صور من الحياة

عبدالغفور الرئيسي: المجتمع غير نظرته السلبية عن المعاق

عبدالغفور الرئيسي تصوير - يونس يونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقول لكل معاق لا تدع المعوقات تقف أمام طموحاتك بل اعمل على تحقيقها فهي من مكتسباتك وحقوقك، تحية شكر لأم المعاقين جميلة القاسمي التي أعطت من وقتها وجهدها في سبيل تحقيق طموحات المعاقين، بهاتين الجملتين بدأ عبدالغفور علي الرئيسي عضو مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين، ونائب رئيس لجنة الثقافة وتنمية المجتمع، حديثه مؤكداً أهمية الطموح وبذل الجهد لتحقيقه.

كما وصف نظرة المجتمع للمعاق قبل سنوات قائلاً: لا أتحسس من إظهار إعاقتي، لكن كنت أتحسس من طريقة استيعاب الناس لإعاقتي، كان غالبيتهم ينظرون للمعاق وكأنه إنسان عاجز يحتاج إلى معونة مادية شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن ما أن بدأ المعاق يظهر مواهبه وقدراته الرياضية والثقافية والاجتماعية، تغيرت نظرة المجتمع نحوه، وبدأ الكثير منهم يتعامل مع المعاق بشكل طبيعي.

كما أن مستوى الوعي لدى تغير ونظرتي للإعاقة أيضاً تغيرت، فمن خلال نظرة المجتمع تصبح حياة المعاق طبيعية ولا يتحسس من أي شيء، ويصف إعاقته بأنها نتجت من إصابته بشلل الأطفال منذ كان عمره سنتين، نتيجة إصابته بالحمى، وأدى ذلك إلى إصابته بتلف في الأعصاب وشلل في النصف السفلي من الجسم، غير أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في الحياة، ومواصلة التعليم حيث أنهى مرحلة الثانوية، وبعد ذلك خاض غمار الحياة بنجاح، وهنا يرسم لنا ملامح من حياة التحدي مع الإعاقة.

يقول عبدالغفور الرئيسي: الإعاقة لم تمنعني من ممارسة حياتي الطبيعية، صممت على قبول التحدي، وعملت في أكثر موقع حكومي، في مرور الشارقة ومواقع أخرى، إلى جانب عضويتي في نادي الثقة، وتحملي لمهام مختلفة في النادي، إضافة إلى ذلك فأنا من وضع نواة الرياضة للمعاقين في الدولة، وكان ذلك في 1/31/ 1986 في الشارقة، عندما أتى فريق من المعاقين من البحرين، وكان معهم كرسيين متحركين، فطلبوا مني استعمال أحد هاذين الكرسيين والمشاركة معهم في مسابقة الجري بالكراسي المتحركة، وكانت هذه المشاركة تاريخية.

حيث مثلت بدء النشاط الرياضي بين أوساط المعاقين في الدولة، واليوم أنظر إلى أين وصلت إنجازات المعاقين في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية والدولية، وكذلك أسهمت في بناء نادي الثقة كعضو مؤسس للنادي، وهذا أيضاً يعتبر نوعاً من التحدي لبناء نادٍ للمعاقين بكامل المواصفات الدولية ومجهز بكل الأجهزة التي تساعد على ممارسة المعاق لكل هواياته، وعلى ذكر التحدي أذكر أننا بعد انتهاء الدراسة بدأت أبحث عن وظيفة ولكن كنت أجد الكثير من التبريرات وأدركت حينها كم هي معاناة المعاق، لكننا اليوم وبفضل رعاية الدولة وشيوخنا الكرام أصبح المجتمع ينظر للمعاق بشكل مختلف، بل ويقبل به كعضو عامل وفعّال.

ويضيف قائلاً: قد تكون البداية صعبة بالنسبة للمعاق، وتكبر الصعوبة عندما يفكر في إرساء أسرة له، فيكون الخيار هنا صعباً جداً، لكنني وبقوة الإصرار والعزيمة استطعت أن أكون لنفسي أسرة سعيدة مكونة من زوجة وثلاث إناث هن أمل وسمية وميرة، وبهذا أرى أن الله قد أكرمني في تحقيق معظم طموحاتي رغم إعاقتي، وأقول لكل معاق لا تدع المعوقات تقف أمام طموحاتك بل اعمل على تحقيقها فهي من مكتسباتك وحقوقك.

شكر وتقدير

أراد عبدالغفور الرئيسي أن ينقل شكره وتقديره للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والتي وصفها بأم المعاقين، وقال إنها اهتمت بكل قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، ووفرت لهم كل التجهيزات، وعملت على تحقيق طموحاتهم وآمالهم في الحياة، وقال إن للشيخة جميلة فضلاً كبيراً في تطوير الحركة الرياضية بين أوساط المعاقين، والذين حققوا في هذا المجال إنجازات كبيرة، كانت مصدر فخر للدولة وللمعاقين.

Email