحديداً بالمنطقة المقابلة لمسجد زعبيل وذلك بالاستعانة بجهاز الـ GPS فور استلامه والانتهاء من تدريب فرق العمل على استخدامه، بالإضافة للرقم المسلسل سيكون هناك كود لكل شجرة من أشجار الغاف المعمرة يتكون هذا الكود من بيانات تعريفية للشجرة (طبيعية أو مزروعة) بالإضافة إلى الحرف الأول من اسم الصنف واسم النوع للشجرة ورقم الشارع والمنطقة الجغرافية الموجودة بها وتحديد المكان يمين أو وسط أو يسار الشارع وإحداثيات الموقع المزروعة به X & Y، ثم إدخال الأشجار المعمرة التي يتم الانتهاء من ترقيمها على نظام الــ GIS، وبعدها يتم عمل بطاقة تعريفية إلكترونية لكل شجرة بدلالة الرقم يُسجل بها جميع بيانات الشجرة المورفولوجية والفسيولوجية والتاريخية مع صورة للشجرة.

Email