عبدالله غباش: الإمارات تهتم بأوضاع شعوب العالم الإسلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي عبدالله بن محمد سعيد غباش وزير دولة أن الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تتابع باهتمام بالغ أوضاع شعوب العالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامية وتواصل حرصها على توفير المساعدات الإنسانية والإنمائية للعديد من الدول الإسلامية، وأعلن تبرع الدولة بمبلغ مليوني دولار لصالح صندوق التضامن الإسلامي ووقفيته ليتمكن من مواصلة دوره الإنساني النبيل.

وقال معاليه في كلمة دولة الإمارات العربية المتحدة أمام الدورة 40 لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي اختتم اعماله أمس في كوناكري ان هذا التبرع يأتي انطلاقا من تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على ثوابت السياسة الخارجية للإمارات العربية المتحدة، التي تقوم على الالتزام بانتمائها الخليجي والعربي الإسلامي، وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم، ومراعاة حسن الجوار واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.

واضاف معاليه في كلمته "انه انطلاقا من هذه المبادئ، وحرصا على ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، فإن حكومة بلادي تعبر مجددا عن أسفها لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وتطالب باستعادة سيادتها الكاملة على هذه الجزر، ونؤكد ان جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها إيران باطلة وتخالف القانون الدولي، وندعو إلى حث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة المتكررة للإمارات العربية المتحدة، الداعية لتسوية عادلة لهذه القضية، إما عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في النزاع وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي".

إبهار العالم

وقال معالي عبدالله بن محمد سعيد غباش "إن شعب الإمارات العربية المتحدة والمقيمين فيها قد احتفلوا في الثاني من ديسمبر ابتهاجا باليوم الوطني الثاني والأربعين، وفرحا بالنجاح الباهر الذي أحرزه ملف دولة الإمارات لاستضافة مدينة دبي معرض إكسبو 2020، والثقة العالمية الكبيرة التي حازت عليها، وإننا بهذه المناسبة نتقدم بالشكر الجزيل لكل الدول الإسلامية الشقيقة التي ساندت وصوتت لصالح مدينة دبي، وعبرت عن ثقتها بأنها قادرة على احتضان هذا الحدث الكبير لأول مرة في الشرق الأوسط وفي دولة إسلامية عضو في منظمة التعاون الإسلامي، كما وعد بذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فإن دولة الإمارات ومدينة دبي ستقوم بإبهار العالم وستقدم نسخة إبداعية وخلاقة لمعرض إكسبو 2020".

واضاف "لقد تمسكت بلادي دائما بترسيخ قواعد التسامح ونبذ العنف والاعتراف بالآخر واحترام حقوق الإنسان والشعوب، وعملت بجهد على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والوسطية وإشاعة روح المحبة والسلام، وبذلت طاقات كبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف والتعصب الديني والمغالاة والكراهية، وانطلاقا من هذا فإننا لا نخفي ما نشعر به من قلق عميق مما تشهده المنطقة العربية من أحداث أطلت فيها الفتن الطائفية وتصاعدت الأعمال الإرهابية وتزايد التحريض على العنف، مما أدخل المنطقة وشعوبها في حالة من الاستقطاب العنيف، وانعدام الاستقرار وتراجع التنمية، وأدت هذه التطورات إلى شيوع الخوف على مصير الدولة الوطنية وهز دعائمها وتبديد ثرواتها وتقويض اقتصادها وبناها الأساسية، الأمر الذي يهدد بانزلاق شباب المنطقة إلى دائرة لا تنتهي من التطرف والعنف واليأس من انعدام الفرص والخوف من المستقبل..

من هنا، ومن هذا المنبر، نعبر عن خيبة أملنا وإحباطنا العميق لعدم قدرة المجتمع الدولي، حتى الآن، على وضع نهاية للمأساة الخطيرة المتفاقمة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق جراء الأعمال العسكرية والقصف العشوائي الممنهج الذي تقوم به قوات النظام السوري، ومن جراء سيل الدماء والضحايا، واستمرار تشريد الملايين، في أخطر انتهاك للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يمارسه النظام السوري، ونحن على قناعة بأن وضع حد لهذه الملهاة التراجيدية لن يتحقق إلا من خلال انتقال منظم للسلطة يلبي طموحات وتطلعات الشعب السوري الشقيق".

النازحون السوريون

وقال معالي عبدالله بن محمد سعيد غباش: "في مواجهة الأزمة الإنسانية الحادة التي يتعرض لها الشعب السوري، خاصة اللاجئين والنازحين والجرحى، قامت دولة الإمارات بواجباتها تجاه عمليات الإغاثة المستمرة للشعب السوري، ولا تزال تمده بالمعونات والمستشفيات والأدوات والفرق الطبية، وتدعو إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، بما في ذلك عبر الحدود، للتخفيف من معاناتهم".

استقرار مصر

 

قال معالي عبد الله بن محمد سعيد غباش "انه في سياق دفع المنطقة العربية باتجاه الاستقرار والعمل على مستقبل واعد، يبرز دور جمهورية مصر العربية كدولة محورية يعبر استقرارها وسلمها الأهلي عن بدء تعافي المنطقة، ومن هذا المنطلق تتابع دولة الإمارات بكل اهتمام التطورات التي تجري في مصر، انطلاقا من إيمان بلادي الراسخ بالأهمية الكبرى للدور المحوري لمصر في كفالة الاستقرار والتنمية والازدهار، وإن مصر المستقرة والمطمئنة تمثل حجر الزاوية للأمن والسلام، ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم أجمع.

لذلك فإن دولة الإمارات ترى أن التدابير السيادية التي قامت بها حكومة مصر لحماية أمنها والخطوات التي أنجزتها في سبيل تنفيذ خريطة المستقبل المؤيدة شعبيا تؤكد المصداقية التي تتمتع بها الحكومة في مصر، وأنتهز هذه الفرصة لأناشد جميع الدول الأعضاء، وبقية المجتمع الدولي، للعمل على دعم جمهورية مصر العربية في هذه المرحلة المفصلية ومساندة الجهود المخلصة لحكومتها لتثبيت دعائم الاستقرار والتنمية والحكم الدستوري المدني.

Email