في جهود وزارة التربية ونشاط المعلمين

اختبارات اللياقة البدنية تساهم في إحياء الرياضة المدرسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر اللياقة البدنية عنصرا مهما عند معلمي التربية الرياضية، إذ كان الطلاب لفترة وجيزة يعانون من قلة النشاط لدى المدرس، المتخم بوزنه الزائد، ولكن سرعان ما تبدلت هذه الصورة بعد أن أجرت وزارة التربية والتعليم اختبارات اللياقة البدنية وبدأت الحيوية تعود إلى صفوف المعلمين، إلى جانب ذلك ناقش برنامج العلم نور الذي يبث على اذاعة نور دبي التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، مدى تأثير هذه الاختبارات على المعلمين، ضمن تساؤل: هل ستعيد هذه التجربة الرياضة المدرسية الى الواجهة؟،

وزارة التربية والتعليم أجرت اختبارات اللياقة لمعلمي التربية الرياضية العام الماضي وكان هناك بادرة من قبل المعلمين بحسب حسن لوتاه مدير ادارة التربية الرياضية للمعلمين الذين يعانون من زيادة الوزن وكان بالفعل له تأثير على الاوزان، كما أن الرشاقة تساعد على عمل التمرينات المطلوبة للاختبارات، حيث طرح برنامج العلم نور تساؤلا لمعرفة رأي الميدان التربوي حول تأثير الاختبارات.. وهل ستُعيد الرياضة المدرسية واللياقة البدنية إلى الواجهة من أجل طالب سليم صحياً ومعافى بدنياً؟.

وأوضح لوتاه، أن الوزارة بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من اختبارات اللياقة البدنية لمعلمي ومعلمات التربية الرياضية على مستوى الدولة، وذلك في إطار مبادرات إستراتيجية تطوير التعليم، من أجل طالب سليم صحياً، ومعافى بدنياً، وقادر على ممارسة حياته في بيته ومدرسته ومجتمعه، بشكل طبيعي، وخالياً من أية أمراض، وبخاصة تلك التي ترتبط بالسمنة والسكري. وتسعى وزارة التربية، من خلال هذه الاختبارات إلى رفع اللياقة البدنية والصحية لمعلم التربية الرياضية، باعتباره محور تحقيق هذا الهدف.

شركة تدريب

من جانبه قال سلام الخطاط منسق التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة متمثلة في ادارة التربية الرياضية تعاقدت مع شركة لتدريب كافة معلمي ومعلمات التربية الرياضية والبالغ عددهم 900 معلم ومعلمة على تأدية الاختبارات بالشكل الصحيح حتى يتمكنوا من عمل الاختبارات من دون عناء، وذلك وفق جدول زمني محدد لكل منطقة تعليمية، وبشكل دوري، وبمعدل مرتين في العام الدراسي، الأولى في شهر يناير، والثانية في شهر مايو، وتعد نتائج هذه الاختبارات مرجعاً معتمداً لتقييم مستوى معلمي ومعلمات التربية الرياضية في المدارس، ويدخل ضمن التقويم المهني لأدائهم.

وأكد أن المعلمين على دراية كافية بالاختبارات ولكن المعايير الدولية المستحدثة بشكل مستمر تتطلب التعرف على الوسائل الحديثة والطرق المختلفة لتأدية الاختبارات.

إشراف

وحول موضوعية وشفافية هذه الاختبارات قال الدكتور محمد بلال موجه التربية الرياضية بمنطقة الشارقة التعليمية، إن هناك إشرافا كاملا من متخصصين في اللياقة البدنية والصحية، والتربية الرياضية، لضمان الحيادية والشفافية، وصدق الاختبارات.

وأضاف بلال، إن هذه الاختبارات، تتم بشكل عام، وفق معايير معينة، وعلى حسب سن كل معلم ومعلمة، وبالتالي لم يتم إقصاء أي أحد من معلمي التربية الرياضية، خلال الاختبارات السابقة، مشيرا إلى أن هدف ادارة التربية هو أن يتمتع المعلم والمعلمة، بالصحة، واللياقة، ويكون لدية قوام لائق حتى تعود الفائدة على المعلم ومن ثم بالتبعية ينتقل للطلبة، باعتبارهم المحور الرئيسي للعملية التعليمية.

وذكر أن الاختبارات تشكل عبأ نفسيا وليس بدنيا على المعلمين نظرا لكونها المؤشر الوحيد لتقييمهم، لذلك نسعى دائما إلى تحفيز المعلمين والمعلمات للمحافظة على صحتهم و زيادة قدراتهم البدنية والصحية، بما يساعدهم على القيام بمهام مهنتهم ويتناسب في الوقت ذاته مع أهداف العملية التربوية والتعليمية.

وأكد أن معلم التربية الرياضية يطلب منه سنويا مشروع وخطه لمحاربة السمنة وامراض قلة الحركة لدى طلبة المدرسة، وبالتالي تقوم المدارس، بمتابعة مستمرة للطلبة المصابين بالسمنة، صحياً، وتقوم أيضاً بالتواصل مع أولياء الأمور، في هذا الصدد، وذلك من خلال برامج خاصة بالتمرينات والتغذية، ومدى تقدم وضع الطالب، كما أن المعلم يحرص على إشراك هذه الفئة من الطلبة في المنافسات والأنشطة الرياضية المدرسية كما يطلب منه أن يهتم بنفسة من خلال منظومة عمل متكاملة (بدني ومهاري وسلوكي وذهني ونفسي) وذلك حتى يستطيع ان يتعامل مع الطالب ويرفع نسبة المهارات البدنية عند الطلبة.

اقتراحات

ووجه الدكتور محمد بلال، أولياء الأمور، والطلبة، والإدارات المدرسية إلى ضرورة الاهتمام بحصص التربية الرياضية، مؤكدا أنها مادة أساسية، ولابد أن يتم ممارستها داخل المدرسة، وخارجها، فكل ذلك، سوف ينعكس ايجابيا على الطالب، كما أنه اقترح تطوير المناهج بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية للرياضة بما يتناسب مع القدرات العقلية للطلبة ( البدنية والمهارية)، كما وجه بضرورة الاهتمام بتوسيع البنية التحتية للرياضة من حيث عمل الصالات الرياضية والمسابح والقاعات، وتوفير اجهزة رياضية حسب نوع التخصص في الرياضات.

وذكر أن الهدف من إقامة الاختبارات مرتين هو الوصول إلى مؤشرات عند مستوى المعلم البدني والصحي على مدار العام الدراسي، وذلك ينعكس على انجازاته داخل الفصل، مؤكدا أن الاختبارات لا تعيق المعلمين عن تأدية حصصهم لأنها تتم خلال يوم واحد، وحسب جدول زمني في المناطق التعليمية والهدف منها المحافظة على لياقته وقدراته. وتكون خارج الدوام المدرسي وبالتالي لا تعيقه عن التدريس والقيام بمهامه.

تقنين

وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة مروة فتحي موجهة التربية الرياضية بمنطقة دبي التعليمية، أن الاختبارات تم اختيارها بحيث تكون مقننة علمياً ومنهجياً، فهي اختبارات تقيس عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، وهي 5 اختبارات، تبدأ بالكشف الطبي على المعلم أو المعلمة، من قبل أطباء الصحة المدرسية أو طبيب معتمد، يحدد ما إذا كان المعلم قادراً على أداء الاختبارات أو لديه مشكلة صحية، مشيرة إلى أن هناك مجموعة من القياسات خاصة بالوزن والطول وغيرها، بالإضافة إلى بعض المقاييس المعيارية الموضوعة للرجال والنساء ومقسمة على 5 فئات من 20 سنة لحد 60 سنة. ومن ثم ينظر للنتائج الخاصة لكل معلم ومعلمة، ويتم إرسال النتائج إليهم، ومن ثم يبدأ بتقييم نفسه، هل هو بحاجة لتحسين أو يحتاج إلى المحافظة على المستوى الذي وصل له.

وعن كيفية الوصول إلى طالب سليم بدنياً ومعافى صحياً، باعتباره من أهم أهداف استراتيجية تطوير التعليم. قالت فتحي، إنه لكي نستطيع الوصول إلى طالب سليم بدنيا ومعافى صحيا، لابد من التزام الطالب، ومداومته على حصص التربية الرياضية، والمشاركة في الأنشطة الداخلية على مستوى المدرسة والمنطقة والدولة.

وأضافت بأن هناك بطولات تنظمها إدارة التربية الرياضية على مستوى الدولة، وتكون فرصة لتحقيق معدلات عالية صحياً وبدنياً ونوهت فتحي، بضرورة الاهتمام بالطالب داخل المدرسة، واكتشاف القدرات والمواهب التي تأهله إلى المشاركة في العديد من المسابقات والمنافسات، سواء على مستوى المدرسة، أو المنطقة، ومن ثم على مستوى الدولة، والوصول إلى المنافسات الدولية، والمسابقات العالمية والتمثيل المشرف للدولة في هذه المحافل.

Email