45 مهندساً إماراتياً يطورون «خليفة سات»

أعلنت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست) أن فريق عمل متكامل من 45 مهندساً إماراتياً سيتولى مسؤولية قيادة عمليات تطوير إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" الذي يعد أول قمر سيتم استكماله في الإمارات، وهو المشروع الذي يحظى بأهمية استراتيجية باعتباره ثالث مشروع تصنيع قمر صناعي تحت مظلة "إياست"، مؤكدة أن أبرز الملامح الاستراتيجية المميزة للقمر الصناعي "خليفة سات"، تتمثل في كونه مشروعاً وطنياً، يتم تصنيعه بأيدٍ إماراتية 100% على أرض الإمارات.

وأكد حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" إن الإعلان عن مشروع القمر الصناعي "خليفة سات" يأتي استكمالاً لمسيرة حافلة بالعمل الجاد والنجاح المتواصل في وضع أسس متينة لتعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار التقني في الإمارات تماشياً مع أهداف خطة دبي الاستراتيجية، و"رؤية الإمارات 2021"، المتمثلة في بناء اقتصاد مستدام، قائم على المعرفة.

واعتبر المنصوري العام 2013 عاما مفصليا في تاريخ "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة"، وشهد، إلى جانب انطلاق أعمال تصنيع "خليفة سات"، إطلاق القمر الصناعي للاستشعار عن بعد "دبي سات 2" إلى الفضاء، مشيرا إلى أن أبرز الملامح الاستراتيجية المميزة للقمر الصناعي "خليفة سات"، تتمثل في كونه مشروعاً وطنياً، يتم تصنيعه بأيدٍ إماراتية 100% على أرض الإمارات، مجسّداً بذلك تطلعات المؤسسة في نقل وتوظيف الخبرات التقنية المكتسبة من كوريا الجنوبية، في خدمة جهود جعل الإمارات مركزاً رائداً في صناعة الفضاء إقليمياً ودولياً.

وأوضح المنصوري أن مشروع "خليفة سات" يمثل نقلة نوعية جديدة، لدعم الأهداف السامية لقيادتنا الرشيدة، والمتمثلة في تعزيز المعرفة والتطور التقني، وبناء كوادر بشرية إماراتية على درجة عالية من التنافسية، واحتضان أحدث الإنجازات، وتسخيرها في خدمة مسيرة الرقي والتطور والتنمية الشاملة المستدامة.

موضحا أنه على الرغم من أن المشروع شمل تجارب علمية عديدة، وقدم معلومات هندسية مفيدة، من شأنها أن تمهد لبرنامج مميز، إلا أن الجميع يحرص على المضي قدما نحو التطوير والتحديث المستمر، وتطبيق أفضل المعايير العالمية. وقال المنصوري إن كان قطاع الفضاء يعد الركيزة الأساسية التي من شأنها دعم مسيرة التميز والتنمية، لما يزخر به من فرص واعدة للارتقاء بالقطاعات الحيوية الأخرى في سبيل بناء المستقبل.

نهج ثلاثي

وشرح يوسف حمد الشيباني مدير عام "إياست" الأهمية الاستراتيجية لمشروع "خليفة سات" عبر النهج ثلاثي المراحل المعتمد لتطوير نظم الأقمار الصناعية المتقدمة، وأعلن البدء بتطوير مرافق متخصصة لتصنيع الأقمار الاصطناعية ضمن المقر الرئيس لـ "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة خلال العام المقبل في الخوانيج. وستمثل هذه المرافق ركيزة عملية نقل بناء القمر الاصطناعي خليفة سات إلى الإمارات.

وقال الشيباني إن المرحلة الأولى تتمحور حول نقل المعرفة والتقنية المكتسبة من " ساتريك انيشيتيف"، وذلك عبر إرسال فريق من المهندسين الإماراتيين إلى كوريا الجنوبية لاكتساب الخبرات المتخصصة خلال عملية تطوير مشروع "دبي سات-1" مشكّلاً بذلك دعامة أساسية لإنجاح المبادرات المستقبلية لتطوير الأقمار الصناعية لدينا في مؤسسة.

وبعد النجاح الذي تحقق في استكمال وإطلاق القمر الصناعي "دبي سات-1" في العام 2009، بدأت المرحلة الثانية التي تمركزت حول نهج التطوير المشترك لمشروع دبي سات-2، حيث قام الفريق الإماراتي مع نظيره الكوري بتصميم وبناء وفحص القمر الصناعي دبي سات-2، وكانت نسبة مشاركة الفريق في المشروع 50% ، وسيتم استكمال المرحلة الثالثة في مشروع "خليفة سات" ضمن المرافق المخصصة لتصنيع الأقمار الصناعية داخل الدولة.

تقنية متطورة

وفي إطار استراتيجية النقل التدريجي للتقنية المتطورة، سيتم البدء بتطوير "خليفة سات" في كوريا الجنوبية ليتم بعد ذلك الانتقال إلى دبي حيث سيتولى فريق المهندسين الإماراتيين مسؤولية استكمال عمليات تطوير المشروع بالاستعانة بـ " ساتريك انيشيتيف" عند اللزوم على مستوى الاستشارات التقنية. ويحظى "خليفة سات" بأهمية خاصة باعتباره اختباراً حقيقياً لإمكانياتنا في بناء وتصميم أقمار صناعية.

وكشف يوسف بن حمد الشيباني مدير عام "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" "EIAST"، عن أن فريق عمل متكامل من 45 مهندساً إماراتياً سيتولى مسؤولية قيادة عمليات تطوير إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" الذي يعد الأول الذي سيتم استكماله في الإمارات، وهو المشروع الذي يحظى بأهمية استراتيجية باعتباره ثالث مشروع تصنيع قمر صناعي تحت مظلة "إياست" بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي "ساتريك إنيشيتيف"، المزود الرائد للحلول المتكاملة والمخصصة لبعثات مراقبة الأرض.

ويبدأ تنفيذ مشروع "خليفة سات" العام الجاري كأول قمر صناعي يُستكمل تطويره في الخوانيج في دبي كمشروع وطني، سيتم تصنيعه بأيدٍ إماراتية 100% على أرض الإمارات، مجسّداً بذلك تطلعات المؤسسة في نقل وتوظيف الخبرات التقنية المكتسبة من كوريا الجنوبية، في خدمة جهود جعل الإمارات مركزاً رائداً في صناعة الفضاء إقليمياً ودولياً وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية رائدة في مجال العلوم والتقنية مؤكدا أن دبي لديها الخبرات المحلية والبنية التحتية ذات المستوى العالمي لتصبح قاعدة لتصنيع الأقمار الفضائية وتطوير حلول مبتكرة في المستقبل.

ومن المتوقع إطلاق «خليفة سات» العام 2017 ما يشكل بدايةً جديدةً لقطاع تصنيع الأقمار الصناعية في الإمارات، وستشهد السنوات الثلاث والنصف القادمة ولادة أول قمر صناعي تم تطويره على أرض الإمارات.

وستنطلق عمليات تطوير "خليفة سات" في كوريا الجنوبية على أن تُنقل لاحقاً إلى مرافق تصنيع الأقمار الصناعية الواقعة ضمن "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" في دبي ليتم استكمال النصف المتبقي من المشروع على أرض الإمارات.

مختبرات خاصة

وأكد البدء بتطوير مرافق تصنيع الأقمار الصناعية، وهي عبارة عن مختبرات خاصة تمنع العوامل الخارجية كذرات الغبار والرطوبة من التأثير على الأقمار الصناعية ضمن مقرها الرئيس الواقع في إمارة دبي خلال العام الجاري على أن تنتهي بنهاية 2014 تماشياً مع استعداداتها الجارية لاحتضان عمليات تطوير مشروع "خليفة سات".

ويتولى فريق المهندسين الإماراتيين من "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" مسؤولية تطوير مشروع "خليفة سات" منذ المراحل الأولية، مع مشاركة "ساتريك إنيشيتيف" في تقديم الاستشارات التقنية عند الضرورة. وتأتي التطورات الأخيرة لتمثل خطوة نوعية من شأنها ضمان إنجاح خطة نقل عمليات تطوير القمر الصناعي الجديد إلى الإمارات.

وأكد يوسف الشيباني أن إطلاق مشروع "خليفة سات" نقلة نوعية مهمة نحو تجسيد تطلعاتنا المستقبلية الطموحة ودليل واضح يعكس العمل الجاد والاهتمام الكبير والالتزام المطلق الذي توليه المؤسسة لترسيخ ثقافة التميز التقني والعلمي في الإمارات، مشيرا إلى أن المؤسسة حققت تقدما ملحوظا منذ العام 2006 مع بدء تعاونها المثمر مع "ساتريك إنيشيتيف".

وأضاف الشيباني إن "خليفة سات" يكتسب أهمية استراتيجية باعتباره اختباراً حقيقياً لإمكانات المؤسسة المتاحة فيما يتعلق بعلوم الفضاء ودفعة قوية لمواصلة الارتقاء ببرامج تطوير الأقمار الصناعية في المستقبل، مضيفا :"تمكنا خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً من بناء إمكانات عالية المستوى فيما يتعلق بتصنيع الأقمار الصناعية، وهو ما يعود بالدرجة الأولى إلى شراكاتنا الاستراتيجية مع عدد من أبرز المؤسسات البحثية الرائدة في مجال تقنيات الفضاء والأقمار الصناعية، وتماشياً مع تطلعاتنا الطموحة، نسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الإمكانات والمعارف والمرافق والقدرات البحثية لتطوير أقمار صناعية متطورة على أرض الإمارات استناداً إلى أحدث التقنيات الحديثة، وذلك عقب استكمال مشروع "خليفة سات".

 

مرحلة العمل في الإمارات اختبار حقيقي لإمكاناتنا

قال المهندس سالم حميد المري، مدير إدارة برنامج الفضاء بمؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، إن رؤية المؤسسة تتمحور حول توظيف تقنيات علوم الفضاء وتطبيقاتها بشكل فاعل لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الإمارات.

وإن مشروع "خليفة سات" يتماشى مع هذه الرؤية، وتابع :" نقوم بدور قيادي ورئيس في استكمال القمر الصناعي الجديد بأيدٍ وخبرات إماراتية خلال فترة الثلاث سنوات والنصف المقبلة، وسيتم البدء بتطوير "خليفة سات" في كوريا الجنوبية خلال فترة تمتد لسنتين بالتعاون مع " ساتريك إنيشيتيف"، ليتم بعدئذٍ الانتقال إلى دبي في المرحلة الأخيرة التي ستمتد لسنة ونصف السنة، وتحتل هذه المرحلة أهمية خاصة باعتبارها اختباراً حقيقياً لإمكاناتنا المتاحة، حيث سيتولى فريق الخبراء والمهندسين الإماراتيين مسؤولية استكمال عمليات تطوير المشروع ضمن مرافقنا المخصصة لتصنيع الأقمار الصناعية في دبي".

وأضاف المري إن هيكل القمر الصناعي "خليفة سات" سيكون مشابها لهيكل القمر الصناعي "دبي سات-2"، لكن هناك تغييراً كبيراً في حجم آلة التصوير والمعدات الأساسية، إذ سيتم تزويد القمر الصناعي "خليفة سات" بنظام تصوير متطور جدا يعمل بمثابة مكبر عالي الدقة تمكنه من الوصول إلى دقة تصوير تصل إلى 70 سم من على بعد 600 كيلومتر فوق سطح الكرة الأرضية، كما سيتم إدخال تحسينات في سرعة التحميل وتعزيز قدرات الحاسب الآلي.

دبي سات -1

ويعتبر القمر الصناعي دبي سات-1 أول قمر استشعار عن بعد تملكه دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يمثل عزم الدولة على الحصول على التقنيات الفضائية المتطورة بهدف تلبية متطلبات البحث العلمي والتقني، بدأ القمر الصناعي دبي سات-1 الذي أطلقته «إياست» في شهر يوليو من عام 2009، ومنذ ذلك الحين بتوفير صور الأقمار الصناعية التي تستخدم في العديد من التطبيقات.

وتتميز هذه الصور بالجودة والدقة العالية، الأمر الذي يسهم في استكمال قاعدة بيانات نظام المعلومات الجغرافية واستخدامها في دراسات لرصد التغيرات البيئية المختلفة والمساهمة في إدارة الكوارث الطبيعية بأنواعها، بالإضافة إلى دراسة جودة المياه في منطقة الخليج العربي، وأوضحت «إياست» أن اليابان اشترت صور القمر الصناعي سات-1 لمراقبة نتائج التسونامي الذي تعرضت له سواحلها الشرقية وتحديد الاضرار والتطورات الكارثية التي وقعت في مفاعل فوكوشيما النووي المخصص لإنتاج الكهرباء.

وأوضحت أن باكستان تبعت ذات الأسلوب لمراقبة تأثيرات الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها من زلازل وغيرها، موضحاً أن زبائن القمر الصناعي سات-1 مجموعة دول عربية ومن أميركا الجنوبية وآسيا وأوروبا يشترون الصور التي يلتقطها القمر للأغراض التجارية والعلمية.

 

10 أقمار اصطناعية بحلول العام 2018

تمتلك دولة الإمارات حاليا أكبر قطاع فضائي فعال في منطقة الخليج والشرق الأوسط حيث سيكون لدى الإمارات 10 أقمار اصطناعية بحلول العام 2018 تعمل منها 6 أقمار في الفضاء حاليا بكفاءة إضافة إلى قمر انتهى عمره.

وتشمل هذه الأقمار العشرة قمرين لأبوظبي وقمرين للثريا وقمراً لدبي وخلال الخمس سنوات المقبلة سيكون هناك قمران عسكريان وقمر لأبوظبي وقمران لدبي. كذلك تبرز أهمية التعليم في تطوير صناعة الفضاء وتعزيز الاقتصاد بشكل عام.

وتستخدم الإمارات أفضل التكنولوجيات في خدمات الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية التي تعمل في مدارها حاليا متخصصة في ثلاث نوعيات أساسية هي الاتصالات المتحركة والتصوير الفضائي والبث التليفزيوني والانترنت والاتصالات والإذاعة بجانب الأغراض العسكرية.

وتضمن المشروع الفضائي بشركة الثريا إطلاق قمرين صناعيين تكلف مليار دولار بينما تكلف الياه سات 1.7 مليار دولار في حين تكلف القمر الذي أطلقته دبي ويحمل اسم دبي سات ٥٠ مليون دولار ليصل إجمالي تكلفة الأقمار الإماراتية إلى ما يقارب ثلاثة مليارات دولار.

 

«إياست»

مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" هي مؤسسة عامة تابعة لحكومة دبي، تم إنشاؤها في العام 2006 لتشجيع الابتكار العلمي والتقدم التقني في دبي والإمارات، فضلا عن بناء قاعدة تنافسية لتطوير الموارد البشرية المواطنة وتعزيز الابتكار التقني لديهم والارتقاء بهم إلى مستويات علمية رائدة. وتقوم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" بتنفيذ أبحاث رئيسية في مجال الفضاء الخارجي، وتصنيع الأقمار الصناعية وتطوير النظم ذات الصلة، وتوفير خدمات التصوير الفضائي وخدمات المحطة الأرضية والدعم للأقمار الصناعية الأخرى.

وتتمحور المرحلة الأولى حول نقل المعرفة والتقنية المكتسبة من " ساتريك انيشيتيف"، وذلك عبر إرسال فريق من المهندسين الإماراتيين إلى كوريا الجنوبية لاكتساب الخبرات المتخصصة خلال عملية تطوير مشروع "دبي سات-1" مشكّلاً بذلك دعامة أساسية لإنجاح المبادرات المستقبلية لتطوير الأقمار الصناعية لدينا في مؤسسة.