انجز في 32 مليون ساعة عمل بطول 6.3 كيلو مترات

نفق الشيخ زايد معبر التنقل الممتع في العاصمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني الحادي والأربعين، كانت أبوظبي العاصمة على موعد مع افتتاح شريان استراتيجي عملاق للتنقل بين مختلف المناطق والأماكن السياحية في المدينة، وهو أطول نفق للحركة المرورية في الشرق الأوسط، إنه "نفق الشيخ زايد" في العاصمة أبوظبي الذي قدم لمرتاديه خدمة تنقل متميزة يستطيعون الاعتماد عليها في التنقل بين مختلف المناطق الحيوية في المدينة برحلة ممتعة خالية من الاختناقات المرورية.

فمتى عقدت العزم على الذهاب إلى أبوظبي والتعرف عن قرب على حجم التطور والنهضة التي تشهدها حالياً والمعالم التي تزخر بها، عليك ضبط وجهتك نحو هذا الشريان الحيوي فمن خلاله تستطيع الوصول إلى أي موقع في وقت قياسي.

32 مليون ساعة

وبعد 32 مليون ساعة من العمل المتواصل، دخل نفق الشيخ زايد في أبوظبي الخدمة، ليبدأ اعتماد قائدي المركبات عليه ليس فقط للذهاب إلى مقار أعمالهم، وإنما أيضاً للاستمتاع بهذه التحفة الفنية والتنقل بأريحية كبيرة بين المناطق المختلفة بالمدنية، حيث استطاع النفق أن يربط قلب مدينة أبوظبي بمختلف المناطق الحيوية في العاصمة، كما أتاح انفراجة مرورية كبيرة للقادمين من دبي والعين ومتجهين إلى مدينة أبوظبي.

ويوفر نفق شارع الشيخ زايد الذي يمتد بطول 6.3 كيلومترات منها 4.2 كيلو مترات طرق مسقوفة، بيئة مثالية للتنقل تتمتع بأعلى معايير السلامة والبيئة والأمان من خلال استخدام أحدث التكنولوجيا العالمية في مجال المراقبة والتحكم والإدارة لمكونات النفق، حيث يشكل جزءاً أساسياً من مشروع تطوير شارع الشيخ زايد، والذي من شأنه أن يسهم في امتصاص التدفق المروري باتجاه جزيرة أبوظبي كما يؤدي دوراً مهماً في تخفيف الضغط عن الشوارع الموازية ويوفر مسرباً مرورياً آمناً وفقاً لأعلى المواصفات والمعايير العالمية.

وقال مستخدمون للنفق إن هذا المشروع الحيوي ساهم في تقليل وقت الرحلات بين العديد من المناطق بأبوظبي بنسبة تقارب 70 %، معتبرين أنه أحد أهم مشاريع البنية التحتية في الإمارة خلال القرن الحادي والعشرين، كما قدم حلولاً استباقية هامة لاستيعاب حركة مرورية كبيرة متوقعة جراء الطفرة السكانية والعمرانية المتصاعدة التي تشهدها العاصمة.

80 % توفيراً في الوقت

وذكر عبد الرحمن العقادي ان اعتماده على نفق الشيخ زايد في الذهاب صباحاً إلى عمله، اسهم في تخفيض وقت رحلته بنسبة 80 %، فقبل افتتاح النفق كان يستغرق 40 دقيقة للوصول إلى مقر عمله بجوار "متنزه خليفة، إلا أنه اليوم وبعد دخول النفق الخدمة أمكنه الوصول إلى مقر عمله في 10 دقائق فقط.

مضيفاً: إن شارع ونفق الشيخ زايد أدى إلى ارتفاع الطاقة الاستيعابية لحركة المركبات في الاتجاهين بما يقدر بنحو 25 ألف مركبة في الساعة، وهو الأمر الذي حقق انسيابية في الحركة المرورية، وخفف الضغط على مختلف محاور مدينة أبوظبي.

معبر ومتنزه

من جانبه أوضح مجدى إبراهيم أن نفق الشيخ زايد في أبوظبي لم يعد مجرد وسيلة مثالية للذهاب إلى مقر العمل وحسب، وإنما يحرص العديد من قائدي المركبات على التنزه في مختلف أرجاء الإمارة باستخدامه، لكونه يقدم لهم خدمة مرورية متطورة، مشيراً إلى أن مشروع شارع ونفق الشيخ زايد يعد تجسيداً حياً للتطور الهائل في البنية التحتية بإمارة أبوظبي والدولة بشكل عام، مؤكداً أنه حرص على استخدام نفق الشيخ زايد في اليوم الأول لتشغيله، حيث وجد انسيابية كبيرة في الحركة المرورية، كما رصد انخفاضاً كبيراً في زمن الرحلات وصل إلى أكثر من 70 %، حيث كانت تستغرق الرحلة من شارع هزاع بن زايد إلى منطقة الميناء في أبوظبي نحو 35 دقيقة، في حين أصبحت تستغرق الرحلة بعد افتتاح النفق الرئيس بشكل كامل نحو 12 دقيقة فقط.

أنظمة متطورة

وتفصيلاً، يتكون النفق من 8 مسارب للمركبات ذهاباً وإياباً، ويضم 20 شاشة مرورية إلكترونية تستخدم لأول مرة في الإمارة، إذ قامت بلدية أبوظبي بإعداد الأنظمة المرورية الإلكترونية وتصميمها بما يحقق التنقل الآمن والفعال ضمن الجداول الزمنية، فيما تتم متابعة الحركة المرورية في النفق الرئيسي للمشروع من خلال كاميرات المراقبة ومجسات الاستشعار، إضافة إلى التشغيل الفعال لنظام الإشارات المرورية في الطرق السطحية ومراقبة الازدحام المروري والمتابعة والإبلاغ عن أعطال الأنظمة المرورية والتنسيق مع قسم الصيانة لإصلاحها.

وتعتمد الإنارة الداخلية للنفق على أحدث تقنيات الإضاءة العالمية وأنظمتها التي تعتبر الأحدث على مستوى الشرق الأوسط، إذ توفر للمستخدمين بيئة آمنة خلال قيادتهم لمركباتهم داخل النفق، وبما ينسجم مع متطلبات البيئة والسلامة والأمن، حيث تتيح أنظمة الإنارة المتوافرة فيه ترشيداً في الاستهلاك تصل نسبته إلى نحو 60 %.

حالات الطوارئ

 

تم تزويد نفق الشيخ زايد بنظام التوجيـه والإرشـاد الصـوتي في حــالات الإخلاء، ويستخدم هذا النظام في حالات الطوارئ، أو الإخـلاء لبث الرسائل الصوتية المبـاشــرة أو المسجـلة مسبـقاً لإرشاد المستخدمين إلى مخارج الطوارئ، أو توجيههم من خلال غرفة التحكم، وكذلك النظام الاحتياطي للتغذية بالطاقة الكهربائية؛ الذي يقوم بتشغيل مولدات الطاقة الكهربائية الاحتياطية بشكل أوتوماتيكي في حال انقطاع مصادر التغذية الكهربائية لضمان استمرار عمل جميع أنظمة النفق؛ مدعوماً بنظام الإضاءة الكهربائية الذي يضبط الإنارة الداخلية للنفق طوال أوقات اليوم بناء على الإضاءة خارج النفق. ويحتوي النفق كذلك على النظام الكهربائي الذي يقوم بعملية توزيع الطاقة الكهربائية على جميع مرافق النفق ومساراته، ويراقب نظام "سكادا" عمل هذا النظام بالإضافة إلى جميع أنظمة النفق الأخرى.

 

إرشادات إلكترونية متوالية

 

تم تزويد النفق بنظام اللوحات الإلكترونية المتغيرة، والذي يقوم بإعلام السائقين عن حالة الطريق من خلال بث الرسائل المباشرة على اللوحات الإلكترونية المرورية أمامهم، كما يمكن من خلال النظام التحكم بلوحات السرعة واللوحات التي تبين حالة كل مسار من المسارات المرورية داخل النفق وسرعة الحركة المرورية.

ويتضمن النفق كذلك نظاماً للكشف عن الحوادث داخل النفق والإبلاغ عنها فوراً إلى غرفة التحكم الرئيسية بالإضافة إلى الكشف عن توقف السيارات داخل النفق أو بطء الحركة المرورية أو السير بعكس الاتجاه، يضاف إلى ذلك نظام العرض التلفزيوني الذي تم تركيبه في غرف التحكم بالنفق بما يسمح بمشاهدة النفق عن طريق عرض ما تبثه وتلتقطه كاميرات المراقبة، كما تم تركيب هذا النظام في مركز التحكم بالأنظمة المرورية لمدينة أبوظبي.

 

 

«سكادا» أحدث أنظمة المراقبة والتحكم

حرصت بلدية مدينة أبوظبي على تزويد نفق الشيخ زايد بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة وهو نظام "سكادا" المعني بالمراقبة والتحكم وجمع البيانات، ويعتبر أكثر الأنظمة المتطورة على مستوى العالم؛ والذي يمكن من خلاله التحكم بمجمل الأنظمة الأخرى الموجودة في النفق، ويّمكن النظام المشرفين والمشغّلين في غرفة التحكم المركزية بالنفق من المراقبة والتحكم بجميع الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والإلكتروميكانيكية، وذلك بالإضافة إلى نظام التحكم بالحركة المرورية ولوحات الرسائل المتغيرة وغيرها من الأنظمة الموجودة داخل النفق.

ويتوافر نظام "سكادا" في ثلاثة أماكن وهي غرفة التحكم الرئيسية وغرفة التحكم الفرعية بالإضافة إلى مركز التحكم بأنظمة المرور في مدينة أبوظبي، كما يحتوي نفق شارع الشيخ زايد على نظام الإشارات المرورية للتحكم بمداخل النفق، وهو نظام للإشارات الضوئية يمكن من خلاله التحكم بدخول المركبات إلى النفق بحيث يمكن في حالات الحوادث الجسيمة أو الطوارئ داخل النفق القيام بإغلاق النفق عن طريق هذا النظام وتحويل الحركة المرورية إلى الطرق السطحية.

ومن الأنظمة المتطورة المستخدمة في النفق كذلك نظام متابعة وإحصاء المركبات الذي يعمل بالوقت الفعلي على متابعة حركة المركبات وإحصائها، حيث يمكن الاستفادة من مخرجات هذا النظام في الدراسات المرورية المستقبلية، وكذلك نظام المراقبة بالكاميرات التلفزيونية المغلقة الذي يمكن من خلاله متابعة الحركة المرورية المتدفقة في النفق، كما يمكن من خلال هذا النظام الكشف عن الحوادث المرورية فوراً، وتغطي هذه الكاميرات النفق بنسبة 100%.

تصريف المياه

لقد قامت بلدية مدينة أبوظبي بتركيب نظام مضخات المياه الذي يتولى مهمة سحب المياه من داخل النفق إلى الشبكة الرئيسية لتصريف المياه الخاصة بمدينة أبوظبي، حيث يحتوي النفق على شبكة من الأنابيب لتصريف مياه الأمطار والمياه الناجمة عن عمليات التنظيف والطوارئ داخل النفق وجميعها موصولة بهذه المضخات.

كما يتوفر في نفق شارع الشيخ زايد نظام الكشف والسيطرة وإطفاء الحرائق الذي يكشف الحرائق داخل النفق عن طريق المراقبة المستمرة لدرجات الحرارة، ويعمل النظام على الكشف عن دخان الحرائق بشكل آلي عند ارتفاع درجة الحرارة عن حد معين بحيث يقوم بإرسال إنذار إلى المشرفين على تشغيل النفق عن طريق إرسال إشارة إنذار إلى نظام "سكادا" وتشغيل نظام إطفاء الحرائق وتشغيل نظام سحب الدخان وتهوية النفق وإغلاقه أمام الحركة المرورية وبث رسائل تحذيرية عبر نظام اللوحات الإلكترونية المتغيرة، ويدعم هذا النظام نظاماً لإطفاء الحرائق تم تركيبه على طول النفق وعلى الاتجاهين، إذ يمكن من خلال هذا النظام إطفاء الحرائق التي قد تحدث على كتف الطريق أو في مسار الشاحنات بهدف احتواء النار قبل أن تكبر أو تمتد.

ويضم النفق أيضاً نظام هواتف الطوارئ الذي يتصل بغرف التحكم في النفق، وقد وزعت هواتف الطوارئ على جانبي النفق وفي الاتجاهين بمسافة تتراوح بين 70 متراً إلى 100 متر، ويكفي رفع سماعة الهاتف للتحدث مباشرة إلى الموظفين في غرفة التحكم.

 

لمسات جمالية

حرصت بلدية أبوظبي على إضفاء لمسة جمالية على النفق تعكس مدى التطور والتقدم في الإمارة، وتم تزويده بنظام تهوية متطور يقوم في حال الحرائق بسحب الدخان إلى خارج النفق أو باتجاه محدد حسب موقع الحريق، كما يعمل على تجديد الهواء في النفق في حال ارتفاع نسبة الغازات، إضافة إلى نظام التحكم البيئي الذي يعمل باستمرار على قياس نسبة التلوث في الهواء الداخلي للنفق ومراقبة مستويات الغازات السامة المنبعثة من عوادم السيارات، وعند ارتفاع نسبة هذه الغازات يقوم هذا النظام بتشغيل المراوح الخاصة بسحب الدخان وتهوية النفق بشكل آلي.

شاحنات

أولت بلدية أبوظبي عناية كبيرة لحماية مكونات النفق من أية أضرار قد تحدث، وذلك بتركيب نظام مراقبة ارتفاع الشاحنات الذي تم تركيبه قبل مداخل النفق بمسافة كافية، ويهدف إلى الكشف عن الشاحنات التي يزيد ارتفاعها عن الحد المسموح به لدخول النفق، بهدف تجنب أية أضرار قد تحدث في بنية النفق نتيجة اصطدام الشاحنات المرتفعة به، بالإضافة إلى نظام إدارة عمليات الصيانة، حيث يمكن من خلال هذا النظام متابعة عمليات الصيانة للأنظمة داخل النفق.

Email